ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتديات الفضائية > منتدي الفضائي العام

منتدي الفضائي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11/1/2009, 01:25 AM
 
الفرعون العظيم
مـهـند س جـديـد

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  الفرعون العظيم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 138235
تاريخ التسجيل : Dec 2008
العمـر : 60
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : الفرعون العظيم يستاهل التميز
افتراضي لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

الحانوتي ينتقدنا..!




أصبحت حنجرة حسن نصر الله أشهر من سلاحه.. وتحولت الشاشة التي يطل منها علي الجماهير إلي وجبة شبه أسبوعية لزعيم حزب الله الذي كاد في شهر مايو الماضي أن يحتل لبنان كلها ويعلنها دولة شيعية إرضاء لإيران.
سماحة الشيخ حسن نصر الله بعد أن أجهز علي لبنان مرتين. وجه حنجرته الذهبية إلي مصر وقيادتها منذ بدأت أزمة غزة.. فالشيخ يتصور أن الدولة العربية الكبري التي تعمل ليل نهار علي وقف نزيف الدم الفلسطيني تتآمر مع إسرائيل علي تصفية القضية الفلسطينية.. وهكذا سولت له نفسه ولم يستعذ بالله.
لقد وقف وزير الخارجية المصري أمس أمام مجلس الأمن غاضباً ومترجماً حنق الشارع العربي كله علي إسرائيل وتساءل: ماذا يحتاج المجلس لأكثر من 650 شهيداً فلسطينياً وثلاثة آلاف جريح كي يتحرك؟! لم يعجب هذا الكلام الشيخ حسن نصر الله الذي تساءل بدوره ماذا تنتظر مصر لتفتح معبر رفح بشكل دائم وحقيقي ونهائي لمساعدة أهل غزة.
وذهبت تهيؤات وخيالات نصر الله إلي حد الزعم بأن الحكومات العربية - ووضح أنه يقصد مصر تحديداً - عليها مسئولية مساعدة المقاومة علي وقف العدوان ولا تكون وسيطاً للضغط عليها لقبول شروط إسرائيل.
ويبدو أن المخبأ الذي يتحصن داخله نصر الله ليس به سوي محطات التليفزيون الإيرانية والتليفزيون السوري. ولا يري سواهما.. لأن العملاء في العالم كله يجري لهم غسيل مخ حتي لا يشاهدوا دعاية مضادة وإذا شاهدوها لا يصدقونها!!
لا يعلم الشيخ حسن نصر الله أن معبر رفح مفتوح للحالات الإنسانية واستقبال الجرحي. وأنه لا يمكن أن نخصصه لمرور السلاح والمتطوعين فهذا معناه إعلان الحرب.. يا شيخ حسن لقد حاربت مصر المعركة النظامية الكبري الوحيدة ضد إسرائيل التي انتصر فيها العرب.. وهناك فارق كبير بين دولة محاربة وميليشيا مختبئة تتخذ من اللبنانيين دروعاً بشرية.. تطلق صواريخ كاتيوشا من تحت الأرض.. نعم هذه مقاومة باسلة ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.. لكن كم مقاتلا استشهد في صفوفك..؟ 25 أم 30 بطلاً.!! لكن المدنيين اللبنانيين مات منهم 1200 مدني وأصيب 3 آلاف بجراح أعجزتهم!
وكما قلت لك يا شيخ حسن تستطيع أن تأمر المهندسين العاملين عندك في تركيب شبكات التجسس داخل بيروت والتنصت علي مقار الوزراء والنواب لحساب إيران أن "يسرقوا" كابلاً تشاهد فيه التليفزيون المصري "خلسة" حتي لا يغضب سادتك في إيران لأن كل ما فيه كلمة "مصري" حرام!! شاهد وتعلم الخطاب السياسي من الزعيم حسني مبارك.. هناك فارق كبير بين سياسي يدير دولة.. ورجل يرأس مقاتلين.. الزعيم يكون مسئولاً عن مصير أمة وحفظها من كل سوء وعدم التضحية بها علي مذبح المجانين والمتشنجين والحشاشين الذين يتمنون أن يعم الخراب الذي تسببوا فيه للبلاد والعباد علي جميع الدول لنكون جميعاً في الهم شرق و حتي لا يتمني أحد استقراراً كالذي تعيشه مصر.. وحتي يكون الجميع سواسية في تواجد القوات الأجنبية علي أراضيهم سواء الدولية التي ترفع علم الأمم المتحدة أو الأمريكية الموجودة علي الشواطيء المواجهة لإيران ولية نعمتك وأمك الرءوم.
أنت يا شيخ حسن تفرح بالجثث وتصفق لمنظر دماء الضحايا.. تسعد بالقتل كما لو كنت "حانوتي" يهمه زيادة عدد القتلي لتروج بضاعته وتزدهر.. كلما زاد عدد القتلي اللبنانيين أو الفلسطينيين أو العراقيين أو حتي المصريين زادت نشوتك وأقنعت نفسك ومواليك أنك لست وحدك الذي تضحي بشعبك بدون طائل!! وإنما هناك دول وشعوب اقتدت بك وسارت خلفك تهتف وتنزف.. تموت وتصفق.. تتوقف عجلة الإنتاج فيها وهي سعيدة.. ترجع للخلف وهي تتصور أنها منطلقة للأمام.. حسناً يا شيخ حسن تريد أن تموت.. انقض علي مزارع شبعا اللبنانية التي يحتلها الإسرائيليون ويسبحون فيها ويلعبون الجولف واضربهم بصواريخك.. الاستشهاد علي بعد خطوات منك فحاول.
أما مصر يا شيخ حسن فهي دولة وأكررها لك لعاشر مرة.. والدول - خصوصاً الكبري منها - لا يستمع أبناؤها إلي تخاريف حشاشين أو "حانوتية".. الدول ترسم سياسات وتضع آليات لإنقاذ الشعوب.
لقد عرض الرئيس مبارك ضمن بنود المبادرة المصرية التي حملها ساركوزي دعوة لإسرائيل والفلسطينيين لاجتماع عاجل من أجل التوصل للترتيبات والضمانات الكفيلة بعدم تكرار التصعيد الراهن ومعالجة مسبباته بما في ذلك تأمين الحدود وإعادة فتح المعابر "كلها" ورفع الحصار.. كما تضمنت المبادرة المصرية دعوة كافة الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوفاق باعتباره المطلب الرئيسي لتجاوز التحديات التي تواجه شعبهم وقضيتهم.
لقد طرحت مصر مبادرة بفتح المعابر لأنها دولة تعرف أن هناك قوانين ومعاهدات ومنظمات عالمية.. مصر تطرح رؤيتها ومبادرتها وفقاً للقانون الدولي وليس وفقاً لرؤية أحادية منفلتة.. مصر تعمل علي أن يكون فتح المعابر برعاية دولية ودائماً وليس كما تطلب أنت فتحه من خلال ضغط جماهيري ينجم عنه ضحايا واشتباك مع إسرائيل.. وهذا إن لم يؤد لحرب. فإنه علي أقل تقدير سيؤدي لاحتلال إسرائيلي دائم للمعابر وخنق الفلسطينيين.
التاريخ لا يمجد الانتحاريين
إن مسئولية مصر الأولي هي القضية الفلسطينية فلا تتاجر بها.. وقد هاجم الرئيس مبارك العدوان الإسرائيلي الغاشم بقوة في خطابه الذي ألقاه يوم الأربعاء 31 ديسمبر الماضي.. وكان الزعيم العربي الوحيد الذي قال لهم إن أيديكم ملطخة بالدماء.. حتي حليفكم الرئيس السوري لم يشجب العدوان إلا بعد 11 يوماً من وقوعه و "احتمي" في الرئيس ساركوزي وهو يدلي ببيانه الهزيل.
لقد أكد الرئيس مبارك في بيانه القوي الذي ألقاه قبل تسعة أيام أنه لابد من حقن الدماء الفلسطينية.. وإعادة فتح المعابر تخفيفاً للمعاناة.. وقال الرئيس إن مصر ستطرح هذه الرؤية مع شركائها الأوروبيين وخلال الاجتماع الوزاري للجامعة العربية.. وهو ما حدث.. فقد طرحت مصر رؤيتها بشأن فتح المعابر الدائم علي اجتماع الجامعة العربية ثم طرحه مبارك علي ساركوزي والرئيس التركي والوفد الأوروبي "الترويكا".. مصر تتكلم عن إعادة فتح المعابر بشكل دائم وأنت تتكلم فقط عن معبر رفح.. هذا هو الفارق مرة أخري بين الدولة وبين رئيس حركة مقاومة.. القاهرة تريد اتفاقية معابر دائمة وبرعاية دولية لتتيح للفلسطينيين التنقل والعلاج والعمل والحج ودخول المساعدات الإنسانية والسفر للخارج.. لكن أنت تتحدث فقط عن "رفح" لأنك تريد دخول سلاح منه إلي غزة وكذلك متطوعين.. مصر اختارت سلاماً مع إسرائيل بإجماع شعبي قبل 30 عاماً.. أما الحرب فهي مازالت سانحة أمامك فاغتنم الفرصة وحرر "شبعا" علي الأقل. بدلاً من التباكي علي معبر رفح وبدلاً من استغلال مأساة غزة لينجح حزبك في الانتخابات اللبنانية القادمة.
عندك وعند اسيادك صواريخ تطال اسرائيل فلماذا لا تضرب انت فمصر من عام 1948 وحتى عام 1973 تحارب من اجل القضيه الفلسطينيه مذا فعلت انت واسيادك ؟؟؟؟؟؟
توقف عن التصرف كحانوتي يا شيخ حسن واستلهم روح الزعماء.. فكثير من قادة الدول الكبري كانوا ثواراً مثلك لكنهم أدركوا في التوقيت المناسب متي يتحولون إلي زعماء.. فهناك ماوتسي تونج وكاسترو وتيتو وهوشي منه ولومومبا ومانديلا.. وأعتقد أنك لن تحظي أبداً بهذه المكانة وستظل في نظر التاريخ "حانوتياً" بلا جدال..
قديم 11/1/2009, 04:15 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
aacl
بـاشـمهندس

الصورة الرمزية aacl

الملف الشخصي
رقم العضوية : 129952
تاريخ التسجيل : Nov 2008
العمـر : 47
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 62 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : aacl يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

aacl غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

المصرية في مأزق العدوان على غزة
السياسة المصرية في مأزق العدوان على غزة




كان مثيرا للدهشة أن تلجأ الدبلوماسية المصرية لتركيا من أجل طرح مبادرة بشأن ما يجري في قطاع غزة، فمصر التي رأت نفسها على الدوام المحور الأكثر أهمية في الإقليم تبعث بوزير خارجيتها إلى أنقرة للاستنجاد برئيس وزرائها على أمل الخروج من مأزق اتهامها من قبل الجماهير العربية والإسلامية -وبعض الأنظمة كذلك- بالتواطؤ مع العدوان على قطاع غزة.

الأتراك أنفسهم أصيبوا بالدهشة، كما عسكت ذلك صحافتهم وتصريحات بعض سياسييهم. وقد كشفت بعض المصادر التركية كيف كال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أقذع الشتائم لحركة حماس، ما اضطر الأتراك إلى الرد عليه.

"
لا خلاف على أن القاهرة في مأزق، الأمر الذي تعكسه وصلات الردح السياسي اليومية في الصحافة والمحطات التلفزيونية ضد منتقديها، وقد وصل الأمر بصحيفة قومية أن تكتب في عنوانها الرئيسي: العميل رقم واحد، وتقصد السيد حسن نصر الله
"

لا خلاف على أن القاهرة في مأزق، الأمر الذي تعكسه وصلات الردح السياسي اليومية في الصحافة والمحطات التلفزيونية ضد منتقديها، وقد وصل الأمر بصحيفة قومية أن تكتب في عنوانها الرئيسي "العميل رقم واحد"، وذلك في وصف السيد حسن نصر الله، وبالطبع على خلفية مطالبته المصريين بالخروج إلى الشوارع احتجاجا على سياسة نظامهم حيال الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما رد أبو الغيط شخصيا على نصر الله والإيرانيين بطريقة مثيرة تتحدث عن تدمير حزب الله للبنان وهزائم إيران وإمكانات الجيش المصري الكبيرة!!

في هذه الأجواء كان من الطبيعي أن تتجاوز القاهرة الأعراف الدبلوماسية وتغامر بطلب النجدة من تركيا التي لم يجد رئيس وزرائها بدا من اهتبال الفرصة رغم انشغاله بالحملة الانتخابية لحزبه (العدالة والتنمية) في البلديات، حيث طار سريعا إلى عدد من العواصم لمتابعة الملف، وذلك في سياق ما قيل إنه مصالحة عربية (نعم مصالحة عربية!!)، مع أن الهدف الرئيسي هو إيجاد مخرج لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذه الأجواء وبعد زيارة أبو الغيط لأنقرة، جاء خطاب الرئيس المصري ليزيد في مشاعر الخيبة التي تعتمل في نفوس المصريين، حيث أصر الرجل على عدم فتح المعبر إلا بالتوافق مع السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، في حين يؤكد قضاة وحقوقيون مصريون أن القانون الدولي لا يفرض على مصر إبقاء المعبر مغلقا، مع العلم أنهم منعوا من تنظيم مؤتمر لهذا الغرض، في حين يعلم المعنيون أن اتفاق المعابر الذي وقع بترتيب من محمد دحلان بموافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2005 كان بين السلطة والدولة العبرية والاتحاد الأوروبي.

الرحيل إلى أنقرة من زاوية النظر المصرية -وإن بدا جزءا من مساعي الخروج من مأزق العدوان على غزة- هو من جانب آخر محاولة لاستقطاب تركيا في المواجهة مع إيران التي تشعر مصر بتمددها المستمر في المنطقة على حسابها، مع ما ينطوي عليه ذلك من تأكيد لمقولات بعض السياسيين حول واقع أن اللاعبين الأساسيين في المنطقة هم تركيا وإيران وإسرائيل، بينما تكتفي مصر بمتابعة المشهد من دون تأثير يذكر، ولا قيمة بالطبع لمقولات السياسيين المصريين المؤكدة على أن أحدا لن يتمكن من تحجيم الدور المصري لأن السياسة هي موازين قوى وفعل على الأرض وليست مجرد كلام وتمنيات.

في زيارته لأنقرة طرح أبو الغيط مبادرة لحل المعضلة في قطاع غزة من أربع نقاط خلاصتها إعادة التهدئة وفتح المعابر (ليس بينها معبر رفح)، أي إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل انتهاء التهدئة الأخيرة، الأمر الذي لا تقبله حماس نظرا لما ينطوي عليه من إبقاء للقطاع بين الحياة والموت، وبالطبع انتظارا لأجواء سياسية يعتقد المصريون والسلطة بأنها ستكون أفضل لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انتخابات مطلع 2006.

"
نجحت القاهرة في تجاوز مطلب قطر وبعض الدول العربية الأخرى بعقد قمة عربية طارئة واستبدلته بلقاء لوزراء الخارجية، إلا أن من المشكوك فيه أن ينطوي ذلك على تبرئة لها أمام الجماهير العربية والإسلامية، أو إخراجاً لها من مأزق تراجع دورها وحضورها في المنطقة
"

صحيح أن القاهرة قد نجحت في تجاوز مطلب قطر وبعض الدول العربية الأخرى بعقد قمة عربية طارئة، واستبدلته بلقاء لوزراء الخارجية كانت قراراته في جوهرها نصرة لها في مواجهة "المزيادات"، إلا أن من المشكوك فيه أن ينطوي ذلك على تبرئة لها أمام الجماهير العربية والإسلامية، أو إخراجاً لها من مأزق تراجع دورها وحضورها في المنطقة، لاسيما أن القناعة السائدة بشأن مؤسسة الجامعة العربية هي أنها صارت أقرب إلى فرع للخارجية المصرية.

والحال أن محددات الموقف المصري من حماس إنما تعود إلى جملة من العوامل، لعل أبرزها التعاطي مع الحركة بوصفها امتدادا لحركة الإخوان المسلمين المطاردين في الداخل، إضافة إلى التراجع التقليدي أمام الضغوط الأميركية والمطالب الإسرائيلية، وهو تراجع يتعلق بصفقة تجنب ضغوط الإصلاح الأميركية مقابل الدفع من جيب القضايا التي تهم واشنطن وتل أبيب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعراقية، وربما سائر القضايا الحيوية الأخرى (السودان، الصومال وسواهما).

وهنا تحديدا تبرز مسألة الحرص على تمرير التوريث من قبل عائلة الرئيس المصري وحلفائها من السياسيين ورجال الأعمال، مقابل حرص مدير المخابرات عمر سليمان -الممسك عمليا بملف السياسة الخارجية- على إثبات أفضليته للمنصب، ربما لأنه يضيف إلى المواقف المطلوبة على الصعيد الخارجي قدرة على التحكم بالوضع الداخلي في ظل تنامي المعارضة الداخلية وعلى رأسها الإسلامية (الإخوانية)، الأمر الذي قد يمنحه الأفضلية بالفعل في عرف الدوائر الأميركية.

عودة إلى السياق المتعلق بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي عاشت مصر خلاله واحدة من أسوأ أوضاعها أمام الرأي العام العربي والإسلامي الذي حمّلها بشكل مباشر مسؤولية الهجوم، حيث اتهمها بالتحريض، فضلاً عن التواطؤ، الأمر الذي انعكس مظاهرات واعتصامات أمام سفاراتها في عدد من العواصم العربية، بل وصل الأمر حد اقتحام إحداها كما في مدينة عدن اليمنية.

حدث ذلك في ظل تخبط وارتباك في الموقف لم يسبق له مثيل، بدأ بإعلان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الحرب على حماس وقطاع غزة من قلب القاهرة، وتواصل بتحميل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط المسؤولية لحركة حماس، وإلى جانبه محمود عباس، وبالطبع بدعوى وقفها العمل بالتهدئة..

ثم تواصل بإصرار الرئيس المصري على عدم فتح معبر رفح من دون وجود السلطة ومندوبي الاتحاد الأوروبي، واختتم بتصريحات أبو الغيط حول ضيق المعبر وعدم قدرته على استيعاب تدفق المساعدات بشكل جيد.

والخلاصة التي فهمها المعنيون منذ زمن، هي تلك التي عبّر عنها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري بقوله إن مصر لن تقبل بإمارة إسلامية في قطاع غزة، والتي لا يمكن النظر إليها بوصفها محض رد من قبل القاهرة على رفض حماس حضور الحوار الفلسطيني قبل أسابيع، لأن هدف الحوار في الأصل هو التمديد للرئيس محمود عباس، إلى جانب تهيئة الأجواء لانتخابات تعيد الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات، ونسخ ذلك التحول من كتاب السياسة الفلسطينية.

"
على المصريين أن يفصلوا بينهم وبين نظامهم السياسي، تماما كما تفعل سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لاسيما أن معاناتهم منه تبدو أكبر من معاناة الأمة
"

ما ينبغي التركيز عليه هنا أن الأمر لا يتوقف عند معضلة الموقف المصري من حماس، بل يتعداه إلى القضية برمتها، فالقاهرة هي التي مررت قتل ياسر عرفات حليفها التاريخي، وهي التي رتبت الخلافة لأعدائه المطلوبين أميركيا وإسرائيليا وما زالت تمنحهم الرعاية رغم علمها ببرنامجهم المعادي للمقاومة وسقفهم السياسي البائس في المفاوضات كما أكدت ذلك مسيرة العامين الأخيرين، والتي كان يمكن أن تتوصل إلى صفقة سيئة لو وافق الإسرائيليون على منحهم -أعني قادة السلطة- بعض التنازلات فيما يتعلق بملف القدس، وهي التنازلات التي سيكون بالإمكان الحصول عليها إذا فاز حزب كاديما، لاسيما أن الفريق الصهيوني المحيط بالرئيس الأميركي الجديد يؤمن بهذا الطرح، ويعتقد بأن على الدولة العبرية أن تهتبل الفرصة قبل وقوع تحولات دولية، الأرجح أنها لن تكون في صالحها.

