|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مداومة العمل الصالح بعد رمضان
عباد الله / إنّ من أعظمِ النّعم التي يُنعم الله بها على عباده، أنْ بَلّغهم أيامَ الطاعات، ومواسمَ الخيرات، ونُزولَ الرحمات، ليتزودوا من الحسنات، ويستغفرون عن ما بدر منهم من الذنوب والسيئات، ولقد عشنا مع شهر رمضان أجمل الأوقات فالهمم عالية ، والصدور منشرحة والنفوس مقبلة على ربِّها، وهذا كلُّه فضلٌ من الله ومنّة ، كما قال تعالى ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ وقال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ عباد الله / لقد مضت أعمالُ الطاعات والقربات التي عُملت في رمضان ، وبقي قَبُولُها ، ولاشك أن المطلبَ الأعظمَ قَبولُ هذه الأعمال ،فلقد كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه ثم يهتمّون بعد ذلك بِقَبولِه ، ولما نزلت هذه الآيةُ على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ تقولُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ": قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: (( لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ)) رواهُ التِّرمِذِيُّ ، وصحّحَهُ الْأَلْبَانِـيُّ وقد ذكر العلماءُ أنّ من علاماتِ قَبُولِ العملِ تتابعُ الحسناتُ ، والمداومةُ على فعل الطّاعات بعد رمضان، فيا مَنْ أطعتَ اللهَ في شهرِ رمضان، إيّاكَ أنْ تَعودَ إلى المعاصي والأوزارِ بعده ، فَحُضورُكَ إلى المساجدِ والمحافظة على الصلاة في رمضان لا بُد أنْ يستمرّ بعد رمضان، وكذا تلاوةُ القرآن ، وقيام الليل ، والصيام ، والجود والكرم ، وهكذا بقية الأعمال ؛ فاللهُ خلقك لِعبادته وطاعته ، كما قال الله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ وقال تعالى ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ وهذه العبادةُ لا تنتهي ولا تنقطعُ إلا بِموت العبد ، كما قال تعالى ﴿ وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأتِيَكَ اليَقِينُ ﴾ وَعَنْ عَائِشَةَ – رَضِيَ اللهُ عَنْها - قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ((سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ)) رواه البُخاري . وعَنْها - رَضِيَ اللهُ عَنْها – ((إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا )) رواه مسلم . فاتّقوا الله تعالى عباد الله واعلموا أن الموفّقَ منْ وُفّق لعملٍ لصالح مقبول ، اللهم وفقنا لصالح الأقوال والأعمال واجعلنا من المقبولين يارب العالمين . الحمد لله رب العالمين ,,,,,,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~