رد: الأدب العربي في العصر الجديث
إن ابتداء اصطدام العرب بالغرب
وما أحدثه من ارتجاج قوي
على سطح الحياة العربية الراكدة في أعماقها
لم يسفر عن شعور عربي عام بالعجز
وعن استثارة لمقاومة النتائج العسكرية
للغزو المتوالي وحسب
بل هو أيضاً قد طرح على العرب
مشكلة خمود طاقات الإبداع وتجلياته لديهم
كما طرح عليهم إشكالية اللحاق
بركب التقدم العالمي تأسيساً
على موروثهم الحضاري من جهة
وفي ظل الاستعمار ذاته من جهة أخرى
فالغزو لم يكن وقع آلة عسكرية وحسب
بل كان يحمل معه أيضاً
مفهومات النظام الحضاري الذي أنجز الآلة
والقيم البرغماتية لذلك النظام
والمتضاربة جذرياً
مع القيم العربية الإسلامية السائدة آنذاك
مثلما كان يحمل معه أدوات عمل
وأساليب تصرف، ونهج سلوك
ووسائل ترفيه فني، وكلها غير مألوفة
واختصاراً كان وراء آلة الحرب الغازية
ومعها كل ما تمخض عنه التكوين البنيوي
الحضاري الغربي
من معطيات غير مألوفة ولا معروفة
وحتى غير مقبولة لدى العرب في حينها
وإذا كانت غزوة نابليون لمصر
في نهاية القرن الثامن عشر
تعد افتتاحاً ومدخلاً
لعدم اصطدام العرب بالغرب
اصطداماً قوياً فعالاً فإنه من المفيد ذكر أنه
كانت هناك احتكاكات غير صدامية
تمثلت في قدوم إرساليات دينية
(كاثوليكية - بروتستنتية - أرثوذكسية)
إلى لبنان بوجه خاص
نكمل بكره
ان شاء الله
تحيتى
|