تقديم: رحلة الإنتر الى لندن .... بداية حلم أو نهاية كابوس

[شمبات]

يستعد الإنتر الايطالي لخوض مباراة اياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا حين يحل ضيفًا على تشيلسي الانجليزي مساء الثلاثاء القادم، وكان الفريق النيرادزوري قد انتصر ذهابًا في ميلانو بهدفين مقابل هدف واحد.

الإنتر تمكن من تجاوز عقبة مباراة الذهاب بانتصار طال انتظاره خلال السنوات الماضية وإن كان ليس بالفوز المطمئن فهو بفارق هدف واحد وقد تلقى الفريق هدف قد يكون له وزن الذهب للفريق الانجليزي، ومع هذا سيسافر مورينهو بلاعبيه من أجل العودة ببطاقة التأهل للدور التالي وبداية الحلم الجميل الذي يتمنى الجميع نهايته برؤية الفريق متوجًا بالبطولة بعدما فشل في ذلك لما يزيد على الـ40 عام.

مورينهو وستامفورد بريدج ...... قصة جميلة فهل تتغير أحداثها مساء الثلاثاء !!!!.

البرتغالي جوزيه مورينهو يحظى بمكانة مميزة للغاية عند جماهير تشيلسي بعدما نجح في قيادة الفريق نحو لقبه الأول في الدوري الانجليزي بعد 50 عامًا وبجانبه العديد من الألقاب المهمة والممتازة، ولهذا يتوقع الجميع استقبال رائع للرجل البرتغالي في ملعب ستامفورد بريدج الذي لم يُهزم عليه مورينهو أبدًا في الدوري الانجليزي وطوال فترة عمله مع البلوز.

تلك القصة الجميلة جدًا ستجد تأثيرها بكل تأكيد على المدرب البرتغالي ولكن الحدث كله والاثارة كلها ستكون خلال وفيما بعد اللقاء، تُرى هل سيُحافظ مورينهو على علاقته القوية بتلك الجماهير ويتحفظ في تصريحاته سواء فاز أم خسر، أم سيُطلق للسانه العنان في توجيه بعض التصريحات اللاذعة بحق النادي ومدربه الايطالي وبعض لاعبيه، تصريحات مورينهو قد تُنهي العلاقة الجميلة بين الطرفين وفي الوقت نفسه قد تكون تأكيد لقوة تلك العلاقة.

الدفاع الايجابي أم المفاجأة الهجومية .... أيهما سلاح مورينهو في لندن !!!!.

الإنتر لم يُغامر كثيرًا في مباراة الذهاب ولعب مباراة دفاعية مع بعض الهجمات المرتدة أو المنظمة لكن على فترات متباعدة ونجح بهذا الأسلوب بخطف الفوز المهم رغم كون تشيلسي أهدر عديد الفرص السهلة، والسؤال الآن ... هل سيعتمد الرجل البرتغالي على نفس ذلك الأسلوب في مباراة الاياب مستفيدًا من تقدمه الطفيف وبالتالي يترك الملعب للاعبي البلوز ويُغلق هو مناطقه الدفاعية ويترك الحرية لمثلثه الهجومي "شنايدر وايتو وميليتو" لقيادة الهجمات المرتدة السريعة والخطيرة، أم سيلجأ المدرب الداهية الى المفاجأة الكبيرة وهي مهاجمه مرمى تشيلسي في ستامفورد بريدج وبقوة وكثافة عبر تقدم الأظهرة ودعم خط الوسط للمثلث الهجومي في محاولة احراز هدف يُربك حسابات كارلو أنشيلوتي ولاعبيه ويزيد من توترهم وتسرعهم في الوصول لمرمى جوليو سيزار !!!.

مورينهو قد يستخدم الأسلوبين في مباراة الثلاثاء القادم، فربما يلجأ للهجوم في الشوط الأول حيث التعويض ممكن ولكن بمرور الوقت سيبدأ تطبيق الأسلوب الثاني حفاظًا على نتيجة التعادل السلبي التي تصعد به للدور التالي، ولكن المهمة الصعبة للغاية ستتمثل في الحفاظ على نظافة شباكه حتى النهاية وهو أمر شبه مستحيل في وجود لاعبين مثل دروجبا ولامبارد وأنيلكا في الفريق المنافس ولهذا سيعمل الإنتر على تسجيل هدف يؤمن له على الأقل حاجة البلوز لـ3 أهداف كاملة لكي يضمن تأهله وهو ليس بالأمر السهل خاصة في وجود الدفاع الانتراوي القوي والأهم الحارس الممتاز جوليو سيزار.

بين الذهاب والاياب .... مسيرة محلية سلبية ولكن كتيبة النيرادزوري جاهزة للموقعة المرتقبة.

لعب الإنتر مباراة الذهاب في ميلانو يوم 24 فبراير الماضي وبالنظر لنتائجه قبل تلك المباراة بأسبوعين حتى الآن نجد أنه فقد 11 نقطة متتالية في السيريا آ ولم يُحرز سوى انتصار وحيد كان صعبًا للغاية على أودينيزي، وكل هذا من أجل الحلم الأوروبي حتى لو رفض الجميع هذا المبدأ ولكن يبقى ذهن اللاعبين وتركيزهم الكامل في مباراة دوري الأبطال أمام تشيلسي وهذا ما أجمع عليه المحللون في ايطاليا خاصة بعد السقوط الأخير لمتصدر البطولة أمام كاتانيا وتقلص الفارق بينه وبين الميلان في المركز الثاني الى نقطة واحدة فقط.

