تقديم: كأس الأمم الأفريقية 2010 نزاع فضائي وحرب أهلية قبل انطلاقها الرسـمي

[شمبات]

تنطلق مساء اليوم "الأحد" الموافق 10 يناير 2010 بطولة كأس الأمم الأفريقية الـ27 على الأراضـي الأنجوليـة، وتقام المباراة الافتتاحية بين صاحبة الأرض ومالي في العاصمة لواندا في تمام الساعة 19:00 بتوقيت جرينيـتش على ملعب "سيداد إينيفارسيتاريا" الذي يتسع لنحو 40 ألف متفرج ..


سطور المُقدمة توضح أن البطولة ستبدأ اليوم، لكن أحداثها الساخنة بدأت بالفعل قبل موعدها الرسمي بأسابيع طويلة، قبل نهاية عام 2009 بنزاع تليفزيوني بين الأخوة العرب، عندما تعنت المسئولون عن شبكة الجزيرة الرياضـية القطرية - تليفزيون دولة قطر- صاحب حقوق نقل مباريات البطولة في منطقة الشرق الأوسط مع التليفزيونات العربية خاصةً للثلاثي العربي المشارك في هذا الحدث الاستثنائـي "مصر، تونس، الجزائـر" بعدم منحهم الثلاث مباريات الأولى لمنتخباتهم، وطالب مسئولو القناة بمبلغ 10 مليون دولار من كل دولة إذا أرادت شراء 10 مباريات من البطولة وهذا هو العقد الوحيد المُقدم.

درس التليفزيون المصري المشروع فوجد أنه سيخسر أموالاً طائلة، ولن يربح سوى 2 مليون دولار من الدور الأول لما سيعود عليه من اعلانات وخلافه في تلك الفترة، ولكن إذا حدث وخرج المنتخب المصري فسوف يضطر لنقل بقية المباريات رغماً عنه ولن يجمع أية أموال بعد ذلك لأن الجمهور المصري سيصاب بالتأكيد بالاحباط ولن يواصل متابعة البطولة بطبيعة الحال.

أصر التليفزيون القطري على مطالبه، ولم يُغير التليفزيون المصري موقفه برفض هذه السياسة الانتهازية وكذا التليفزيون التونسي الذي عُرضت عليه حقوق نقل 10 مباريات من جانب الجزيرة بسعر أقل من مصر ومع ذلك رفضت !!

وقالت بعض المصادر الصحفية العربية أن الجزائر وافقت بالفعل على نقل 10 مباريات مقابل المبلغ المطروح من قبل الجزيرة ولكنها لم تسدد المبلغ حتى الآن.

من الواضح أن الجزيرة تُغالي أو ربما تستفز الإعـلام الرياضي العربي لاسيما بعد الاستفزازات التي خرجت من أفواه بعض الإعلاميين المصريين تجاه القناة البرتقالية، ووصف الكثيرون أن المطالب التعجيزية من جانبها رد بليغ على كل ما تعرضت منه لانتقادات على الصعيدين السياسي والرياضي، سواء جزيرة اخبارية أو رياضية.

حرب أهليــة

ستبقي يا أفريقيا كما أنتي مُتخلفة.. هكذا قالها مهاجم المنتخب التوجولي المُحترف في مانشستر سيتي الإنجليزي "إيمانويل أديبايور" بعدما تعرضت حافلة منتخب بلاده وقت وصولها لأنجولا لهجوم كاسح من مسلحين بالرشاشات الآليـة لمدة 30 دقيقة وأدت هذه الهجمة الارهابية الشرسة لمقتل سائق الحافلة وإصابة عدد من أعضاء الفريق.

حدث أخر ساخن يُضاف لسلسلة الأحداث الساخنة التي سبقت انطلاقـة البطولة، ويُصر اتحاد الكرة التوجولي على انسحاب المنتخب لعدم توفر الأمن وكذا الدولة ولكن نجوم المنتخب يريدون المشاركة في البطولة رغم ما حدث لهم، وهم على علم بأن المنافسة على الترشح لدور الـ8 غاية في الصعوبة ببساطة لأنهم في مجموعة الفيلة التي لا ترحم والنجوم السود -غانا-.

