الشيخ كشك ..و أسلوبه الدعويِّ المتميِّز

[malek_3006]

الشيخ كشك.. أستاذ الخطابة.. ورفيق اليتامى

بسم الله الرحمن الرحيم، نعلم أنَّ فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك -رحمه الله- كان مدرسةً في الدعوة والخطابة، وكانت خطبه تؤثِّر في كلِّ من يستمع إليه، فما سمات أسلوبه الآسِر للقلوب؟ وما الأسس التي كان يعتمد –رحمه الله– عليها في خطبه؟
يقول الأستاذ / محمود إسماعيل

ربَّما أتيح للبعض منَّا أن يتذكَّر فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك الذي نسأل الله له الرحمة والرضوان والسعادة الأبديَّة مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
ومع أنَّه رجلٌ لا يُنسَى إلا أنَّها فرصةٌ لنعيش بعض الوقت مع أسلوبه الدعويِّ المتميِّز، حتى يتسنَّى لأيِّ داعيةٍ الاستفادة من أسلوبه، بل أقول من مدرسته؛ لأنَّه يُعَدُّ صاحب مدرسةٍ محدَّدة المعالم واضحة الأساليب، كما أنَّ أهدافها ذات قيمةٍ لا يمكن تجاهلها.
والشيخ كشك رحمه الله سمَّى هذه المدرسة في عبارته المشهورة "هنا مدرسة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم"، وهذه المدرسة لم يتعلَّم فيها الشيخ كشك رحمه الله وحده، لكن تعلَّم ويتعلَّم فيها كلُّ الدعاة المخلصين الذين لا نزكِّيهم على الله تعالى.
وبدايةً لابدَّ أن نُظهِر حقيقةً هامَّة، وهي أنَّ لكلِّ خطيبٍ أو داعيةٍ أسلوبه الذي يتميَّز به، والذي يناسب نوعيَّةً معيَّنةً من الجمهور المستهدف، وأيُّ أسلوبٍ دعويٍّ له تأثيرٌ عند جمهورٍ معيَّن، وليس له ذلك التأثير في جمهورٍ آخر، وعليه فطريقة الشيخ كشك في خطبه ينبهر بها البعض، ولا يتحمَّس لها البعض الآخر، وهذا مرجعه إلى التنوُّع والتغاير في أنماط واهتمامات الدعاة أو الناس، وهذا من سنن الكون التي خلقها الله عزَّ وجلّ، فكما لا يمكن أن يفرض أحد عليَّ أسلوباً دعويًّا معيَّنا، فالمفترض كذلك ألا أفرض على الآخرين أسلوباً دعويًّا يستهويني، وبالتالي فلا يمكن أن نقبل برفع داعيةٍ وخفض آخر، ولكنَّ الواجب أن نحترم كلَّ الدعاة والعلماء الأكْفاء المخلصين، بغضِّ النظر عن الحبِّ الشديد لأسلوب أحدهم الدعويِّ دون الآخر، وهذا بدوره يفرض علينا اتجاهاً معيَّناً تجاه العلماء والدعاة، مفاده ألا نجرِّح عالماً أو داعيةً لمجرد أنَّ أسلوبه الدعويَّ لا يستهوينا؛ لأنَّ هذا من الخطأ بمكان، كما أنَّ الكثيرين يقعون فيه إلا من رحم الله.
فما سمات أسلوب الشيخ كشك رحمه الله؟
وما الأسس التي كان يعتمد عليها في خطبه؟:

مع أنَّها كثيرةٌ إلا أنَّنا سنجمل لك بعض مزايا أسلوب الشيخ كشك رحمه الله، ومنها:

1 - الموهبة: التي فطره الله عليها، فالمتأمِّل لأسلوبه الدعويِّ يرى وراءه قدراً كبيراً من الموهبة الإلهيَّة والتلقائيَّة في أسلوبه، وبرغم أنَّ بعض الباحثين علُّوا من شأن الدراسة والإعداد على حساب الموهبة، فإنَّ الموهبة -من وجهة نظري- ستظلُّ لها الكلمة الأخيرة، والتجارب العمليَّة أثبتت أنَّ من خضعوا للدراسة والإعداد العلميِّ فشلوا في أن يكونوا على مستوى مناسب؛ نظراً لعدم وجود موهبةٍ أو استعدادٍ لها على الأقلّ، مع إيماني الشخصيِّ بحتمية الدراسة والإعداد العلميِّ مع الموهبة، وهذا كلُّه بعد توفيق الله تعالى.

