|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كيف نستقبل رمضان?
[كيف نستقبل رمضان?
عبدالرحمن السديس الحمد لله الذي منّ علينا بمواسم الخيرات، وخصّ شهررمضان بالفضل والتشريف والبركات، وحثّ فيه على عمل الطاعات، والإكثار من القربات،أحمده سبحانه على نعمه الوافرة؛ وأشكره على آلائه المُتكاثرة. وأصلي وأسلم على أفضلمن صلى وصام، وأشرف من تهجّد وقام، وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبهالبررة الكرام، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب النور والظلام، أما بعد: فإن الله تعإلى هيأ لنا من المناسبات العظيمة، التي تصقُلُ الإيمان فيالقلوب، وتُحرّك المشاعر الفيّاضة في النفوس، فتزيد في الطاعات وتُضيّق مجالات الشرفي المجتمعات، وتعطي المسلمين دروسا في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبرّوالصلة والهناء، والطُهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب،وحمى أمين وحصن حصين للطائعين، وفرصة لا تُعوّض للمذنبين المفرّطين، ليجددوا التوبةمن ذنوبهم، ويسطّروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة في حياتهم، مفعمة بفضائل الأعمالومحاسن الفعال، ومكارم الخصال. فضل رمضان وإن من أجلّهذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: شهر رمضان الكريم الذي نرتويمن نميره، ونرتشف من رحيقه، ونشمّ عاطر شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات،ومغفرة الذنوب والسيئات، وإقالة العثرات، قد تفتّح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار،وتصفّد الشياطين، من صامه وقامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه؛ كما صحّبذلك الحديث عن رسول الله ؛ فعن أبي هريرة عن النبي قال: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر لهما تقدّم من ذنبه» [متفق عليه]، و«من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر لهما تقدم من ذنبه» [متفق عليه]. إخوانيالمسلمين: فرحة كُبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه الأيام، فها هي إزاء دورة جديدةمن دورات الفلك، تمرّ الأيام وتمضي الشهور، ويحلّ بنا هذا الموسم الكريم، وهذاالشهر العظيم، هذا الوافد الحبيب، والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه على هذهالأمة، لما له من الخصائص والمزايا، ولما أُعطيت فيه هذه الأمة من الهبات والعطايا،وخصّت فيه من الكرامات والهدايا، كما في حديث أبي هريرة أن النبي قال: «إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة،وغُلّقت أبواب النار، وصفّدت الشياطين» [متفقعليه]. فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة تصفو فيها النفوس، وتهفوإليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي الخير؛ تفتّح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفعالدرجات، وتغفر الزلات. في رمضان تهجُّد وتراويح، وذكر وتسبيح، في رمضانتلاوة وصلوات، وجُود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. حاجتنا إلى رمضان إخواني المسلمين: إذا كان الأفرادوالأمم محتاجين إلى فترات من الصفاء والراحة؛ لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسدمن أحوال، وعلاج ما جدّ من أدواء، فإن شهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التيتجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تاريخها، وإعادة أمجادها، إنهمحطة لتعبئة القُوى الروحية والخُلُقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل تتطلع إليهاالأفراد والمجتمعات المسلمة، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذالأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح الشهوات. في الصيام: تحقيقللتقوى، وامتثال لأمر الله وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقفالتضحية والفداء والشهادة؛ كما أن به تتحقق الوحدة والمحبة والإخاء والأُلفة، فيهيشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة للبذل والجودوالصلة؛ فهو حقاً معين الأخلاق، ورافدُ الرحمة، من صام حقاً: صفت روحه، ورقّ قلبه،وصلحت نفسه، وجاشت مشاعره، وأُرهفت أحاسيسه، ولانت عريكتُه. فما أجدر الأمةالإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلىاستلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته. كيف نستقبل رمضان أيها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجبأن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسمالعظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّالحقوق إلى أصحابها، والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذاالشعور والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخلرمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء،بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله - فذلك انهزام نفسي، وعبثشيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلاميةبحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذاالموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبينللتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنببتغليق أبواب النيران؟! يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم! ويا بشرى للمسلمينبحلول شهر الصيام والقيام! فالله الله - عباد الله - في الجد والتشمير، دون استثقاللصيامه، واستطالة لأيامه، حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطراتالحسية والمعنوية!! حقيقة الصيام لقد جهل أقوام حقيقةالصيام؛ فقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاقالكذب