|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المســــــــجد
المســــــــجد
من خلال الدور الكبير الذي لعبه والمنهج الإصلاحي الذي اتبعه العز بن عبد السلام يعرض الدكتور صلاح سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم ـ لهذا المنهج الإصلاحي والذي استنبطه العز من النبي صلي الله عليه وسلم عندما وصل المدينة. , ففي أول لحظة وصل فيها النبي إلي مشارف المدينة قام ببناء مسجد قباء, ولما دخل إلي وسط المدينة بني المسجد النبوي, ليكون منهاجا ثابتا لكل من أراد الإصلاح أن يبدأ مشواره من بيت الله عز وجل, وأن يستحث عموم المسلمين أن يكونوا عمارا لا زوارا للمساجد, فمن المساجد تنطلق قوافل الإصلاح والتغيير والإحسان والتعمير, ولذا ذكر تلميذي النجيب والمؤرخ الأريب الأستاذ أحمد تمام ـ رحمه الله ـ في ملخصاته عن الأئمة الأعلام فقال: اتجه العز إلي التدريس وإلقاء الدروس في مساجد دمشق, وطبقت شهرته الآفاق, وقصده الطلبة من كل مكان, ولما هاجر إلي مصر عمل بالمدرسة الصالحية, وانصرف إلي إلقاء الدروس في المساجد, والتف الناس حوله يجدون فيه عالما شجاعا ومدرسا بارعا.وقد ظل مرتبطا بدوره في المساجد حتي إنه لما عزل نفسه عن القضاء استمر خطيبا في المساجد; لأن القضاء يأتي بتولية الحاكم, أما الدور المسجدي فإن النص فيه مباشرة من الله لعباده أجمعين. كما قام العز بن عبد السلام بالتدريس في مدارس دمشق ومساجدها, وبعد هجرته إلي مصر ولاه السلطان التدريس في الصالحية بالقاهرة وكانت مدرسة كبيرة خصصت لتدريس المذاهب الأربعة, فأسند تدريس المذهب الشافعي, للإمام العز ـ رحمه الله ـ فبقي إلي أن توفي سنة660, ومارس العز بن عبد السلام التدريس في دمشق ومصر وتمسك بهذا التدريس إلي أن مات, وتخرج علي يديه نبغاء من خيرة العلماء. أما عن أبرز صفاته فقد كان العز كثير الصدقات, باسط اليد فيما يملك, يجود بماله ولو كان قليلا, طمعا في الأجر والثواب, وادخار ذلك إلي يوم الدين, وقد حكي قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ـ رحمه الله ـ أن الشيخ لما كان بدمشق وقع مرة غلاء كبير حتي صارت البساتين تباع بالثمن القليل, فأعطته زوجته مصاغا لها وقالت: اشتر لنا به بستانا, فأخذ ذلك المصاغ, وباعه وتصدق بثمنه, فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم بستانا في الجنة, إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه, فقالت له: جزاك الله خيرا, فجدد سيرة أصحاب رسول الله والسلف الصالح.ويجب أيضا ألا ننسي دوره السياسي عندما تدخل الشيخ العز ـ رحمه الله ـ أثناء حرب التتار وبث الهمة في نفوس الناس, وذكرهم بضرورة الجهاد, وعندما استشاره السلطان قطز بأمر المملكة وحرب التتار قال رحمه الله: اخرجوا وأنا ضامن لكم علي الله النصر.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~