دعونا نترك الأحداث جانباً، ونعرف منتخبات البطولة الـ16 بداية من صاحبة الأرض حتى مفاجأة تصفيات كأس العالم 2010 "الجابون" التي ترشحت للبطولة على حساب أحد اكبر القوى الكروية العربية الأفريقية "المغرب" التي سيفتقدها كل سكان شمال أفريقيا هذا العام ولمدة عامين قادمين.

مجموعة المضيف ومحاربو الصحراء(1)

1- أنجولا

الدولة المضيفة تبدأ سعيها لتحقيق المجد الكروي بقيادة الساحر البرتغالي "مانويل جوزيه" اليوم ضد مالي، وتحاول الاستفادة من أخطائها في مباراة جامبيا الودية المنتهية بالتعادل 1/1 قبل بداية البطولة بأيام قليلة.

يلعب لأنجولا المهاجم الكبير "مانوتشو" الذي ظهر بصورة جيدة جداً في كأس الأمم الأفريقية الماضية واستطاع قيادة الفريق للدور ربع النهائي أمام مصر وأحرز هدف من تسديدة صاروخية "كرباجية" عجز الحضري - قاهر دروجبا- عن التصدي لها.

وينوي مانوتشو /29 عاماً/ المُعار من مانشستر يونايتد إلى بلد الواليد الإسباني إحياء مسيرته الدولية بعد أن استبعده المدير الفني لمنتخب أنجولا "مانويل جوزيه" لعدم انضباطه واوقفه لمدة شهرين.

2- مالي

منتخب أفضل نجوم أوروبا حَير الملايين، يمتليء بالمواهب الرائعة خاصةً في منتصف الملعب والهجوم، ولكن مديره الفني ستيفن كيشي لا يجد حل لأزمة خط الدفاع وبطء التحضير في الوسط رغم امتلاكه أباطرة الوسط "سيدو كيتا، محمد سيسوكو ومحمد ديارا".

يُعاني كيتا نجم نادي برشلونة الإسباني من إصابة طفيفة تعرض لها في الفخذ أثناء كأس العالم للأندية في الإمارات وقد يكون جاهز للمشاركة قريباً.

ويعتمد المدرب "كيشي" على تخمة من المحترفين في أوروبا ولا يوجد بين صفوف مالي سوى لاعبان فقط محليان هما "سومايلا دياكيتي وعبد الله ماجاري".

3- مالاوي

منتخب الغرباء، مجهول، غير معروف لأحد، يدربه "فيري كيناه"، حقق نتيجة جيدة جداً قبل انطلاق البطولة بتعادله بدون أهداف مع منتخب غانا.

4- الجزائر

المُتأهلة الوحيدة عن المنطقة العربية إلى نهائيات كأس العالم 2010 في اختبار صعب لاثبات احقيتها بالترشح إلى مونديال جنوب أفريقيا.

توج محاربو الصحراء بلقب كأس الأمم الأفريقية مرة يتيمة عام 1990 على الأراضي الجزائرية، وثقتهم الآن زادت بعد التأهل لكأس العالم على حساب مصر، وربما يقدمهم نحو القمة القائد المُقاتل "مجيد بوغرة" قائد نادي جلاسكو رينجرز الأسكتلندي، ويساعده نجما بورتسموث الإنجليزي حسن يبدا ونذير بلحاج إضافة لمجموعة المهرة في الوسط "لاموشي، زياني ونجم لاتسيو الإيطالي مراد مُغني".


مجموعة الأفيال والنجوم (2)

1- ساحل العاج

يقود الفيلة كالعادة النجم العالمي "ديديه دروجبا" نجم هجوم تشيلسي الإنجليزي وصاحب 18 هدفاً هذا الموسم بقميص الأسد اللندني.

فعل دروجبا كل ما في وسعه لخدمة ساحل العاج في السنوات الماضية بقيادتهم للنهائي 2006 وقبل النهائي 2008 وفي المرتين خرج على يد المنتخب المصري العنيد.

يَحلم دروجبا بانهاء مسيرته الكروية حيث تخطى حاجز الـ30 عام بمعانقة لقب البطولة الأفريقية بالتعاون مع المدير الفني البوسني "حيد خليلهودزيتش".

وتفتتح كوت دي فوار أو ساحل العاج مبارياتها ضد بوركينا فاسو يوم الأثنين في المنطقة الغنية بالنفط في أنجولا وتدعى "كابيندا".