والبهتان، ويطلقون للأعين والآذان الحبل والعنان؛ لتقع في الذنوب والعصيان،وقد قال : «من لم يدع قول الزوروالعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري]. ولله درّ القائل: إذا لم يكن في السّمع مني تصاون وفي بصري غضّ وفي منطقي صمت فحظي إذن من صومي الجوعُ والظمأ فإن قلتُ إني صُمتُ يوماً فماصُمتُ رمضان وحالالأمة إخواني الصائمين: إنه ليَجدُر بالأمة الإسلامية التي تعيش اليوممرحلة من أشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة تحوُّل، من حياة الفرقةوالاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلةتغيّر في المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأمم والأفراد؛ لتكون موافقةً للمنهجالحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه السلف الصالح - رحمهم الله - وبذلكتُعيد الأمة مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطّره تاريخ المسلمينالزاخرُ بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك؛ وما غزوة بدر الكبرى، وفتحمكة، ومعركة حطين، ووقعة عين جالوت، وغيرها إلا شواهدُ صدق على ذلك. إخوةالإسلام: يحل بنا شهرنا الكريم، وأمّتنا الإسلامية لا زالت تعاني جراحات عُظمى،وتُعايش مصائب كبرى. فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوارالأقصى المبارك هذا الشهر الكريم، وهم لا زالوا يُعانون صَلَفَ الصهاينة المجرمين؟! بأي حال يعيش إخوانكم المبعدون المشرّدون عن ديارهم وأهليهم وأموالهم؟! ومااستمرار قضية أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلين، وثالث المسجدين الشريفين، مااستمرار تلك القضية المأساوية إلا تحدّ سافر من إخوان القردة والخنازير، لكل مبادئالدين والعقل، والحق والعدل، والسلام والأمن. بأي حال يستقبل إخوانكمالمسلمون في أماكن كثيرة من العالم هذا الشهر الكريم وهو يعانون أبشع حرب إبادةعرفها التاريخ المعاصر؟! ويعانون حياة الجوع والتقتيل والتشريد؟! رمضان مدرسة الأجيال إخواني الصائمين: في رمضان تتربىالأمة على الجدّ، وأمة الهزل أمة مهزومة، في رمضان يتربّى أفراد الأمة على عفةاللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد والبغضاء، والحسدوالغلّ والشحناء، ولا سيّما من طلبة العلم، والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح؛فتجتمع القلوب، وتتوحّد الجهود، ويتفرّغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلىجميعاً عن تتبع السقطات، وتلمّس العثرات، والنفخ في الهنّات، والحكم على المقاصدوالنيات. في رمضان: يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهمبحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم ومجتمعهم. في رمضان: تتجسد ملامحالتلاحم بين المسلمين رعاتهم ورعاياهم، علمائهم وعامّتهم كبيرهم وصغيرهم؛ ليكونالجميع يداً واحدةً، وبناءً متكاملاً؛ لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن؛ أن تخرقالسفينة، وتفوّض البناء، ويحصل جرّاءها الخلل الفكريّ والاجتماعي. فيرمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس؛ فهو فرصة اادعاة والمصلحين، وأهلالحسبة والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب وأقوم منهاج؛فالفرصة مؤاتية، والنفوس مقبلة. فاتقوا الله - عباد الله - وأدركوا حقيقةالصوم وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، واعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح،وصونوا صومكم عن النواقض والنواقص، وجدّدوا التوبة وحققوا شروطها؛ لعل الله أنيتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنّه وكرمه. هدي الرسول في رمضان لقد كان أجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان؛ يقول ابن القيّم رحمه الله: ( وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلامأكمل هدي وأعظمه تحصيلاً للمقصود، وأسهله على النفوس، وكان من هديه في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقةوالإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر والاعتكاف، وكان يخصّه من العبادات بمالا يخصّ به غيره ). وقد سار على ذلك السلف الصالح - رحمهم الله - حيث ضربواأروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح. واعلموا - إخواني المسلمين - أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عماقريب، وهل تدري يا عبدالله هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟! إننا _ والله - لاندري، ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيمامضى؟! إن الكيّس اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم إعوجاجها، وأطرهاعلى طاعة ربّها قبل أن يفجأها الأجل، فلا ينفعها - حينذاك - إلا صالح العمل،فعاهدوا ربكم - يا عباد الله - في هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والاقلاععن المعصية والمأثم، واجتهدوا في الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم. وصلىالله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
9/9/2007, 01:23 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
استاذ كومبيوتر
|
رد: كيف نستقبل رمضان?
الف الف شكر
|
||||
11/9/2007, 08:37 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | |||
الـنـجم الذهبـي حـبيـب الـكل
|
رد: كيف نستقبل رمضان?
بارك الله فيك
|
|||
11/9/2007, 09:55 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
مـهـند س مـمـيـز
|
رد: كيف نستقبل رمضان?
مشكورين وجزاكم الله خيرا
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~