بن الزبير ورأس جرجيريوس معركة سبيطله
«بن الزبير» ورأس«جرجيريوس»
معركة سبيطلة
في عام ٢٧ هجريا أرسل "عثمان بن عفان" رضي الله عنه جيشاً بقيادة "عبدالله بن أبي السرح" رضي الله عنه لمواجهة جيش الروم في الشمال الأفريقي واستئناف فتح أفريقيا
فأخبره "بن السرح" القائد الخبير "عقبة بن نافع" أن جيش المسلمين سيواجه ملكاً قوياً ومستبداً يدعى "جرجيريوس" - يطلق عليه اسم "جرجير"-، وكان هذا الملك يهابه كل الناس من "طرابلس" في "ليبيا" حتى مدينة "طنجة" في "المغرب"؛ لأنه استقل بحكمه عن إمبراطورية الروم، واتخذ من مدينة "سبيطلة" عاصمة له
وانطلق "ابن أبي السرح" بجيشه الذي لم يتجاوز ثلاثين ألف لمواجهة جيش الروم الذي قارب المائتي ألف مقاتل ... والتقى الفريقان في معركة طاحنة عند تونس تسمى معركة "سبيطله" استمرت قرابة شهراً كاملاً دون انتصار أي من الفريقين .
وعندما طال الأمر على الروم أعلن قائدهم "جرجيروس" مكافأة مائة ألف دينار من الذهب لمن يأتي له برأس ابن "أبي السرح" وزيادة على ذلك سيزوجه ابنته الفائقة الجمال.. فتسارع القادة والجنود لنيل هذه الجائزة المغرية
وعندما علم المسلمون بذلك اقترحوا على قائدهم أن يكون في مؤخرة الصفوف وبالفعل رجع إلى مؤخرة الجيش ،
وفي ذلك الوقت أرسل "عثمان" مدداً إلى المسلمين بقيادة "عبدالله بن الزبير"رضي الله عنه وعندما وصل "عبدالله بن الزبير" إلى ساحة المعركة بحث عن "ابن أبي السرح" فلم يجده فسأل عنه فقالوا له في مؤخرة الجيش فتعجب وذهب إليه وقال له
«يابن أبي السرح لماذا تقف خلف الجيش ؟؟!! »...
فحكي له ماحدث وقال :
«هكذا أشار علي الناس »
فقال له "عبدالله بن الزبير" ..
«بئس الرأي فالقائد يتقدم الصفوف ولايتأخر مهما حدث » فقال له "ابن أبي السرح" :
«وماذا ترى يابن الزبير»
فقال : «أرى أن ترد عليه حيلته وأن تعلن عن نفس المكافأة لمن يأتي لك برأسه وأنك ستزوجه ابنته بعد أسرها ..»
فقال ابن أبي السرح :
«نعم الرأي - ثم توقف قليلاً وقال - يابن الزبير هل لك بهذه المهمة وتأتيني برأس جرجيروس»
فقال «نعم»
وفي اليوم التالي تجددت المعركة وأخذ "ابن الزبير" كتيبة خاصة وانتظر حتى تعبت الروم ثم انطلق كالبرق واخترق صفوف الروم حتى وصل إلى خيمة "جرجيروس" وضربه بسيفه وقطع رأسه وسط ذهول الروم وأسر ابنته التي لم تطق الأسر فانتحرت ..
وتابع هجوم "ابن الزبير" هجوم جيش المسلمين فشتتوا شمل الروم وانتصروا عليهم انتصارا ساحقا وفُتحت "سبيطلة" ..
رضي الله عن الأسد بن الأسد "عبد الله بن الزبير بن العوام" رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين
المصادر :
سير أعلام النبلاء : شمس الدين الذهبي
الطبقات الكبير : محمد بن سعد البغدادي
|