المونديال يحقق 13.6 مليار دولار أرباحا للاقتصاد البرازيلي..ويوفر 3 ملايين فرصة عمل..وينعش السياحة بـ600 ألف زائر

[ميدو الشورة]

فى الوقت الذى تتزايد فيه الشكوك حول قدرة البرازيل فى تنظيم بطولة كأس عالم ناجحة لكرة القدم قبل 24 ساعة من انطلاق المونديال فى ظل مشكلات صاحبت عمليات الاعداد والتأخير فى الانتهاء من الاستدادات وتصاعد حدة الاضرابات المناهضة لتنظيم العرس العالمى غاب عن الكثيرين متابعة الخطة الشاملة التى وضعتها البرازيل من اجل تحقيق اقصى استفادة اقتصادية لتنظيم البطولة.

وفى حقيقة الامر فإن البرازيل تأمل فى تحقيق مكاسب مالية كبيرة ولاتسعى فقط من اجل تحقيق المجد الكروى بالفوز باللقب السادس فى تاريخها والاول على ارضها.وصرح وزير السياحة البرازيلى فينيسيوس لاجيس لموقع ياهو مؤخرا قائلا "كأس العالم ليس صداعا اقتصاديا ولكنه محفز للتنمية فى البرازيل.وكان عاملا حاسما فى تحديث بنيتها التحتية".

وتوقع ان يضيف كأس العالم 6ر13 مليار دولار للاقتصاد البرازيلى الذى يصنف حاليا بوصفه اكبر رابع اقتصاد فى العالم.

وتوقعت وزارة السياحة ان ينفق السياح المحليون والاجانب نحو 25 مليار ريال خلال البطولة حيث يقدر قدوم 600 الف سائح اجنبى بجانب 3 ملايين من البرازيليين يقومون بسياحة داخلية.

كما ان الانفاق الذى تم على البنية الاساسية وتنظيم كأس العالم يمكن ان يؤدى لزيادة بنسبة 79 فى المئة فى التدفق السياحى على البرازيل خلال العام الحالى وربما يكون له تاثير اكبر فى العام المقبل.

كما ان العائدات المتوقعة للشركات البرازيلية تقدر بنحو 94ر5 مليار ريال برازيلى.

فى الوقت نفسه ذكر تقرير لمؤسسة ايرنست اند يونج تيركو حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لكأس العالم ان البطولة يجب ان تخلق 36ر3 ملايين فرصة عمل ودخلا قيمته 48ر63 ريال برازيلى خلال الفترة من 2010 وحتى 2014 ذلك بالاضافة لعائدات البطولة التى تقدر بمبلغ 13ر18 مليار ريال برازيلى.

وقدر التقرير تأثير تنظيم البطولة على قطاعى السلع و الخدمات بمبلغ 79ر112 مليار ريال برازيلي وتتصدر قائمة القطاعات المستفيدة التشييد والاغذية والمشروبات وخدمات الاعمال وخدمات الاعلام والمعلومات.

من ناحية أخرى ذكر تقرير لمؤسسة موديز للتصنيف الائتماني أن الحدث الذي ينظم على مدى 32 يوما سيحقق زيادة كبيرة في المبيعات على المدى القصير.

غير أن هذه التقديرات المتفائلة لا تخفي مخاوف من أن يترك تنظيم البطولة أثارا سلبية كما حدث عند تنظيم كاس العالم الماضية فى جنوب افريقيا أو عند تنظيم كأس العالم فى الولايات المتحدة عام 1994 حيث ادى لخفض فى الدخل بلغ 712 مليون دولار مقارنة بالتوقعات لكل مدينة مضيفة للحدث فى المتوسط.

غير انه رغم التقديرات المتفائلة فإن المتابعين لا يمكنهم ان يغفلوا حقيقة ان الفساد سيشكل نسبة كبيرة من الاموال التى ستجنيها البرازيل من تنظيم المونديال وهو ربما يكون السر وراء الاحتجاجات المناهضة لتنظيم البطولة.

ويشير هؤلاء كمثال على ذلك الى قيام اندراد جوتيريز أحد اقطاب الاعمال بانشاء كونسورتيوم أعمال قام بأعمال استاد برازيليا لحساب الحكومة مقابل 5ر1مليار دولار بينما كانت التكلفة المقدرة تبلغ 700 مليون دولار.

كما يشير مراقبو الحسابات الى ان الممارسات الخاطئة أو التخطيط السئ أدى لزيادة تكاليف استضافة الحدث بواقع 28 مليون دولار فى هذا المشروع وحده.

ومع ذلك ورغم كل الحديث عن التجاوزات والتخطيط السئ والفساد الذى قد يحيط ببعض العمليات فإن العالم اجمع ينتظر على احر من الجمر ليتابع على مدى 32 يوما اكبر حدث كروى ينظم كل اربع سنوات وسوف ينتظر بشغف حتى يوم 13 يوليو المقبل ليعرف من هو البطل الجديد فى ارض السامبا.