رد: الأدب العربي في العصر الجاهلي
ولما جاء الإسلام
شغل العرب والمسلمون عن الشعر بالغزو والفتوح
ولما اطمأنوا بالأمصار
واستقرت دولتهم راجعوا رواية الشعر
كما يقول ابن سلام
فلم يؤولوا إلى ديوان مدون
ولا كتاب مكتوب
وألفوا ذلك وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل
فحفظوا أقل ذلك وذهب عليهم منه كثير»
ومع ذلك فقد نشطت رواية الشعر
في القرن الهجري الأول، لأسباب مختلفة
ولازمها بعد قليل نشاط حركة التدوين عامة
ونشأت طبقة من الرواة
الذين يتخذون رواية الأخبار عن الجاهلية وأيامها
وكان من نتائج ذلك
وجود شعر مفتعل صنعه الرواة الوضاعون
ونسبوه إلى شعراء جاهليين
سنداً لعصبية قبلية
أو رفداً للقصص والأخبار
أو إذاعة لنزعة شعوبية
أو إرهاصاً للبعثة النبويه
وقد عرف بالوضع من رواة الكوفة
خلف الأحمر وحماد الراوية
كما اشتهر إلى جانبهم
رواة ثقات من أهل البصرة والكوفة
كالمفضل الضبي والخليل بن أحمد الفراهيدي
وأبي عمرو بن العلاء والفراء وابن سلام وغيرهم
ميزوا الشعر الصحيح من الشعر الزائف
وكان في مقدمة هؤلاء
ابن سلام الجمحي الذي عالج هذا الموضوع
مفصلاً في طبقاته ومما قاله
وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة
ولا ما وضعوا ولا ما وضع المولدون
كما أن في كتاب «الأغاني»
إشارات كثيرة إلى أشعار منحولة وأخبار موضوعة
نص عليها أبو الفرج بعد أن تفحص رواياتها
ورجع إلى دواوين الشعراء أنفسهم
ومع كل هذه الجهود وغيرها
التي حرص أصحابها
على تنقية الشعر القديم
من الشوائب الزائفة
وإيصاله إلينا صحيحاً موثقاً
|