هكذا تعيش الأمة أزمة دولتها الكبرى، وتراجعها الكبير على إيقاع تمرير التوريث وصراع السلطة وإرادة النظام قمع المعارضة الشعبية من دون ضجيج وانتقادات خارجية، وبالطبع على حساب دور مصر وحضورها وأمنها القومي، الأمر الذي ينبغي أن يواجه بمزيد من الحراك الشعبي الداخلي، ونقول بمزيد، لأن حراكا كهذا يتوفر بالفعل، وإن لم يرق إلى حجم التراجع الذي تعيشه الشقيقة الكبرى.

بقي القول إن مأزق التعاطي مع الشأن المصري من قبل المحللين يتمثل في رفض بعض إخواننا المصريين لأي انتقاد خارجي لسلوك نظامهم، واعتباره شكلا من أشكال الانتقاد للبلد والشعب برمته، وهي معضلة لا ندري كيف يمكن التعامل معها، لاسيما أننا كحريصين على هذه الأمة ندرك أن مصر هي الشقيقة الكبرى وشعبها هو الأكثر حرصا على قضايا الأمة.

وهذا يدفعنا إلى أن نتمنى عليهم أن يفصلوا بينهم وبين نظامهم السياسي، تماما كما تفعل سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لاسيما أن معاناتهم منه تبدو أكبر من معاناة الأمة.. حفظ الله مصر من كل سوء، وأبقاها وشعبها الأبي ذخرا للإسلام والمسلمين




Egypt and Gaza
Can nothing be done
From The Economist print edition

Egypt's government takes the heat as the Gazans' lot gets even worse


Illustration by Peter Schrank

THE president of Egypt , Hosni Mubarak, is coming under growing criticism, abroad and at home, for failing to ease the plight of Gaza 's 1.5m people, whose misery is increasing as Israel 's siege of the tiny coastal strip grinds on. The blockade has enjoyed the quiet backing of America and its allies as well as Egypt 's practical co-operation in closing Gaza 's only border not directly controlled by Israel .
The blockade was meant to force Hamas, the Palestinian Islamist group that conquered Gaza in mid-2007 after winning a general election in the Palestinian territories the year before, to renounce violence, recognise Israel, and accept previous peace deals with Israel made by the Palestinian Liberation Organisation and the Palestinian Authority; the PA, dominated by the secular-minded Fatah group, is accepted by most countries as the Palestinian government. So far, however, after 18 months, the squeeze has hurt ordinary Gazans far more than it has harmed Hamas. The Israelis say they will open the crossings to people and goods (apart from a trickle of humanitarian supplies) only when Palestinian fighters stop firing rockets into Israel . A shaky truce between Hamas and Israel comes to an end on December 19th. It is unclear what will happen if a cycle of violence resumes on a larger scale.
While Israel receives growing international opprobrium, the PA, presided over from the West Bank by Fatah's Mahmoud Abbas, has seen its flimsy legitimacy eroded by charges of colluding with the Israeli oppressors. A chorus of opinion within the region, fanned by Hamas's ideological ally, Iran, and spread by like-minded Islamists elsewhere, is beginning to embarrass other pro-Western Arab regimes that have tacitly acquiesced in isolating Hamas.
This month in Tehran , Iran 's capital, government-orchestr ated crowds of students hurled Molotov cocktails at the offices of Saudi Arabian Airlines, attacked Egypt 's diplomatic mission and called for Mr Mubarak's execution as a traitor. A leading Tehran daily, Kayhan, meanwhile, blasted him for "subservience to the Zionists" and accused King Abdullah of Saudi Arabia of ****g "indifferent to the massacre of Gaza 's Muslims." A Friday sermon broadcast on Iran 's state television advised Palestinians to copy the methods of Hizbullah, the Lebanese Shia party-cum-militia that fought a war with Israel in 2006.
This week Hassan Nasrallah, Hizbullah's leader, who is popular across the region, called for global protests against the blockade. At a rally in Amman , the Jordanian capital, the head of the national branch of the Muslim Brotherhood, the regional movement of which Hamas is an offshoot, declared it "shameful" that Gaza is under siege and that Arab governments should connive in it. In Egypt , where police have arrested dozens of campaigners for trying to send convoys of food and medicine to Gaza , internet organisers have called for a general strike in support of the strip. Backed by mosque sermons fulminating against the siege, parliamentarians from the Muslim Brotherhood, Egypt 's largest opposition party, are pressing Mr Mubarak's government to explain its policies. The government-appointe d Sheikh of al-Azhar, Egypt 's top cleric, branded the blockade a "sin against fellow Muslims".
To date, Egypt 's government has escaped broad public censure for the restrictions it imposes on the border with Gaza . Last winter, when Hamas breached it, prompting thousands of Palestinians to surge into Egypt on a shopping spree, Egyptian officials countered with an information campaign to stoke nationalist resentment, warning people against an intrusion of Palestinian smugglers, counterfeiters and terrorists. The Egyptians scored points again earlier this month, when Hamas blocked the exit of Gazans headed for the annual pilgrimage to Mecca , on the ground that the Saudis had granted visas only to those who had applied through the PA and not through Hamas. Egyptian diplomats, meanwhile, have sought to rally official Arab support for their view that Hamas's rule in Gaza is illegitimate, even while they have been sponsoring talks to heal the rift between Fatah and its Islamist rivals.
Egypt and its Arab allies have their reasons for keeping Gaza isolated. Their policy began under American pressure soon after Hamas won a Palestinian general election in 2006. Egypt has kept the border closed partly to please America , which props up Mr Mubarak with aid, partly because his government loathes Hamas as a branch of its own Muslim Brotherhood, and partly in the hope of forcing Hamas to cede legitimacy to the PA, thereby keeping prospects for Palestinian unity and future peace dealings with Israel alive. Moreover, fearing that Israel 's long-term goal is to dump Gaza and its troubles into Egypt 's lap, the Egyptians insist that Israel must remain fully responsible for the territory.
So Egypt bristles at the criticism from fellow Arabs and Muslims. Ahmed Abul Gheit, its foreign minister, withdrew the country's top diplomat in Iran , accusing the Islamic Republic of trying to impose its ideology on the region: "They provide nothing for the Palestinian cause, save hollow speeches and false allegations."




مصر وغزة
لا يمكن فعل شيء
الايكونومست من النسخة المطبوعة

الحكومة المصرية تتخذ الحرارة حيث غزة الكثير يحصل الأسوأ


مثال بيتر Schrank

الرئيس المصري ، حسني مبارك ، وتتعرض لانتقادات متزايدة في الداخل والخارج ، لفشلها في تخفيف معاناة غزة / 1.5m الناس ، والبؤس الذي يتزايد فيه اسرائيل / الحصار المفروض على هذه الدولة الصغيرة الواقعة على الشريط الساحلي الذي تعثر. الحصار الهادئة التي يتمتع بدعم من أمريكا وحلفائها وكذلك مصر / التعاون العملي في اغلاق قطاع غزة على الحدود ليست الوحيدة التي تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.
الحصار يهدف الى اجبار حماس ، الحركة الإسلامية الفلسطينية التي احتلت قطاع غزة في منتصف عام 2007 بعد فوزه في الانتخابات العامة التي جرت في الأراضي الفلسطينية في العام السابق ، إلى نبذ العنف والاعتراف باسرائيل ، وقبول اتفاقات السلام السابقة مع اسرائيل التي قدمتها الفلسطينية منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ، السلطة الفلسطينية ، التي تهيمن عليها علمانيين لحركة فتح ، ومن قبل معظم البلدان على الحكومة الفلسطينية. حتى الآن ، ولكن بعد 18 شهرا ، وضغط على مواطنين عاديين من سكان غزة قد تضر أكثر مما أضرت حماس. الاسرائيليون يقولون انهم لن فتح المعابر للناس والسلع (باستثناء ضئيل من الإمدادات الإنسانية) إلا عندما المقاتلين الفلسطينيين وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وتسري هدنة هشة بين حماس واسرائيل ستنتهي في كانون الأول / ديسمبر 19th. ومن غير الواضح ما الذي سيحدث في حال استئناف دورة العنف على نطاق واسع.
في حين ان اسرائيل تتلقى الازدراء الدولي المتزايد ، والسلطة الفلسطينية ، ترأس من الضفة الغربية من قبل حركة فتح محمود عباس ، فقد شهدت تآكل شرعية واهية من قبل بتهمة التواطؤ مع اسرائيل الطغاة. ألف جوقة الرأي داخل المنطقة ، وانتشرت حماس الحليف الايديولوجي ، وإيران ، وانتشر تشاطرها الرأي الاسلاميين في أي مكان آخر ، هو بداية لاحراج الأخرى الموالية للغرب من الانظمة العربية التي قبلت ضمنيا في عزل حماس.
هذا الشهر في طهران ، إيران 'العاصمة ، الحكومة orchestr ated حشود من طلاب القوا قنابل مولوتوف في مكاتب الخطوط الجوية العربية السعودية ، هاجمت مصر / البعثة الدبلوماسية ، ودعا إلى إعدام السيد مبارك باعتباره خائنا. وقال قيادي طهران صحيفة كيهان ، في غضون ذلك ، هاجم ادانته ب "التبعية للصهاينة" واتهم العاهل السعودي الملك عبد الله بأنها "غير مبال مذبحة غزة / المسلمين". وقال في خطبة صلاة الجمعة بثتها ايران / تلفزيون نصح الفلسطينيين على نسخة أساليب حزب الله الشيعية اللبنانية حزب بمهمة ميليشيا خاض حربا مع اسرائيل في عام 2006.
هذا الاسبوع السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي يتمتع بشعبية في المنطقة ، ودعا لاحتجاجات عالمية ضد الحصار. خلال اجتماع حاشد في العاصمة الأردنية عمان ، ورئيس اللجنة الوطنية لفرع جماعة الإخوان المسلمين ، والإقليمية حركة حماس التي فرعا ، وأعلن أنه "من العار" غزة تحت الحصار ، وأن الحكومات العربية يجب أن تستر عليها. في مصر ، حيث القت الشرطة القبض على عشرات من نشطاء لمحاولة ارسال قوافل الغذاء والدواء إلى غزة ، والانترنت وطالب منظمو الاضراب العام في دعم القطاع. بدعم من خطب المساجد الإنفجار ضد الحصار ، والبرلمانيين ، من جماعة الاخوان المسلمين في مصر / أكبر أحزاب المعارضة ، وتضغط حكومة السيد مبارك لشرح سياساته. الحكومة appointe د شيخ الأزهر ، ومصر / ورئيس هيئة كبار العلماء ، ووصف الحصار "خطيئة ضد اخوانهم المسلمين".
حتى الآن ، ومصر / حكومة نجا استهجان الجمهور على نطاق واسع لأنها تفرض قيودا على الحدود مع غزة. في الشتاء الماضي ، عندما خرقت حماس عليها ، مما دفع الآلاف من الفلسطينيين إلى مصر لزيادة على فورة التسوق ، مع المسؤولين المصريين تواجه حملة إعلامية لإذكاء نار الاستياء وطنية ، محذرا من التدخل ضد الشعب الفلسطيني من المهربين ، والإرهابيين المزيفين. المصريون وسجل نقطة من جديد في وقت سابق هذا الشهر ، عندما منعت خروج حماس من سكان قطاع غزة توجهوا الى الحج في مكة ، على أساس أن منح التأشيرات للسعوديين فقط لأولئك الذين تقدموا عن طريق السلطة الفلسطينية وليس من خلال حماس. الدبلوماسية المصرية من جهة اخرى ، سعى الى حشد الدعم العربي الرسمي عن رأي مفاده أن حكم حماس في غزة هو غير شرعي ، حتى في الوقت الذي كانت ترعى محادثات رأب الصدع بين فتح وحركة المقاومة الاسلامية (حماس.
مصر والدول العربية الحليفة لها أسباب حفظ غزة المعزولة. وبدأت سياستها تحت ضغط أمريكي قريبا بعد فوز حماس في الانتخابات العامة الفلسطينية في عام 2006. حافظت مصر على الحدود مغلقة جزئيا لإرضاء أميركا ، والتي كان الرئيس مبارك على دعم المعونة ، ويرجع ذلك جزئيا إلى حكومته كراهية حماس إنشاء فرع خاص به جماعة الاخوان المسلمين ، وجزئيا من الأمل في اجبار حماس على التخلي عن السلطة الفلسطينية الشرعية ، وبالتالي حفظ آفاق الوحدة الوطنية الفلسطينية ومستقبل السلام في التعامل مع إسرائيل على قيد الحياة. وعلاوة على ذلك ، خوفا من أن حلفاء اسرائيل على المدى البعيد والهدف من ذلك هو التخلص من غزة ومتاعبها الى مصر / اللفة ، مصر تصر على أن إسرائيل يجب أن تبقى المسؤولية الكاملة عن الإقليم.
حتى الشعر الخشن في مصر انتقادات من زملائه العرب والمسلمين. أحمد أبو الغيط ، وزير خارجيتها ، وسحبت بلاد دبلوماسي في ايران ، متهما الجمهورية الإسلامية تحاول فرض ايديولوجيتها على المنطقة : "وتقدم شيئا للقضية الفلسطينية ، ما عدا كلمات جوفاء ، وادعاءات كاذبة".



مصر.. وحصار غزة
سليمان نمر

في كل مؤتمر ولقاء عربي يدعو العرب، قادة ووزراء ومسؤولون، إلى فك حصار العدو الإسرائيلي لغزة، ويدعون المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والعمل على فك الحصار عن فلسطينيي غزة.
ويعتقد العرب أنهم غير قادرين على أن يفعلوا شيئاً لفك الحصار سوى إرسال المؤن والمساعدات عبر المنظمات الإنسانية الدولية، ولا يستطيعون محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن يدعو لفك الحصار لأن ''السيد الأميركي ''في المجلس سيعطل مثل هذه المحاولة.
وهكذا يعتقد العرب أنهم يرضون ضميرهم بإرسال المؤن والمساعدات الإنسانية إلى فلسطينيي غزة، ويجدون المبرر والعذر لعجزهم.
وفك الحصار عن غزة وأهلها لا يحتاج إلى توسل المجتمع، ولا إلى أي قرارات من ''الشرعية الدولية''، بل يحتاج إلى إرادة عربية نفتقدها.. يحتاج إلى إرادة مصرية وقرار مصري تستطيعه مصر بكل سهولة إذا ما أرادت أن تتحمل مسؤولياتها العربية، وإذا ما مارست دورها المعهود بقيادة العرب.. حينها تستطيع أن تفتح بوابة رفح، لا ليعبر أهل غزة إلى مصر، بل ليعبر العرب إلى فلسطين، وليستعيد العرب علاقتهم بفلسطين القضية.
فلسطينيو غزة الذين تظاهروا أمام الأسوار التي رفعتهـــا مصر -الدولة- في وجوههم في رفح.. كانوا يستصرخون مصر وضميرها.. كانوا يستصرخون العرب ونخوتهم أن ينقذوهم، فالعدو يحاصرهم ويقتلهم أمام مرأى العالم، عدو يصطادهم بطائراته ومدفعيته، فهو عدو من مصلحته ألا يحاصر غزة فقط بل أن يقتل جميع فلسطينييها.
أما مصر فهي الشقيقة الكبرى، مصر التي قادت العرب إلى نصر أكتوبر.. هل من المعقول أن تشارك العدو بحصار غزة وأهلها..؟
هل وصل الهوان العربي إلى درجة أن يقف ضباط الأمن المصريون فوق الأبراج يستمعون إلى صرخات جياع غزة وجرحاها، والأوامر تمنعهم من عمل شيء، ويقف مئات رجال الأمن المصريين - الذين سمحت ''إسرائيل'' لمصر بتواجدهم بأسلحتهم لمواجهة الفلسطينيين فقط- في حالة استعداد'' لقطع رجل'' أي فلسطيني يحاول عبور بوابة السجن الجنوبية المصرية.
مستعدين لقطع أرجل فلسطينيي غزة الذين لا يريدون العبور إلى مصر بل يريدون أن يعبر العرب إليهم.
لو كان المبرر المصري ''امني'' فعلا وان هناك خشية على أمن مصر الداخلي من تسلل عناصر حماس، لنظمت مصر عبور أهل غزة بتصاريح وجوازات سفر وتأشيرات.. ولكن الأمر ليس كذلك.
الأمر هو ارتهان الإرادة للعجز والتخاذل. فهذه ليست مصر التي عرفناها ونعرفها، مصر صاحبة الدور القيادي العربي.. تنسحب من هذا الدور من أجل عدم إغضاب ''السيد الأميركي''.
مصر العظيمة الرائدة لم تعد باستطاعتها أن تقوم بدور في العراق، وتركت الدور في لبنان لغيرها.. أصبحت لا تقدر أن تقوم بدور لممارسة سيادتها على حدودها فأصبحت لا تستطيع أن تفتح بوابة حدودية مع غزة، وبوابتها مع فلسطين، أصبحت بوابة للوساطة بين الفلسطينيين وعدوهم. بل دور ناقل للتهديات الإسرائيلية للفلسطينيين - كما يقول سرا بعض الفلسطينيين المعنيين بالاتصالات المصرية الفلسطينية -
مصر تفقد دورها عربياً لذلك نرى هذا الوضع العربي المتردي.. وحين يفتقد دورمصر يهون العرب وأولهم فلسطينيو غزة.
وحين تحتاج مصر إلى تصريح أو إذن من الولايات المتحدة الأميركية لتقوم بدور ما، يصبح من غير المستغرب أن يستأذن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ''العاجز'' أيضاً من وزيرة الخارجية الأميركية ليحاور شقيقه الفلسطيني المحاصر في غزة.
وليس من المستغرب أن يقابل رئيس السلطة الفلسطينية رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بالقبلات في حين يمتنع عن لقاء شقيقه رئيس حركة حماس.
حين تتخلى مصر عن دورها العربي، يصبح مطلوباً من جنود مصر أن يقفوا على حدودها مع فلسطين ليحموا أمن ''إسرائيل''.. وحين لا يعود لمصر دورها في قيادة العرب ولم شملهم وحمايتهم يصبح أمرا عاديا ان تدرب الولايات المتحدة جنوداً من جيش مصر العظيم - الذي هزم ''إسرائيل'' في حرب أكتوبر- في قاعدة بكاليفورنيا، لا حباً في هذا الجيش أو بمصر، بل تدربهم الولايات المتحدة على سبل اكتشاف الأنفاق ومراقبة الحدود من أجل أن يحموا امن عدو مصر والعرب ومن اجل أن تبدو مصر انها شريك في حصار الفلسطينيين شعبا وقضية.














مقال سياسي خطير عن حسني باراك ومعبر رفح

--------------------------------------------------------------------------------

اقوى مقال عربي سياسي قراته
كاتبه مجدي حسين السياسي والكاتب المعروف

حسنى مبارك المستولى على حكم البلاد منذ 1981 صهيونى بالمعنى الحرفى والموضوعى والعلمى والمعلوماتى للكلمة ولا نقول ذلك على سبيل الشتيمة أو الهجاء ، أو حتى لمجرد اتهامه بالتبعية للصهيونية والكيان الصهيونى ، بل هو صهيونى لحما وعظما عن اقتناع وعن خيار اتخذه منذ سنوات بعيدة . ولقد كنت مشغولا بهذه الحقيقة منذ قرابة 8 سنوات ولكننى لم أكتب فيها لأننى كنت من ناحية أتأمل فيها مزيدا من الوقت والبحث . ومن ناحية أخرى فان أفعاله العلنية وتبعيته للصهيونية كافية لادانته بالخيانة العظمى وقد كتبت فى ذلك مرارا . ولكن حقيقة أن حاكم مصر صهيونى حتى النخاع ليست بالحقيقة الفرعية كما انها توضح حجم الخطر الذى يمثله استمراره فى الحكم فترات اضافية . ولا أكتب ذلك الان تأثرا بما قامت به قوات مبارك مع قوافل غزة أول أمس ، فلم يكن ما حدث منها مفاجئا لى بأى شكل من الأشكال . ولكن لاشك أن ماحدث أمس دفعنى للخروج عن صمتى فيما يتعلق بصهيونية مبارك.
( الصورة لسيارتى شرطة خلف ميكروباس مجدى حسين ورفاقه وفى الأمام سيارتان أخريتان والأربعة بقوات مسلحة بالرشاشات لترحيل اجبارى من العريش الى القاهرة)


مبارك نشأ فى ظروف فقر مدقع كما ذكرت من قبل وهذا الوضع ترك فيه عقدا نفسية مركبة ، وهذا ليس ضروريا أن يحدث مع كل فقير يصل الى موقع الرئاسة ، وليس عيبا ولكن العيب هو هذه العقدة المركبة التى قد تصيب أحدهم . وبالتالى فان مبارك نشأ وكل مهمته فى الحياة أن ينتشل نفسه من الفقر والوضاعة الاجتماعية من وجهة نظره وأن يعب من الدنيا ما شاء له أن يعب . وقد وصل به الحال الى أنه كان ينكر نفسه فى وحدته العسكرية عندما ياتى والده لزيارته ( كان حاجب أو محضر فى المحكمة واشتغل فى خدمة عبد العزيز فهمى باشا ) . فهو انسان بلا مبدأ وأقسم ألا يزور قريته التى تذكره بأصله الوضيع كما يتصور . لم يفكر فى كفر مصيلحة الا فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بناء على مشورة شركة العلاقات العامة التى تولت حملته الانتخابية ، وهو لم يزر قريته وانما نظموا له اجتماعا فى مدرسته ( الأخلاق الحميدة ) كنقطة انطلاق لحملته الانتخابية !!

