تقرير: كبار تونس ما بين البطولة الوطنية والمنافسات الأفريقية

[شمبات]

في ظل غياب شبه جماعي للأندية التونسية صاحبة الصولات والجولات في ربوع قارة المواهب - ربما لأول مرة منذ سنوات طويلة - باستثناء فريق النجم الساحلي الذي يصارع لنيل لقبه الثاني في أمجد الكئوس الأفريقية ضمن المجموعة الثانية التي يحتل فيها المرتبة الثالثة -بعد مرور نصف منافسات دوري المجموعات- خلف مازيمبي الكونغولي وهارتلاند النيجيري بفوز خساراتين..

وفي أجواء من التأهب لدي الجماهير التونسية العاشقة وترقب للقاء نسور قرطاج مع النسر النيجيري المتحفز للانقضاض على صدارة المجموعة الثانية للتصفيات الأفريقية لكأسي الأمم بأنجولا والعالم بجنوب أفريقيا 2010 بداية وصيف العام المقبل؛ انطلقت فاعليات الرابطة التونسية المحترفة لكرة القدم أواخر يوليو الماضي في وجود آمال عريضة لأنصار القوى التقليدية لكرة القدم في "الخضراء" من أجل خطب ود البطولة العريقة التي انطلقت في بداية النصف الأول من القرن الفارط.


كبيرا العاصمة (الترجي والأفريقي) مع عملاق جوهرة الساحل ومحبوب عاصمة الجنوب (النجم الصفاقسي) يأملون في التتويج باللقب الأهم في ظل مناوشات من فريقي البنزرتي والملعب الساعيين بدورهما لإستعادة أمجادهما في البطولة بعد غياب طويل.

البداية بالطبع ستكون مع الترجي أو"الشيخ" لأنه حامل النسخة السابقة من ناحية وصاحب المقام الرفيع في إحراز لقب البطولة برصيد 21 تتويج منها سداسية تاريخية متتالية من ناحية أخرى, حيث يأمل فريق (باب سويق) في الحفاظ على لقبه المحلي وذلك لإستعادة بريق جيل التسعينات الذهبي (قارياً بقيادة المدافع الراحل الهادي بن رخيصة) وزملاءه الواعر وبن يحيي ومعلول والحمر والقابسي.. وغيرهم ممن منحوا النادي الذي تأسس قبل 90 عاماً لقبه الأفريقي الوحيد في بطولة أفريقيا أبطال الدوري – دوري الأبطال الآن- على حساب الزمالك المصري.


الأحمر والأصفر بدأ دفاعه عن اللقب الذي أحرزه الموسم الماضي على حساب غريمه الأفريقي بعد فوزه الكبير على النجم بأربعة أهداف لهدف بفوز على الأولمبي الباجي بهدف قبل ان يتلقى خسارة ثقيلة أمام الملعب بهدفين لأربعة ولأنه فريق كبير فقد تدارك هذه الخسارة بفوزين متتاليين على (مستقبل القصرين بأربعة أهدف نظيفة ثم الاتحاد المنستيري بهدفين لهدف) ليحتل الفريق المركز الثالث بتسع نقاط.

الأفريقي أو (ناد الشعب) الفريق صاحب الشعبية الأولى في تونس يأمل هو الأخر في إستعادة اللقب الذي أحرزه الموسم قبل الماضي بعد غياب طويل, فريق باب جديد الذي تأسس عام 1920 و أحرز لقب الدوري في عشر مناسبات يسعى إلى إسعاد أنصاره بالبطولة الوطنية وأخذها قاعدة للانطلاق القاري من أجل التتويج بالأميرة الأفريقية التي غابت عن خزائن الفريق منذ أن أحرزها جيل بداية التسعينات بقيادة النجم فوزي الرويسي عام 1991.

الأحمر والأبيض صاحب المركز السادس حتى الآن برصيد 7 نقاط انطلق بشكل مخيب بتعادله السلبي مع قوافل قفصه ثم حقق فاز على مستقبل القصرين بهدف دون رد قبل أن يتعثر مجدداً بخسارة أمام البنزرتي بهدف لصفر ولأنه فريق المهام الصعبة فقد حقق فوزاً غالياً على الصفاقصي في الجولة الرابعة على ملعب المنزة وفي ظل حضور جماهيري كبير من عشاقه.

الأفريقي الذي غادر دوري أبطال أفريقيا من الباب الصغير أمام فريق دجوليبا المالي بالخسارة المخيبة على أرضه بهدف لهدفين ثم الفوز خارجها بهدف دون رد يأمل أن يعوض عشاقه بالبطولة المحلية من أجل التأكيد على أنه فريق كبير وعملاق من جانب و تضييق فارق البطولات مع جاره و غريمة الترجي من جانب أخر.


النجم الساحلي أو فريق جوهرة الساحل هو أنجح فريق تونسي على صعيد المشاركات التتويجات الأفريقية وهو المصنف الثاني بين أندية القارة السمراء بعد الأهلي( العملاق المصري) الذي يحمل نفس ألوانه, فريق النجم هو الفريق الوحيد المتواجد الآن في المنافسات الأفريقية, ورغم رحيل أكثر من نجم من الفريق الذي أحرز لقب دوري الأبطال 2007 إلي أندية أوربية وعربية إلا أن الفريق لا يزال كبيراً وقادراً على صنع الفارق بمجموعة من النجوم الشباب من المحليين و الأفارقة.

النجم الذي أحرز لقب الدوري التونسي 8 مرات بدء منافسات هذا الموسم بتعادل داخل قواعده أمام الملعب بدون أهداف ثم حقق ثلاث انتصارات متتالية وبنتائج كبيرة أولها على الترجي الجرجيسي بثلاثة أهداف لهدف ثم سجل نجومه ثلاثية أخري ولكن دون رد هذه المرة في شباك الأولمبي الباجي قبل أن يزور نجوم الفريق مرمي أمل حمام سوسه بخماسية سجل منها نجمه أحمد العكايشي رباعية.


