رد: تأملات قرآنية ...
إمكانيات فهم القرآن
الحمد لله وبعد
أخبرنا الله في كتابه بأن هذا القرآن
كتاب هداية للناس
كما قال تعالى
(الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ)
[البقرة:185]
لكن هل هذا كل شيء؟
يعني هل يتفاوت الناس في فهم القرآن
بحسب المعايير المادية المحسوسة فقط
والاستعدادات العقلية
والمعرفة المسبقة باللغة
أم أن الناس يمكن أن يتفاوتوا
أيضاً في فهم القرآن بحسب
(المؤهلات الإيمانية)؟
الحقيقة اخوانى الافاضل
أنه جاءت إشارات في كتاب الله
تؤكد أن المؤمن التقي
ينكشف له من معاني القرآن
ما لا ينكشف لغيره
كما قال تعالى
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)
[البقرة:2]..
فبالله عليك قارن بين قوله عن القرآن
في أواخر البقرة
(هدى للناس)
وقوله عن القرآن في أول البقرة
(هدى للمتقين)
يستبين لك أن هداية القرآن على مراتب
وأن هداية القرآن العامة
تكون للناس جميعاً
ولكن يتشرف أهل التقوى بهداية خاصة
فيها قدر زائد من العلم والمعرفة..
ماذا يعني هذا؟
هذا يعني أن المعاصي حجاب
يحول بين القلب ودقائق القرآن
فأي حرمان تسببت فيه خطايانا ..
غُمّت علينا معاني القرآن الخاصة
بسبب غيوم الذنوب..
وهل وراء ذلك من شؤم؟!
أَقرأُ القرآن .. وتمر بي الآية .. وأتأملها..
وأشعر أن فيها معانٍ
بسبب ما اقترفته الجوارح
فيصيبني من الحسرة والألم ما الله به عليم ..
أَقرأُ الآية
وأعلم أنه قد تصفحتها عيون الأتقياء قبلنا
في عصور مضت
وتنعمت بمعانٍ وتجلت لها معارف
وتفتحت لها تصورات..
لأنها قلوب تستحق
فتزداد حسرتي.. وأردد
(هدى للمتقين)..
للحديث بقية
|