وفى الطيران أجاد لعبة النفاق والصعود بالتقرب الى رؤسائه ، والاساءة الى زملائه ومرؤسيه بالوشاية عنهم .

زواجه من أجنبية غير مسلمة فتح له الطريق الى عقر البلاد البريطانية ، وما كان للدوائر المتنفذة فى الغرب أن تغفل عن مصاهرة مبارك لعائلة بريطانية . وكان ثابت والد سوزان مبارك يعالج فى بريطانيا ووقع فى غرام ممرضة من ويلز وتزوجها ، وكانت هى أم سوزان . ومن الطبيعى أنها ليست مسلمة ، والأكثر أهمية أنها ليست مصرية ، وظل مبارك على علاقة بأصهاره الانجليز وكان اسمه للدلع ( جورج ) .ولانعرف متى بالضبط تم تجنيد مبارك للدوائر الصهيونية ، وهناك رواية تقول أن ذلك تم فى الاتحاد السوفيتى عندما كان يتدرب هناك وأن عناصر يهودية صهيونية وصلت اليه . والتوقيت هنا غير مهم ، المهم أن زوجته ترعى الروتارى والليونز وشقيقها منير ثابت كان محافظ منطقتنا . والمعروف أنها واجهات للماسونية العالمية . وهنا نصل الى شرح معنى صهيونية مبارك ، فالصهيونية أوسع من اليهودية بل هناك بعض اليهود يرفضون الصهيونية ، والمشروع الصهيونى قائم على تجنيد العناصر المؤثرة فى كل المجتمعات ليس عن طريق تحويلهم لليهودية فهذا غير مطلوب دينيا وسياسيا . فمن الأفضل أن تكون مسيحيا وتخدم الصهيونية وأن تكون مسلما وتخدم الصهيونية . ولانقصد بالمسيحية مجرد المسيحية الصهيونية التى ينتمى اليها المحافظون الجدد بل وكل قادة امريكا من الحزبين التى تربط رباطا عقائديا بين المشروع الأمريكى والمشروع الصهيونى فى فلسطين . ( راجع كتابنا : أمريكا طاغوت العصر ) بل نقصد دائرة أوسع من ذلك تقوم على أساس المصلحة النفعية ومغلفة بنظريات تبدو مبدئية وتبدو صاحبة رسالة . وهذه الحلقة تقوم بها الماسونية : التى تدعى أنها مع الاخوة الانسانية بدون تفرقة بين الأديان ، ويتم من خلال محافلها تجنيد أبرز عناصر الاعلام والمال والاعلام والثقافة فى كل مجتمع لصالح مشروع الهيمنة اليهودية على العالم واسمه المعاصر : الصهيونية . والمعروف أن المراجع الدينية فى مصر وغيرها تدين محافل الروتارى والليونز باعتبارها واجهات للماسونية . كذلك فان بعض المخدوعين يشاركون فى هذه المحافل ولا يعرفون مراميها الأصلية ولكن ذلك لا ينطبق على الأعمدة الرئيسية كسوزان وأخوها الذى خرب الرياضة المصرية . كذلك فان صعود مبارك الى موقع نائب الرئيس لم يكن من قبيل الصدفة كما يتصور البعض ، بل تم دفعه بآليات معينة تعرفها القوى العظمى باختراقاتها لأنظمة الحكم الهشة ( هناك رواية تقول أن الرئيس الأمريكى شخصيا هو الذى اقترح على السادات تعيين مبارك نائبا له) .

و الصهيونية بالنسبة لغير اليهودى تصبح ديانة سياسية .. والمعروف أن بريطانيا هى مركز الماسونية العالمية وتشارك فيها العائلة الملكية الانجليزية ، كما أن بريطانيا هى موطن المسيحية الصهيوينة التى أصبحت دين امريكا مع المهاجرين الأوائل . وظلت علاقة عائلة مبارك ببريطانيا وثيقة ولم يكن من قبيل الصدفة أن يذهب جمال مبارك ليعمل فى لندن ، فى أحد البنوك الأمريكية ( بنك أوف أمريكا ) حيث قام بعملياته المشبوهة فى المتاجرة بديون مصر كما ذكر والده مبارك فى حديث للمصور . وعندما بدأت فكرة اعداده للعمل السياسة والوراثة فقد تم ذلك فى بريطانيا أيضا .. حيث جرى تدريبه فى حزب العمال البريطانى وتحت اشراف الوزير ماندلسون سىء السمعة من الناحية المالية والجنسية ( شاذ جنسيا وكل ذلك منشور فى الصحف البريطانية وهى تحت يدى ) وقد تم طرده من وزارة بلير مرتين بسبب فضائحه . أما افكاره الصهيونية فهى كالتالى وبنص كلماته : اسرائيل دولة أسست على مبادىء العدالة الاجتماعية والديموقراطية واحترام الشعوب الأخرى !! ولذلك فان اسرائيل قادرة على جذب تعاطف ومساندة حزب العمال البريطانى . هذا هو أستاذ جمال مبارك والذى يتم التعامل معه باعتباره منتسبا لحزب العمال ويدعى بانتظام الى مؤتمراته العامة . ودائما ابحث عن بريطانيا ، فجمال مبارك مشارك فى شركة فودافون . وهو على درب أبيه على اتصال دائم بيهود الولايات المتحدة وفى أحد اللقاءات طمأنهم على الجهود المصرية لتجفيف مصادر تمويل حركة حماس ! وأشاد قادة يهود امريكا بشخصية جمال مبارك لأنه تجنب توجيه أى نقد لاسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين ( يديعوت أحرنوت ).

ونعود الى الأصل وهو الأب ، فكل ما حباه الله من قدرات عقلية وهى ليست كبيرة كرسها للعبة البقاء فى السلطة ، وقد أدرك من وقت مبكر وربما لصلاته العضوية الملموسة أن الصهيونية هى أقصر الطرق لقلب أمريكا.وكان تفكيرنا دائما ينصب على تبعية مبارك للأمريكان . منذ سنوات لم ألتق بالأستاذ محمد حسنين هيكل ، وأذكر فى أحد لقاءاتنا الأخيرة أننى أطلت الحديث عن تبعية مبارك للأمريكان ، فأوقفنى الأستاذ هيكل وفاجأنى بالقول : أنت مشغول بعلاقات مبارك بأمريكا وأعتقد أن علاقاته باسرائيل هى الأكثر أهمية !! ولم يفصل . ولم أهتم لحظتها بهذه الملاحظة ، ولكننى أفهمها جيدا الآن .

وفى شهادة خطيرة وملموسة لشيخ القضاة المستشار يحى الرفاعى : قال لى : ان مبارك خلال حديثه لكل قضاة مصر فى مؤتمر العدالة الأول وكان حديثا مغلقا ولكن وسط مئات القضاة وكان هذا فى بداية الثمانينيات أى فى أوائل حكم مبارك أنه قال لقضاة مصر : ان العلاقة مع العرب لا فائدة منها وأنه طلب مرة خلال أزمة دقيق تمويل سعودى ولكن السعودية تباطأت أو لم تستجب ، فما كان منى الا ان رفعت سماعة التليفون وطلبت من شمعون بيريز رئيس حزب العمل الاسرائيلى أن يتوسط لى لدى امريكا لشحن كمية من الدقيق ، فتمت الاستجابة لطلبى على الفور !

وهناك تصريحات علنية لمبارك سمعتها بنفسى فى التلفزيون المصرى على الهواء وتم حذفها فى صحف اليوم التالى ، تصريحات خاصة بأهمية اليهود ، وأنه لايمكن لأى أحد فى العالم الاستغناء عنهم فهم يتحكمون فى النظام المصرفى العالمى . وهاجم الرئيس اليمنى على عبد الله صالح لأنه دعا الى تحرير القدس ، وقال من يريد أن يحرر القدس فليذهب لوحده لتحريرها وهذا ليس شأننا !! وقد علق الأستاذ عادل حسين فى وقتها على هذا الكلام فى صحيفة الشعب واصفا اياه بأنه كفر بواح .

وفى حديث متلفز مع التلفزيون الاسرائيلى موجود على الانترنت يقول مبارك للمذيع الصهيونى : ان اليهود ناس ممتازون كلمتهم واحدة وكنا زمان نتعامل مع التاجر اليهودى بكلمة شفوى من غير ورق ولا وصلات . رغم أن سمعة اليهود فى التجارة بالذات ( زى الزفت ). وهذا التعليق الأخير من عندى !

كما أن قصة يوسف والى من أولها الى آخرها تعكس صهيونية مبارك دون أن نبرىء والى بطبيعة الحال كمنفذ . وعلى كثرة خطب وأحاديث مبارك الا أنه لم يتحدث مرة واحدة عن كوارث الزراعة وتسببها فى السرطان والفشل الكلوى والكبدى بسبب التطبيع مع اسرائيل ، وتضامن معه وحبسنا سنتين بسبب حملتنا على يوسف والى . وهو لم يسمح للأجهزة الرقابية بالهجوم على وزارة الزراعة الا لفتح الطريق أمام ابنه جمال مبارك ، لطرد والى من موقع الأمين العام للحزب الوطنى ، حيث كان يرفض أن يحل جمال مبارك الصغير هذا محله . وعندما جاء وزير زراعة وطنى : أحمد الليثى وأوقف التطبيع مع اسرائيل ، طرده سريعا وجاء بالوزير الحالى الذى فتح الباب للتطبيع كما كان فى عهد والى . بل انتقل الى تعميم التطبيع مع اسرائيل فى الغاز والصناعة . وبحيث أقيمت بالفعل السوق الشرق أوسطية بين مصر واسرائيل والأردن من خلال مايسمى الكويز واتفاقيات الغاز المهينة التى قبض ثمنها مبارك شخصيا من خلال صديقه حسين سالم ، المطبع الأكبر مع الصهاينة . ولم يكن ما يفعله يوسف والى سرا ، ونحن ننشر فضائحه منذ أواسط الثمانينيات دون أى رد فعل من جانب مبارك ، فهو لايعنيه أن يصاب نصف الشعب المصرى بالسرطان طالما أن مصادر أكله هو مؤمنة !!

وهناك ملامح مشتركة فى التعامل مع اسرائيل بين مبارك ووالى ، فيوسف والى لم يسافر مرة واحدة لاسرائيل ، وهكذا يكون العميل على رأسه بطحة . فلماذا لايسافر لاسرائيل طالما أنه يتعاون معها فى الزراعة وطالما أنه يحض كل العاملين معه فى الوزارة على السفر اليها . وهكذا يفعل مبارك حتى ظن البعض من السذج أن هذا من علامات الوطنية ، وهو سافر مرة واحدة لحضور جنازة رابين فهو واجب لايمكن التخلف عنه ! ولكنه لم يقم بزيارة رسمية كاملة لاسرائيل حتى الآن ، وكلما جاءه صحفى اسرائيلى يسأله : لماذا لاتسافر اسرائيل ؟ فيقول فى الوقت المناسب أو عندما تحل القضية الفلسطينية ! ولكن ما الذى يهم الصهاينة فى زيارة والى أو مبارك طالما أنهما يقومان بالواجب عن بعد ؟!!

وقد كان مبارك مبدئيا مع اسرائيل بحيث رفض فى كل اللحظات أن يقوم بأى اجراء شكلى ضدها ، وأذكر أثناء اجتياح جنين ، خرجت علينا الصحف الحكومية بالقول بوقف رحلات الطيران بين مصر واسرائيل ، وتم نفى ذلك سريعا فى اليوم التالى ، وقال النظام فى صفاقة : ان تسيير الرحلات ضرورى سياسيا حتى وان كانت بدون تحقيق أرباح ، أى حتى بدون ركاب !! بينما طالما يتخذ مبارك اجراءات عقابية تجاه ليبيا والعراق وسوريا وايران والسودان وفلسطين وغيرها من البلاد العربية والاسلامية لأوهى الأسباب !

وقد ذكر موشيه ساسون أول سفير اسرائيلى فى مصر فى مذكراته : أن شارون عندما كان وزيرا للزراعة زار مصر واستخدم طائرة حسنى مبارك الخاصة فى استكشاف الأراضى الزراعية المصرية . أما عند سفره نهائيا يتحدث السفير عن اللقاء الحميم مع مبارك وأنه عندما اشتكى له من البرامج الدينية فى الاذاعة والتلفزيون المصريين التى تتعرض بشكل سلبى لليهود ، قاطعه مبارك فورا وقال : أنت محق فى ذلك . سأصدر فورا امرا الى صفوت الشريف وزير الاعلام بألايمسوا أمور اسلامية يهودية لا فى التلفزيون ولا فى الراديو ، هذا الشىء الخطير جدا على حد قولك سيتوقف . ضغط الرئيس على الزرار الموجود على المائدة الصغيرة بجوار مقعده ودخل سكرتيره الشخصى الفقى وشرح له الرئيس المطلوب باختصار وأمره بالاتصال بوزير الاعلام وابلاغه بأن يوقف فورا تلك البرامج وسجل السكرتير أمر الرئيس وخرج . وهكذا بطلب من سفير اسرائيل ألغى مبارك قرابة ثلث القرآن وأبلغ وزير الاعلام للتنفيذ فى حضور السفير حتى يطمئن تماما . لذلك لم يكن غريبا أن يتحدث السفير عن مبارك فيصفه : أذهلنى كانسان بدأ طريقه شخصية غير معروفة وتطور وأصبح زعيما مذهلا ناضجا سياسيا يتمتع بثقة بالنفس وكفاءة زعامة ! وظل يكتب عنه أنه الشخص الوحيد الذى حمى السلام مع اسرائيل وهو يلعب دورا رائعا فى ضم العرب الى مسيرة الاستسلام ، بل وحيا فى مبارك اختياره طريق التبعية للولايات المتحدة !!

ووقف مبارك بصلابة ومبدئية ضد حزب الله والمقاومة اللبنانية وضد حماس والمقاومة الفلسطينية وضد المقاومة العراقية والأفغانية وضد ايران ولم يتزحزح أبدا وهو لم يلتق بأى رمز للمقاومة ولكن أصغر يهودى صهيونى يهب لاستقباله ويفرغ له الوقت واليوم كله ، كما فعل مع السفير موشيه ساسون . وهو يكره كل الرموز التى تكرهها أمريكا . فى المرات القليلة التى ألتقيت به على طائرة الرئاسة حيث كانت هناك محاولة من جانبه لاحتوائى كما فهمت فيما بعد ، حاولت أن استدرجه فى الحديث عن دور مصر تجاه : حصار العراق والسودان وايران ولكننى لم أسمع منه الا الشتائم فى حقهم ، وانسحبت من الحديث ، وقلت لمصطفى بكرى : لافائدة من الحديث مع هذا الرجل !!

وعندما نأتى لدوره مع غزة ، سنجد أن شارون انسحب منها على أساس أنه يسلمها الى أيد أمينة للصهيونية ، وهذا مابرهن عليه مبارك حتى بعد اختفاء شارون لأن مبارك رجل مبادىء يتعامل مع الصهيونية كرسالة وليس تعامل مع أشخاص فهو يحب رابين ووايزمان واليعازر وكل من يحكم اسرائيل . فيما يتعلق بحقوق الوطن وحقوق الشعب فان مبارك يتراجع ويتنازل بلا حساب ، أما فيما يتعلق باسرائيل فهو رجل المبادىء الذى لايتزعزع . وهويغلق معبر رفح باحكام واصرار عجيبين . ويعتبر غزة ارض محتلة تبع اسرائيل رغم أن اسرائيل انسحبت منها ، وتركت له دور السجان على معبر رفح ، ثم تطور دوره لمحاربة الانفاق وقتل الفلسطينيين بالغازات السامة ، وبضخ المياه فى الأنفاق ، وهوالذى يملى على صبيه وزير الخارجية أن يصرح تصريحاته الصفيقة عن قطع أيدى وأرجل الفلسطينيين اذا جاءوا طلبا للغذاء أو الدواء . وهو يمكن أن يسمح للمظاهرات أن تلعن فيه وتطالب بسقوطه ولكن لايسمح بأى تظاهرة تجاه العريش أو رفح أو عند السفارة الاسرائيلية والسفارة الامريكية . فهو مستعد أن يكون ممسحة البلاط ولكن يدافع عن اخوانه الصهاينة حتى الرمق الأخير.

لذلك ليس من الغريب أن يشيد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بمبارك، مشيراً إلى أنّه يصلي يومياً من أجله

وقال أولمرت فى مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست ( عندما أفكر فيما يمكن أن تكون الأمور لو أننا نتعامل مع أشخاص غير مبارك أصلى يوميا من أجل سعادته وصحته.
********.
*************

وأقول لكم لن يفتح معبر رفح الا بسقوط مبارك ، فهو لن يسمح بذلك لأن شرعية وجوده فى الحكم شرعية صهيونية امريكية وهو لايريد الا رضائهما ، ولن يوقفه عند حده الا ثورة كاملة تطيح به من قصوره ومنتجعاته .

فاذا كنتم تريدون فتح معبر رفح فان أقصر الطرق لذلك الاطاحة بحسنى مبارك كما هو أقصر الطرق لحل كل مشكلات مصر وشعبها . والحديث متصل
 
قديم 11/1/2009, 04:17 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
aacl
بـاشـمهندس

الصورة الرمزية aacl

الملف الشخصي
رقم العضوية : 129952
تاريخ التسجيل : Nov 2008
العمـر : 47
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 62 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : aacl يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

aacl غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

النص شبه الكامل لتقرير فينوغراد وتحليلات وسائل الإعلام المختلفة
السبت, 02 شباط 2008

بطاقة تعريف باللجنة

الاسم الرسمي: اللجنة لفحص أحداث المعركة في لبنان 2006.

تاريخ التعيين: 17 أيلول 2006.

أعضاء اللجنة: د. إلياهو فينوغراد (رئيس اللجنة).

بروفيسور روت غبيزون.

بروفيسور يحزقيل درور.

العميد (احتياط) د. حاييم ندل.

العميد (احتياط) مناحيم عينان.

التفويض: الفحص والتوصل إلى توصيات واستنتاجات على المستوى السياسي والمستوى العسكري في كل ما يخصّ المعركة في الشمال التي اندلعت في 12 تموز 2006.

تاريخ إصدار التقرير الجزئي: 30 نيسان 2007.

انتهاء عمل اللجنة: بعد تقديم تقريرها الرسمي، انتهى وجود اللجنة كجسم قضائي وفق القانون، وعليه فلا يمكن أحداً تقديم دعوى ضد أعضاء اللجنة أو تقريرها، بشكل مباشر.