2- غانا

مرشح أخر من ضمن المرشحين للفوز بلقب البطولة بعد كوت دي فوار والكاميرون ونيجيريا ومصر.

يقود منتخب الأسود السمر "ميلوفان رايفاتش" الذي اضطر لاستدعاء بعض عناصر منتخب غانا للشباب الفائز بكأس العالم 2009 في مصر أمثال "رانسفورد أوسي، جوناثان منساه" والأخير حل مكان لاعب فولهام "جون بانتسيل" المصاب بالإضافة لهداف كأس العالم للشباب "أدياه" وصانع الألعاب الممتع "أندريه أيوه" والظهير الأيمن المتوقع له مستقبل مبهر "ساموئيل إينكو".

عاد مؤخراً قائد الفريق "مايكل إيسيان" للفريق بعد تعافيه من إصابة تعرض لها في أوتار الركبة قبل شهر ونصف تقريباً.


3- بوركينا فاسو

يُعاني المنتخب البوركيني من مشكلة داخلية بين بعض لاعبيه والمدرب البرتغالي "باولو دوراتي" فقام الأخير باستبعاد نجم الفريق "أريستيد بانس" وهذه حادثة قد تؤثر بالسلب على مستوى المنتخب البوركيني الذي قدم مباريات رائعة في تصفيات كأس العالم 2010.

سيكون اللاعب "موموني داجانو" المحترف في قطر هو مفتاح بوركينا فاسو في هذه البطولة والذي أحرز 12 هدفاً في تصفيات كأس العالم وهو نفس اللاعب الذي قاد سوشو الفرنسي للفوز بكأس فرنسا عام 2007 وأحرز وقتها في المباراة النهائية.

4- توجو

تعرض منتخب الدولة الصغيرة الواقعة في غرب أفريقيا لهجوم مُسلح عند وصول حافلته، وهذه حادثة كفيلة بالاطاحة بأعضاء الفريق "نفسياً".

ويجب أن يقود نجم الفريق "أديبايور" زملائه للخروج من هذه المحنة.

مجموعة الأبــــطـال (3)

1- مصر

حاملت اللقب لا تعيش هي الأخرى أفضل أيامها لغياب أبرز عناصر الفريق بداعي الإصابة، واستبعاد حسن شحاته للاعبين مؤثرين أمثال ميدو وعمرو زكي وحازم إمام.

لكن دائماً شحاته ما يكسب الرهان ويضع الإعلام المصري في موقف مُحرج لا بالكلام بل بالأداء والأفعال.

مصر هي الدولة الأكثر نجاحاً في كأس الأمم الأفريقية برصيد 6 بطولات، وهو رقم قياسي لم تحققه أي دولة، وهي المرشحة لنيل بطاقة الترشح للدور ربع النهائي رفقة نيجيريا.

2- نيجيريا

يقود منتخب النسور الخضر لاعب نيو كاسل السابق "أوبافيمي مارتينيز" مهاجم فولفسبورج الألماني الحالي والعائد مؤخراً من إصابة في قصبة الساق.

وإذا لم يكن مارتينيز مُتاحاً سيعتمد المدرب "شايبو أمودو" على نجم إيفرتون ياكوبو إيجبيني ولاعبا بورتسموث "أوتاكا ونوانكو كانو".

ولدى منتخب نيجيريا العديد من المحترفين عكس مصر التي لا يوجد معها سوى محمد زيدان فقط من أوروبا وحسام غالي من السعودية، وإنضم مؤخراً لنيجيريا أوبي ميكيل لاعب تشيلسي وجوزيف يوبو لاعب إيفراتون وداني شيتو وديكسون إيتوهو نجم وسط فولهام فضلاً عن المزيد من اللاعبين المتألقين في الدوري الأوروبية.

أنجولا 2010: النسور الخضراء في حملة إستعادة باب الماضي وأمجاده

3- بنين

دائماً ما تُنغص على مصر، والجميع يتذكر ما فعلته في تصفيات كأس العالم 2006 عندما تعادلت مع مصر 3/3 في مباراة مُثيرة للغاية.

بنين مصنفة من بين المنتخبات الصغيرة جداً في أفريقيا لكن أدائها دائماً ما يكون مفاجئاً واظهرت هذه الحقيقة في أخر ثلاث مشاركات لها في تصفيات كأس العالم.

