الفراعنة بروح جديدة.. في موقعة "بليدة"

[أبوعدي المغازي]

لأول مرة في التاريخ يكون اللقاء الثاني لمنتخب مصر في مشوار تصفيات مؤهلة لأي بطولة يحظي بهذا الاهتمام من جانب الشارع الرياضي المصري والعربي.. الكل يترقب وينتظر.. يحلم باقتناص ثلاث نقاط من أصل 18 نقطة لم يمض منها سوي ثلاث فقط.
المواجهة بين منتخب مصر وشقيقه الجزائر في الجولة الثانية من الدور النهائي لتصفيات كأس العالم ويستقبلها استاد البليدة بالجزائر وكان الفريقان قد فقدا فرصة الفوز في الجولة الأولي.. منتخب مصر أمام زامبيا في القاهرة.. والجزائر أمام رواندا "الضعيف" حتي وهو في ملعبه وتعادلا مع منافسيهما.
المثير للدهشة أن يأتي هذا الخوف علي منتخب الأحلام.. منتخب الإنجازات والبطولات.. قاهر الكبار خلال السنوات الماضية وأقوي المرشحين لبلوغ المونديال تحت قيادة مدربه حسن شحاتة ورجاله شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان.
ولكن يبدو أن تعادل الجولة الأولي بجانب أن المنافس هو الجزائر صاحب المغامرات الشهيرة مع مصر سببان كافيان لأن تصبح المواجهة ساخنة ومثيرة.. ويبدو أيضاً أن الوصول للمونديال يتطلب الكثير من القتال والتوفيق وتخطي كل الصعاب وهذه الصعاب تبدأ من تخطي الجزائر في ملعبه لإقصائه من المنافسة ولكي لا يبتعد منتخب زامبيا كثيراً بالقمة التي ينفرد بها بعد فوزه علي رواندا بهدف نظيف ليرفع رصيده إلي أربع نقاط.
ومنتخب الجزائر له باع طويل مع الكرة الأفريقية عامة ومع منتخب مصر بصفة خاصة وهو عنصر هام ومؤثر في تاريخ اللعبة أفريقياً ويكفي السمعة الطيبة التي خلفها من وصوله للمونديال مرتين.. أما علي مستوي بطولة الأمم فقد وصل 13 مرة وإن فاز باللقب مرة واحدة.. أما علي مستوي مصر فقد التقي معها 24 مرة في مواجهات مختلفة وبطولات عديدة.. فازت مصر 6 مرات والجزائر 8 مرات وتعادلا 10 مرات.. ولكن المثير أن يكون وصول مصر للمونديال قد جاء عن طريق الجزائر وذلك في عام 1989 عندما فازت مصر بهدف حسام حسن الشهير ووصلت مصر لمونديال إيطاليا .1990
ومنتخب الجزائر غاب عن الأحداث في الفترة الماضية ولم يصل لنهائيات أمم أفريقيا عامي 2006 و2008 وإن كانت آخر مواجهة بين الفريقين قد انتهت بفوز الجزائر في أمم أفريقيا 2004 بنتيجة 2/1 وسبق ذلك فوز مصر الكبير 5/2 في ذهاب الدور النهائي لتصفيات كأس العالم ثم تعادلا في العودة 1/1 وكانت مصر في أمس الحاجة للفوز لكي تتأهل ولم يكن هناك أي أمل لدي الجزائر ولكنها اعتبرت اللقاء حياة أو موتًا وتعادلت.. لذلك ليس مستغرباً أن يكون اللقاء اليوم حياة أو موتًا.
وإذا كان اللقاء حياة أو موتًا للجزائر فهو أيضاً كذلك بالنسبة لمصر الذي طال ويطول انتظارها لبلوغ هذا المحفل الكبير الذي لم يصله سوي مرتين عبر تاريخه وكانت المرة الثانية عام 1990 بعد المرة الأولي بأكثر من نصف قرن من الزمان.. لذلك كان الاستعداد في مصر علي قدم وساق بدأ بأزمة ضم اللاعبين الدوليين لصفوف المنتخب وحرمان أنديتهم من المشاركة معهم في الكونفدرالية وما صاحب ذلك من مساندة رأي عام تعاطفاً مع منتخب مصر وأملاً في تحقيق حلم بلوغ المونديال.. ثم المشاركة في اللقاء الودي أمام عمان والذي انتهي بفوز مصر بهدف أبوتريكة وبإحساس أن أجواء أمم مصر وأمم غانا ترفرف علي الأجواء من جديد.
ومنتخب مصر أو منتخب الأحلام هو آخر أمل بما يضمه من نجوم لن ينساها التاريخ.. ذلك المنتخب الذي يضم لاعبي الأهلي أصحاب الأرقام القياسية مع ناديهم ومدربهم البرتغالي مانويل جوزيه.. ثم المنتخب الذي اخترق التاريخ والحاضر مع مدربه حسن شحاتة ويكفي أنه صاحب لقبين متتاليين أفريقياً.
منتخب مصر يعول علي حارسه العملاق عصام الحضري والفنان محمد أبوتريكة "ظاهرة العصر" و"البلدوزر" عمرو زكي و"المقاتل" حسني عبدربه و"الموهوب" محمد زيدان و"العائد" سيد معوض و"الجناح الطائر" أحمد المحمدي و"الماكينة" أحمد فتحي و"المعلم" محمد حمص و"القادم" أحمد خيري و"العملاق" وائل جمعة و"الحريف" هاني سعيد و"المفاجأة" أوكا.. ولو تكلمنا عن باقي النجوم لن تكفينا المساحة والوقت.
ويعيش لاعبونا علي نار في انتظار المواجهة ومعهم حسن شحاتة الذي أغلق عليهم الباب وحرمهم من أي شيء سوي التفكير في هذا اللقاء وهو يدرك جيداً أن المنتخب الجزائري يعيش نفس الأجواء لكنه يعلم أن الفريق علي أهبة الاستعداد ولن تخدعه بعض كلمات المدرب سعدان الذي يحاول أن يظهر لاعبيه في موقف المسكين.
بقيت نقطة واحدة وهي أن شحاتة سيبدأ مباراته مهاجماً.. طامعاً في هدف السبق والمباغتة وضرب الثقة وامتلاك الحدث والحوار من بدايته لتصبح له الكلمة العليا.
ومن أجل تحقيق هذه المباغتة سيلعب شحاتة بتشكيل هجومي.. وبضغط علي المنافس في كل أرجاء الملعب.. يبدأ من عمرو زكي "رأس الحربة المتقدم" ومعه زيدان وخلفهما أبوتريكة.. وفي الوسط الرباعي أحمد المحمدي وفتحي وعبدربه ومعوض وكلهم يجيدون التقدم ثم ثلاثي الدفاع هاني سعيد ووائل جمعة وأوكا.. وقد يغير شحاتة ويدفع بفتحي في خط الظهر ويترك لخط الوسط لاعبا آخر مثل محمد شوقي وهذا هو الأقرب.
وعلي الدكة سيكون معظم البدلاء وممن يتمتعون بالكرة الهجومية مثل أحمد عيد وأحمد عبدالغني ومحمد حمص.