لمحة عامة عن التقرير

يقع التقرير في 621 صفحة من القطع المتوسط، موزعة على جزأين وخمسة أبواب و18 فصلاً. وبعد المقدمة في الجزء الأول، تطرق إلى أسس المسؤولية ومعطيات التقرير واستنتاجاته وتوصياته، لينتقل بعدها إلى القرار المتعلق بالاستخلاصات والتوصيات الشخصية. أما الفصل الرابع، وهو الأكبر من بين فصول التقرير، فتضمّن أحداث الحرب، في كل يوم، من الثاني عشر من تموز حتى الرابع عشر من آب.

في الجزء الثاني، استعرض التقرير دور الاستخبارات العسكرية خلال الحرب واستعداداتها العسكرية منذ عام 2000 حتى اندلاع الحرب. وانتقل في الفصل السابع إلى الخطط والاستعدادات عشية الحرب، ثم التطلعات العسكرية في إدارة الحرب.

وفنّد التقرير في فصله التاسع دور الأذرع العسكرية وعمليات مساندة القتال والعمليات الخاصة ودور أسلحة الجو والبحر والبر، والأقسام اللوجستية، وعمليات تجنيد الاحتياط، واستعدادات الاحتياط وإدارتهم، وعمليات صيانة القوى، والوضع الميداني، إضافة إلى سلاح الطب.

وفي الفصل العاشر، تحدّث التقرير عن عمليات بنت جبيل، ليقدّم بعدها «تلخيص الجيش واستنتاجاته»، إضافة إلى توصيات في الفصل الثاني عشر. وفي الفصل التالي، تطرق التقرير إلى أمن المعلومات في زمني السلم والحرب، ولا سيما «حرب لبنان الثانية»، ليقدّم بعدها توصيات واستخلاصات.

وفي الفصل الرابع عشر، تحدّث التقرير عن تصرف إسرائيل في ضوء القضاء الدولي، وعن الاختطاف كتهديد استراتيجي، ليقدّم في الفصول التالية تحليلاً وتوصيات واستخلاصات حيال الأجهزة والمؤسسات.

السفير:

- الحرب كانت «خيبة كبيرة وخطيرة، يتحمل مسؤوليتها أساسا الجيش، ولكن شارك فيها أيضا الضعف الذي أبداه المستوى السياسي».

- إن الجيش واجه «تنظيما شبه عسكري مكوناً من بضعة آلاف من المقاتلين صمد في وجه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، والذي يحظى بتفوق جوي مطلق ومزايا في الحجم والتكنولوجيا»، ولكنه «لم يوفر ردا فعالا لإطلاق الصواريخ، الذي تواصل كل أيام الحرب، حين ترك الكثير من السكان بيوتهم أو أقاموا في الملاجئ. لقد خرجت إسرائيل إلى حرب طويلة بادرت هي إليها، وانتهت من دون أن تنتصر بها إسرائيل بشكل واضح من الناحية العسكرية».

- أشار فينوغراد إلى أنه «تحققت في هذه الحرب إنجازات فعلية أيضا»، لكن إسرائيل «لم تحظ بالإنجاز السياسي على أرضية إنجاز عسكري. فقد استندت إلى تسوية سياسية، كانت فيها حقا مزايا إيجابية، إذ كانت هذه تسوية أتاحت وقف القتال برغم أنه لم يتم حسم المعركة».

- كانت «لحرب لبنان الثانية إنجازات سياسية فعلية: قرار مجلس الأمن ,1701 الذي اتخذ بالإجماع، يشكل إنجازا لدولة إسرائيل». وأوضحت اللجنة أنه «من ناحية رئيس الحكومة ووزير الدفاع (آنذاك عمير بيرتس)، فإن اتخاذ القرار 1701 لم يكن مجرد قرار سياسي في إطار صلاحياتهما، بل إن اتخاذه شكل استمرارا مطلوبا لعملهما طوال الحرب كلها».

- قررت اللجنة أن استمرار تعرض البلدات الإسرائيلية للقصف الصاروخي «عبر عن فشل أساسي وخطير في إدارة الحرب» التي لم يتقرر لها سلفا عند اتخاذ القرار بشنها، خطة للخروج منها.

- أشار التقرير إلى أن «أهداف الخطوة العسكرية كانت مشروعة ولم يتم استنفادها، في محاولة تسريع التسوية السياسية أو تحسينها. لم يكن هناك فشل في القرار نفسه برغم محدودية إنجازاته ورغم ثمنه المؤلم» موضحا «فأهداف الخطوة البرية كانت مشروعة. لم يكن هناك فشل في قرار الخروج لهذه العملية ذاتها». وقالت اللجنة عن قرار العملية البرية إنها «وفرت لحكومة إسرائيل مرونة عسكرية وسياسية ضرورية. فقرار تحريك الخطوة البرية كان في إطار التقدير السياسي والمهني لمتخذيه، على أساس المعطيات التي كانت لديهم وقت اتخاذه».

- أشار فينوغراد إلى «أننا وجدنا إخفاقات وعيوبا خطيرة في عمليات اتخاذ القرار وفي العمل الأركاني، سواء لدى المستوى السياسي أو المستوى العسكري أو هامش الوصل بينهما. لقد وجدنا إخفاقات وعيوبا جدية في المستوى القيادي الأعلى في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في القوات البرية، في نوعية الاستعداد، في الجاهزية، في السلوك وفي تنفيذ القرارات والأوامر. ووجدنا إخفاقات وعيوبا خطيرة في المستوى السياسي والمستوى العسكري على حد سواء، بغياب التفكير والتخطيط الاستراتيجي. بل إننا وجدنا إخفاقات وعيوبا خطيرة في كل ما يتعلق بالدفاع عن الجبهة الداخلية وفي التعامل مع المساس بها».

- شدد فينوغراد على المشاكل التي واجهت عملية اتخاذ القرار. «ومن كانت تقع على كاهله المسؤولية الصعبة باتخاذ القرار في هذه الأمور كان المستوى السياسي. واختبار مثل هذه القرارات هو فقط الاختبار الشعبي والحزبي. ومع ذلك، من الواجب الإشارة أيضا إلى أننا لم نجد تعاملا جديا في مداولات المستوى السياسي، المستوى العسكري والهامش الواصل بينهما مع السؤال: هل كان منطقيا توقع أنه في إطار الساعات الستين ستتحقق إنجازات تكون لها آثار، أيا كانت، على أي من أهداف العملية البرية؟».

- وقال فينوغراد إن «حرب لبنان الثانية أثارت مرة أخرى للتفكير والنقاش قضايا آثر المجتمع الإسرائيلي تجاهلها. فليس بوسع إسرائيل البقاء في هذه المنطقة ولا يمكنها الوجود فيها بسلام أو بهدوء، من دون أن يؤمن فيها وفي محيطها بأن لإسرائيل زعامات سياسية وعسكرية، قدرات عسكرية ومنعة اجتماعية، تتيح لها ردع جيرانها الراغبين بالمساس بها ومنعهم ولو بالقوة من تحقيق هدفهم... إن محاولات تحقيق الســـلام أو التسوية يجب أن تتم من موقع قوة عســـكرية ومنعة اجتماعية وسياسية ومن منطــلق القدرة والاستعداد للمحــاربة من أجل الدولة، من أجل قيمها وأمن سكانها».

النهار:

- الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006 شكلت "فشلا كبيرا وخطيرا" وتحدث عن "فشل في اتخاذ القرارات على المستويين السياسي والعسكري".

- "الحملة البرية الواسعة بشكل يتماشى والجدول الزمني السياسي كان قرارا ضروريا تقريبا لكونه منح اسرائيل مرونة سياسية كانت ضرورية".

- "منظمة شبه عسكرية تضم بضعة آلاف من الاشخاص صمدت امام الجيش الذي يعتبر الاقوى في الشرق الاوسط".

الاخبار:

الفصل الأول: المقدمة

فقرة 9: الحرب المتواصلة التي بادرت إليها إسرائيل، انتهت من دون أن تنتصر من الناحية العسكرية... إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية استمر طوال الحرب، وحتى اللحظة الأخيرة فعلياً، وتوقف فقط بسبب وقف النار؛ نسيج الحياة في المنطقة (شمال إسرائيل) التي كانت تحت تهديد الصواريخ، تشوش بشكل جدي، وعدد كبير من السكان.... تركوا منازلهم؛ منظمة شبه عسكرية، تضم آلاف المقاتلين، نجحت في الصمود لأسابيع طويلة أمام الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، الذي يتمتع بتفوق جوي مطلق، ومزايا كبيرة من حيث الحجم والتكنولوجيا. وكان لذلك آثار بعيدة المدى بنظرنا، مثلما هو أيضا بنظر أعدائنا، وجيراننا وأصدقائنا في المنطقة والعالم.

فقرة 22: اتضح خلال الحرب، وبشكل أساسي بعدها، أن الجيش، وبالتأكيد القوات البرية، لم يكن مستعداً من نواحٍ كثيرة للحرب التي نشبت، وأن مستوى استعدادات الجيش، وبشكل أساسي القوات البرية، كانت مشوبة بالعيوب. على الرغم من ذلك، لم يكن الأمر مقدراً على هذا النحو من قادة الجيش، والأمر لم يُطرح أمام المستوى السياسي.

فقرة 27: الجبهة الداخلية كانت مشاركة في الحرب رغماً عنها. والواقع أن شمال الجليل عرف في الماضي إطلاق صواريخ الكاتيوشا، لكن هذه الحرب كانت الأولى التي تتعرض فيها الجبهة الداخلية الشمالية (من خط الخضيرة وشمالاً) لهجوم بالصواريخ البعيدة والقصيرة المدى، لم تشهد مثله حتى ذلك الحين، طوال الـ34 يوماً، إلى حين وقف النار. وكان لهذه الحقائق دلالة كبيرة، سواء تجاه تقدير تخطيط الحرب، أو تجاه تقدير نتائجها، أو في ما يتعلق بالحاجة المستعجلة إلى دراسة نقدية وإجراء الإصلاحات.

فقرة 32: تم تعيين اللجنة بسبب شعور قوي في الجمهور بالانكسار والخيبة من نتائج الحرب وأسلوب إدارتها وأيضاً بسبب رغبة الحكومة، والمؤسسة الأمنية والجيش في استخلاص العبر...

فقرة 40: كما فعلنا في التقرير الأولي، أيضاً نكتب هنا أموراً قاسية. في التقرير النهائي فحصنا الفترة الممتدة بين 18 تموز و14 آب 2006 واكتشفنا مراراً، نتائج مقلقة:

• وجدنا مواضع فشل وعيوباً خطيرة في مسارات اتخاذ القرارات وفي العمل الأركاني للمستوى السياسي والمستوى العسكري وفي العلاقة بينهما.

• وجدنا مواضع فشل وعيوباً جدية في نوعية الاستعدادات، والجهوزية، والإدارة وتنفيذ قرارات القيادة العليا في الجيش، وبشكل أساسي في القوات البرية.

• وجدنا مواضع فشل وعيوباً خطيرة في الاستناد إلى التفكير والتخطيط الاستراتيجي، سواء في المستوى السياسي أو المستوى العسكري.

• وجدنا مواضع فشل وعيوباً خطيرة تتعلق بالدفاع عن الجبهة الداخلية وبمواجهة استهدافها.

فقرة 41: نؤكد أنه عندما نلقي المسؤولية على مؤسسة أو وحدة كاملة لهذا المستوى أو ذاك، ليس بنيتنا الإشارة فقط، أو بشكل أساسي، إلى الذين يترأسونها. المستوى السياسي بنظرنا رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية، وأيضاً وزراء آخرون في مجالات مسؤوليتهم، وأيضاً منتدى الوزراء السبعة، ولجنة الوزراء لشؤون الأمن القومي (المجلس الوزاري المصغر)، تمام الحكومة والكنيست ولجانه. ويشمل المستوى العسكري، بنظرنا، القادة، بدءاً من رئيس الأركان وهيئة الأركان العامة، إلى مستوى قادة الألوية، وحتى قادة الكتائب. بالإضافة إلى ذلك، يلقى أيضاً جزء من المسؤولية في مواضع الفشل والعيوب التي وجدناها على من كانوا مسؤولين عن الجهوزية والاستعدادات في سنوات ما قبل الحرب.

فقرة 43: صورة الحرب كانت نتيجة متشابكة من الإدارة المشوبة بالعيوب على المستوى السياسي والمستوى العسكري والعلاقة بينهما، ومن التنفيذ المشوب بعيوب الجيش، وبشكل أساسي القوات البرية، ومن ظروف مشوبة بالخلل على مستوى الاستعدادات في إسرائيل.

فقرة 44: المسؤول الأساسي عن إدارة الحرب نفسها، وعن تنفيذ العمليات العسكرية خلالها، هو من أدارها وقادها من المستوى السياسي والعسكري الرفيع وفي العلاقة بينهما. وكان للعيوب على مستوى الاستعداد والجهوزية مساهمة هامة في نتائج الحرب، والمسؤولون هم الذين أدوا أدواراً مفتاحية على المستوى العسكري والسياسي في سنوات ما قبل الحرب.

فقرة 45: ... نحن نعلم أن مقولات كهذه ستُفرح أعداءً، وستحزن أصدقاء، ومن الممكن أن تثير خوفاً ويأساً. وعلى الرغم من ذلك لن نقلل في قيمة حالات الفشل والعيوب التي كانت، وخاصة أن الكلام الصحيح والواضح على العيوب يسمح بإجراء التغييرات العميقة المطلوبة.

الفصل الثالث: استبعاد الخلاصات الشخصية

فقرة 11: لقد اتخذنا، لاعتبارات عديدة، قراراً بألا يشمل التقرير النهائي خلاصات شخصية. ونحن نعتقد أن من غير الممكن أن نصف وأن نشرح، بشكل صحيح، الخلاصات تجاه قرارات الخروج للحرب في لبنان من دون أن نحدد المسؤولية الشخصية الجزئية لـ«القادة» الثلاثة ـــــ رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان ـــــ عن مواضع الفشل والعيوب التي وجدناها. وعلى الرغم من ذلك، فإن العيوب التي وجدناها خلال الحرب، بما فيها عملية الجيش، كانت في جزء منها خطيرة ونعتقد أن من الصحيح أن نتصرف هكذا أيضاً في التقرير النهائي.

فقرة 12: ... لم نحدد، ولا نحدد، أن قرار الخروج للحرب في أعقاب عملية الخطف كان مبرراً. غير أنه حددنا أن قرار الخروج للحرب، أو الخروج لعملية كان من الممكن في سيناريوات معقولة ومتوقعة أن يتدهور إلى حرب، كان قراراً مصيرياً. وفي ضوء حقيقة أن هناك من قرر الخروج للحرب وتحمل شخصياً مسؤولية معنى قرار كهذا والطريقة التي اتخذ بها، نعتقد أن من الملائم أن نؤكد: أننا لم نأت لإيجاد وضع يفضل فيه قادة سياسيون وعسكريون في إسرائيل الامتناع عن رد عسكري شديد، بسبب الخشية من الفشل أو من لجنة تحقيق. وأيضاً التردد والخشية الزائدة يمكن أن يكونا أخطر بكثير على دولة إسرائيل في الواقع الذي تعيش فيه. ومع ذلك، نعتقد أن من قرر القيام بعملية عسكرية فعلية، كان ينبغي له أن يدرس بشكل جيد، ولو وفق قرار متسرع، ظروف الساحة، وأهداف المعركة التي يمكن أن تتحقق، والكتلة الحاسمة للعملية العسكرية والسياسية المطلوبة، ومجمل الطرق التي هناك حاجة لاستخدامها، من أجل إنتاج أمل معقول بتحقيق معظم الأهداف مع «الأثمان» الموازية ومن دون فقدان السيطرة.

الفصل الخامس: رؤية عامة حول أداء الجيش

فقرة 33: إننا نعتقد أن قوات البر، وتالياً الجيش كله، لم تنفذ، وفقاً لكل المعايير والتوقعات الواقعية، المهام التي أوكلت اليها في حرب لبنان الثانية. على الرغم من الإنجازات الهامة في عدد من المجالات، والأهم من بينها كان العملية الجوية الأولى في حرب تصفية منظومة الصواريخ أرض - أرض المتوسطة والثقيلة لدى حزب الله، فإنه في غالبية الحالات والمجالات أظهر الجيش، في عمليات القوات البرية، عجزاً عن التصدي لحزب الله.

فقرة 35: أهم خصائص الأداء العسكري:

• خرج الجيش الإسرائيلي في عملية عسكرية واسعة، بحسب خططه وتقديراته، كان من شأنها أن تتدهور إلى حرب، من دون خطط عملانية مصادق عليها ومن دون أن يتدرب عليها، تمنح رداً عملانياً يتناسب مع الضغوط السياسية والعسكرية على الحلبة، ومن دون تفكير مناسب في مسار العملية العسكرية.

• في معظم أيام الحرب، تصرف الجيش الإسرائيلي على طريقة الأمن الجاري المكثف.

• لم يطرح الجيش الإسرائيلي الحاجة إلى الحسم السريع بين وقف القتال بعد أيام من «جبي الثمن»، والعملية العسكرية التي تهدف إلى تغيير الواقع في جنوب لبنان، والتي تطلبت عملية برية واسعة.

• كما سيبدو لاحقاً، كانت هناك مواضع خلل قاسية في سلوك القيادة العليا على مستوى هيئة الأركان والقيادة، وفي طريقة إصدار أوامرها.

• أكثر القيم أساسيةً لدى الجيش الإسرائيلي «فُرمت» خلال الحرب... نشير هنا فقط إلى القيم الأكثر أهمية التي كانت العملية بموجبها مشوبة بالخلل في حالات كثيرة: التمسك بالهدف؛ التصميم في تنفيذ المهمة؛ الانصياع العملاني الصارم؛ قيادة حربية ومثيرة للقادة في المعركة؛ الامتناع عن تحمل مسؤولية شخصية والاستعداد للطاعة...

• بقدر كبير من الألم والحذر، نضيف ونشير إلى أن الجيش الإسرائيلي تصرف في الحرب كمن خشي من وقوع الإصابات في صفوف جنوده، وأن هذه الخشية كانت عنصراً مركزياً في سيرورات التخطيط والاعتبارات العملانية. ومع كل الحساسية التي يتعين التطرق من خلالها إلى حياة الجنود، والحاجة إلى أخذ هذا العامل من ضمن الاعتبارات الموجهة، إلا أن من الصعب القبول بالتأثير الاستثنائي الذي أداه هذا الاعتبار عند قرارات القادة الكبار (وعند متخذي القرارات في المستوى السياسي).

• وثمة قضية مركزية كانت مرتبطة بأداء الجيش الإسرائيلي في مهمة الدفاع عن الجبهة الداخلية المدنية. ونشير إلى أن أحد العناصر الأساسية في التصور الأمني لدولة إسرائيل هو أداء الجيش في حماية المدنيين، وقدرتهم على أن يديروا حياتهم بشكل طبيعي. أحد تأثيرات هذا التصور هو مبدأ نقل القتال بسرعة إلى أرض العدو، بهدف تقليص المس بالجبهة الداخلية إلى الحد الأدنى الممكن. هذا المبدأ كان يجب أن يسري على حرب لبنان الثانية، حتى لو كان ثمة حاجة إلى ملاءمة تأثيراته مع طبيعة الجبهة وحتى لو كان يستحيل الوقف التام للمس بالجبهة الداخلية أيضاً عن طريق عملية برية واسعة.

• التصور العملاني الذي قاده رئيس الأركان - هجوم مكثف بالنار بواسطة سلاح الجو - اتضح أنه غير مناسب بشكل كاف مع الظروف، العدو والحلبة. فالجيش الإسرائيلي وقادته احتاجوا إلى الكثير من الوقت لاستيعاب هذه الحقيقة ومحاولة إيجاد تصور عملاني بديل، بما يتناسب مع الضغوط. وعندما أُنشئ هذا التصور وبُلور، لم يعد ذا شأن.

• قوة الجيش الإسرائيلي وعظمته لم يُعبّر عنهما في هذه الحرب.

• الانصياع العملاني بدا أنه أكثر المجالات خللاً، منذ عملية الأسر في 12 تموز مروراً بكل أيام الحرب.

