المهندسين العرب - رحمة الله تشمل أصحاب المعاصي حتى يدخلهم الجنة بفضله

""وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ" سورة المائدة : آية 9: مدنية.

يخبرنا الله تعالى فى هذه الآية الكريمة عن قدر رحمته بعباده وأنه تعالى يقبل توبتهم حتى وإن ارتكبوا كثير من الذنوب والمعاصى ويكمل فضله عليهم بإدخالهم الجنة لينعموا فيها برحمته وفضله.

معنى الآية : يوضح سبحانه وتعالى أن مغفرته لكل عباده ولا يختص فقط بالصالحين الورعين بل إنه يوجه حديثه إلى هؤلاء الذين ارتكبوا المعاصي فإن تابوا فلهم مغفرة من الله تعالى على ذنوبهم التى ارتكبوها فى حياتهم وسيجزيهم بالأجر العظيم من عنده وهى الجنة التى سيدخلونها رحمة من الله تعالى على عباده لا ينالونها بأعمالهم بل برحمة منه وفضلاً ، وإن كان سبب وصول الرحمة إليهم هى أعمالهم فإن الله تعالى هوالذى جعلها السبب فى نيل رحمته وفضله وعفوه

وتوضح الآية :أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة فالحق سبحانه يزيل الذنوب أولاً بالمغفرة ليُنجى الإنسان من دخول النار ثم بعد ذلك يدخله الجنة فسبحانه يمنع المفسدة ويقدم دفعها ودرأها على جلب المنفعة ، فإن أجر الإنسان على عمله في الدنيا يذهب ويزول لأن الإنسان نفسه يذهب إلى الموت أما أجر الآخرة فهو الباقي أبداً وهو أجر لا يفوت الإنسان ولا يفوته الإنسان فلذلك يقبل الله تعالى توبة عباده لينعموا بدخول الجنة بفضله.

ما يستفاد من هذه الآية : أن رحمته تعالى تشمل الصالحين وأصحاب المعاصى فلا يقنط أحداً من رحمة الله تعالى.