|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثمرات الإنفاق في سبيل الله
ثمرات الإنفاق في سبيل الله الحمد لله البر الجواد الكريم، القابض الباسط الرحمن الرحيم، نحمده تعالى على فضله العظيم، وإحسانه العميم. **يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة: 254]، أما بعد: عباد الله: اتقوا الله ربكم, فإنه من اتقاه وقاه، ومن خافه أمنه، ومن أنفق في سبيله زاده وأخلف عليه، قال الله تعالى: **وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ: 39]، واعلموا أن الإنفاق في سبيل الله من أعظم أبواب الخير وأجلها، وأبركها, وأنفعها، فما أنفق شخص في سبيل الله إلا رفع الله شأنه، وأعلا مكانته، وأعظم منزلته، فهو في سعادة وطمأنينة، وماله في نمو وزيادة، قال الله تعالى: **مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة: 261]،شبه الله سبحانه النفقة في سبيله بمن بذر بذراً فأنبتت كل حبة منه سبع سنابل، اشتملت كل سنبلة على مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء، وهذا بحسب حال المنفق وإيمانه، وإخلاصه، وإحسانه، ونفع نفقته، فإن ثواب الإنفاق يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الإيمان، والإخلاص، والتثبيت عند النفقة، وهو إخراج المال بقلب ثابت، قد انشرح به صدره، ورضيت به نفسه، وخرجت من قلبه قبل أن تخرج من يده، وقد يتفاوت بحسب نفعه، ومصادفته لموقعه، وطيب المنفق وزكائه، وقال تعالى في معرض زيادة الأجر والثواب لمن أنفق في سبيله: **وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[البقرة: 265]. فهنيئاً للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، لا يريدون بذلك إلا وجه الله، ثواب عظيم, وأجر جزيل، ورزق كريم، ومغفرة من الله، وذكر جميل، ومدح طويل، ونفس طيبة وقلب منيب أواه، وعمل مبرور، وسعي مشكور، وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعباد الله، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل أحد))، وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ مسلم ينفق من كل مالٍ له زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده)) قلت: وكيف ذلك؟ قال: ((إن كانت إبلاً فبعيرين، وإن كانت بقراً فبقرتين))، وعن خريم بن فاتك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)). أيها المسلمون: إن الإنفاق في سبيل الله شيء عظيم، وعمل قويم، قرنه الله سبحانه وتعالى بأمور عظيمة، وأركان جسيمة، فالصلاة ركن من أركان الإسلام، بل هي عمود الدين وأساسه، فالإنفاق يأتي مقترن بها لعظم شأنه، وقوة نفعه، وأهمية أمره، قال تعالى مبيناً ذلك الاقتران: **الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[البقرة: 3]، وقال جل جلاله: **الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[الأنفال: 3]، وقال سبحانه: **قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ}[إبراهيم: 31]، قال ابن كثير في تفسيره لهذا المعنى: "كثيرا ما يقرن الله تعالى بين الصلاة والإنفاق من الأموال, فإن الصلاة حق الله وعبادته, وهي مشتملة على توحيده, والثناء عليه, وتمجيده, والابتهال إليه, ودعائه, والتوكل عليه, والإنفاق هو من الإحسان إلى المخلوقين بالنفع المتعدي إليهم". عباد الله: جاء رجل بناقة مخطومة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)، فهل رأيتم كرماً كهذا، وهل سمعتم بمكأفةٍ كهذه، وهل علمتم ملك يجازي كهذا، لا والله ما سمعنا، وما علمنا، ولا رأينا من يجازي كهذا الجزاء، لكنه كرم إلاهي، يجازي به المنفقين في سبيله، المبتغين وجهه، والطالبين رضاه، والفارين من سخطه، إنه الله جل جلاله. وهذا عثمان ابن عفان رضي الله عنه وأرضاه ذلك الرجل المنفق في سبيل الله، والذي بذل ماله, وما يملكه رخيصة في سبيل الله، لا لشيءٍ من أمور الدنيا وإنما ابتغاء وجه الله، فها هو يحكي لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنفق في سبيل الله، يذكرهم ببشارة النبي عليه الصلاة والسلام له بالجنة لعل أولئك الذين جاؤوا من الأمصار يفيقوا ويرجعوا عن غيهم، ولعلهم يذكرون هذه المواقف فيرجعون على ما أقدموا عليه، فقال لهم أنشدكم الله، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حفر رومة فله الجنة)) فحفرتها؟ ألستم تعلمون أنه قال: ((من جهز العسرة فله الجنة))، فجهزته؟ فصدقوه بما قال". قال الحافظ ابن حجر: "إن عثمان رضي الله عنه قال: هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يشتري بقعة آل فلانٍ فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة))؟ فاشتريتها من صلب مالي. وذكر أن في رواية النسائي أنه اشتراها بعشرين ألفاً أو بخمسةٍ وعشرين ألفاً وذكر من مرسل قتادة: أن عثمان حمل على ألف بعير وسبعين فرساً في العسرة". فأين أصحاب الأموال، وأين أصحاب التجارات، والعقارات، والشركات, أما آن لهم أن يسمعوا الآيات البينات التي فيها الجزاء العظيم لمن أنفق في سبيل الله، أما آن لهم أن يقتدوا بعثمان رضي الله عنه وأرضاه، فينفقون من أموالهم في سبيل لله؟! فتكون هذه الأموال سبباً في نصرة هذه الأمة، ورفعتها، وتقدمها، ورفع الظلم عنها. فيفوز أصحاب هذه الأمول في الدنيا بالسعادة، والراحة, والطمأنينة، والسكينة، والبركة، وفي الآخرة بالجنة، والجزاء العظيم، والرضا من الله، فما أعظمها من سعادة، وما عظمه من ربح لمن أنفق في سبيل الله، وترك البخل والشح, وجاهد نفسه, ففاز بهذا الأجر العظيم والجزاء الكبير.
|
12/2/2016, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: ثمرات الإنفاق في سبيل الله
بارك الله فيك اخى
|
||||
13/2/2016, 10:04 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | |||
Banned
|
رد: ثمرات الإنفاق في سبيل الله
جزاك الله خير اخى
|
|||
4/4/2016, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
مـهـند س مـحـتـرف
|
رد: ثمرات الإنفاق في سبيل الله
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~