ســــقط الســـــــــــــــوار

[بسمة الغدير]

سقط السوار

سقط السوار

من هناك... من وراء الأفق أستنجد واستجدي وأناجي..
هو يطل من شرفة متكئا على جنباتها محتضنا
بعينيه ليلا دافئا تداعبه نجوم متلألئة ترقص
رقصة القمر.. مررت بجانب الشرفة أمشي الهوينى
اصطاد بفكري أنغاما أشعلها شمعة في دربي..
شمعة تحرق مراحل حياة وتستعجل النضج للقاء
حديث عذب غير منتظر عيون حزينه تحترق
لتضيء درب الحيران في ليلة العاشق الولهان
استأذنت من النجوم كى اشارك فى مسائاتها واطرد
من يومي تعبا وأُدخـِل على نفسي حبورا يتغنى له
كل جزء من جسدي النحيل هاهى ذى قرحه فرحه
تتبختر بغنج لتحط أعشاشها تاجا على رأسى
وتداعب خصلات شعري البني وتمضي طائرة
فوق السحاب لتعانق القمر الليل المطل من الشرفه
ذبذبات تسري في عروقنا تحركنا رغما عنا
وتراقصنا وتطير بنا حتى الثمالة تحدثنا النجوم

وتهمس في آذاننا بحلول فصل الربيع.. لكن
نحن ازهار الربيع نحن الفراشات الملونه
نحن الشمس الدافئة نحن العشب الأخضر،
فصـــــــــل الربيــــــــع جـــزء منـــــا


ربما الليلة يحكــــــــــــي القمر عن حبي..
ربما الليلة يحكي القمر عن سهادي وسهري
الطويل، ربما.. نظر إلي وتعجب تعجب
علامات التعجب على نفسها.. ونظر إلى علامة
الاستفهام يسألها لكنها لا تفهم لم وضعوها
علامـــة فـــي آخــر الجمــلة؟؟
استسلم لكل الغموض وراح يسدل ستار الوضـوح
المخفي بغربة الوجوم.تحترقين وحدك في جمر الحب
وقلبك وأحاسيسك فتيلة شمعتك الذائبة في حر الأيام..
غاب السؤال والحيرة والوجوم وتراقصت الأسارير
بحلولنا ضيوفا على الزمن نداعب الحياة..
نعطر الأجواء ونزين الأمكنة والبساتين

نحلق في سمائنا ونذوب ضحكا
ونملأ الدنيا مرحا بقدومنا..

للحظة، انطويت في حضن أفكاري
ثم أمعنت النظر في تلك الشمعة
التــي تــزين تــلــــك المــنضــدة
كما يزين بروش فضي صدر حسناء فاتنة،
أتقلب على جنبات تنهداتي. حط يده فوق كتفي

مسح على رأسي برقة وابتسم..
لـم ادري لمــا هذه الابتســامة؟؟

، استفسرت عنها لكنه لم يجبني سوى!!
بــابتســامة غبيـــة أعـــرض منها

..أغمضت عيني برهة وحولت نظري
في اتجاه اللاشيء، وداعبت خصلة شعري
لعلها تنسيني غضب السؤال الذي لم يجب عنه.
اقترب مني وأمسك يدي، أبعدتها بقوة فسقط السوار..

لقد سقط السوار وتكسر..
طأطأت رأسي حزنا
على سواري المنكسر.


رفع رأسي عاليا مبتسما مرة أخرى
.. قائلا لي لا تحزني سأكون لك السوار...
سأصوغ لك بنبضات قلبي حلي الدنيا..
لأرسم على ثغرك ابتسامة البدر التمام.. لا تحزني..

قلت بحزن : لو كنت ادري انك ستـُنـَسِّم كلماتـِكَ
لأسقطت السوار من زمان...
لو أدركت أن الكلام العذب سينسل من فاهك
بسقوط السوار لأسقطته قبل "بدء الخليقة"..

فأنت ساكت دائما تفكر وتفكر..
لكن في النهاية هو مجرد وجوم لا غير..

الرياح أحيانا تُخرِس صفيرها
لتدعك تنبـــس ببــنت شــــفة..

أما النسمات العليلة فأخذت اجازة لتداعب
أنت شَعْــرِي بدلا عنها.. إذا تكلمت، كلامك جليد
بالرغم من الأشكال التي تصنعها منه لكنه في النهاية بارد.
يدك أصبحت خشنة بعدما كانت تسافر بي إلى منبع الدفء..
حضنك اصبح مغارة مظلمة أغوص فيها دون سراج..
نظرتك خليط من التعجب والتساؤل والحيرة..
بعدما كانت تترجم أحاسيسك الدفينة. تنهداتك أصبحت
بها غصة بعدما كانت شذى ألحان عذبة..

أذنك التي كنت تعيرها لي وتنساها معي
أحيانا وتنصــت إلي رغم ثـــرثــرتي..
أصبحت ممرا لدخول وخروج الهواء..

شفتاك اللتان كانتا تطبعان علي باقة أزهار
العـــالم أصبحتا توقعان على جسدي
نقطة نهاية السطر.لو كنت ادري تحولــُـك
بتكسر السوار لجعلته ينكسر منذ قرون
خلت وكنت سأحرق المراحل وأستعجل النضج..

أنت مثل الفصول الأربعة تتغير بتغيرها..
ضحك وضحك ثم بعدها ضحك حتى ذرف
دموعا رفرفت كفراشة نزلت لتقتات من ضحكه..
قال : إذن في كل مرة أكون فيها معك، أسقطي
أسورتك وكسري حليك.. سأكون لك كل ما تريدينه..

قلت : سأشترى أسورة العالم وأكسرها
على مرأى ومسمع منك.. سأحُول دون جفاء كلامك،
سأثير فيـــك جوارحك لتتـــحدث رغما عنك..

ضحك وقال :ــ سأكون أنا السوار الذي سيزين معصمك
وستكونين أنت المعصم.. سأجعلك تذوقين شهد ترنيماتي
وسأحرك بنفسي أوتار جوارحي

وسأكون ؟

لك أجن مجنون الحب من قيسٍ نفسه...

سلامي على ليلى وقيس، روميو وجولييت،..
إذن، سواره سيكون لي بلسم حياتي
ومعصــمي سيــكون لــه مــجالا
ينبس فيه ببنات الشفاه
وليس ببنت شفة واحدة..

سأزين معصمي بالسوار..
لكن هذه المرة لن يتكسر
السوار عند السقوط المباح...








.