الفصل الحادي عشر: خلاصات واستنتاجات حول أداء الجيش

فقرة 8: .. حتى لو أخذنا بالحسبان كل النجاحات والإنجازات الدراماتيكية، وبشكل أساسي الاستخبارات وسلاح الجو، ينبغي أن نعترف بأن الجيش فشل في جهوده في تحقيق الإنجاز العسكري المطلوب والممكن، في ضوء ظروف الحرب وموازين القوى. والأمر نفسه، سواء تجاه الإنجاز العسكري المطلوب في مقابل حزب الله، أو في ما يتعلق بالمكانة الاقليمية والعالمية لإسرائيل، أو تجاه قدرتها في الدفاع عن الجبهة الداخلية الاسرائيلية من استمرار إطلاق الصواريخ. من هذه الناحية، يمكن أن نقدر أن نتائج الحرب كانت «تفويتاً خطيراً» (للفرصة).فينوغراد يسلّم أولمرت التقرير في القدس المحتلّة أمس (آفي أوهايون - إي بي أي)

فقرة 19: خيار إسرائيل كان محدداً بين الرد على الخطف «بما دون التصعيد» أو البدء بعملية يمكن أن تتدهور إلى حرب. واختارت إسرائيل المبادرة بالخروج إلى عملية هدفها ضرب حزب الله بشكل نوعي وتغيير قواعد اللعبة على الجبهة اللبنانية. وطلبت إسرائيل وقتاً من أجل ضرب حزب الله بشدة. في نهاية الـ34 يوماً من القتال، لم يكن هناك حسم لمصلحة الجيش ولا حتى «بالنقاط». استمرار إطلاق صواريخ حزب الله على الجبهة الداخلية توقف فقط بسبب وقف النار. إسرائيل لم تنتصر بوضوح في هذه الحرب. أعداؤها في الخارج، وجزء من منتقديها في الداخل، وصفوا الحرب بأنها هزيمة إسرائيلية.

نحن لسنا شركاء في وصف الحرب ونتائجها بأنها هزيمة. فقد كان لإسرائيل، في الحرب، إنجازات عسكرية مثيرة للانطباع وأيضاً استثنائية. ولكن مع ذلك، عندما يخرج الجيش الاقوى في الشرق الاوسط لقتال حزب الله ولا ينتصر بوضوح، فإن لذلك آثاراً بعيدة المدى على مكانة إسرائيل. وكان ينبغي على إسرائيل أن تمتنع عن نتيجة كهذه، إما بالامتناع عن الخروج لحرب متواصلة (بما فيها إمكانية رد شديد أو قصير) أو عن طريق الاستعداد للعمل بطريقة تؤدي الى النصر، على الرغم من أثمانها (حتى لو كانت هناك حاجة لملاءمة مفهوم النصر والحسم مع نوع المواجهة).

الفصل السابع عشر: خلاصات منظوماتية

فقرة 9: ... حققت إسرائيل في الحرب إنجازات غير قليلة (مثل قرار مجلس الأمن 1701، ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب إسرائيل، وتجسيد عدد من القدرات الإسرائيلية الجلية في مجالات مختلفة ومهمة)، إلى جانب الإخفاقات والعيوب التي ظهرت في الحرب. ومع ذلك، اعتقدنا أيضاً أن محاولة تقديم الحرب على أنها «انتصار» هي محاولة غير مناسبة...

فقرة 12: ... إن غياب الحسم الذي استمر في بداية الحرب، وحتى في منتصفها... كان فشلاً خطيراً. ويرتبط ذلك بحقيقة أنه طوال الحرب، ولا سيما في بدايتها، لم يكن هناك تفكير بمسار الخروج منها.

فقرة 13: هذا الفشل صبغ الحرب كلها وأثر سلباً بصورة بارزة، سواء على نتائجها، أو على شعور الجمهور تجاهها: العملية العسكرية لم تحقق أهدافها المعلنة، والجيش لم يقف بالقدر المطلوب، ولفترة طويلة، لتحقيق واحدة من مهامه الأساسية ـ حماية مواطني الدولة من مغبّة تعرّضها للمس على يد عدو خارجي.

فقرة 14: في قسم كبير من العمليات العسكرية، ولا سيما في استخدام القوات البرية، ظهرت عيوب خطيرة انضمّت بدورها الى الفشل.

فقرة 15: صحيح أن الإنجاز السياسي للحرب - القرار 1701 - كان ذا مغزى، لكن فحصه لم يُظهر أنه تحقق بواسطة سلوك ارتكز على تحليل مناسب للطرق الفعالة الآيلة للوصول الى الأهداف السياسية، ولم نجد علاقة سببية ضرورية، ومباشرة وبارزة وناجعة بين العملية العسكرية وبين الإنجاز السياسي.

فقرة 19: أحد الخصائص التي ميزت حرب لبنان الثانية كان غياب الانشغال منذ البداية بمسار الخروج من الحرب، وكذلك غياب الحسم بين الخيارين الرئيسيين. الأول: استعداد فوري لخطوة برية واسعة وتنفيذها بهدف السيطرة على اراض وتقليص اطلاق النار على الداخل الإسرائيلي، والوصول الى انجازات عسكرية تتيح وقفا للنار بشروط جيدة. والثاني: الاستعداد لوقف سريع قدر الامكان للقتال، وبشكل خاص بعد انجازات الأيام الأولى.

فقرة 21: إن الامتناع الواضح عن الحسم المدروس جيداً بين البدائل في هذا الموضوع الحيوي، وحتى قبل ذلك... كان فشلاً خطيراً.

فقرة 22: إن استمرار حال المراوحة، من دون حسم واضح، بينما كان شمال البلاد يرزح تحت إطلاق مكثف ومتواصل للصواريخ، كان إحدى الخصائص والمميزات الأساسية والخطيرة جداً لحرب لبنان. حتى وإن أمكن تفهمه، فإنه عكس فشلاً أساسياً وخطيراً في إدارة الحرب. وهو اسهم مباشرة بفقدان وقت حيوي وثمين، في عدم بلورة رد سريع وفعال على إطلاق النار تجاه الجبهة الداخلية، وفي عدم اتخاذ خطوات لتقليص فترة الحرب، ولاستمرار إسرائيل في إدارة حرب محدودة، من دون أن تكون مستعدة لخطوة برية قبل نهاية الاسبوع الأول من آب. ففي هذا الموعد، لم تكن الظروف مناسبة لاستنفاد إنجاز عسكري، كان من شأنه أن يُفضي الى تحسين الإنجاز السياسي الفوري (شرط وقف النار)، وتعزيز قوة الردع وصورة القوة لإسرائيل في المنطقة والعالم، ولدى حلفائها وأعدائها على حد سواء.

فقرة 31: الفشل مزدوج - الامتناع عن إجراء نقاش وعن حسم موضوع مسار العملية والامتناع عن حسم سريع إزاء الاستعداد لعملية برية واسعة كخيار مستقبلي - تجاه الحرب كلها. وهذا الفشل كان نتيجة عمليات، وخاصة نتيجة إخفاقات، في المستوى السياسي، وفي المستوى العسكري، وفي العلاقة بينهما.

فقرة 32: إن المسؤولية العليا عن القرارات وعن الامتناعات هذه ملقاة على المستوى السياسي... المستوى السياسي لا يمكنه أن يعفي نفسه من المسؤولية فقط لأن الاقتراحات والتوصيات لم تُعرض أمامه.

فقرة 33: على الرغم من ذلك، المسؤولية الأولية عن الفشل المزدوج تقع على كاهل الجيش الإسرائيلي وعلى المحافل المهنية.

فقرة 37: إن الفشل المتمثل في غياب المداولات العسكرية والسياسية المشتركة، لطريقتي العمل وضرورة الحسم بينهما، كان مرتبطاً أيضاً بطرق المداولات واتخاذ القرارات التي وجدناها في المستوى السياسي، وفي المستوى العسكري، وفي العلاقة بينهما.

فقرة 39: نحن نُقر ونحدد أن الصور التي ظهرت أمام أعيننا تجاه أداء الجيش الإسرائيلي في الحرب كانت قاسية ومثيرة للقلق.

فقرة 40: الجيش بعمومه، ولا سيما بواسطة القيادات العليا وقوات البر، فشل في تقديم جواب عسكري كاف على التحدي الذي واجهه في إدارة الحرب في لبنان، ولم يوفر للمستوى السياسي أساساً عسكرياً مناسباً لعملية سياسية.

الأهداف السياسية والإنجازات العسكرية

فقرة 70: في 12 تموز، نشأت الصلة المعلنة بين العمليات العسكرية وتنفيذ القرار 1559. لأيام، تحول تنفيذ القرار 1559 الى أحد الشروط الرئيسية لوقف النار من قبل إسرائيل. بيد أن حقيقة عدم تنفيذ القرار 1559 قبل الحرب، لم تكن مرتبطة مباشرة بالعلاقات بين إسرائيل ولبنان. والدليل على ذلك يكمن في حقيقة أن القرار 1680، الذي كان من أهدافه تعزيز المنظومة لتنفيذ 1559، اتُخذ في مجلس الأمن في أيار 2006، أي قبل الحرب، ومن دون أي صلة بالوضع بين لبنان وإسرائيل.

فقرة 71: كان لاختيار تنفيذ القرار 1559 هدفاً سياسياً، مزايا من ناحية مشروعية العملية الإسرائيلية في البلاد والعالم. فالمطالبة بتنفيذ القرار المتفق عليه من قبل مجلس الأمن أسهل من تحقيق مصلحة أو هدف سياسي إسرائيلي، من البديهي أن يكون أكثر عرضة للخلاف. بيد أنه تبيّن منذ المراحل الأولى وجود خلاف على مسألة ما إذا كان الهدف قابلاً للتحقق، وما هو المغزى العملي للتطلع نحو مثل هذا التنفيذ إزاء الخطوة العسكرية الإسرائيلية.



قائد الجيش لـ«السفير»: تقرير فينوغراد توكيد للانتصار المشترك للجيش والمقاومة

السفير: 31/1/2008

سألت «السفير» قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان عن تقييمه الأولي لنتائج تقرير «لجنة فينوغراد»، فأجاب «لم نكن نتوقع من جهة رسمية إسرائيلية، أن تدين حكومتها وجيشها، بصورة علنية، بأكثر مما فعلت «لجنة فينوغراد»، وما يعنينا في المؤسسة العسكرية اللبنانية أن تقرير فينوغراد انما ثبّت اعتراف اسرائيل وبلسان هيئة تحقيق رسمية رفيعة المستوى بأنها هي التي اتخذت قرار الحرب على لبنان بكل ما تعنيه من تدمير وتخريب وضحايا من دون أي مبرر أو مسوغ».

أضاف العماد سليمان «أن الاعتراف الاسرائيلي العلني بإخفاق العملية العسكرية ضد لبنان يعزز ثقتنا بأنفسنا كلبنانيين، ويدفعنا كجيش لبناني الى إبداء الحرص المتجدد والثابت على توكيد الانتصار المشترك للجيش والمقاومة التي تكامل أبطالها في القتال والمواجهة والصمود ببطولة نادرة مع الجيش، فكانت أسطورة هزيمة العدو في «حرب تموز».

وأكد سليمان أن لبنان «كان وما يزال مستهدفا وأبسط الواجبات أن نكون جميعا، دولة وجيشا ومقاومة وشعبا، متيقظين دوما من أجل دفع الخطر المدمر ومنع الفتنة وقطع الطريق على المتربصين بالعلاقة بين الجيش والمقاومة، وهي علاقة تعمدت بالدم الغالي، ولن تستطيع أية قوة في العالم أن تهز هذه الثقة الحمراء ولن ينجح المغرضون في إيجاد شرخ بين الجانبين مهما غلت التضحيات والأثمان».

وندد قائد الجيش بالوقاحة السافرة للعدو الإسرائيلي «الذي لم يتوان أكثر من مرة عن المجاهرة بإطلاق تهديدات علنية بتصفية الرمز اللبناني المقاوم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، الامر الذي يشكل تماديا في تهديد لبنان ومحاولة مكشوفة لزعزعة أمنه واستقراره».



اعتراف اسرائيلي رسمي بالهزيمة

عبد الباري عطوان: القدس العربي 31/1/2008

النقطة الاهم في تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية حول حرب لبنان الاخيرة، هي الاعتراف، ودون اي لف او دوران، بان هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا ولم تحقق من ورائها الحكومة الاسرائيلية اي مكاسب او انجازات.

هذا الاعتراف الصريح بالهزيمة، ومن قبل لجنة يرأسها القاضي (فينوغراد) وتضم في عضويتها خبراء عسكريين وامنيين، ونوابا، هو الرد علي الكثيرين، ومن العرب للأسف، كتابا ومسؤولين، الذين حاولوا التقليل من الانتصار الكبير الذي حققه رجال المقاومة التابعون لحزب الله عندما صمدوا لاكثر من اربعة وثلاثين يوما في وجه الجيش الاقوي في المنطقة، واستطاعوا ان يلحقوا خسائر كبيرة في صفوفه.

الكراهية العمياء للمقاومة الاسلامية، حجبت الحقائق عمدا عن الكثير من الكتاب و المحللين لدرجة الانحياز الي اسرائيل، والسخرية من انجاز عظيم لم تحقق مثله الأمة منذ قيام هذه الدولة علي ارض فلسطين قبل ستين عاما.

تقرير فينوغراد هذا تحدث عن الاخفاقات العسكرية، ولكنه لم يتحدث عن الآثار المدمرة، النفسية منها علي وجه الخصوص، علي المجتمع الاسرائيلي، فهذه هي المرة الاولي، ومنذ ستين عاما تنهمر الصواريخ بالآلاف (اربعة آلاف صاروخ في المجموع) علي المستوطنات والمدن في شمال فلسطين، في حيفا وطبرية وصفد والحولة، وتدفع اكثر من مليون اسرائيلي الي الهروب جنوبا للنجاة بأرواحهم.

انتصاران حققهما العرب في العامين الماضيين، الاول في جنوب لبنان، والثاني في غزة جنوب فلسطين، خففا من ضخامة الرصيد الكبير من هزائم النظام الرسمي العربي، وعززا من امكانية قلب معادلات القوة التي كانت تميل دائما لمصلحة الاسرائيليين.

انتصار لبنان انهي مرحلة كانت تدخل فيها الجيوش الاسرائيلية في اراضي العرب، وتلحق بهم هزائم قاصمة وسريعة في ايام معدودة، وانتصار غزة اثبت ان الارادة الشعبية اقوي من الحصار والصمت العربي الرسمي، اثبت ان هذه الارادة لا تقهر، وان من استطاع التفوق علي جوعه وقهره بتحطيم الحواجز في رفح، يستطيع في يوم ما، ولعله قريب، ان يقتحم حاجز ايريز والمستوطنات، والجدار العنصري، وكل رموز الاحتلال غير الشرعية علي الاراضي الفلسطينية.

المشكلة التي نواجهها هذه الايام تتلخص في ان مؤشرات الضعف وبداية الهزائم الاسرائيلية لا يقابلها صعود في مؤشرات القوة العربية، فما زالت الانظمة العربية مستكينة مستسلمة، ترضخ للاملاءات الامريكية، وتحرص علي عدم اغضاب الدولة الاسرائيلية.

الدول المحترمة ذات السيادة تستفيد من انتصاراتها، وتعرف كيف توظف هزائم الاعداء لتحقيق مكاسب سياسية، وتغيير معادلات، بل واتفاقات اقليمية، الا دولنا العربية، فقد عجزت عجزا تاما عن الاستفادة من انتصار المقاومة في جنوب لبنان، والاخطر من ذلك كانت الذراع الاعلامية للتقليل من حجم هذا الانتصار وتشويهه في اطار استراتيجية مدروسة بعناية تهدف الي تهشيم المقاومة بكل اشكالها، سواء كانت شيعية في لبنان، او سنية في فلسطين.

النظام الرسمي العربي اعاد استنساخ مبادرة السلام العربية في صيغتها القديمة، ومستجديا المسؤولين الاسرائيليين قبولها، وارسل الموفدين عن الجامعة العربية الي القدس المحتلة كرسل سلام تحت ذريعة شرحها، بينما الحقيقة كانت خطوة تطبيعية جاءت استجابة لشروط ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، وتأكدت هذه الخطوة في الذهاب الي مؤتمر انابوليس الذي دعا الي عقده الرئيس الامريكي جورج بوش بعد اسقاط كل الشروط العربية الواحد تلو الآخر.

حكومة اولمرت ربما تكون قد نجت من الاستقالة، ولكن الزلزال الذي احدثته الهزيمة في لبنان في المجتمع الاسرائيلي ستبقي آثاره مستمرة لعقود طويلة، هذا اذا استمرت اسرائيل علي صورتها الحالية، فالاحتفال بالذكري الستين لقيام اسرائيل، الذي ستنطلق فعالياته بعد اشهر من الآن، سيكون ممزوجا بالمرارة والخوف والقلق، فالجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، لم يعد كذلك، والجندي الاسرائيلي الذي كان فخر المؤسسة العسكرية الاسرائيلية هرب من غزة مكسورا، وتعرض للإذلال في لبنان مرتين، في الاولي عندما انسحب في عام الفين معترفا بعدم جدوي بقائه في الحزام الامني ، وفي الثانية عندما عجز عن التقدم كيلومترات معدودة في جنوب لبنان وانهاء المقاومة بالتالي.

حروب اسرائيل لم تعد ضد جيوش عربية تمثل انظمة ديكتاتورية قمعية فاسدة، تنفق مئات المليارات في صفقات اسلحة من اجل العمولات ولإنقاذ الصناعة العسكرية والاقتصاديات الغربية من الانهيار، وهذه هي نقطة التحول الرئيسية التي طرأت علي المنطقة، وكان من ابرز ثمارها تحطيم اسطورة دبابات الميركافا الاسرائيلية.

امن اسرائيل بات مهددا للمرة الاولي منذ قيامها قبل ستين عاما، والجيش الاسطوري لم يعد ضمانة لتحقيقه، ولا كل الممارسات الاخري من احتلال واستيطان وعقوبات جماعية، امن اسرائيل لا يمكن ان يتحقق الا بالسلام الحقيقي، وللأسف لا نري اي ارهاصات تنبيء به في وقتنا الحاضر.

هذا الاعتراف الكبير بالهزيمة يجعلنا نضع ايدينا علي قلوبنا، ونحن نري تعاظم المؤامرات علي المقاومة في لبنان، والمحاولات الدؤوبة لجرها الي مصيدة حروب اهلية استنزافية فما حدث اخيرا من اطلاق نار علي المتظاهرين في الضاحية الجنوبية هو أحد فصول هذه المؤامرات.

نخشي ان يستخدم لبنان كمصيدة لتوريط المقاومة في حرب جديدة، تكون الذريعة للهجوم الامريكي ـ الاسرائيلي علي ايران وسورية، بالطريقة نفسها التي استخدمت فيها الكويت، وربما بحسن نية، من اجل اصطياد العراق، وافراغ معاني صموده في الحرب مع ايران، وتدمير قدراته العسكرية.

اسرائيل اليوم، وبعد هزيمتي لبنان وغزة، مع الفارق طبعا، هي غير اسرائيل قبلهما، وقد تحتفل في ايار (مايو) القادم بالذكري الستين لتأسيسها علي حساب الكرامة العربية والاسلامية في فلسطين، ولكننا نشك في انها ستحتفل بمئة عام علي قيامها اذا استمرت علي النهج نفسه، نهج الغطرسة والاستكبار والعقوبات الجماعية واحتلال ارض الغير.



ردود الفعل حول تقرير "فينو غراد"

جريدة الأخبار: 31/1/2008

لم تتفق ردود الفعل السياسية الإسرائيلية على موقف موحّد من التقرير النهائي للجنة فينوغراد وانعكاساته على الحكومة واستمرارها. إذ إن كل طرف وجد فيه ضالته، فرأى مؤيدو رئيس الحكومة إيهود أولمرت فيه شهادة براءة، بينما ذهب معارضوه إلى دعوته إلى الاستقالة فوراً

علي حيدر

أولمرت «مرتاح»... ومعارضوه يطالبونه بالرحيل

سارع إيهود أولمرت إلى احتواء انتقادات تقرير فينوغراد للمؤسسة العسكرية، عبر بيان عانق فيه الجيش الإسرائيلي وجنوده، من خلال تجديده ثقته بهم، مشيراً إلى أنه يواصل التدرب والتحسن والتعزز كي يكون مستعدّاً لكل تحدٍّ ومهمة.

