تحليل : غائب وحيد يفسد سيمفونية تشيلسي أمام توتنهام

[NADJM]

جانب من اللقاء




كاد تشيلسي يقدم أوراق اعتماده كمنافس على المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لولا هدف هاري كين القاتل الذي منح توتنهام التعادل (2-2) في لقاء الفريقين مساء الأحد.

ونستطيع القول إن تشيلسي استحق أكثر من التعادل، بعدما سيطر على أغلب فترات المباراة، وكان بإمكانه الحصول على غلة أوفر من الأهداف، حال امتلك قناصا داخل منطقة الجزاء.

لكن رغم تألق الصفقات الجديدة في صفوف تشيلسي، بدا واضحا أن هناك بعض المراكز التي لا تزال تحتاج الدعم، لا سيما في الخط الأمامي.

في الجهة المقابلة، قدم توتنهام عرضا باهتا، لا سيما في الشوط الأول الذي شهد سيطرة كاملة ل"البلوز"، لكن ما أثار الاستغراب حقا، هو عدم اعتماد المدرب أنتونيو كونتي، على اللاعبين الذين ضمهم هذا الصيف، مواصلا الاستعانة بتشكيلة الموسم الماضي.

اعتمد مدرب تشيلسي توماس توخيل، على طريقة 3-4-1-2، حيث وقف ريس جيمس كمدافع ثالث إلى جانب تياجو سيلفا وكاليدو كوليبالي، مع الاعتماد على روبن لوفتوس تشيك كظهير أيمن غير تقليدي، مقابل وجود مارك كوكوريا في الجانب الأيسر، وتعاون جورجينيو مع نجولو كانتي في وسط اللعب، فيما تحرك مايسون مونت، خلف ثنائي الهجوم اللامركزي رحيم سترلينج وكاي هافرتز.

لكن ما إن بدأت المباراة وسيطر تشيلسي على أجوائها، تحولت الخطة فعليا إلى 4-3-1-2، مع عودة جيمس في كثير من الأحيان إلى الجهة اليمنى، وتحرك لوفتوس تشيك إلى وسط الملعب، الأمر الذي منحه تفوقا عدديا في منطقة المناورة، ما وضع لاعبي توتنهام في غيبوبة ذهنية.

ونشط كوكوريا في الطرف الأيسر من الملعب، في وقت اجتهد فيه لوفتوس تشيك يمينا بالتعاون مع جيمس، كما تقدم كانتي كثيرا للأمام، من جعل تشيلسي خطيرا على حافة منطقة الجزاء، رغم محاولات لاعبي وسط توتنهام لتدارك الأمر، وتشكيل جدار حماية أمام خطهم الخلفي.



ورغم حركة سترلينج الدؤوبة في الأمام، بدا واضحا أن تشيلسي يفتقد المهاجم الصريح، في ظل عدم قدرة هافيرتز على القيام بهذا الدور، خصوصا مع انتهاج طريقة لعب كهذه لا تمنح الجناحين الحرية المطلوبة.

ولم تفلح تبديلات تشيلسي الذي فقد رباطة جأشه في الوقت بدل الضائع، ولم يؤدي دخول سيزار أزبيليكويتا لتعزيز الخط الخلفي، في حماية الفريق من الكرات الثابتة التي جاء منها هدف التعادل في الزفير الأخير.

في الناحية المقابلة، انتهج كونتي طريقة اللعب ذاتها 3-4-1-2، حيث تكون الخط الخلفي من كريستيان روميرو وإريك داير وبن ديفيس، ووقف على طرفي الملعب كل من إيرمسون رويال ورايان سيسينيون، وتمركز رودريجو بنتانكور مع بيير إيميل هويبرج في وسط الملعب، فيما تحرك ديان كولوسيفسكي وراء ثنائي الهجوم كين وسون هيونج مين.

وعاش توتنهام توهانا غير مبرر في الشوط الأول، نتيجة فقدان السيطرة على منتصف الملعب، وعدم وجود لاعب يمكنه التحكم في إيقاع لعب الفريق عند امتلاك الكرة، فكانت التمريرات مستعجلة وغير مدروسة، ما وضع سون على وجه الخصوص، في عزلة تامة.

ولم يتحسن الأمر كثيرا في الشوط الثاني، خصوصا إذا ما علمنا بأن هدف توتنهام الأول مشكوك في صحته لوجود خطأ قبل اللعبة بحق هافرتز، وتأخر كونتي في إجراء تبديلاته، حيث أشرك ريتشارليسون وإيف بيسوما وإيفان بيريسيتش في الشوط الثاني، دون أن يمنحهم الوقت لإحداث التأثير، لا سيما بيسوما الذي كان يحتاجه الفريق بشدة لتعزيز وسطه.

[ايمن مغازى]