الملائكة تحفظ الإنسان بتكليف من الله

[ميدو الشورة]

"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" سورة الرعد : آية 11: مدنية

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة بأنه من شده خوفه على الإنسان من أن يصيبه أى مكروه كلف الملائكة أن تحفظه ، وأن نفس الإنسان دائما ما تأمره بالسوء فإذا جاهدها أعانه الله تعالى على التغيير وإن لم يفعل فسيظل على عصيانه فإن الله تعالى عندما يريد أن ينزل العذاب فلا يوجد من يمنعه سبحانه وتعالى.

معنى الآية : أي أن لله سبحانه وتعالى ملائكة يتناوبون على حراسة الإنسان وحفظه ليلاً ونهاراً من الأشياء التي لا يمكن الاحتراز منها لأن مهمة الحفظة أن يحفظوا الإنسان من كل سوء. وقد يكون معنى "مُعَقِّبَاتٌ" هم الملائكة الذين يتعقبون أفعال الإنسان وكتابة حسناته وكتابة سيئاته ويمكن أن يقوما بالعملين معاً حفظه وكتابة أعماله.

وتوضح الآية أن كتابة الحسنات والسيئات هي مسألة لصالح الإنسان وحين يتعاقبون على الإنسان فكأنهم يصنعون دوريات لحماية الفرد فإن الله تعالى لم يُنزِل الملائكة ليعارضوا قدره وهذا الحفظ لا يكون من ذات الإنسان لنفسه أو من الملائكة ضد قَدَر الله والمعنى هنا ينصرف إلى أن الملائكة إنما يحفظون الإنسان بأمر الله.
فالحق سبحانه وتعالى أخضع كل الجوارح لمرادات النفس فلو كانت النفس مخالفة لمنهج الله فاللسان خاضع لها وحين يغير الناس ما بأنفسهم ويصححون إطلاق الإرادة على الجوارح فتنصلح أعمالهم وإياكم أن تظنوا أن هناك شيئاً يتأبَّى على الله أو توجد سلطة تحول دون أن يغير الله ما يريد تغييره ولن يجدوا صدراً حنوناً آخر عليهم إذا ما أراد الله بهم السوء فليس هناك وَالٍ آخر يأخذهم من الله ويتولى شئونهم وأمورهم من جلب الخير ودفع الشر.

ما يستفاد من هذه الآية الكريمة أن حينما تنصلح نفس الإنسان تصبح الجوارح مستقيمة وحين تفسد النفس تصير الجوارح غير مستقيمة.