بركات يتهم الاهلى بالخيانه وورده ينصحه بالاعتزال

[ميدو الشورة]

وجه الناقد الرياضى محى وردة نصيحة الى محمد بركات نجم الاهلى بالاعتزال عقب نهاية الموسم حفقاظا على تاريخه الطويل مع القلعة الحمراء .



وقال فى مقاله بالوطن "عندما شاهدت محمد بركات، لاعب الأهلى، متأثراً، يحتبس دموعه عقب إحرازه هدف فريقه الثانى أمام ليوبارد الكونغولى فى السوبر الأفريقى، وبعدما تابعته يغادر إلى غرفة خلع الملابس رافضاً الاحتفال مع زملائه ببطولة غالية على الأهلى وجماهيره، لأسباب ليس موضعها الآن تذكرت على الفور قصيدة الراحل العظيم إيليا أبوماضى «ابتسم» التى يقول فى بعض أبياتها:



قال السماء كئيبة وتجهما.. قلت، ابتسم يكفى التجهم فى السما



قال الصبا ولى، قلت ابتسم.. لن يُرجع الأسفُ الصبا المتصرما



قال التى كانت سمائى فى الهوى.. صارت لنفسى فى الغرام جهنما



خانت عهودى بعدما ملكتُها.. قلبى، فكيف أُطيقُ أن أتبسما



قلتُ ابتسم واطرب فلو قارنتها.. لقضيت عمرك كله متألماً.



وتخيلت بركات يناجى الأهلى «محبوبه» متهماً إياه بالخيانة؛ لأنه لم يوفر له الظروف المناسبة لتجديد عقده بالقدر الذى يناسب عطاءه، وكأن الأهلى، الذى كان سبباً فى شهرة اللاعب وسعادته على مر سنوات طوال، صار هو نفسه مصدراً لآلامه.



ولكنها سُنة الحياة أن ينتهى دور كل منا فى عمله وفى بيته وحياته، وعلى بركات أن يستوعب ذلك ويختار بنفسه الوقت المناسب لإعلان اعتزاله، أو أن يترك لنفسه الموسم الحالى حتى نهايته ليحكم على نفسه وقدراته وهل يستطيع أن يستكمل مشواره مع الفريق بالشكل الذى يحافظ على صورته كواحد من أبرز اللاعبين فى تاريخ الكرة المصرية.



فـ«بركات»، لاعباً وإنساناً، لا يختلف عليه أحد، والكل احترم فيه اعتزاله اللعب الدولى وتمسكه بقراره، رغم محاولات إقناعه بالعدول عن هذا القرار لفترات طويلة، خصوصاً أن القرار لم يكن فى إطار لى الذراع والرغبة فى تحقيق مكاسب مادية أو معنوية، وهو ما يؤكد أنه إنسان يحترم نفسه، وقادر على اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب، لذا أتمناه أن يجلس مع نفسه ويحدد خطوته المقبلة حتى لا يقع الصدام نهاية الموسم إذا ما استمر عدم التجديد، خصوصاً أنه يرفض المبلغ المعروض عليه من إدارة النادى ويراه غير مناسب لعطائه للقلعة الحمراء وهو كبير.



فبركات تميمة حظ الجماهير الأهلاوية، ويكفيه أن الأهلى لم ينهزم من الزمالك فى وجوده لاعباً منذ انتقاله قادماً من العربى القطرى موسم 2005، كما حقق مع الفانلة الحمراء 24 بطولة؛ منها 7 بطولات دورى و6 كأس سوبر محلية، و4 بطولات دورى رابطة الأندية الأفريقية، ومثلها لكأس السوبر الأفريقية، وخاض مع الأهلى غمار بطولة كبرى بحجم كأس العالم للأندية 4 مرات، وساهم بفعالية فى الوصول للمركز الثالث على مستوى العالم.



كما خاض بركات مع الأهلى 227 مباراة، وسجل 50 هدفاً، منها 39 هدفاً فى الدورى، ولعب 70 مباراة دولية، وكلها أرقام يفخر بها أى لاعب، خصوصاً إذا ما فاق حجم إنجازه تاريخ أندية كثيرة مجتمعة، ولكن تلك الأرقام تحمل مدلولاً أن صاحبها كبير وأن استمراره يتطلب أن يبقى كبيراً، فنجومية محمد أبوتريكة وإجماع الجماهير الأهلاوية فى مشارق الأرض ومغاربها على حب مانويل جوزيه، لم تقلل من عشق تلك الجماهير لنجمها، وهذا كل ما يشغلنى أن يستمر هذا الحب، وأخشى أن أرى بركات ينهى حياته فى نادٍ آخر فيخسر كل هذا مثلما خسر قبله آخرون.