رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
الوصايا
يمكن إلحاق الوصايا
بالحكم والأمثال لتضمنها كثيراً
من تلك الأقوال الموجزة النابعة من التجربة
حتى لكأن الوصايا
أحياناً قائمة على جملة
من الحكم والأقوال المأثورة
وتروى هذه الوصايا عادة
على ألسنة طوائف
من الحكماء والمعمرين
الذين عرفوا بكثرة تجاربهم وخبرتهم في الحياة
من أمثال
ذي الإصبع العدواني وزهير بن جناب الكلبي
وعامر بن الظرب العدواني
وحصن بن حذيفة الفزاري
ومن النساء
أمامة بنت الحارث
ويغلب على الظن
أن هذه الوصايا جميعاً رويت بالمعنى
ولكنها لا تخلو
من بعض العبارات الأصلية المحفوظة
ولاسيما في الوصايا القصيرة
وهي مع ذلك تقدم صورة عن هذا الفن النثري
لأن من رووها أو حفظوها
قد راعوا أصوله وتقاليده
وما وصل إلينا من تلك الوصايا
بعضه موجه إلى الأبناء والبنات
وبعضه الآخر موجه إلى أفراد من القبيلة
أما من حيث الموضوع والمضمون
فيمكن تقسيم الوصايا إلى نوعين
وصايا اجتماعية
كالوصايا المتعلقة بالزواج
والمال والصداقة والعناية بالخيل وإكرامها
ومكارم الأخلاق كتهذيب اللسان وتربية النفس
والحث على الصدق والبذل والجود
ومن شواهدها وصية ذي الإصبع العدواني
لما احتضر لابنه أسيد
وصايا سياسية
تكون بين الراعي والرعية
والدعوة إلى الحرب
والدعوة إلى السلم والتحذير من التنازع
والطابع العام للوصايا هو الأسلوب المرسل
الذي يترك فيه الموصى نفسه على سجيتها
من دون تنميق أو زخرفة مؤثراً وضوح العبارات
ورشاقة التراكيب
وقصر الجمل بما يحقق المناسبة
بين المعنى واللفظ
وطبيعة المقام الذي تقال فيه الوصية
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|