هل يستطيع رونالدينهو خلافة كاكا؟؟

[مودريتش]

رونالدينهو ما زال قادراً على بث الخوف في قلوب خصومه

ميلان يمكنه البناء عليه بمنحه فرص اللعب وحرية التجول بالملعب ريكارد صمم عليه في برشلونة فحقق النجاح

قبل ثلاثة ايام نشرت (سوكر) خبرا قالت فيه ان مدرب ميلان الجديد ليوناردو قرر اعادة تشكيل نجم ميلان مواطنه رونالدينهو ، وقبلها باسبوع قال المدرب الوطني الايطالي الشهير واحد صناع امجاد فريق ميلان الاسطوري في نهاية ثمانينيات القرن الماضي (اريقو ساكي) ان رئيس ميلان الحالي رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني ببيعه كاكا لريال مدريد الاسباني يريد ان يبني فريقا على اساس رونالدينهو.. الحديث الذي دار حول هذا النجم الكبير هل يمكّنه من خلافة كاكا والقيام بالدور المحوري الذي كان يقوم به مواطنه واعادة ميلان الى سكة المجد؟؟
تقرير ترجمه بدرالدين بخيت

قبل نحو اسبوعين – والى الان – عاش ميلان بكل قطاعاته ادارة ولاعبين وجمهور واجهزة فنية مساعدة حالة من الاكتئاب سببها تأكد غياب ثلاث شخصيات تمثل ارقاما هامة في تاريخ ميلان الحديث عن تشكيلة الفريق في الموسم الجديد الذي سينطلق بعد اقل من شهرين.
وهم المدرب الكبير انشيلوتي الذي ذهب لتدريب شيلسي الانجليزي واسطورة الفريق باولو مالديني الذي اعتزل اللعب بعد مسيرة ربع قرن مع الفريق هذا غير الانباء التي تواترت وتكررت حتى الامس عن صلة بعض لاعبي الفريق الكبار بالانتقال واللعب خارج ايطاليا مع اندية اوروبية كبيرة.
كل هذا يوضح ان الفريق سيمر بفترة صعبة جدا لم يحدث ان مر بها عبر تاريخه الحديث والرقم الثالث الذي شق قلوب (الميلانيين) كان رحيل اكبر واهم رموز الفريق في العقد الاخير ريكاردو كاكا البرازيلي الى ريال مدريد في صفقة تعتبر واحدة من اكبر صفقات الانتقال في تاريخ كرة القدم.. فخروج كاكا عن ميلان اعتبره الكثيرون انتكاسة كبيرة للنادي.
وبينما يدل اللاعب كاكا على الاحترام وجمال النفس والروح خارج الملعب فانه ايضا لاعب مدهش في داخله.. ولعب ككبير مهندسي الاداء بميلان وكان مفتاحه الرئيسي في الفوز بدوري الابطال عام 2007 وحصل في ذات العام على لقب افضل لاعب بالعالم ، كما لعب ذات الدور حينما كاد يقود ميلان للفوز بكأس النهائي الاوربي لولا ان خطفه نادي ليفربول الانجليزي في عام 2005.
وما زالت المحاولات جارية داخل نادي ميلان لايجاد لاعب يحل محل كاكا ولكن عملاق ايطاليا لا يستطيع ان يميز لاعبا في سوق الانتقالات المكشوفة بمواصفاته في وقت ينظر فيه رئيس النادي بيرلوسكوني ونائبه ادريانو قالياني الى سد العجز المالي بالفريق من العائد المالي الضخم الذي ورد الى خزينة الفريق بعد التخلي عن كاكا اي انه ليس هناك سبيل لانفاق اموال كبيرة لاستجلاب بديل بنفس خصائص ومواصفات كاكا.
ان ميلان حينما تعاقد مع صانع الالعاب البرازيلي الكبير رونالدينهو من برشلونة الاسباني في صيف عام 2008 مقابل 21 مليون يورو خشي الكثيرون من ان يكون ذلك مضيعة للوقت والمال.
وذلك ما اصبح حقيقة بعد ان لعب الفريق مبارياته الاولى بالدوري الايطالي فحينها بدا البرازيلي ظلالا سابقة (ماضية) لنفسه فرونالدينهو انهى الموسم السابق مع ميلان باحرازه لثمانية اهداف وساهم في صناعة خمسة اخرى في 29 مباراة لعبها بالدوري الايطالي لعب 16 منها فقط اساسيا منذ البداية ، واصبح بعد اكتوبر 2008 في طي النسيان منذ احرازه لهدف المباراة الوحيد لديربي مدينة ميلانو في شباك انتر وهدفيه المهمين في شباك سامبدوريا.
