انتقالات يناير.. تربك الكبار.. وتدمر الصغار

[adelsaad]

بات شهر «يناير»، هو أشهر شهور السنة الكروية، حيث تنتظره الجماهير.. ويترقبه اللاعبون.. وترصد له الأندية الكبيرة الميزانيات.. بينما تخشاه الأندية الصغيرة.

علي مدي هذا الشهر.. تعقد الصفقات الجديدة.. يرحل لاعبون.. ويحل آخرون!

في هذا الشهر.. يمارس الكبار عمليات القرصنة، حيث يخطفون أبرز لاعبي الأندية الصغيرة بمساعدة السماسرة، وسط غياب كامل لمبادئ الاحتراف الحقيقية.

اختلف خبراء اللعبة حول انتقالات يناير.. فالبعض يؤيد استمرارها.. والبعض الآخر ينادي بإلغائها.

وبين مؤيد ومعارض، اتفق الجميع علي أنها تربك حسابات الكبار وتدمر الصغار وسط الموسم!

طالب مصطفي يونس، المدير الفني لفريق الشمس، اتحاد الكرة بإلغاء فترة الانتقالات الشتوية، مؤكداً أنها «وبال» علي اللعبة بسبب عدم التزام الأندية الكبري واللاعبين والسماسرة بمبادئ الاحتراف الحقيقية.

أضاف أن الأندية الكبري تمارس القرصنة الكروية مع سبق الإصرار والترصد بسبب دخولها في مفاوضات مع لاعبي الأندية

الصغيرة لإغرائهم بالانتقال إليهم دون مراعاة لأبسط حقوق الأندية والاستفادة من لاعبيهم.

وقال: من غير المعقول أن تتفاوض الأندية الكبري مع لاعبين مرتبطين بعقود مع أنديتهم ووسط الموسم، مما يعود بالسلب علي هذه الأندية كما حدث مع بلدية المحلة، الذي كان يسير بشكل طيب في البداية حتي بدأت المفاوضات مع نجومه هاني العجيزي ومحمد نجيب وسعيد كمال وإيهاب عبداللطيف، كذلك الأمر بالنسبة لنادي بتروجيت،

الذي أشفقت عليه كثيراً لدخول الأهلي والزمالك في مفاوضات مباشرة مع نجومه أسامة محمد ووليد سليمان وشعبان عن طريق السماسرة، مما كاد يعصف بالنتائج الطيبة التي حققها في بداية الموسم، ولولا تدارك مسؤولوه الأمر بسرعة لانهار الفريق تماماً، وطالب يونس مسؤولي الجبلاية بضرورة وضع حد للممارسات، التي تقوم بها الأندية الكبري والتي تدمر اللعبة.

وعلي عكس سابقه، أكد عدلي القيعي، مدير إدارة التسويق بالنادي الأهلي أن نظام الانتقالات الشتوية معمول به في مختلف دوريات العالم ومطبق علي الجميع سواء كان كبيراً أو صغيراً.

وأوضح أن من حق كل فريق تدعيم صفوفه وفقاً للأسس واللوائح المعمول بها، وأن مسألة تجديد الدماء مطلوبة حتي تستطيع الفرق المشاركة في المحافل الدولية المنافسة عليها بقوة.

وشدد علي أنه ضد مسألة إلغاء نظام انتقالات اللاعبين خلال شهر يناير، خصوصاً أن هذا الأمر يتم وفقاً لرغبة اللاعب نفسه دون أي ضغوط خارجية عليه، وأن رغبة اللاعب هي الحاسمة لكل هذا الجدل.

ورفض القيعي نبرة الاتهامات الموجهة للنادي الأهلي بأنه السبب في الفوضي الموجودة في سوق انتقالات اللاعبين بسبب تفاوضه مع لاعبي الأندية الأخري. وقال: الأهلي لم يتعود خطف لاعبي الأندية الأخري كما يتردد، وأن كل الصفقات التي تمت كانت بناء علي موافقة الأندية واللاعبين.

وكشف القيعي عن تلقيه اتصالات عديدة من اللاعبين يعرضون أنفسهم للعب للأهلي لكنه يرفض، خصوصاً أن مسألة ضم اللاعبين الجدد تسير وفق أسس منهجية مدروسة وبناء علي رغبة الجهاز الفني.

ومن جانبه، شدد ممدوح عباس، رئيس نادي الزمالك علي ضرورة إلغاء انتقالات يناير، موضحاً أن تجديد دماء الفريق في منتصف الموسم أمر غير مجد، لأن اللاعبين يشغلون أنفسهم بأشياء أخري غير التركيز مع فرقهم مما يساهم في تراجع نتائج بعض الفرق التي يكون لاعبوها محط أنظار بعض الأندية التي ترغب في التعاقد معهم.

وقال عباس إن اعتماد بعض المدربين علي تغيير بعض اللاعبين في انتقالات يناير اعتراف ضمني من المدرب بفشله في اختياراته ببداية الموسم، وشبه ذلك بقرار تحسين الطلاب في الثانوية العامة.

واتفق مختار مختار، المدير الفني لفريق بتروجيت مع عباس، مؤكداً أن مفاوضات الأهلي والزمالك مع لاعبي فريقه تحديداً كانت السبب وراء تدهور نتائج الفريق وتلقيه ثلاث هزائم متتالية في نهاية الدور الأول للدوري وفقدانه الصدارة.

ورفض مختار الاستغناء عن لاعبيه لأي فريق في الدوري، وقال: «عندما أستغني عن أسامة محمد ووليد سليمان.. يبقي أقعد في البيت أحسن»، وقال: من حق أي فريق المنافسة علي درع البطولة، مشيراً إلي أن بعض الأندية تتخذ من انتقالات يناير وسيلة لإضعاف بعض الفرق من خلال التلاعب بعقول اللاعبين وإغرائهم، وهو ما يفقدهم التركيز مع فرقهم، وطالب بتقنين هذا الأمر للقضاء علي الفوضي المتفشية في الوسط الكروي.