وأعرب مقربون من أولمرت عن ارتياحهم لما تضمنه التقرير. وقال أحدهم، لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف اسمه، إن «الانتقاد الوارد في التقرير أكثر اعتدالاً من التقرير الأولي. ونحن راضون».

ووزع مكتب أولمرت بياناً أكد فيه أن الأخير ينوي «درس مضمون التقرير وتوصياته، ويرى أن التقرير النهائي مهم جداً، وسيباشر خلال الأيام القليلة المقبلة إجراء لقاءات تمهيداً لتطبيق توصياته».

وكما حال أولمرت، تنفس أعضاء كتلة «كديما» الصعداء ووقفوا بشكل شبه تام خلف أولمرت. وقال عضو الكنيست، يوئيل حاسون، إنه «يتضح من خلاصات التقرير أن الحرب لم تكن فشلاً، وأن حملة الكراهية والتشهير التي شنتها المعارضة على أولمرت كانت غير مسؤولة ومغلوطة، وعليه يتعين على قادة المعارضة طلب الصفح من أولمرت».

أما نائب رئيس الحكومة، حاييم رامون، فقال من جهته إن «التقرير يُمثل شهادة براءة لأولمرت، وإنه في يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل سيصبح فينوغراد جزءاً من التاريخ، إلا إذا قام إيهود باراك بخطوة مفاجئة».

وقال عضو الكنيست من حزب «كديما»، تساحي هنغبي، إنه «لا بد الآن من التطلع إلى المستقبل. فرئيس الوزراء عانى كثيراً، إلا أنه نجح في تعزيز القدرات الرادعة للجيش، ولا بد من وضع استراتيجية أكثر فاعلية ضد حماس وحزب الله وإيران».

أما كتلة «الليكود»، فسعى أعضاؤها إلى الإضاءة على «الجوانب الخطيرة» من التقرير، مؤكدين أن على أولمرت تقديم استقالته، وعلى وزير الدفاع الوفاء بعهده والاستقالة من الحكومة، لأنه إذا كان باراك يبحث عن ذريعة للامتناع عن الاستقالة، فلن يجدها في التقرير.

ووصف عضو الكنيست سيلفان شالوم (الليكود) التقرير بأنه «لائحة اتهام خطيرة للغاية تمثل زلزالاً لكل الطبقة السياسية». ودعا باراك إلى التحالف مع المعارضة، بهدف إطاحة أولمرت وإجراء انتخابات مبكرة.

ورأت عضو الكنيست من «الليكود»، ليمور ليفنات، أن على أولمرت أن يقبل التقرير بمجمله وأن يستقيل.

بدورها، رأت عضو الكنيست عن حزب «ميريتس» زاهاف غالؤون أن على أولمرت «أن يغادر إلى منزله على الفور بسبب مسؤوليته في إدارة الحرب وإخفاقاتها».

أما اريه الداد، اليميني المتطرف، فرأى أن أولمرت «دخل التاريخ اليوم بوصفه أكثر الزعماء فشلاً في إسرائيل». وأضاف أن «الحكم قد صدر، وأن مواطني إسرائيل سيُصفون الحساب مع الدُمى في الحكومة الذين أتاحوا المجال لزعيم فاشل وفاقد لرجاحة العقل لأن يقود إسرائيل».

وعلق مستشار الأمن القومي السابق، إيلان مزراحي، على مضمون التقرير بالقول: «لقد زال الضغط» عن أولمرت. كما التقى معه المحلل الإسرائيلي مارك هيلر الذي قال: «في المجمل، فإن النتائج أخرجته (أولمرت) من الورطة. ومعظم الانتقاد الذي كان موجهاً إليه لم يكن يقف على خلفية شرعية».

وفي الإطار نفسه، طالب جنود الاحتياط الذين شاركوا في الحرب الأخيرة على لبنان، والعائلات التي فقدت أبناءها خلالها، أولمرت بالاستقالة. وتجمع هؤلاء، بالرغم من الجو العاصف والبارد، في خيمة الاحتجاج التي نُصبت أمام منزل باراك في تل أبيب، في خطوة تهدف إلى الضغط عليه للالتزام بتعهده الذي أطلقه خلال الانتخابات التمهيدية في حزب «العمل» بأنه إذا كان تقرير فينوغراد خطيراً فسيعمل على تقديم موعد الانتخابات العامة.

ورأى أحد قادة الاحتجاج والمطالبين باستقالة أولمرت، عوزي ديان، أنه في «هذا المساء، انتهت كل التبريرات، ولقد سمعتم ما قالته لجنة الفحص التي عينها رئيس الحكومة الذي قال: مهما كانت نتائجها لن يستقيل». وأشار إلى أنه بالرغم من انتزاع القدرة على تقديم توصيات شخصية من اللجنة، إلا أنه يبدو واضحاً على من تقع المسؤولية الشخصية.

وقال أحد ممثلي العائلات في الاحتجاج، موشيه موسكال، إن «فينوغراد هو شخص لطيف، أما نحن فلسنا كذلك. نحن نقول الحقيقة في وجه الجميع، وهي أن أولمرت لم يكن لطيفاًَ في هذه الحرب. وهذه الحرب الأطول في تاريخ دولة إسرائيل لم يكن هناك حاجة إليها».

في هذا الوقت، أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بياناً أعلنت فيه أن «الوزارة ستقوم بدرس التقرير بكامله وستعلن موقفها خلال الأيام المقبلة». كما وصف الجيش التقرير بأنه وثيقة هامة ينبغي دراستها وأنه ينبغي العمل على إصلاح العيوب.

وقال المتحدث باسم الجيش، في بيان، إن «الجيش يرى في التقرير أداة هامة لتشخيص العيوب وإصلاحها. كما أنه وضباطه تعاونوا مع عمل اللجنة بشكل تام. ونُقلت كل المادة التي نتجت من تحقيقات الجيش وشهادات الضباط، إلى اللجنة». وأضاف أن الجيش «يعلم بشكل جيد حالات الفشل والتوترات التي انكشفت في المجالات المختلفة خلال حرب لبنان الثانية وفي ضوء الشعور الذي تكوّن وسط الجمهور. ونتيجة لذلك، يقوم الجيش بعمل معمق ومتواصل في إصلاح العيوب».

كما أوضح البيان أن «الجيش لم ينتظر خلاصات لجنة فينوغراد من أجل البدء في تنفيذ العبر». وأشار إلى أن هناك مساراً بدأ مع رئيس الأركان دان حالوتس واستمر مع غابي أشكنازي تمثل بترجمة «الخلاصات والعبر إلى خطة عمل شاملة» أحدثت تغييراً جذرياً. وأوضح البيان: «تركز هذا العمل في عام 2007، الذي اعتبر عام إعداد وجهوزية للجيش، إذ أُجريت خلاله تحسينات في الجهاز العملياتي وفي البنى التحتية العملياتية».

حيفا ـ فراس خطيب

التقرير الأوّلي ومسؤولية «ثالوث الحرب»

يوم الاثنين في الثلاثين من نيسان عام 2007، أعلنت لجنة «فينوغراد» تقريرها الجزئي المتعلق بـ«حرب لبنان الثانية». كان التقرير بمثابة «مستند إدانة»، لثالوث الحرب المكوّن من رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت، ووزير الدفاع السابق عامير بيرتس، وقائد هيئة الأركان المستقيل دان حالوتس، إذ قال بوضوح إنهم «فشلوا».

لم تتوقف الانتقادات عند إخفاقات الثلاثة، بل امتدت إلى «كل وزراء الحكومة» الاسرائيلية والى «المنظومة العسكرية وآلية عملها»؛ فقد أشار التقرير إلى «مشكلة في استعدادات شعبة الاستخبارات العسكرية»، وأنَّ هناك فجوةً ما بين سلاحي الجو والبر، مستبعداً وجود «نقاشات معمّقة» بين المستوى العسكري أو السياسي ولا في أي من مراحل فترة الحرب. وشددت اللجنة على أن الطريقة التي خرجت بها إسرائيل إلى الحرب ليست مقبولة، ولا يجوز أن تتكرّر، ويجب السعي إلى إصلاحها في أسرع فرصة.

وأكد التقرير الأولي أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت مسؤول على المستوى الوزاري والشخصي عن الإخفاقات المتعلقة بالقرارات التي اتخذت ومسيرة اتخاذها، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة بلور موقفاً من دون أن تعرض عليه خطّة مفصلة ومن دون أن يطالب بعرضها أصلاً. لذا لم يكن بمقدوره المصادقة على تفاصيلها.

كما انتقدت اللجنة وزير الدفاع السابق، مشيرة إلى أنه تولّى منصبه الوزاري من دون خبرة سياسية أو أمنية أو وزارية. وقد أدى انعدام الخبرة والمعرفة لديه، بحسب التقرير، إلى فشله في أداء مجمل مهمّته. وتابعت أن بيرتس لم يطلب ولم يفحص خطط الجيش، ولم يتأكّد من جهوزيته واستعداداته، ولم يفحص برؤية شاملة التناسبية بين سبل العمل التي اقترحت وأقرت والأهداف التي حُددت.

وفي تطرقها إلى قائد هيئة الأركان دان حالوتس، قالت اللجنة إنه فشل لأنه لم يكن مستعدّاً للحدث المتوقع، ولأنه لم يضع المستوى السياسي في صورة تعقيدات الحلبة، ولأنه لم يقدم المعلومات والتقديرات والخطط التي كانت في مراحل الإعداد والإقرار داخل الجيش، والتي كانت ستتيح مواجهة أفضل للتحديات.

وتابعت اللجنة أن الفشل ليس حكراً على «الثالوث القائد» وحده، مشيرة إلى أن أطرافاً أخرى مسؤولة عن الفشل أمام حزب الله. وقالت إن «الحكومة الاسرائيلية كلها تحمل المسؤولية، نظراً لاتكالها على موقف الجيش الاسرائيلي»، مشددة على أن «الحكومة كلها، وكل واحدٍ من أعضائها، اتخذوا بسرعة، ومن دون أن تعرض عليهم معطيات وتقديرات توضح معنى وتبعات قراراتهم، قراراً لعملية عسكرية قوية وفورية، من دون الاطلاع ومن دون أن يطلبوا أن تقام مباحثات مرتبة».

كذلك تطرق التقرير الجزئي إلى الأيام التي سبقت حرب لبنان الثانية والاستعدادات قبلها. وانتقد أيضاً رؤية الجيش الإسرائيلي منذ انسحابه من جنوب لبنان عام 2000، التي لم «توفر تأقلماً مع التحديات مجتمعة، ما منع أيضاً رداً ملائماً في يوم أسر الجنديين الاسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف» في 12 تموز 2006.

نيويورك ــ نزار عبود

غيلرمان: خطر حزب الله أشدّ من أي وقت مضى

أعطى المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، دان غيلرمان، الشأن اللبناني أولوية في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي خلال الجلسة عن الشرق الأوسط أمس.

واستهل غيلرمان كلمته بالتحدث عن «الخطر المتعاظم» لحزب الله جنوبي الليطاني، منادياً بتطبيق القرار 1701 بحذافيره. ورأى أن «عدم الاستقرار، والمخاطر على الأمن والسلام الدولي في لبنان، ولا سيما المتمثلة بحزب الله في جنوبي الليطاني، هي اليوم أشد من أي وقت مضى».

وربط مندوب إسرائيل بين استهداف قوات اليونيفيل والهجمات عبر الحدود وحزب الله. وقال «إن إطلاق صاروخي الكاتيوشا على إسرائيل في 8 كانون الثاني الجاري والهجوم الذي استهدف قوات الطوارئ في اليوم نفسه، ما هي إلا أمثلة على ذلك الخطر».

ورحّب غيلرمان ببيان مجلس الأمن المتعلق بالهجومين، لكنه دعا إلى بذل المزيد في سبيل تطبيق القرار 1701 بأكمله. وادعى غيلرمان أن الأسلحة لا تزال تتدفق عبر الحدود السورية ـــــ اللبنانية، وأن بعضها يتجه إلى منطقة جنوبي الليطاني حيث «يعيد حزب الله تسليح قواته».

وذكّر غيلرمان بأن حزب الله لم يفرج عن الأسيرين الإسرائيليين ألداد ريغيف وإيهود غولدفاسر أو يكشف إن كانا على قيد الحياة أو لا، أو يسمح للصليب الأحمر بزيارتهما. وأشار إلى أن القرار 1701 ينص بشكل صريح على ضرورة تحريرهما فوراً.

فنيش: التقرير برسم من ينفي انتصار المقاومة

وضع وزير الطاقة والمياه المستقيل، محمد فنيش، بعض ما تضمّنه التقرير النهائي للجنة فينوغراد برسم «السجال المرتبط بعدوان تموز والفريق الذي حاول أن ينفي انتصار المقاومة»، ولا سيما لجهة الإقرار العلني من الإسرائيليين بإخفاقهم في حرب تموز وبانتصار «حزب الله»، وتحديداً في شأن «التقويم العسكري الذي اعتمده (الحزب)، وحقّق فيه توافقاً في السياسة وفي ما جرى ميدانياً»، فضلاً عن «اعترافهم بأن ضرب البارجة عطّل سلاح البحرية، ما عاكس بشكل قاطع كل ما قيل في هذا الشأن، ولا سيما في لبنان». وعلى مستوى المسؤوليات، قال فنيش إن التقرير «تعمّد عدم تحديد مسؤوليات شخصية، لما لهذا الأمر من ارتباط بتقديراتهم»، وذلك «كي يحدّوا من انتصار المقاومة، ويقلّلوا من تأثير الهزيمة على إسرائيل»، إذ «يكفي إسرائيل تداعيات الهزيمة»، مشيراً إلى أن هناك «شقاً لم يعلن، وهو مرتبط بأمن الكيان الصهيوني»، إذ «له صلة بدور الدول والقوى التي كانت داعمة، بشكل غير مباشر، لعدوان تموز».

بدوره، توقّع النائب عن «حزب الله»، حسين الحاج حسن، أن «يزيد التقرير من إحراج» رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «ويزيد الضغط عليه وسوف يجعله يخسر نسبة الاثنين فى المئة الباقية من الصدقية أمام شعبه».



إسرائيل تعرض 60 ألف دولار على كل طبيب يهودي يهاجر إليها ولا حياة لمن تنادي

تحسين الحلبي: الوطن السورية 29/1/2008

إسرائيل لم تكن منذ تأسيسها على حساب الشعب الفلسطيني ووطنه التاريخي دولة عادية طبيعية من ناحية اقتصادية أو من ناحية دورها الإقليمي فقد ارتبطت ولا تزال منذ ستين عاماً بشرايين الدم الخارجي الدولية واليهودية الصهيونية.

ولم يكن في مقدورها البقاء كل هذه الفترة إلا بفضل عاملين أساسيين هما: الدعم المالي والعسكري والاقتصادي والسياسي اللامحدود من الولايات المتحدة وما توفره لها من حماية دائمة وتدفق القوى البشرية الصهيونية اليهودية إليها. وهذان العاملان تربطهما دينامية خاصة فإذا تأثر أحدهما سلباً تعرض الآخر للتأثير نفسه وخصوصاً إذا ما انخفضت نسبة الدعم المالي أو البشري عن الكيان الإسرائيلي.

فإسرائيل لن تستطيع القيام بدورها الوظيفي إذا ما تعرضت لنقص حاد في القوى البشرية العسكرية أو الاستيطانية لأن واشنطن أو غيرها لن ترسل قواتها البشرية للاستيطان في مكان من يهجرها.

ومنذ فعاليات الانتفاضة الفلسطينية والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة أشارت المصادر الإسرائيلية نفسها إلى وجود حركة نزوح الإسرائيليين باتجاه أوروبا وأميركا وكندا فاقت نسبتها وتسارع وتائرها أي مرحلة سابقة بسبب الحوافز الاقتصادية الجديدة في تلك الدول وللعيش في أمن لم تستطع إسرائيل توفيره في صراعها مع الفلسطينيين والعرب. ويقدر عدد الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل للعيش بجنسيات أخرى بشكل دائم بما لا يقل عن 600 ألف خلال 12 عاماً كانت أوروبا تقدم فيها عروضاً لكل يهودي هاجر منها ويريد استعادة مواطنيته فيها وخصوصاً في السنوات الأخيرة في روسيا.

وكان من بين المغادرين أصحاب خبرات من ضباط احتياط وأطباء ومهنيين.. ففقدت إسرائيل جزءاً مهماً من هذه الكفاءات والخبرات إلى حد جعل الوزارات المختصة فيها تقدم إغراءات لكل من يرغب في العودة إلى إسرائيل ولكل مهاجر جديد يحمل هذه الخبرات.

ففي 26 كانون الثاني الجاري كشفت صحيفة (جيروزليم بوست) الإسرائيلية في مقال بقلم (جودي ايتسكوفيتش) تحت عنوان: «عودوا إلى إسرائيل» جاء فيه: إن وزارة الصحة الإسرائيلية تعرض على كل يهودي طبيب يرغب في الهجرة إلى إسرائيل (60) ألف دولار هبة مجانية إضافة إلى راتبه الشهري وامتيازات السكن والعمل. وتبين بموجب أرقام وإحصاءات وزارة الصحة أن إسرائيل أصبح لديها 3.2 من الأطباء لكل ألف إسرائيلي وهذه النسبة لا تضع إسرائيل في سلم الدول المتطورة من هذه الناحية. واستنفرت الوكالة اليهودية المختصة بتهجير اليهود إلى إسرائيل جميع مؤسساتها ومكاتبها في أوروبا وأميركا وكندا لإغراء الأطباء اليهود بالهجرة. كما أرسلت قيادة الجيش الإسرائيلي مندوبين عنها إلى مكاتب هذه الوكالة لكي يعملوا من جانبهم على إغراء الضباط المتقاعدين (الاحتياط) الذين خدموا في الجيش بالعودة إلى التعاقد والخدمة النظامية بإغراءات مالية جديدة.

وتكشف الصحيفة الإسرائيلية أن إسرائيل كانت في نهاية الثمانينيات وفي التسعينيات من أكثر الدول التي فيها أكبر عدد من الأطباء لكل ألف نسمة وذلك بسبب هجرة ما يزيد على 10 آلاف طبيب خلال سنوات قليلة من الاتحاد السوفييتي بعد انهياره ومجيئهم إليها. لكن هؤلاء تناقص عددهم بشكل كبير ومتسارع بسبب مغادرة جزء منهم دون عودة وبسبب تقاعد من أصبح في سن التقاعد ولم يتخرج أطباء جدد بالقدر المطلوب نفسه للحلول محلهم. ففي إسرائيل هناك أربعة مؤسسات لتخريج الأطباء ويتخرج منها عادة بين 300 إلى 400 سنوياً لكن أحداً لا يضمن بقاء الجميع في إسرائيل نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي لا تصمد أمام إغراءات أميركا وأوروبا خصوصاً الأطباء.

فإسرائيل تقدم الآن إغراءات لأطباء ممن يعيشون في أميركا وكندا ولا يزيد سنهم على 45 عاماً ودون أن يكون لهم اختصاص كامل 25000 دولار أميركي مصروف جيب وراتباً شهرياً بقيمة 15000 دولار لمدة سنتين وللطبيب العام منهم 1000 دولار شهرياً. ويشكو بعض المسؤولين الإسرائيليين من قلة هذه الإغراءات المالية التي يتوافر ما هو أكبر منها في دول أوروبية أخرى.