ذلك الجانب السلبي، لكن الجانب الايجابي يقول أن الإنتر يدخل مباراة لندن بالمجموعة الأفضل لديه ودون أي غياب مؤثر، فالأوراق الدفاعية كلها حاضرة باستثناء الروماني كريستيان كيفو وأيضًا أصحاب المهام الهجومية حاضرين وجاهزين وبقيادة الثلاثي الخطير شنايدر وإيتو وميليتو ومعهم اليدل المهم بانديف وتبقى علامة الاستفهام الوحيدة هي استبعاد ماريو بالوتيلي وهو القادر على ازعاج الدفاع التشيلساوي بمهاراته وسرعته في الهجمات المرتدة ولكن مشاكل اللاعب مع مدربه حالت دون وجوده على التذكرة المغادرة ميلانو في اتجاه لندن، وفيما يلي التشكيل المتوقع للإنتر:


جوليو سيزار

زانيتي لوسيو صامويل مايكون

كامبياسو

ستانكوفيتش تياجو موتا

شنايدر

ميليتو إيتو

التغيير صعب جدًا على التشكيل السابق، ولكن قد يحدث ويلعب زانيتي في الوسط مقابل تواجد مونتاري في الجانب الأيسر ولكنه احتمال مستبعد كثيرًا خاصة بعد المستوى الكارثي للاعب الغاني في المباريات الأخيرة وخاصة كاتانيا، وقد يحدث كذلك ويُغامر مورينهو ببداية هجومية جدًا بتواجد بانديف بدلًا من تياجو موتا ولكنه أيضًا احتمال ضعيف جدًا وإن كان واردًا بقوة في حال سجل تشيلسي لأن مورينهو سيُغير من شكل الفريق هنا ليكون بتكتيك 4-2-3-1 الأقوى هجومًا.

بالحديث عن أبرز الأسماء في تشكيل الإنتر نجد أن الحديث أولًا عن الحارس البرازيلي جوليو سيزار والذي يُعول عليه كثيرًا في الوقوف ضد هجمات البلوز وخاصة دروجبا، وبجانبه يبرز لوسيو في الجانب الدفاعي ومهمة التعامل مع الكرات الهوائية الخطيرة المنطقة من أطراف الملعب والأهم هنا هو النظر للكرة والتعامل معها وفي نفس الوقت الحذر الكبير من لدغات دروجبا الخطيرة جدًا، ومع الثنائي يبرز مايكون في الجانب الأيمن حيث سيكون مفتاح لعب هجومي مهم للفريق سواء بانطلاقاته القوية أو تمريراته العرضية المتقنة ولكن الأهم للمدافع البرازيلي هو تحصين منطقته الدفاعية وجعلها صعبة الاختراق من أطراف البلوز الخطيرة.

في الجانب الهجومي يبرز الهولندي شنايدر كمهندس للعمليات الهجومية للفريق سواء بالتمرير القصير المتقن أو التسديد من بعيد والذي سيكون أهم أسلحة الإنتر في تلك المواجهة، كذلك سيكون الاعتماد على الأرجنتيني ميليتو في اصطياد أي فرصة وترجمتها لهدف يُريح مدربه وزملاءه كثيرًا ولكن تبقى المشكلة في اللاعب الثالث والذي يُصر مورينهو على أن يكون إيتو الذي لا يجيد في هذا المركز وشخصيًا أفضل الدفع ببانديف أو بالوتيلي بدلًا منه لكن الرجل البرتغالي لازال يُعول على خبرات الكاميروني الأوروبية الكبيرة وتألقه اللافت في دوري الأبطال خلال مسيرته مع برشلونة.

كلمة أخيرة ...

تبقى المباراة بين فريقين من الأفضل في القارة العجوز في الموسم الحالي ويقودهما مدربين كبيرين للغاية ويمتلكان من الفكر ما قد يجعلها مواجهة مثيرة تكتيكيًا، وكذلك يمتلك كل فريق اللاعبين المميزين والكبار القادرين على صناعة الحدث وقيادة أي فريق للمجد الأوروبي، ولكن حالة هؤلا اللاعبين على أرض ملعب ستامفورد بريدج مساء الثلاثاء وتوفيقهم سيكون كلمة الحسم في تلك المواجهة الصعبة والخطيرة والتي يرى الكثيرون أن الفائز بها سيكون في نهائي البطولة على ملعب سانتياجو بيرنابيو خلال مايو القادم.

الإنتر يُريد مواصلة الحلم الجميل وصناعة المجد الأوروبي بعد تحقيقه محليًا وفي المقابل يُريد أنشيلوتي اظهار قدراته الكبيرة للمالك الروسي الذي جلبه من أجل عيون تلك البطولة .... فهل تكون المباراة بداية الحلم الانتراوي الجميل أو نهاية كابوس فظيع اعتادت الجماهير عليه !!!!.