|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آية الله في مخلوقاته
الحمد لله رب العالمين، غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل، وينادي: هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من متغفر فأغفر له ؟ ويقول: عبدي لا تعجز، منك الدعاء وعلي الإجابة، منك الاستغفار وعلي المغفرة، منك التوبة وعلي القبول، من أحبنا أحببناه، ومن عصانا أمهلناه، ومن رجع إلينا قبلناه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يا رب لك العبادة وإليك التوجه، ومنك الخشية وعليك الاعتماد، لا احتكام إلا إليك، ولا سلطان إلا لشريعتك، ولا اهتداء إلا بهديك، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغُمَّة، وجاهد في الله حق الجهاد، وهدى العباد إلى سبيل الرشاد، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين. عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أيها الأخوة المؤمنون، إن الله جل جلاله قد امتن على عباده بموسم الخيرات، فيها تضاعف الحسنات، وتمحى السيئات، وترفع الدرجات، تتوجه فيها نفوس المؤمنين إلى مولاها. ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10} ﴾ ( سورة الشمس ) وإنما خلق الله الخلق لعبادته فقال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾ ( سورة الذاريات ) ومن أعظم العبادات الصيام الذي فرضه على العباد فقال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)﴾ (سورة البقرة) ورغَّبهم فيه فقال: ﴿ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(184)﴾ (سورة البقرة) وأرشدهم إلى شكره على فرضه فقال: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) ﴾( سورة البقرة ) وحببه إليهم وخففه عليهم لئلا تستثقل النفوس ترك العادات وهجر المألوفات فقال: ﴿ أَيَّاماً مَعْدُودَةً (80)﴾ ( سورة البقرة ) ورحمهم، ونأى بهم عن الحرج والضرر، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (184)﴾ ( سورة البقرة ) فلا عجب أن تقبل قلــوب المؤمنين في هذا الشهر على ربهم الرحيم يخافونه من فوقهم، ويرجون ثوابه، ويخشون عقابه. والصوم عمل اختصه الله من بين سائر الأعمال، ففي الحديث القدسي الصحيح عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ...)) [البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ] كفى بذلك تنبيهاً على شرفه وعظم موقعه عند الله مما يؤذن بعظم الأجر عليه، فبإضافة الله تعالى الجزاء على الصيام إلى ذاته العلية تنبيه على عظم أجر الصيام، وأنه يضاعف عليه الثواب أعظم من سائر الأعمال، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمئة ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجــَلَّ: إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ، فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ)) [مسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ] فما ظنك أيها الأخ الكريم بثواب عمل يجزي عليه الكريم الجواد بلا حساب. ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ(58)﴾ ( سورة يونس) والحمد لله رب العالمين
|
27/3/2016, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
كبار الشخصيات
|
رد: آية الله في مخلوقاته
شكرا لك على ماتقدمه
|
|||
5/4/2016, 06:38 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: آية الله في مخلوقاته
جزاك الله كل خير
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~