حال النجم الذي تأسس عام 1925 في البطولة المحلية أفضل بكثير من المنافسات الأفريقية حيث يحتل الفريق صدارة الترتيب في الدوري التونسي برصيد عشر نقاط و بفارق الأهداف عن فريق البنزرتي بينما يحل زملاء الحارس البلبولي في المركز الثالث في المجموعة الثانية لدوري أبطال أفريقيا بعد مازيمبي الكونغولي و هارتلاند النيجيري و قبل فريق مونوموتابا من زيمبابوي و إن كان الفريق يملك فرصه لتحسين مركزه عندما يواجه الفريق النيجيري على الملعب الأولمبي في سوسه في الجولة الرابعة من اجل رد اعتبار خسارته في الجولة الثالثة بثلاثية نظيفة.


النادي الرياضي الصفاقسي الذي تأسس عام 1928 يٌعتبر احد أضلاع مربع الكبار في البطولة التونسية لما لا وقد احرز فريق عاصمة الجنوب اللقب في سبع مناسبات بالإضافة لتميزه وتألقه عربياً وأفريقياً بفوزه بلقب النسخة الأولي لدوري أبطال العرب عام 2004 على حساب الإسماعيلي المصري في العاصمة اللبنانية بيروت ثم سطوعه أفريقياً وبلوغه نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2006 أمام الأهلي، ثم تتويجه مرتان بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية عامي 2007 و 2008 قبل أن يغادر البطولة من ثمن النهائي هذا العام بفارق الركلات الترجيحية أمام فريق أول أغسطس الانجولي بعد تبادل الفريقين الفوز كلاً في ملعبه بهدفين دون رد.

زملاء الهداف (هيكل قمامديه) العائد لأحضان الأسود والأبيض من رحلة إحترافية أوروبية وعربية يحتلون المركز الرابع في المسابقة بعد مُضي مراحلها الأربع الأولى حيث جمع الفريق سبع نقاط من فوز عريض في جولة الافتتاح على مستقبل القصرين (6/1) ثم تعادل مع الأولمبي الباجي سلبياً قبل تحقيقه فوز أخر على (أمل حمام سوسه) بهدفين لهدف ويتلقى خسارة متأخرة من الأفريقي بهدف دون رد.


فريق الملعب الذي خرج للنور عام 1948 يٌعد أحد الأندية الكبرى في تونس, حيث أحرز لقب الدوري التونسي في أربع مناسبات كان آخرها موسم 64/65 ورغم انه لا يتمتع بشعبية أو بطولات مثل رباعي تونس التقليدي إلا أنه فريق كبير قدم للكرة التونسية عبر تاريخها العديد من النجوم لعل أهمهم "المدفعجي" عبدالحميد هرقال صاحب الهدف التاريخي الشهير في مرمي الحارس الإنجليزي الشهير بيتر شيلتون وكذلك النجم الخطير (جمال الدين الإمام) أحد الهدافين التاريخيين للكرة التونسية.

على اي حال انطلاقة فريق الملعب هذا الموسم كانت أكثر من رائعة وذلك عندما عاد من الملعب الأولمبي بسوسه بتعادل بطعم الفوز أمام النجم قبل أن يحقق فوز تاريخي على الترجي بأربعة أهداف لهدفين في الجولة الثانية ثم يتبعه بأخر على شبيبة القيروان بهدف دون مقابل قبل أن يتلقى خسارته الأولي في الجولة الرابعة أمام المفاجأة السارة لهذا الموسم (البنزرتي) بهدف لهدفين.

عندما نتحدث عن منافسات الدوري التونسي لهذا العام لابد أن نلقي الضوء على فريق البنزرتي لأنه – وحتى الآن- يعتبر المفاجأة السارة لهذا الموسم بعد تحقيقه نتائج جد رائعة وتقاسم الصدارة مع فريق النجم بعد مرور أربع جولات.

استطاع البنزرتي المتأسس عام 1928 تحقيق لقب وحيد في المسابقة موسم 83/84 تعادل في اللقاء الأول مع الاتحاد المنستيري (2/2) قبل ان يحقق ثلاث انتصارات متتالية مع مدربه العربي (الزواوي) على أمل حمام سوسه أولاً بهدف دون رد وأخيراً على الملعب بهدفين لهدف وبينهما حقق الأهم وهزم الأفريقي ومدربه الفرنسي الشهير بيير لوشانتر بهدف نجمه الأسعد الدريدي.


البطولة التي بدأت نسختها الأولي – بعد استقلال تونس- موسم 54/55 بتتويج حمام الأنف الذي يحتل المركز الأخير بعد الجولات الأربع الأولي, نالت تسعة أندية شرف الفوز بلقبها وهي الترجي (21) الأفريقي (10) النجم الساحلي (8) الصفاقسي (7) الملعب (4) وبلقب وحيد كلاً من حمام الأنف وسكك حديد صفاقس والاتحاد المنستيري وشبيبة القيروان.

البطولة التونسية تٌعد واحدة من أهم وأقوي البطولات على الصعيدين العربي والأفريقي ودائماً تشهد مبارياتها إثارة وتشويق وحضور جماهيري كبير, لأن المنافسة فيها رباعية غالباً وقد تكون خماسية أو سداسية أو سباعية هذا الموسم حال استمرار الملعب و البنزرتي وحتى الأولمبي الباجي في المناوشة مع الكبار حتى النهاية.

[رزاق ستلايت]

مشكور وبارك الله فيك