فالأطباء المختصون من الدرجة العليا يحصلون على مصروف جيب بقيمة 60 ألف دولار وراتباً شهرياً يتجاوز الآلاف ولذلك يرى المختصون في وزارة الصحة أن تعديلاً على هذه الإغراءات لابد من القيام به وإلا فإن إسرائيل ستعاني حتى عام 2016 من نقص حاد في الأطباء المختصين يزيد كثيراً على النقص الذي تعاني منه الآن. وتقول الصحيفة الإسرائيلية: إن رئيس نقابة الأطباء الإسرائيليين الدكتور (يورام بلاخار) يشكك في نجاح مشروع إعطاء الطبيب الذي يهاجر مبلغ ستين ألف دولار كإغراء أولي لأن ذلك لا يكفي بتقديره ويسخر من هذا المبلغ قائلاً: «إن أطباء إسرائيليين نزحوا عن إسرائيل ويعملون في مشافي الولايات المتحدة باختصاصات مهمة يتقاضون راتباً بقيمة 250 ألف دولار، فما قيمة ستين ألفاً إذن».

ويدعو بلاخار إلى وضع طرق مناسبة تحول دون هجرة الأطباء ورجال الأبحاث الطبية عن إسرائيل.

وفي مجال البحث عن الضباط المتقاعدين الذين غادروا إسرائيل للعيش مواطنين في كندا وأميركا وأوروبا الاتحادية خصصت وزارة الدفاع الإسرائيلية ميزانية خاصة للاتصال بهم وإغرائهم بالعودة إلى الخدمة ضمن عقود جديدة يتوافر فيها مال أكثر وامتيازات أفضل مما سبق.

وإذا كان جزء مهم من هؤلاء الضباط قد غادروا إسرائيل في التسعينيات فإن خبراتهم العسكرية ستعود إلى حرب اجتياح لبنان في الثمانينيات وهي آخر حرب يكونون قد خاضوها. وحين تهتم قيادة الجيش بهؤلاء فهذا يعني أن جيشها لم يعد فيه كثير من الضباط أصحاب الخبرات العسكرية لأن معظم من أصبح ضابطاً برتبة ملازم في التسعينيات لن يكون قد شارك إلا بحرب على العمليات المسلحة في جنوب لبنان أو في الضفة الغربية وقطاع غزة. والكل يعرف أن حرب الجنوب اللبناني تلقى فيها الجيش الإسرائيلي هزيمة جعلته ينسحب ليلاً من دون قيد أو شرط. فإسرائيل اليوم ومع المقاومة المستمرة لمخططاتها لم تعد تملك «الأرض» المغرية سواء أكانت «موعودة» عند البعض أو «المفيدة اقتصادياً» عند البعض الآخر. والصهيونية التي تأسست على فكرة وجود «مشكلة يهودية» مزعومة لم تعد تغري مسوّغاتها هجرة اليهود خصوصاً من أميركا وكندا حيث يتجمع أكبر خزان بشري «يهودي» يزيد عدد اليهود فيه على 5.7 ملايين مقابل 5 ملايين يهودي إسرائيلي في فلسطين المحتلة منذ عام 1948، والأراضي المحتلة في عدوان حزيران 1967.



لأول مرة يتوحد الكنيست والاعلام.. ضد رأي الشعب دفاعا عن الفشل

مردخاي جيلات: يديعوت 29/1/2008

ويلاه، كم كانت مؤثرة أوصاف رئيس حكومتنا الحائر في وسائل الاعلام. كم كانت أوصاف اولمرت تمس شغاف القلب في لحظاته الصعبة في حرب لبنان الثانية. كم من الشفقة والحكمة يوجدان في هذا الرجل لم نعرفهما أنا وكثير من زملائي. ان من لا يحظي بالاحتكاك برئيس الحكومة، كما يبدو يخسر وجهه الانساني. هذه اضاعة فرصة فظيعة.

قرأت، وسمعت وامتلأ قلبي فخراً: فلدينا رئيس حكومة مفكر ومتزنٌ وحذرٌ، ولا سيما حساسيته تجاه حياة الانسان. آسف لأننا سببنا له معاناة كهذه في الحرب. لدينا رئيس حكومة فكر في الأرامل، وفي اليتامي وفي الآباء الثاكلين قبل ان يتخذ جميع القرارات المصيرية. ولدينا زعيمٌ فعل كل شيء كي لا يخطئ لا سمح الله، وفي ضمن ذلك استدعاء استطلاعات الرأي العام في منتصف الحرب، لأن هذه الدولة ببساطة عزيزة عليه. لقد أراد في الحصيلة العامة ان يعلم كيف يفكر الشعب فيه.

وفي الحقيقة، علي حسب حملة ديوان اولمرت الاعلامية، لم يستقر رأي رئيس الحكومة علي توسيع الحرب، بابتهاج. فقد حار جداً. لم يفعل ذلك بابتهاج بعد اتمام المسودة الاولي لاتفاق وقف اطلاق النار. لقد حار مرة اخري. ولم يجز بفرح لرئيس الاركان ادخال آلاف الجنود في لبنان عندما كان قد أصبح يعلم بأن مسودة اتفاق وقف اطلاق النار قد عدلت واجيزت. لقد تعذب. واعتزل متخلياً بنفسه. وقضم اظفاره. وفي تلك الساعات التي ترهق الاعصاب كان من زعم انه رآه حتي مع الدموع في عينيه.

اهتم اولمرت بتقدير الجهات الفنية بقضية عدد القتلي، واصيب بالقشعريرة بيقين للجواب ودفع الي وضع مشابه عندما سأله شاؤول موفاز بصراحة ماذا ستقول للارامل؟ لقد سمع، واصغي وفهم ـ ومع كل ذلك خضع للجيش. قالوا له كف عن اطلاق النار، واهرب من هذا، وابق قوات المشاة والمدرعات في البلاد، لكن اولمرت الحساس اصر علي انهاء الحرب بإنجاز ما. وقرر: يجب الوصول الي عمق ارض العدو، ورفع الاعلام، وان نصرخ انتصرنا وان نعيد القوات الي البيت. بعضهم اصحاء سالمين ـ وبعضهم كما كان يمكن التقدير في توابيت الموتي. كان ثمن الخضوع لضغوط الجيش باهظا: 33 ضحية، ومئات الجرحي وارامل ويتامي ـ أُناس فقدوا في تلك الايام الثلاثة الفظيعة عالمهم كله. زعيمٌ واحدٌ فقط قلبه من الحجر لم ينهض من كرسيه، ولم يطلب العفو ولم يمض الي بيته مثل وزير الدفاع ورئيس الاركان.

كان ثمة من اعتقدوا ان ايهود باراك علي الاقل سيصحو من غفلته وسيري ازاء ناظريه حروب الضباط، ويحذر من انحلال الجيش ويدعو القائد الفاشل قائلاً امض بسلام. اتركنا وادعين. كف عن التضحية بدولة كاملة علي مذبح كرسيك.

ما يزال باراك لم يفعل ذلك، وقد يكون ذلك لأن وزيري ريحه وصلصلته، بوغي هيرتسوغ وفؤاد بن اليعازر يمرّرون حياته. فهرتسوغ قلق جداً من التواءات باراك ـ اي من امكان ان يصغي باراك الي ما يقول الشعب ـ ويحتج لذلك باهتمامه باستقرار الحكم في الدولة. لا باستقرار كرسيه في الحكومة، لا سمح الله.

وبن اليعازر من جهته حطم في هذا الاسبوع رقما قياسيا جديدا، فقد غرس في افراد حركات الاحتجاج آمالا باطلة. لقد وعدهم انه اذا كان تقرير لجنة فينوغراد شديداً فسيطالب حزب العمل باستقالة رئيس الحكومة. سيطلب اليه ان يعيد المفاتيح.

بصق فؤاد في وجوه افراد حركات الاحتجاج. فماذا يعني اذا كان التقرير النهائي شديداً ـ الم يكن التقرير الاول الذي نشر شديداً؟ الم يصرخ الي السماء؟ ألم تقرر حتي اللجنة التي اختارها اولمرت لنفسه انه فشل، فشل، فشل، ومرة اخري فشل؟ ألم تقرر ان هذا التقرير جزء لا ينفصل من التقرير النهائي؟

ما الذي يمنع اذن وزراء العمل من الوقوف لمساندة الاستقامة العامة، في حين اصبح معلوماً ان درجة فاشلٍ هي جزء من التقرير النهائي؟ لماذا يُكذب الاباء الثاكلون، ويُضللون ويُخوف الجمهور ببيبي كثيراً؟ لماذا اصبحت تسيبي ليفني غير حسنة فجأة؟ أهي اقل جدية واتزانا؟

يعلم باراك ورفاقه انه لا يحل لشخص كهذا ان يرأس الحكومة ومع كل ذلك يواصلون الدفاع عنه. انهم يتجاهلون الحقيقة المقلقة الآتية وهي انه لأول مرة منذ اقامة الدولة تدافع الكنيست ووسائل الاعلام عن رئيس حكومة فاشل بخلاف رأي اكثر الجمهور. وهما كأنما تشبكان الايدي دفاعاً عن الفشل. هذا خطرٌ. يحسن بوزير الدفاع ان يفكر في هذا.



منذ 1967 نجحت القاهرة في التملص من المسؤولية عن مصير سكان غزة..

الفلسطينيون يسجلون هدفاً اسرائيلياً في المرمي المصري..

غيورا ايلاند - رئيس مجلس الامن القومي سابقا

يديعوت

عندما صيغت وأقرت خطة فك الارتباط في نيسان (ابريل) 2004 بقيت مسألة واحدة غير منتهية: مشكلة حدود غزة ـ مصر (المعروفة ايضا باسم فيلادلفيا). في الخطة تقرر أن يبقى الجيش الاسرائيلي في المحور حتى تتوفر تسوية أمنية مرضية اخرى . وفي نفس الوقت كانت الاسرة الدولية مستعدة لان تفعل كل شيء تقريبا كي تقنع اسرائيل للخروج من المحور، وبذلك أن تستكمل حقا فك الارتباط.

تسوية اخرى كان ينبغي أن تكون تتشكل من ثلاثة عناصر: أ. توسيع المحور (نظيف من المنازل علي مدى مئات الامتار من كل جهة)؛ ب. تحديد نظام عمل على طوله وفي معبر رفح نفسه؛ ج. تعزيز القوة المصرية. اسرائيل استسلمت لاملاء مصري، وادارت مفاوضات علي الامر الثالث فقط. كان هذا هو الخطأ الاول.

في آب (اغسطس) 2005 اعلنت اسرائيل بشكل احادي الجانب بانها قررت اخراج قواتها من فيلادلفيا دون أن تطالب بالاعتراف بتقليص مسؤوليتها عن غزة. وكان هذا هو الخطأ الثاني. تداخل هذين الخطأين انتج وضعا خسرنا فيه العالمين ـ اعتبرتنا الاسرة الدولية (وكذا محكمة العدل العليا في اسرائيل) كمسؤولين عن تزويد كل نواقص غزة، دون أن تحل مشكلة فيلادلفيا، ذلك أن تهريب السلاح من مصر تواصل دون عراقيل.

حدثان يتيحان تغيير الوضع: واحد، سيطرة حماس على غزة خلق وضعا يوجد فيه كيان سياسي، وان كان معاديا لاسرائيل، ولكنه يدعي بانه يسيطر على القطاع بل ويتحمل المسؤولية. وبالتالي فقد نشأت لاسرائيل قدرة على ردع جهة سياسية او التوصل معها الى تسويات بحكم الامر الواقع. الحدث الثاني، هو تحطيم الحدود بين غزة ومصر الاسبوع الماضي. على مدى السنين، عمليا منذ 1967، نجحت مصر في التملص كيفما اتفق من المسؤولية عن مصير سكان غزة. ولكن ما لم تتمكن اسرائيل من عمله في اثناء التوقيع علي اتفاق السلام مع مصر، نجح في عمله الان الاف الفلسطينيين الجوعى.

على اسرائيل أن تتخذ الان ثلاثة اعمال: الاول، التوقف المطلق لعمل المعابر، اخراج موضوع الكهرباء ووقف كل تدفق البضائع، بما في ذلك الوقود الى غزة. وخلافا للوضع الذي ساد حتى قبل اسبوع، تبين أنه يوجد لاسرائيل بديل ـ مصر.

الثاني، اخراج غزة من الغلاف الجمركي الاسرائيلي. هذا الموضوع يستوجب شرحا قصيرا: في العام 1994، كجزء من اتفاقات اوسلو، تقرر أن يهود والسامرة وغزة واسرائيل تشكل وحدة اقتصادية واحدة. وعليه، فان الجمارك الاسرائيلية تعمل في الغلاف الخارجي في المعابر علي الاردن وكذا في معبر رفح. بضاعة تدخل الى غزة أو الضفة، مثلها مثل البضاعة التي تدخل الى اسرائيل. من ناحية اقتصادية، حركة البضائع من غزة الى تل أبيب مثلها مثل الحركة من حيفا الى تل أبيب.

هذه التسوية يمكنها أن تستمر في الضفة، ولكن لا يمكنها أن تستمر في غزة. وضع فالت تماما في فيلادلفيا لا يشكل فقط مشكلة امنية بل ومشكلة اقتصادية ايضا: اليوم يمكن ان تدخل الى غزة الادوية، قطع غيار السيارات، المنتجات الزراعية وغيرها، لا تستوفي قيود المواصفات الاسرائيلية.

ولوضع لا يضم فيه الغلاف الجمركي الاسرائيلي غزة ثمة معنى سياسي بعيد الاثر. وبعد خطوة كهذه ستبقى اسرائيل والضفة وحدة اقتصادية واحدة، بينما غزة ستكون دولة اخرى. واذا كان هناك شيء يوحد الفلسطينيين، حماس والسلطة اليوم فانه الرغبة في مواصلة رؤية غزة والضفة كوحدة سياسية واقتصادية واحدة. لا يوجد ما يدعونا الى توفير ذلك.

الثالث، ان تعلن اسرائيل عن أن العملين آنفي الذكر قابلان للتراجع وانهما سيتغيران اذا ما توفرت تسوية ثلاثية اسرائيل ـ غزة ـ مصر.

مثل هذه التسوية يجب ان تتضمن عاملين: الوقف التام للاعمال العدائية وترتيب حقيقي لمشكلة الحدود بين غزة ومصر.

اذا لم تكن مثل هذه التسوية قابلة للتنفيذ رغم المصلحة المصرية والفلسطينية فسيكون ممكنا على الاقل تحقيق فك ارتباط حقيقي عن غزة.

والامر سيؤدي الى أن تتجه غزة مع الزمن اكثر فأكثر الى الاتجاه الطبيعي، المصري، واقل فأقل الى الاتجاه الاسرائيلي والضفة ـ كونه مصطنعا، خطيرا، ومنذ أن نشأ في اوسلو أحدث لنا المشاكل فقط.



خطر مضاعف على السلام..

أسرة التحرير : هآرتس

منذ 34 سنة، بعد فصل القوات إثر حرب يوم الغفران، صمتت الجبهة الاسرائيلية - المصرية. اتفاق السلام الذي وقعه انور السادات مع مناحيم بيغن صامد ومستقر منذ أكثر من ربع قرن، رغم التحولات السلطوية والمواجهات في الجبهات الاخرى. السلام مع مصر هو احد الذخائر الاستراتيجية الاكبر لاسرائيل، رغم أنه سلام بارد. في أعقابه تقدم العالم العربي بأسره للتسليم باسرائيل.

الاسبوع الماضي يحوم خطر ما فوق هذا السلام. ما يجري على حدود قطاع غزة مع مصر يهدد بتفتت النسيج الحساس لعلاقات القاهرة مع القدس. وفي نفس الوقت، فان هذا ايضا خطر على السلام الذي لم يتحقق بعد بين اسرائيل والفلسطينيين، في لحظة حساسة في مسيرة تحاول ادارة بوش تحفيزها. على الحدود الاسرائيلية - المصرية يهدد تصعيد، إن لم يحبط - في عملية مشتركة من الدولتين - فان الارهاب من شأنه أن يتسلل من غزة الى سيناء في طريقه الى النقب ومن هناك الى كل اجزاء اسرائيل. حالة التأهب في الجنوب، بما في ذلك اغلاق الحدود في وجه المتنزهين في نهاية الاسبوع، تعكس خطورة الوضع. في المرحلة القادمة، من شأن اسرائيل أن تتردد في كيفية منع العمليات التي ينسجها الفلسطينيون في الاراضي المصرية، قبل اختفاء الخلايا في طريقها الى اسرائيل. وهذا من شأنه أن يضع تحديا مركبا وخطيرا على السلام بين اسرائيل ومصر. ليست مسألة المسؤولية عن تدهور الوضع هي التي على جدول الاعمال - فكل الاطراف يشاركون فيه.

موقف اسرائيل من مسألة مكانة مصر في قطاع غزة مر على مدى السنين في تحولات قطبية. ففي اعقاب فك الارتباط احادي الجانب مشى على الارض واقع جديد. فشل مصري متواصل في اغلاق الحدود مع غزة، اضافة الى التهديد الفوري للارهاب الذي يمكن ان يخرج من غزة الى سيناء، من شأنه أن يدفع اسرائيل في نهاية المطاف الى حملة عسكرية طويلة في منطقة رفح. مثل هذه الحملة ليس فقط ستكلف حياة اسرائيليين وفلسطينيين كثير، بل وستثقل على محمود عباس في مواصلة المسيرة السياسية وتعرض للخطر العلاقات مع مصر.

الوهن المصري خشية صورة التصلب وانعدام الحس تجاه السكان الفلسطينيين، مفهوم ولكنه غير مبرر. من حق الدولة أن تمنع التسلل الجماهيري الى اراضيها. مصر كان يمكنها أن تقدم مساعدات انسانية لغزة دون أن تسمح باقتحام حدودها. والان سيكون من الصعب عليها أن تعيد الحدود الى سابق عهدها. من الصعب أن نتوقع منها أن تعود لاغلاق بواباتها في وجه مئات الاف الفلسطينيين الخاضعين لحصار مستمر. وعليه فان على كل الاطراف أن تتطلع لان تكون هذه حدود مفتوحة ومراقبة.

في مؤتمر انابوليس فرض الرئيس بوش لقاءات كل اسبوعين بين زعيمي اسرائيل والفلسطينيين. الازمة في الجنوب تغير جدول الاولويات. مطلوب قمة فورية بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاسرائيلي، بعد وجود أمريكي كبير أو بدونه، لمعالجة طارئة للمخاطر على السلام.



الحصان ومشكلة اليهود

ناحوم برنياع : يديعوت

لا بد انكم سمعتم القصة عن الفلاح الذي عود حصانه على عدم الاكل. وكاد الحصان يعتاد ولكن عندها، في خلاف واضح مع الخطة، انهار ومات.

هذه القصة، على طريقة القصص، بدايتها حقيقة ونهايتها كذب. صحيح أن الفلاح منع الطعام عن حصانه. ولكن ما ان كاد الحصان يعتاد حتى خان مهمته: بدل أن يتلبث بهدوء، ركل الفلاح ركلة حققت العدل الشعري وطيرته الى السماء في نفس الوقت.

الان لنترك للحظة الفلاح والحصان ولنتحدث في موضوع تكرهون سماعه: غزة. قبل ثلاثة اشهر بالضبط، في الاسبوع الاخير من تشرين الاول 2007، قرر وزير الدفاع ايهود براك تشديد الحصار على غزة. الوقود لن يورد الى القطاع الا للاحتياجات الانسانية. توريد الكهرباء سيقطع. وسيكون هذا عقاب غزة على استمرار نار القسام.

كل من عينيه في رأسه فهم بان هذا قرار متسرع، خطير من ناحية أمنية وسياسية ومنكر من ناحية قيمية. وعلى الرغم من ذلك فقد صمت الجميع. رئيس الوزراء ايهود اولمرت ايد القرار بل وبعث بمشورة وقحة لسكان غزة على نمط ماري انطوانيت: اذا لم يكن هناك وقود، سيروا على الاقدام. ولم يتخيل أولمرت كم بعيدا يمكنهم ان يسيروا على الاقدام.

وزراء العمل صمتوا وصوتوا الى جانب القرار. وكذا وزراء كديما بمن فيهم تسيبي لفني. وزير العدل فريدمان، الذي بقوة منصبه كان يفترض أن يبدي حساسية تجاه الجانب القانوني في قرارات الحكومة بل وربما الى الجانب الاخلاقي، أطلق بضع ملاحظات مريرة كاللعنة، دنيئة نحو المحكمة العليا. وبزعمه فان محكمة العدل العليا ليست وطنية بما فيه الكفاية.

