|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرحمة والتيسير في الحج بين النظرية والتطبيق
الرحمة والتيسير في الحج بين النظرية والتطبيق عباد الله: إن من ينظر إلى حجاج بيت الله وهم يؤدون مناسك الحج يجد انفصاماً وانفصالاً كبيراً بين النظرية والتطبيق؛ وإن شئت فقل بين الواقع والمأمول. وسأعرض لحضارتكم صوراً واقعيةً تطبيقيةً في أداء المناسك. الصورة الأولى: التزاحم والتدافع من أجل تقبيل الحجر الأسود . فالسنة أن تقبلَّه؛ أو تشير إليه إن لم تستطع الوصول إليه؛ ولكن للأسف تجد الشباب ذوي القوة والجلد يزاحمون العجزة والضعفاء وكبار السن؛ بل والنساء؛ من أجل تقبيل الحجر الأسود ؛ مما يجلب الضرر للآخرين؛ ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إيذاء الآخرين بهذا التزاحم؛ فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:” يَا عُمَرُ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ؛ إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ وَإِلَّا فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ وَكَبِّرْ”. (أحمد والبيهقي). وبرغم حرصه – صلى الله عليه وسلم – على عمل السنة وفرحه بالعبادة؛ لكنه لم يغِبْ عنه – صلى الله عليه وسلم – ملاحظة الفروق الفردية في الأعمال التي يغلب عليها المشاحَّة، فإن تقبيل الحجر مطلب يسعى إليه الضعفاء والأقوياء، فرحمةً بالضعيف نهى عمر عن المزاحمة حتى لا يؤذي غيرَه من الضعفاء. الصورة الثانية : نفرة عرفه فنحن نعلم أن جميع الحجاج ينفرون من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب الشمس مباشرة والجميع في وقت واحد ؛ ولكم أن تتخيلوا أكثر من ثلاثة ملايين حاج ينفرون من كان واحد إلى مكان واحد في وقت واحد؛ وهذه الصورة حدثت في حجة الوداع مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم آلاف معدودة وعاتبهم على هذا التدافع والازدحام ؛ فكيف لو رأى زماننا هذا ؟!! فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه دفع مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم عرفة فسمع النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – وراءه زجراً شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: ” أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع .” (البخاري ومسلم) . والإيضاع: هو حمل الدابة على إسراعها في السير . فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم إرهاق الدواب والحيوانات مما يستدعي تزاحم الناس وإيذاءهم نهى عن هذا العنف، وأمر بالسكينة ورَبَطَ الأجر بها، حتى وإن بدى لبعض المجتهدين أن الأجر له علاقة بالمشقة. الصورة الثالثة: في رمي الجمرات فنحن نعلم أن رمي الجمرات يكون في صبيحة يوم العيد وبعد النفرة من المزدلفة؛ وكم نسمع في كل عام عن عدد كبير من الوفيات والشهداء جراء التدافع والتزاحم على رمي الجمرات؛ وخاصة أن الجميع يرمي في وقت واحد كالصورة السابقة !!! ومن يسر الإسلام ورحمته بالحجاج أنه يجوز لك أن تبدأ بأحد أعمال يوم النحر الخمسة ( الرمي – الذبح – الحلق – الطواف – السعي ) ؛ ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شئ قدم أو أخر في هذا اليوم إلا قال : ” افعل ولا حرج “ ومن هذا المنطلق حينما كنا في بعثة الحج أرشدنا الحجاج أن ينفروا من من مزدلفة إلى الحرم فيبدؤوا بالطواف والسعي ثم الذهاب إلى بقية مناسك اليوم ؛ وفعلاً ذهبنا مع الحجيج وقمنا بالطواف والسعي وانتهينا مع طلوع الشمس ثم أخذنا قسطا من الراحة ثم أكملنا المناسك في يسر ورحمة وطمأنينة بدون مشقة . بينما اعترض البعض على ذلك وقالوا : نحن نقتدي به صلى الله عليه وسلم؛ ونفعل ما فعله ؛ فحدث ما حدث من التدافع والوفيات !! عباد الله: إن الرسول صلى الله عليه أمر صحابته أن يقتدوا به في مناسك الحج فقال: ” خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ ” ( مسلم والنسائي). ولما علم الرسول شدة اقتداء الصحابة به وخاصة في مناسك الحج خشي عليهم الازدحام والتقاتل في أداء المناسك – كما حدث في واقعنا المعاصر – فرفع عنهم الحرج؛ فعن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر، ووقف بعرفة، فقال: قد وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف، ووقف بالمزدلفة، فقال: قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف” . ( أبوداود )؛ تصورت هذا المشهد من ازدحام الناس عند جبل الرحمة في أرض عرفات وقلت: لو قال النبي صلى الله عليه وسلم: وقفت ها هنا وهذا هو الموقف!! ونحرت ها هنا وهذا هو المنحر!! لتقاتل الناس وهلك الكثير ؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم كان رحيما بأمته !! وصدق الله حيث يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [ الأنبياء : 7 10 ]. أيها المسلمون: إن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم تتجلَّى في كل مظهر، ولكنها في أوقات الزحام واختلاط الأمور وما يتعلق بالعامة تكون أظهر، ففي ذلك اليوم من الأعمال ما لا يخفى مما يكون سبباً في إحراج الناس، وهذا يقتضي اليسر والرحمة في هذا التشريع؛ ليتَّسع الأمر على المسلمين، وهو من معاني ومظاهر يسره ورحمته – صلى الله عليه وسلم – بأمته.
|
18/8/2016, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: الرحمة والتيسير في الحج بين النظرية والتطبيق
جزاك الله خيرا
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~