|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تنقية الأموال
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى أمر بطلب الرزق وشرع له طُرقا مباحة، كما أنه أمر بالإنفاق، وشرع للإنفاق طُرقا مباحة ومشروعة منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو مباح، والواجب على المسلم أن يطلب الرزق من الوجوه المباحة ويقتنع بها ولا يتعداها إلى الطرق المحرمة، لا يحمله حب المال على أن يقتحم الطرق المحرمة للكسب ولا يغتر بما عليه كثير من الناس، عليه أن يلزم الطريق الصحيح ولا يحمله حب المال والجشع والطمع على أن يقتحم الطرق الخطرة عليه بالقناعة بما أحل الله سبحانه وتعالى، فالمال مسئولية قال الله جل وعلا: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، فالمسلم يقتصر على ما أحل الله في طلب المال وينفق فيما شرع الله فإنه سيسأل من ماله يوم القيامة من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا تَزُولُ قَدِمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ؟ وعَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَا عمل به؟"، فيسأل عن ماله من أين اكتسبه؟ من أي طريق جاءك هذا المال؟ ويدقق عليه في ذلك حتى يتمنى أنه من الفقراء، من أين أكسبته؟ كيف دخل عليك هذا المال؟ ثم يسأل سؤلا آخر، فيما أنفقت هذا المال؟ أنفقته على هواك، شهواتك، أو أنفقته في طاعة الله وفيما شرع الله الإنفاق فيه وفي الحديث: "أن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل الأغنياء بمده"، لأن الأغنياء وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقفون للحساب على أموالهم، فيتأخر دخولهم الجنة، فكيف بغيرهم؟ فالمسئولية عظيمة يا عباد الله، ليس المهم أن تجمع المال وأن تصبح لك أرصدته في البنوك أو عقارات، المهم أن تسلم من هذا المال دخولا وخروجا، ومن العجيب أنك تحاسب عن هذا المال كله، وأنك تتركه كله، تخرج من الدنيا كما دخلت ليس عليك إلا الكفن، خرقة من القماش تدخلها عريانا وتخرج منها عريانا وهذا المال يبقى تبعتاً عليك ومسئولية عليك، وينتفع به غيرك. فحاسبوا أنفسكم يا عباد الله، لا نقول لا تطلبوا الرزق لا تطلبوا التجارة؛ ولكن نقول عليكم بالطرق المباحة، والكسب المباح، وعليكم بالإنفاق كما أمركم الله الإنفاق فيه، وجوبا أو استحبابا أو حتى مباحا، حتى تسلموا يوم القيامة من تبعت هذا المال، ليأتين يوم يتمنى الأغنياء أنهم فقراء ليس بأيدهم شيء من المال، فالمال مسئولية عظيمة وخطيرة، فمن الناس من يمشي مع العالم لاسيما في هذا الوقت فإن التعامل صار حسب الاقتصاد العالمي الذي لا يتورع عن الربا لا يتورع عن رشوة، لا يتورع عن غش، لا يتورع عن أي كسب، بعض من المؤمنين أو كثير من المؤمنين يمشون مع العالم اليوم، واستجدت معاملات عالمية لابد من عرضها على الإسلام، وأخذ رأي الإسلام فيها، فما كان منها مباحا فالحمد لله، من كان محرما فإن المؤمن يتركه ويمشي مع الطريق الحلال لأنه مسئول عن هذا يوم القيامة، ومشدد عليه يوم القيامة، فعلى المسلم أن يتصور هذا، وأن لا يدخل مع الناس فيما هم عليه دون أن يتقيد بشرع الله سبحانه وتعالى، فإن الأمر خطير جدا، والناس اليوم يقلدون الاقتصاد العالمي ويدخلون مع الكفار في معاملاتهم شركاتهم دون تميز فيما هو حلال؟ وما هو حرام وغالب؟ غالب مكاسب الكفار محرمة لأنهم لا يؤمنون بالله عز وجل لاسيما اليهود فإنهم لا يتورعون عن الحرام، والاقتصاد العالمي في الغالب يصدر عن اليهود، يأكلون الربا يأكلون السحت والرشوة: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) هذا في اليهود، (وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ) هذا في اليهود، فلا نمشي في ركابهم، ونهلك أنفسنا معهم، بل علينا أن نستحضر العرض والحساب يوم القيامة، وأن نفكر في أموالنا، من أين اكتسبنها؟ وأن نفكر في إنفاقنا، هل هو على موجب شرع الله أو على غير شرع الله؟ ما دمنا في زمن الإمكان، سيأتي يوم عليك لا تتمكن من مسئولية هذا المال وأخطاره، أما اليوم فبإمكانك ذلك ولكن النفوس في الغالب أمارة بالسوء، ومتعلقة بالأطماع. اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~