2 - الاستهلال الجيِّد: فبدايته -رحمه الله – كانت دائماً قويَّةً تعبِّر عن شيءٍ ما قويٍّ يريد أن يقوله، وليست قوَّته نابعةٌ فقط من بداياته، بل من حرصه الدائم على أن يكون قويًّا طوال الخطبة، وهذه ميزةٌ قلَّما نجدها عند البعض.

3 - مخاطبة القلوب: بأسلوبٍ يؤكِّد من خلاله أنَّه مدرسةٌ دعويَّةٌ يستخدم فيها كلَّ ما يأسر القلوب، من الترغيب والترهيب، والإيمانيَّات، والروحانيَّات.

4 – قوَّة الصوت وحسن استغلاله للنبرة: فقوة الصوت التي يمتلكها من الخصائص التي أودعها الله إياه، وبتوفيق الله استطاع أن يستغلَّ مساحة صوته بطريقةٍ لافتة، وأن يطوِّع نبرة الصوت على نوع الجملة التي ينطقها، كما كان يحسن الوقف على الجمل والكلمات، وينهيها بطريقةٍ مناسبة، وبالتالي كان يتحكَّم في طريقة الربط والفواصل إلى حد كبير.

5 - الأصالة والمعاصرة: فبرغم أنه يستخدم كمًّا كبيراً من النصوص الشرعيَّة، إلا أنَّه كان لا ينفصل عن المواضيع العصريَّة والحياتيَّة التي تهمُّ الناس، وكان غالباً ما ينجح في الربط بينها، ومثال ذلك: (الربط بين آيات الظلم وصور الظلم التي تحدث في المجتمع، والربط بين نصوص القوَّة الإلهيَّة وآيات الله في العصر الحديث، والربط بين نصوص تطبيق شرع الله والنصائح السلبيَّة لعدم التطبيق)، وهكذا…

6 - التدعيم المنطقيّ: كان -رحمه الله- يستخدم الكثير من (الآيات القرآنيَّة - الأحاديث النبويَّة - القصص التراثيَّة والمعاصرة - الأشعار)، وإذا وجد عنده أكثر من نصٍّ في موضوعٍ واحدٍ كان ينتقي المؤثِّر منها "عاطفيًّا" لإثارة الحسِّ والعاطفة معا.

7 - الاستعراض اللغويّ: فبرغم اعتراضي الشخصيِّ على الإكثار من الاستعراض اللغويِّ في الخطبة، فإنَّ الشيخ كشك -رحمه الله- استطاع أن يوظِّفه بشكلٍ موفَّقٍ إلى حدٍّ كبير، فتارةً يعيد الجملة أو الكلمة بكلِّ وجوهها الإعرابيَّة، وتارةً يستخدم أكثر من لفظٍ في موضوعٍ واحد، وتارةً يركِّز بصوته على المرفوع والمنصوب، خاصَّةً في نهايات الكلمات أو الجُمَل؛ دون أن يصل بالمستمع إلى الملل، كما أنَّ استخدامه لقواعد اللغة العربيَّة وإظهاره لها يعطيه قوَّة في استخدام اللفظ، وثقةً عند مستمعيه، ولكنَّه رغم ذلك كان يستخدم العاميَّة الشائعة أحياناً في بعض خطبه وفي معظم دروسه، ومرجع هذا –في نظري- إلى نوعيَّة الجمهور المستهدف وحجم مساحته.