فيما طالب حسن فريد، رئيس نادي الترسانة والمشرف العام علي الفريق الكروي الأول، بإلغاء فترة الانتقالات الشتوية، وقال إنها تدمر الأندية الصغيرة لحساب الكبار الذين لا يفكرون إلا في مصلحة أنديتهم فقط بغض النظر عن الآخرين.

وقال فريد إن عملية الانتقالات تتم بعشوائية كبيرة دون أي ضوابط، مما يربك حسابات الفرق وتفقد اللاعبين تركيزهم، خصوصاً في حالة دخول أحد الفرق في مفاوضات معه سواء كانت حقيقية أم مجرد كلام سماسرة فقط.

وقال إن ناديه عاني كثيراً من هذه الأمور خلال المواسم الماضية، مؤكداً أنه يضطر في النهاية للموافقة علي بيع أفضل نجوم الفريق حتي لا يتهم بتدمير مستقبلهم، فضلاً عن احترام رغبة اللاعب بالانتقال إلي ناد آخر.

وقال حسن فريد إن موسم الانتقالات الشتوية هو السبب الأساسي في حالة البلبلة والاعتراضات التي تسيطر علي معظم الأندية وتتسبب في إرباك حسابات مجالس الإدارات التي تتكبد عناء البحث عن لاعبين جدد بعد رحيل نجومها، وتساءل: كيف يعقل أن يسمح للاعبين بالرحيل عن أنديتهم في وسط الموسم، مؤكداً أن ذلك سيحرم فريقه من جهوده، فضلاً عن عدم انسجامه مع الفريق الجديد الذي سينتقل إليه.

وفجر حسن فريد مفاجأة من العيار الثقيل بمطالبته تحديد الصفقات الجديدة لكل فريق بـ«٤» لاعبين فقط في الموسم كله، وذلك خلال بداية الموسم علي أن يتم إلغاء فترة القيد الثانية في يناير، التي ثبت عدم فاعليتها، خصوصاً مع الأندية محدودة الإمكانيات.

وحذر فريد من مشكلة كبيرة تترتب علي الانتقالات الشتوية، وهي غياب الانتماء والولاء للأندية، خصوصاً أن اللاعب يتنقل كل موسم إلي ناد جديد مما يعود بالضرر علي الصالح العام للكرة المصرية في النهاية.

وطالب جمال عبدالحميد، المدير الفني للفريق الكروي الأول بنادي سوهاج، بإلغاء فترة الانتقالات الشتوية لاعتبارات كثيرة، أهمها أنها تشتت أذهان لاعبي الفرق الصغيرة بمجرد التفاوض مع لاعبي هذه الأندية، وهو ما ينعكس بالسلب علي الأداء في الملعب، مثلما حدث مع بتروجيت، عندما طلب الأهلي ضم أسامة محمد ووليد سليمان.

واعتبر جمال فترة الانتقالات الشتوية حجة وشماعة للمدير الفني الفاشل، عندما يفشل فريقه وتسوء نتائجه بالمسابقة تجده يخرج ويقول إنه يحتاج لتدعيم فريقه ببعض العناصر السوبر في يناير.. فما دور هذا المدير الفني إذا كان يعتمد علي العناصر السوبر لتحسين نتائجه؟

وأكد المدير الفني لسوهاج أن الأندية الكبيرة هي المستفيدة علي حساب الأندية الصغيرة، خصوصاً أنها تملك المال والشهرة والأضواء، وأي لاعب يسيل لعابه أمام إغراءات هذه الفرق، مشيراً إلي أن إلغاءها سيعود بالنفع علي الكرة المصرية لكون الفرق ستحافظ علي أهم عناصرها طوال الموسم، وهو ما يعود بالاستقرار علي الفريق وعلي نتائجه،

ضارباً مثالاً بحصول أندية المحلة والاتحاد والإسماعيلي والأوليمبي والمصري علي بطولات في الماضي، بسبب وجود لاعبيها معها لمدة أربعة أو خمسة مواسم عكس ما يحدث حالياً من الانتقالات الكثيرة طوال الموسم.

واتفق إسماعيل يوسف، مدرب منتخب الشباب سابقاً، والمدير الفني الحالي لفريق الجونة مع جمال عبدالحميد، علي ضرورة إلغاء فترة الانتقالات الشتوية لعدم ملاءمتها مع طبيعة الأندية المصرية، التي تجد ٣ أو ٤ أندية كبري تهدم الأندية الصغيرة وتفرغها من أهم العناصر بها.

وقال إسماعيل: المشكلة أننا في مصر نطبق الشكل الخارجي فقط للاحتراف دون الدخول في الفائدة، مطالباً بإلغائها لضبط عملية انتقالات اللاعبين بين الأندية وزيادة استقرار الفرق في المسابقة، مؤكداً أن الأندية الصغيرة تشعر بالعذاب عندما تطلب الأندية الكبري أحد لاعبيها، خصوصاً أنها تشعر بالعجز في إقناع اللاعب بترك فكرة الرحيل والبقاء مع فريقه.

وضرب يوسف مثالاً بهاني العجيزي الذي انتقل للأهلي ويريد الانضمام إلي صفوفه في يناير دون الانتظار لنهاية الموسم والخاسر بالطبع هو بلدية المحلة، حيث تجد اللاعب يتمارض ويتكاسل مع فريقه وفي المقابل يقف ناديه عاجزاً.


المصرى اليوم