|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عرفة والعيد
لا نزال نتقلّب في هذه الأيام المباركة التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها، ألا وهي أيام عشر ذي الحجة، تلك الأيام الفاضلة التي أخبر النبي أن العمل الصالح فيها يضاعف إلى أضعاف كثيرة، قال النبي صل الله عليه وسلم : ((ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر))، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء))، فقد بقي منها أفضل أيّامها وأكرمها على الله تعالى، هذا اليوم هو يوم عرفة، ذلك اليوم العظيم الذي أكمَل الله فيه الدين وأتم علينا به النعمة وأنزل فيه قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة: 3]. يوم عرفة الذي هو أساس الحج وركنه العظيم، ومن لم يقف بعرفة فلا حج له، يوم عرفة الذي تغفر فيه الزلات وتكفر فيه السيئات ويعتق الله به عباده من النار، قال النبي صل الله عليه وسلم : ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة))، وقال صل الله عليه وسلم : ((إذا كان يوم عرفة فإن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثًا غبرًا ضاحين من كلّ فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم)). يشرع فيه للحجاج كثرة الدعاء وقول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، قال : ((خير الدعاء دعاء عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)). أما من لم يكن حاجا فإنه يشرع له صيام يوم عرفة، ففي ذلك الأجر العظيم، فقد قال عندما سئل عن صيام يوم عرفة قال النبي صل الله عليه وسلم : ((أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية)). والصيام في عرفة وغيرها له أجر عظيم قال النبي صل الله عليه وسلم : ((من صام يوما في سبيل الله باعده الله من جهنم مسيرة سبعين خريفا)). ويشرع في يوم عرفة التكبير المقيد الذي يكون بعد الصلوات المكتوبة، فيكبر المسلمون بعد الصلاة ويرفعون أصواتهم به، وصفته أن يقول: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر لله الحمد". عباد الله، ولقد بقي من هذه الأيام المباركة يوم النحر الذي هو أعظم الأيام عند الله تعالى، رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وأقسم به في كتابه الكريم، وسماه: يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين حجاجًا ومقيمين، فبه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى، ويفرح المسلمون به في شتى بقاع الأرض. في هذا اليوم العظيم يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعا لسنة الخليلين محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فالأضاحي ـ عباد الله ـ شعيرة عظيمة وسنة قويمة قد ورد الفضل العظيم لمن أحياها، فقد روي عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ((ما عمل ابن ادم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة دم ، وإنها لتأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، وإن للمضحي بكل شعرة حسنة وبكل صوفة حسنة، فطيبوا بها نفسًا)) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه. ولقد حذر النبي صل الله عليه وسلم من التفريط بها لمن كان مستطيعًا، فقال : ((من وجد سعة فلم يضحِّ فلا يقربنّ مصلانا)). واعلموا ـ عباد الله ـ أن للأضاحي شروطًا وأحكامًا لا بد أن تستكملها حتى تكون مقبولة تامة، فمن شروط الأضاحي: أن تبلغ السن المعتبرة شرعًا، فمن الإبل ما تم له خمس سنوات، ومن البقر ما تم له سنتان، ومن المعز ما تم له سنة كاملة، ومن الضأن ما تم له ستة أشهر. ومن شروط الأضاحي: أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع الإجزاء، وقد بينها النبي صل الله عليه وسلم بقوله: ((أربع لا تجزئ في الأضاحي: العرجاء البين ضلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي))، ومعنى العجفاء أي: الهزيلة التي لا مخّ فيها. ويقاس على هذه العيوب ما كان مساويًا لها أو أعظم منها، مثل مقطوعة الرجل والعمياء. ومن شروط الأضاحي: أن تذبح الأضحية في الوقت المحدد شرعًا، ويبدأ وقت ذبح الأضحية من بعد صلاة العيد، قال النبي صل الله عليه وسلم : ((من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين)). ويمتد وقت ذبح الأضحية إلى غياب الشمس من ثالث أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وعلى هذا فيكون وقت ذبح الأضحية أربعة أيام: يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق. والأفضل أن تذبح نهارًا، ويجوز ذبحها ليلاً، وتجزئ الشاة في الأضحية عن الرجل وأهل بيته، وأما الإبل والبقر فتجزئ عن سبعة أشخاص. وينبغي للمسلم أن يختار الأكمل من الأضاحي في جميع صفاتها، وأن تكون من مال طيّب، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا. ومن آداب الأضاحي التي ينبغي للمسلم أن يراعيها عند ذبح أضحيته: التسمية والتكبير عند الذبح، والإحسان بالذبح بحدّ الشفرة وراحة الذبيحة والرفق بها، وإضجاعها على جنبها الأيسر متجهة إلى القبلة. والأفضل في توزيع الأضاحي أن تكون أثلاثا: يأكل ثلثًا، ويتصدق بثلث، ويهدي ثلثًا. فلا تحرموا أنفسكم ثواب الله وأجره في هذه الأيام المباركة، فاستكثروا من الطاعات والأعمال الصالحات، وسلوا الله القبول والتمام. الحمد لله رب العالمين ,,,,,,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~