عندما كتبت ضد القرار في تشرين الاول عجب على مسمعي احد مساعدي براك متسائلا: ماذا تريد منه. فهو بالاجمال تبنى التوصيات التي وضعها على مكتبه ضباط الجيش الاسرائيلي.

وبالفعل، بين الجيش الاسرائيلي وبين السياسيين توجد شبكة علاقات متداخلة غريبة، رغم الانتقاد الذي وجهتها اليها لجان التحقيق لا مجال لفهمها: الضباط يلتقتون من رئيس الوزراء، او من وزير الدفاع، الرسالة التي تجامل الناس، يعقدون توصياتهم بما يتناسب مع ذلك ويرفعونها للمصادقة عليها. وعلى الفور تصبح توصيات الضباط رافعة ضغط على السياسيين. وكما تبين في حرب لبنان الثانية وفي الحروب قبلها، فانهم غير قادرين على الوقوف في وجه الجيش. واذا ما فشلت الخطوة، تصبح هذه التوصيات حجة دفع بالغيبة. لست أنا: بل الجيش الاسرائيلي.

الكثيرون يتحدثون الان عن الحملة البرية العرجاء التي اختتمت الحرب في 2006. التطورات في غزة تحمل معها طاقة كامنة لخطر أكبر على الدولة. السهولة التي انهارت فيها الحدود في رفح ستؤدي في وقت ما الى مسيرة مشابهة تجاه الجدار في كيسوفيم، او نير عام او ياعر باري. ليس للجيش الاسرائيلي جوابا على مسيرة جماهيرية كهذه، على رأسها يقف نساء، شيوخ واطفال. فهل سيطلق الجنود النار عليهم؟ هل سيطاردونهم الى داخل سديروت؟ نحن سنرى في السائرين عدوا نهض لابادتنا. اما العالم فسيرى فيهم لاجئين عادوا الى ديارهم.

انهيار الحدود بين سيناء وغزة يعرض للخطر العلاقات الهشة على أي حال بين مصر واسرائيل. بعض من الادمغة الواهية في وزارة الدفاع سخفت من مشهد الجماهير الفلسطينية التي تتدفق الى العريش وفح: الان القطاع هو مشكلة المصريين، قالوا، ليس مشكلتنا. وهم لم يفهموا بانه بالنسبة للمصريين تسلل الفلسطينيين الى سيناء هو مجرد مصدر اقلاق. اما بالنسبة لنا فهو مشكلة أمنية خطيرة، ليس لها في هذه اللحظة جواب.

حاليا، الجهة الوحيدة التي خرجت كاسبة من الحصار على غزة هي حماس. مكانتها تعززت. مخازنها امتلأت. رعاياها يكنون لها الاحساس بالجميل. العالم العربي معجب. بكلتي يدينا اعطينا حماس هذا النصر.

اولمرت وبراك كانا سيفعلان حسنا لو سمعا لضباط آخرين، بينهم ضباط قاتلوا في غزة في السنوات الاخيرة. يوجد هناك مئات الالاف الذي يصلون للاستقرار، للحياة العادية، كما يقول اولئك الضباط. وهم يعارضون بكل كيانهم طريق منظمات الارهاب. وبدل تجويع هؤلاء الناس، اسمحوا لهم بالعيش، بالعمل، بالنمو، بالتسويق، بالتصدير. ليس الجوع هو الذي سيهزم حماس كما يقولون، بل العيش بكرامة.

يحتمل ان تكون هذه الفكرة فاشلة هي الاخرى. ولكن هناك أمر واحد مؤكد: فيها ضرر اقل. واذا اردتم، فانه يمكن دوما التوقف والرجوع الى البداية - الامر الذي لا يمكن قوله عن الوضع المخجل الحالي.



تنقية الخطاب

اوري سمحوني - لواء احتياط

معاريف

بغير ما صلة باستنتاجات فينوغراد، ما يجب ان يقلقنا هو جاهزية الجيش أو لمزيد من الدقة، قوات البر والقيادات العليا. ليست اجراءات اتخاذ القرارات هي الاساس. تعلمنا التجربة ان لا صلة بين نوع الاجراء ونوع القرار. فقد تمت قرارات تاريخية لـ بن غوريون وتشرتشل وهما وحدهما، بل بخلاف رأي الخبراء، لكن بناء على علم تاريخي وثقافي، وبوصلة داخلية وشجاعة؛ بينما اتخذ زعماء يوجد حولهم افضل الاذهان قرارات حمقاء.

ليس مد سلسلة المسؤولية نحو الاعلى ايضا هو الاساس. فلكثرة الاقوال نشأ احساس بأن الجميع تحملوا المسؤولية، ودور رئيس الحكومة الان. لكن الواقع يختلف. فعلى الرغم من ان الاخفاق كان عسكريا واضحا، فقد تحمل قائد فرقة واحد فقط المسؤولية. خسر وزير الدفاع في الانتخابات التمهيدية، واستقال افراد الجيش قبل لحظة من اقالتهم، مع القاء المسؤولية نحو الاعلى.

ان مسؤولية مستوىً معين لا تماثل مسؤولية مستوى منتخب. فالمستوى المعين هو تعيين مهني، وعندما يفشل تجب عليه الاسقالة او الاقالة. وفي مقابلة ذلك يفترض أن يعترف المستوى المنتخب بمسؤوليته، وان يقام عندما يحين الوقت لحكم الناخب. إن مد سلسلة المسؤولية الذي يسمى عندنا عرض بوليس الكتيبة ليس صحيحا وليس ديمقراطيا. ان كل واحد مسؤول في عمله، والالقاء نحو الاعلى قبيح كالالقاء نحو الاسفل.

المشكلة الرئيسة هي ما الذي حدث للقوات البرية. كانت هذه أول حرب منذ اقيمت قيادة القوات البرية، التي كان يفترض أن تحسن مستواها. في النقاشات التي سبقت اقامتها اثيرت مخاوف من أن يضر الغاء الاسلحة بالمستوى المهني، لكن لم يعتقد أحد ان يكون الاضرار شديدا جدا. جوهر القوات البرية هو قوات الاحتياط. نجت اسرائيل في حرب يوم الغفران بسبب الجاهزية العالية فقط لالوية الاحتياط. وفي الشمال مثلا في غضون 12 ساعة من التجنيد حارب وحدة الاحتياط الأولى السوريين. ثم جميع ألوية الاحتياط في غضون 24 ساعة. وهذه جاهزية لا يملك الجيش الاسرائيلي اليوم سوى الحلم بها. من الذي اجترأ على المخاطرة التي تبدو محسوبة وعلى المس بهذه الجاهزية؟

ان من يرجع ذلك الى مشكلات نفقة وعمل في المناطق يخطئ ويضلل. السبب هو برامج الاولوية المخطوءة. كان للجيش الاسرائيلي تجربة جمعت من الحروب والمعارك، من جيل الى جيل. وكانت أكثر النظريات الحربية تقدما في العالم. فقد أتوا من العالم كله ليتعلموا من الجيش الاسرائيلي. وبدل ما كانت رسخت في الجيش الاسرائيلي نظريات واهنة، ومستوردة، نشأت في ورشات عمل مع مستشارين من الخارج وخبراء هواة، نظريات لم تثبت لامتحان قط، وعلى هذا أسسوا أمن الدولة. من فعل ذلك؟ وبناء على ماذا؟ ان حكم النظريات التي لا أساس لها، تنهار في أول ملامسة للحقيقة، وهذا ما حدث في الحرب. أصبحت الفرق التي عرفت الانقضاض الى الامام بلا حراك فجأة. ليس هذا أمرا كبيرا، لكن القادة لم يقوموا في حياتهم بتدريب فرقة فكيف علموا إذن؟ واصبحوا فجأة يسقطون بالمظلات المدد على مبعدة 5كم عن الحدود، ولا نقل للجرحى ولا ماء، لكن شخصا ما استقر رأيه على الغاء قوافل الامداد. من؟ ولماذا؟ وبناء على أي تجربة؟ لم يكن الامر الا في غرفة النقاشات.

بعد أن ينجحوا ايضا في تنقية أذهان الضباط، سيحتاج اصلاح هذه الاضرار الى سنين.



عندما يصبح تصدير الإرهاب استيرادا

جلعاد شارون: نجل ارئيل شارون

يديعوت

ان انهيار السور وفتح المعبر بين قطاع غزة ورفح المصرية تطور حسن لاسرائيل. فقد أدخلوا المواد المتفجرة وسائر الوسائل القتالية في الماضي ايضا، ولكن أصبح واضحا للجميع الان أننا غير مسؤولين عن مصير أهل غزة. سيضطر المصريون آخر الامر الى تحمل المسؤولية، مثل الاردنيين الذين يمنعون التهريبات على طول حدود طويلة تبلغ مئات الكيلومترات. سيضطر المصريون منذ الان الى ان يكفوا من جهة عن لعب اللعبة المزدوجة من السماح الحر بالتهريبات التي هي وقود الارهاب، وعن الطلب من جهة اخرى من اسرائيل الا ترد على اطلاق الصواريخ وقذائف الرجم عليها، وعن التعبير عن قلق مزيف لمعاناة أهل غزة.

أصبح كل شيء واضحا الان: هذه حدودكم، واجبكم منع التهريبات، واذا كانت لكم افكار في المجال الانساني فتفضلوا وطبقوها بأنفسكم.

ليس من العجب أن المصريين في حرج في الايام الاخيرة. فقد أدركوا فجأة أن الارهاب الذي أججوه، والذي أصبح فرع تصدير ناميا من سيناء الى القطاع، قد يعد أيضا بين فروع استيرادهم. وان هذا قد يؤثر في الاستقرار عندهم. ان العلاقة بين الارهاب في القطاع وبين جهات المعارضة المسلحة في مصر حقيقة واقعة. سيضر الارهاب داخل مصر بالاستثمارات والسياحة، ويهدد النظام.

ينتصر العدل ايضا احيانا. نتعلم هذا الان في مصر. فالرغبة في التمكين للارهاب في اسرائيل والتمتع بالهدوء لسفك دمنا بلا انقطاع قد يعودان اليهم منذ الان. لان من يمضي للنوم مع الارهاب لا ينبغي أن يعجب اذا استيقظ مع العمليات التفجيرية. يُطلب منا في ضوء التطورات الاخيرة اقامة حاجز جدي على حدودنا مع مصر، كي لا نحصل على الارهاب بحركة دائرية من طريق سيناء.

في هذه الاثناء نعجب للاصوات عندنا التي يقلقها فتح القطاع باتجاه مصر. ويقولون لنا أنظروا ما الذي سببه الضغط. كان يجب علينا ان نضبط انفسنا اكثر لاطلاق النار الذي لا ينقطع علينا.

وهذا بدل اسماع تنفس الصعداء قليلا لان المسؤولية عن كومة الشر والمسكنة التي تسمى قطاع غزة قد انتقلت رسميا الى جهة اخرى. الى من له مسؤولية لا يستهان بها عن وضعها البائس.



محطات التلفزة الإسرائيلية:

القناة2 - 29 كانون الثاني 08

لا ينتظر السياسيون فقط تقرير فينوغراد، بل قادة حرب لبنان الثانية أيضا يستعدون له، من دان حالوتس وأودي ادم وغال هيرتش...

ويبدو هيرتش آخر المقاتلين الذين يصرون على استقامتهم، أما الآخرون من رجال الجيش الكبار، فأما يسلمون بالأمر أو يفضلون أن يعالجوا أنفسهم، وأطلق على هيرتش في اللجنة صفة من تم الإجحاف بحقه، وأنه كان الشخصية الدراماتيكية في الحرب. فأكدت الشهادات على أن فرقته قاتلت وظلت تبادر بالعمليات حتى آخر يوم خلافا للفرق الأخرى. والآن يجتمع مع رفاقه للتخطيط لما بعد فينوغراد، وقد اتجه الى الأعمال ولكن لا تزال تؤلمه عملية انتهاء خدمته. أما اللواء أودي ادم فيفضل الابتعاد حتى اليوم، وهو يضمر ما يضمر لرفاقه في القيادة العامة على تغيير الخطط العاجلة، حيث ينقل عنه القول أنهم أوقعوه في الخطأ ولم يسمحوا له بإدارة المعركة كما يجب. وقد منح أوسمة الحرب لمرؤوسيه، ولكن رفض أن يتسلم واحدا لنفسه، وقال لأعضاء اللجنة انه اقترح عملية برية بالمراحل الأولى، وفوجئ من عدم معرفة رئيس الحكومة بذلك. ومنذ الحرب وهو يلتزم الصمت، وليس عنده حاليا ما يجعله يتراجع عن صمته. ويقوم رئيس الأركان دان حالوتس ببذل جهود كبيرة للإيحاء وكأنه يواصل حياته كالمعتاد، لكن الحقيقة هي غير ذلك فهو يدرس أخطاءه، والتقرير النهائي سيكون قاسيا من ناحيته، وهو لا يريد الحديث الآن، وستكون معظم الانتقادات موجهة للقيادة العامة حول الإدارة الفاشلة للحرب، والتي لم تسمح بتحقيق نتيجة مختلفة.

ويقول المحلل روني دانيئيل في الحرب غير الناجحة:

يجد الجميع في القيادة العسكرية أنفسهم في موضع الانتقاد. وهنا نشير الى أن التقرير سيكون جديا وعميقا، وهم يعرفون انه تم تجاوز بعض الأمور مثل تنفيذ مهمة معينة وصدور أوامر متناقضة ومتخبطة. وكان موضوع الحرص على عدم وقوع إصابات أصبح الأساس الى درجة لم يتم معها القيام ببعض المهام، ولكن بالنهاية كان هناك كثير من الإصابات وهذه هي روح الانتقادات بشكل من الأشكال، وهذه الأمور صحيحة قبل عام ونصف، أما اليوم فنحن أمام جيش مختلف تعلم مما حصل، ويواصل التدريبات، وكل ما كان ناقصا في تلك الحرب يبدو موجودا اليوم في الجيش النظامي والاحتياطي.

بمناسبة قرب نشر تقرير فينو غراد تزداد حدة الصراع بين رجال الاحتياط،

ليس فقط ضد المسؤولين عن تلك الحرب، بل وضد من يحاول إقحام الجيش في الجدل، ويواصل الاستعداد رجال الاحتياط الذين يدعون لاستبدال رئيس الحكومة اولمرت ليوم الأربعاء الكبير، وهم ينوون عند نشر التقرير إقامة خيمة احتجاج أمام بيت وزير الدفاع أيهود براك في تل أبيب، كي يبادر للقيام بما يجب أن يقوم به، وهم يقولون أنهم سيبقون طيلة الليل في الخيمة حتى صباح الخميس ليعرفوا ما سيقوم به براك. واحتدم الجدل بين رجال الاحتياط اليوم حول تقليص النشاط والاكتفاء بإصدار بيان أو التركيز على الدعوات للاستقالة. والآن يتبين انه من وراء العريضة التي تدعو لإخراج الجيش من الجدل السياسي، تقف هيئات مرتبطة بـ كاديما، وعند سؤال عدد من قادة السرايا الموقعين على العريضة، قال بعضهم إنه بناء على طلب من ديوان رئيس الحكومة، وبعد تخبط لمدة لا يُستهان بها تقرر الدعوة لعدم إقحام الجيش بالسياسة، وكان بين الموقعين على العريضة ضد كتاب قادة السرايا عدد من شبان كاديما، ومن المتوقع أن يتم غدا إطلاق حملة عبر الانترنت احتجاجا على رئيس الحكومة تحت عنوان: "تحملوا المسؤولية"، تدعو رئيس الحكومة للاستقالة فورا، أما من لا ينشغل بهذه المسالة فهم جنود اللواء الاحتياط الكسندروني، الذين شاركوا في حرب لبنان الثانية ويقومون اليوم بالخدمة الفعلية في غوش عتسيون..

القناة1 - 29 كانون الثاني 08

العائلات الثكلى التي فقدت أبناءها خلال الحرب توجه الانتقاد للجنة فينوغراد على تجاهلها لهن وللمشاكل الكثيرة تواجهها. ويقول إيلي ران طال:

قتل 40 مدنيا من سكان الشمال خلال الحرب الأخيرة، واليوم يوجه أبناء عائلاتهم انتقادات حادة لأعضاء لجنة فينوغراد الذين تجاهلوهم بالإضافة لضحايا الجبهة الداخلية. وحتى رؤساء السلطات المحلية طلبوا الاجتماع بأعضاء اللجنة، ولكن تم تجاهلهم أيضا. وقال رئيس مجلس بلدية ترشيحا شلومو بحبوط: اعتقد أنهم استهانوا بنا وأهانونا، فحقيقة أنهم لم يستدعونا، تعني انه يجب رفض هذه اللجنة، فهل المسألة تتعلق بالجيش؟ وماذا عن الجبهة الداخلية التي تحولت الى كارثة؟ ويبدو انه يتم التركيز على الـ 60 ساعة الأخيرة من الحرب ونقاط العجز والتقصير عند الجيش، وننسى انه في حيفا ومدن الشمال كانت هناك حرب وليس فقط جنودا، بل ومدنيون قتلوا في تلك الأيام من صيف 2006..

وكالات+ كلنا شركاء في الوطن
 
قديم 11/1/2009, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
الشرعان
بـاشـمهندس


الملف الشخصي
رقم العضوية : 80382
تاريخ التسجيل : Nov 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 33 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : الشرعان يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

الشرعان غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

الى الفرعون الساقط ان السيد حسن نصر الله هو امامنا وزعيمنا وسيدنا وانت واسيادك لستم سوى حشرات في مجتمعنا العربي والاسلامي مع العلم انني مسلم سني ولي الفخر ان يكون امامي السيد حسن ادامه الله
 
قديم 11/1/2009, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
ايهاب الجهينى
مـهـندس مـحـتـرف

الصورة الرمزية ايهاب الجهينى

الملف الشخصي
رقم العضوية : 80162
تاريخ التسجيل : Nov 2007
العمـر : 38
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 1,034 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 20
قوة الترشيـح : ايهاب الجهينى يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ايهاب الجهينى غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

الف شكر يا غالي
 
قديم 12/1/2009, 12:06 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
bkr963
مـهـند س جـديـد


الملف الشخصي
رقم العضوية : 119721
تاريخ التسجيل : Sep 2008
العمـر : 61
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 2 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : bkr963 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

bkr963 غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

الى الفرعون الساقط ان السيد حسن نصر الله هو امامنا وزعيمنا وسيدنا وانت واسيادك لستم سوى حشرات في مجتمعنا العربي والاسلامي مع العلم انني مسلم سني ولي الفخر ان يكون امامي السيد حسن ادامه الله
 
قديم 12/1/2009, 10:52 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
rifai
مـهـند س جـديـد


الملف الشخصي
رقم العضوية : 48114
تاريخ التسجيل : Jan 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 22 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : rifai يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

rifai غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

اللهم انصر حسن نصرالله وكل المغاربة يفتخرون به والدل و المهانة للحاقدين مسلم سني
 
قديم 13/1/2009, 08:38 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
waad_2009
Banned


الملف الشخصي
رقم العضوية : 93011
تاريخ التسجيل : Apr 2008
العمـر : 38
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 3,679 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : waad_2009 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

waad_2009 غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

Waad_2009 مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
 
قديم 14/1/2009, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
بدر56
استاذ فضائيات

الصورة الرمزية بدر56

الملف الشخصي
رقم العضوية : 57482
تاريخ التسجيل : Apr 2007
العمـر :
الجنـس :
الدولـة :
المشاركات : 12,256 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 10
قوة الترشيـح : بدر56 يستاهل التميز

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بدر56 غير متصل

افتراضي رد: لبنانى او ايرانى من سيكون ( حسن نصرالله )

تم الاغلاق بمعرفتي ونرجو عدم التعرض للرموز حتي لو تعرض الرمورز لبعضهم
توقيع » بدر56

 

 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~