4- موزمبيق

قاهرة تونس في تصفيات كأس العالم 2010، لم تترشح لنهائيات أمم أفريقيا منذ عام 1996.

اضاعت موزمبيق على المنتخب التونسي ورقة العبور إلى نهائيات كأس العالم بالفوز 1/صفر في مفاجأة من العيار الثقيل في الدقيقة 83 بواسطة مونتيرو.

يُلقب هذا المنتخب ب، "مامباس"، نجمها الأول داريو مونتيرو الذي أحرز 21 هدف في 85 مباراة دولية، ويقود الفريق مانويل بوكواني ويُلقب في الأوساط الكروية باسم "تيكو تيكو".


مجموعـــة الأســـود (4)

1- الكاميرون

الفائزة بكأس الأمم الأفريقية 4 مرات من قبل، ستقام مبارياتها في مدينة لوبانجو وهي مدينة تشبه لحد كبير مدينة ريو دي جانيرو بتماثيلها وفنانينها.

يقود دفة التدريب المدرب "بول لو جوين" الذي قام باستدعاء عدد كبير من المحترفين في أوروبا واخرهم الظهير الأيسر "جيل أجوستين بينيا" بدلاً من لاعب نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي "أسو أيكوتو" الذي تعرض لإصابة لا على الخاطر ولا على البال.

لا شك أن غياب إيكوتو سيكون ضربة موجعة للكاميرون ولكنها لن تكون قاتلة بكل تأكيد فطالما لاعب وسط آرسنال "أليكسندر سونج" ومهاجم الإنتر "إيتو" بخير فكل الأمور على ما يُرام وقد نرى الكاميرون تفعل شيء مميز في هذه البطولة.


2- زامبيا

الوصيف مرتان يُدربها المدير الفني الشاب "هيرفي رينارد" الذي أضاع على مصر فرصة التأهل لمونديال 2010 عندما تعادل معها في القاهرة في افتتاح المسابقة 1/1.

ظهرت زامبيا الملقبة بـ"الشيبولوبلو" بمستوى متميز في التصفيات المؤهلة لكأسي العالم وأفريقيا، ولكن ترشحها نحو المربع الذهبي قد يكون صعباً هذه المرة فلا يمتلك الفريق لاعبين مهرة يستطيعون قيادتها إلى تلك المرحلة إلا إذا حدثت مُعجزة أو ما شابه !

يغيب عن زامبيا أبرز عناصرها "أندرو سينكالا" الذي اشتكى من الاتحاد الزامبي لعدم حصوله على أجره وعلاواته، ولكن مهاجم أرمينيا بنفيلد الألماني "كريستوفر كاتونجو" سيقود الفريق دون مشاكل وسيمثل القوة الضاربة للشيبولوبلو.

3- تونس

حامل لقب البطولة مرة واحدة عام 2004 يُدربه المدير الفني المحلي "فوزي البنزرتي" الذي سيعتمد في القوام العام للمنتخب على لاعبين محليين وعددهم 16 لاعب!!

وحدثت مشكلة كبيرة بين الاتحاد التونسي ونادي فالنسيان الفرنسي لرفض هذا الأخير التفريط في النجم التونسي "فهيد بن خلف الله".

وحالة تونس تشبه حالة مصر بعض الشيء لأن صدمة الخروج من تصفيات كأس العالم لا تزال تؤثر عليهم، وسنرى في البطولة أيهما سيتغلب على أحزانه أسرع من الأخر.

4- الجابون

تشارك للمرة الرابعة في الكأس، ويقود هجومها مهاجم هال سيتي "دانيال كوزان" والذي لم يحصل على مكان أساسي في تشكيلة الفريق الإنجليزي الذي يدربه المدرب الشاب "فيل براون".

مدرب منتخب الجابون "آلن جيريس" عليه أن يواصل امتاعه للجمهور الأفريقي بكرته الجميلة التي قدمها في تصفيات كأس العالم 2010 والتي استطاع من خلالها الإطاحـة بأسود الأطلسي "المغرب" التي تذيلت المجموعة وترشحت الجابون وتوجو بدلاً منها إلى نهائيات أمم أفريقيا قبل ترشح الكاميرون لنهائيات البطولة إضافة لكأس العالم.

[ahmed aliraqi]

مشكورررررررررررر

[ابو احمد العبيدي]

جزاك الله خيرا