من الواضح ان كاكا ورونالدينهو ما كان بامكانهما اللعب جنبا الى جنب. وربما هذا الثنائي البرازيلي شذ في الاداء الجيد في مباراة واحدة او اثنتين وهما يلعبان الى جانب بعضهما ولكن كما شوهد من الاداء الضعيف للبرازيل في مونديال المانيا 2006 وهما الاثنان يلعبان في التشكلية ثبت انهما يقفزان على اداء بعضهما وهما يلعبان جنبا الى جنب في وقت واحد.
وفي ذلك المونديال كاكا هو الذي تفوق في الاداء على الغارق في الاهتزاز رونالدينهو وفي الموسم الذي انتهى (مايو الماضي) كان كاكا هو الاكثر بروزا من رونالدينهو في الدوري الايطالي.
في ذلك الموسم اجبر مدرب ميلان كارلو انشيلوتي في البداية كاكا على اللعب في وظيفة بقلب الملعب وبالتالي حد هذا كثيرا من الغريزة الهجومية وحرية الابداع عنده ، ولكن قبل مرور فترة طويلة على ذلك التحول عاد كاكا ليصبح نقطة ارتكاز مرة اخرى للفريق على الرغم من الاصابات التي طالته.
ان مدرب ميلان الجديد ليوناردو اعلن فعليا انه سوف يخوض الموسم القادم بطريقة هجومية على الشكل 4-3-2-1 وهي طريقة لعب مستوحاة من منتخب البرازيل الاسطوري الذي خاض مونديال 1982 باسبانيا وهو المنتخب الذي كان يقوده الدكتور سقراط والى جانبه فالكاو وجونيور وزيكو وايدر والجناح الاسمر باولو ايزيدورو ونجم الوسط الكبير سيريزو.
وهي طريقة لعب تترك مجال حركة للاعب الوسط المحوري وهو لاعب يتواجد بين خط الوسط والهجوم ويصنع الاهداف ، ومع ذهاب كاكا فان رونالدينهو هو اللاعب الذي ربما يلعب في ذلك الفراغ.
ومقارنة بمنافسيه فان رونالدينهو لاعب اكثر جرأة وربما حتى اكثر موهبة.. وبينما كاكا لاعب اكثر تسخيرا لادائه في صناعة اللعب وبارع كثيرا في الجري المباشر بالكرة ويعرف دائما متى يتخطى مدافعي الخصوم , ورونالدينهو لاعب رقم اكثر تألقا.. فهو دائما ما يكون جاهزاً لاختيار طريق الجرأة بكل بساطة.
هناك ايحاءات تقول ان رونالدينهو تجاوز مرحلة تقديم افضل ما عنده وانه لن يصل الى مستواه القديم مرة اخرى والذي قال هذا نفسه عزز اعتقاداته بان رونالدينهو لن يكون ابدا هو رونالدينهو القديم مرة اخرى ولكن, حتى ذلك الحين, فان اداء اللاعب وعلى الرغم من انه ليس جيداً في هذه الاونة كان هذا الموسم افضل في ميلان عن ذلك الاداء الذي قدمه ببرشلونة الاسباني موسم 2007/2008
ان الشكل الفني لرونالدينهو ربما انخفض في جنوب اوروبا باسبانيا لكن ما يزال يحتفظ بالاداء الخارق والاناقة على الكرة وما زال يحمل القوة الكامنة القادرة على بث الخوف في قلوب خصومه.
وعند سماح المدرب ليوناردو لرونالدينهو بالمزيد من الفرص لابتعاث روح الاداء لنفسه مجددا وحرية التجول بالملعب فانه يمكن ان تبنى عليه مباريات ميلان وهو حينما كان يلعب الى جانب كاكا كصانع العاب ثان ربما كان يشعر بالاختناق.
ان رونالدينهو نجح في برشلونة لان المدرب الهولندي وقتها فرانك ريكارد قام بـ (تصميم) الفريق عليه وجعله المسؤول الوحيد عن صناعة اللعب حسب تنظيم 4-3-3.
ان طلاقة رونالدينهو في اللعب على الجانب الايسر او جعله صانع اللعب الاوحد حجة قوية بالنسبة الى شكله الفني الرفيع وعلى الرغم من انه سيكون هناك خوف من لياقته وشهيته للعب الكرة فان منح هذا النجم الموهوب ذو الـ29 عاما لن يكون فكرة سيئة خاصة وان هناك القليل جدا من صناع اللعب من ذوي الطراز الرفيع مثله متوفرون في سوق الانتقالات الحالية.