8 - الشجاعة: من السمات التي كان يتميَّز بها -رحمه الله- وهذا معروفٌ عنه، ومهما سبَّب له من مشاكل جمَّةٍ إلا أنَّ ذلك كان من الأسباب التي تجذب الجمهور إليه؛ لأنَّه يسمع منه ما لا يسمعه من غيره من الخطباء، ولأنَّه كان يقول ما لا يستطيع أن يقوله مستمعوه، بالرغم أنَّ البعض يتحفَّظ على ذلك؛ لأنَّ هذا من شأنه أن يؤثِّر على الدعوة سلبا، إلا أنَّني أفضِّل طرح ذلك في موضوعٍ مستقلٍّ حتى يعالج من جميع الجوانب، ومكانه ليس هنا.

9 - الابتسامة والطرفة والفكاهة والروح المَرِحة: للشيخ كشك -رحمه الله-، فكثيراً ما كان يستخدم ذلك كلَّه أو بعضه في خطبه ودروسه، وهذا بدوره يضفي على الخطبة نوعاً من التشويق وكسر حالة الملل التي يمكن أن تعتريه، ومع أنَّ البعض يرى في شخصيَّة الشيخ كشك حدَّةً ظاهرة، إلا أنَّ تجربتي معه وزياراتي له في بيته أكَّدت لي أنَّه من الشخصيَّات المرحة والرائعة والبعيدة عمَّا يقال عنه.

10 - عدم انفصاله عن المشاكل والظروف الطارئة لجمهوره: فالذي لا يعرفه كثيرٌ من الناس عن الشيخ -رحمه الله- أنَّه كان يعول آلافاً من اليتامى في مصر وفي غيرها من الدول، ويساعد الفقراء والمحتاجين والمساكين، ليس من ماله ولكن بفضل الله، ثمَّ لاستثماره الرائع لحبِّ الناس له ولتأثُّرهم به، بل كان بيته لا يخلو من تذاكر مدفوعةٍ أو مقدَّمةٍ من أشهر الأطباء في مختلف التخصُّصات بالمجانِّ لغير القادرين من المرضى.

ولن أنسى يوماً كنت أتولَّى فيه مسؤوليَّة جمعيَّةٍ خيريَّةٍ تقوم على شؤون الفقراء اليتامى، وعندما جاءت إلينا أمٌّ ومعها طفلها المشلول، وتريد جهازاً لابنها ليتحرَّك به، فتكلَّمتُ مع الشيخ –رحمه الله– في أن يتبَّنى هذا الموضوع؛ لأنَّ الجهاز تكلفته عاليةً على الجمعيَّة، فما مرَّ يومان حتى دفع تكلفة الجهاز كاملة، وحدَّد لي اسم الطبيب الذي سيتولَّى تركيب الجهاز، فقلت له: "أعتذر عن تعبك يا أستاذي"، فقال لي كلمةً لا أنساها: "يا بنيّ، إنَّ راحتي حيث يرتاح اليتامى والفقراء"، كلمةٌ لا تُنسَى، وداعيةٌ لا يُنسَى، عليه رحمة الله.
----------------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------------

[slr972]

التوقيع :
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة .. ءامين

[عاطف الرسام]

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكور اخى الكريم على هذا الموضوع الذى يخص..........( أسد المنابر ) ...........

كما لقب به الشيخ الجليل غفر له الله .

مهما قلنا ،مهما كتبنا ، لا نستطيع ان نوفيهحقه أبدا ..غفر الله عز وجل للشيخ الحليل


وشكرا أخى الفاضل على الموضوع ،ونرجو منك ان تفدنا عنه أكثر ..والله الموفق

[malek_3006]

طلبك وصل يا أستاذ عاطف
والله المستعان

[malek_3006]

اللهم ارحمه رحمة واسعة
وعوضنا فيه خيرا
إنك نعم المولى ونعم النصير

[خالد راشد]

بارك الله فيك

[james_531]

بارك الله فيك

[على زكي]

بارك الله فيك أخى الكريم

[بدر56]

مشكووووووور

[malek_3006]

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)

سورة الأحزاب

[خضر2003]

بسم الله الرحمن الرحيم


جزاكم الله خيرا

إنا لله وإنا إليه راجعون

والحمد لله على قضائه وقدره

رحمه الله و أدخله فسيح جناته

[mos55]

رحم الله الشيخ الداعيه

[james_531]

بارك الله فيك