|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قولوا: لا إله إلا الله
أخوة الايمان والاسلام : اتقوا الله تعالى واعلموا أنه ما هلك من هلك إلا بترك تعلم التوحيد والعمل به، وما دخل الشيطان على من دخل ولا مزق عقول من مزق ولا وقع ما وقع إلا من آفة قولهم: يكفي النطق بالشهادة ولو لم يعمل بها، فيا ذوي العقول الصحاح ويا ذوي البصائر والفلاح نادوا في الغدو والرواح بالفلاح، فلا فلاح إلا لأهل لا إله إلا الله، ويا ذوي الإيمان والصلاح جددوا إيمانكم في المساء والصباح بتأمل معنى لا إله إلا الله، فما خُلقت السماوات والأرض ولا سُنت السنن والفرض ولا نجا من نجا يوم العرض إلا من أجل لا إله إلا الله، ولا سُلت سيوف الجهاد ولا شُرعت التكاليف على العباد إلا لحقوق لا إله إلا الله، ولا أُبيحت الدماء والأموال وأُحبطت أعمال كثيرين من العمال إلا بالخروج عن حكم لا إله إلا الله، وما أُهلكت الأمم على الإفراد والتعميم ومُلئت بالعصاة نار الجحيم إلا بعدم العمل بلا إله إلا الله، قويت أعلام الجاحدين وأظلمت أفئدة المعاندين كيف جعلوا إلاهين إثنين؟ وقد أشرقت شمس لا إله إلا الله، علِم العتاة الفجرة والمتمردون الكفرة الآبون عن قول لا إله إلا الله أنه يلزم قائلها صدقا وإيمانا توحيد الله وإخلاص العبادة له سرا وإعلانا، فلذا قالوا للرسول لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله -(أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) . عباد الله: إن شهادة أن لا إله إلا الله هي الكلمة التي أرسل الله بها رسله وأنزل بها كتبه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة، وبها النجاة من النار بعد الورود، وبها أخذ الله الميثاق، وعليها الجزاء والمحاسبة وعنها السؤال يوم التلاق. عباد الله: هذه الكلمة هي أعظم نعمة أنعم الله عز وجل بها على عباده أن هداهم إليها، ولهذا ذكرها الله في سورة النحل التي هي سورة النِّعم فقدمها أولا قبل كل نعمة فقال تعالى: -(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ)- [النحل/2]. وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أصل الدين وأساسه، ورأس أمره وساق شجرته وعمود فسطاطه، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعة عنها متشعبة منها مكملات لها، وهذه الكلمة مقيدة بالتزام معناها والعمل بمقتضاها، فهي العروة الوثقى التي قال الله عز وجل عنها: -(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا)- [البقرة/256] قاله سعيد ابن جبير والضحاك وهي العهد الذي ذكره الله عز وجل إذ يقول: -(لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً)- [مريم/87] قال ابن عباس رضي الله عنهما قال: هو شهادة أن لا إله إلا الله والبراءة من الحول والقوة إلا بالله أن لا يرجو إلا الله عز وجل. وهي الحسنى التي ذكرها الله عز وجل: -(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)- [الليل/5-7]. وهي كلمة الحق الذي ذكرها الله عز وجل في قوله: -(إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)- [الزخرف/86] قال ذلك البغوي رحمه الله: وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله عز وجل بقوله: -(وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا)- [الفتح/26]. وهي القول الثابت الذي ذكره الله عز وجل بقوله: -(يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ)- [إبراهيم/27]. وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلا قبل ذلك بقوله تعالى: -(ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)- [إبراهيم/24] أصلها ثابت في قلب المؤمن وفرعها في السماء صاعدا إلى الله عز وجل. وهي الحسنة التي ذكره الله عز وجل بقوله: -(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)- [الأنعام/160] وقال تعالى: -(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)- [النمل/89]. الحمد لله رب العالمين ,,,,,,,
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~