هل تستطيع المنتخبات الأفريقية ، أخيرا ، تحقيق طموحاتها في كأس العالم

[شمبات]

في عام 1977 ، قال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه إن بلدا أفريقيا سيفوز بلقب كأس العالم للعبة قبل نهاية القرن العشرين.

ولكن القرن العشرين انتهى بالفعل كما أقيمت بطولتان لكأس العالم في القرن الحادي والعشرين ، ولم تنجح أي من المنتخبات الأفريقية في تحقيق توقعات بيليه.

وكان أفضل سجل للمنتخبات الأفريقية في القرن الحالي هو بلوغ المنتخب السنغالي دور الثمانية لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ليعادل بذلك إنجاز نظيره الكاميروني الذي بلغ دور الثمانية في مونديال 1990 بإيطاليا.

ويشارك في البطولة الجديدة (مونديال 2010) ستة منتخبات أفريقيا تدافع عن سمعة اللعبة في القارة السمراء وذلك في أول بطولة كأس عالم لكرة القدم للكبار تقام في القارة الأفريقية.

وترفع المنتخبات الستة راية الكرة الأفريقية وتبحث بالفعل عن تحقيق النجاح في مونديال 2010 .

ولكن المثير للدهشة أن المنتخب المصري صاحب أفضل تصنيف عالمي بين المنتخبات الأفريقية كلها وذلك في التصنيف الحالي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لن يشارك في مونديال 2010 .

وخرج المنتخب المصري من التصفيات المؤهلة للبطولة بعدما سقط في المباراة الفاصلة التي التقى فيها نظيره الجزائري بالسودان في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.

وحقق المنتخب المصري إنجازا تاريخيا في مطلع العام الحالي من خلال الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي ليصبح أول فريق يحقق هذا الإنجاز على تاريخ البطولة.

وأضاف المنتخب المصري إلى رصيده اللقب الأفريقي السابع كما يحتل الآن المركز الرابع عشر في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة.

أما المنتخب الكاميروني فيحتل المركز العشرين ولكنه سيشارك في نهائيات المونديال للمرة السادسة في تاريخه.

ويخوض المنتخب الكاميروني فعاليات البطولة في جنوب أفريقيا بقيادة مديره الفني الفرنسي بول لوجوين المدير الفني السابق لفريق جلاسجو رينجرز الاسكتلندي والذي تولى تدريب أسود الكاميرون في عام 2009 وتعرف جيدا على مستوى اللاعبين في كأس أفريقيا 2010 بأنجولا.

وكشفت كأس الأمم الأفريقية بأنجولا المشاكل التي يعاني منها خط دفاع الفريق بقيادة مدافعه المخضرم ريجبور سونج الذي يتمنى المشاركة في المونديال للمرة الرابعة في مسيرته الكروية ولكن المرجح أنه لن يلعب دورا كبيرا مع الفريق في البطولة.

ويخوض المنتخب الكاميروني الدور الأول للبطولة ضمن فعاليات المجموعة الخامسة التي تضم معه منتخبات هولندا واليابان والدنمارك.

أما المنتخب النيجيري ، الذي كان من المتوقع أن يصبح أول فريق أفريقيا يتجاوز دور الثمانية في بطولات كأس العالم ، فيحتل المركز الثاني والعشرين في التصنيف العالمي حاليا.

وللمرة الثانية في مسيرته التدريبية ، أقيل المدرب النيجيري شايبو أمادو من تدريب الفريق بعد قيادته للنهائيات حيث حدث ذلك قبل مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وتكرر قبل المونديال المقبل.

وبعد رحلة بحث طويلة عن المدير الفني الجديد ، استقر الاتحاد النيجيري للعبة على المدرب السويدي لارس لاجرباك المدير الفني للمنتخب السويدي سابقا بعدما رفض المدرب الهولندي جوس هيدينك تدريب الفريق النيجيري.

ورغم امتعاضه ورفضه التسليم بقيادة نسور نيجيريا إلى المربع الذهبي في مونديال 2010 حسبما أعرب الاتحاد النيجيري عن توقعاته ، قال لاجرباك إنه يعتقد أن الفريق يستطيع ذلك.

وأوضح "حتى عندما توليت تدريب منتخب صغير مثل المنتخب السويدي ، كان لدي الطموح والثقة دائما في قدرتنا على الفوز بالمباريات وتحقيق نتائج جيدة في كأس العالم".

وأوضح لاجرباك "إذا لم تكن لديك الثقة في قدرتك على الفوز بالمباريات في بطولة ما سواء كفريق أو كمدرب ، فإنك لا تستحق المشاركة في البطولة.. في هذه المرحلة يتعلق الأمر كله بتحقيق الفوز. أعتقد أن نيجيريا لديها فرصة فعلية للتقدم إلى الأدوار النهائية في كأس العالم".

ويخوض المنتخب النيجيري فعاليات الدور الأول بمونديال 2010 ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه منتخبات الأرجنتين واليونان وكوريا الجنوبية.

أما المنتخب الإيفواري صاحب المركز الرابع بين المنتخبات الأفريقية في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة ، فيواجه أصعب اختبار للفرق الأفريقية في مونديال 2010 حيث أوقعته القرعة في المجموعة السابعة مع منتخبات البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية.

ويخوض المنتخب الإيفواري (الأفيال) نهائيات البطولة بمدرب جديد أيضا حيث تعاقد الفريق مع المدرب السويدي الآخر زفن جوران إريكسون المدير الفني السابق لمنتخبي إنجلترا والمكسيك.

ويستطيع إريكسون الاعتماد على مجموعة كبيرة ومتميزة من اللاعبين والنجوم المحترفين في الأندية الأوروبية الكبيرة مثل ديدييه دروجبا وكولو توريه وسالومون كالو.

ولكن الفريق سيكون مطالبا ببذل جهد كبير للغاية إذا أراد العبور من "مجموعة الموت" للوصول إلى الدور الثاني (دور الستة عشر).

كما أوقعت القرعة المنتخب الجزائري "ثعالب الصحراء" في مجموعة قوية هي المجموعة الثالثة مع منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا.

ويتوقع ألا ينجح المنتخب الجزائري في ترك بصمة هائلة ولكنه لن يترك نفسه للسقوط المدوي في هذه المجموعة.

وسيكون المنتخب الجزائري هو الفريق الأفريقي الوحيد الذي يخوض مونديال 2010 تحت قيادة مدرب أفريقي هو مديره الفني الوطني رابح سعدان.

كما سيكون المنتخب الجزائري هو الفريق العربي الوحيد المشارك في مونديال 2010 .

وقال عنتر يحيى مدافع بوخوم الألماني والمنتخب الجزائري ، والذي سجل هدف الفوز 1/صفر على المنتخب المصري في المباراة الفاصلة على بطاقة التأهل للمونديال ، إن الفريق يعي تماما أعمية مشاركته في النهائيات.

وأضاف "نمثل العالم الإسلامي بأكمله وسنبذل قصارى جهدنا لنؤدي مهمتنا على الوجه الأمثل. العالم العربي بأكمله سيساندنا".

ويشارك المنتخب الغاني ، صاحب المركز السادس أفريقيا و31 في التصنيف العالمي ، في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه وهي الثانية على التوالي.

وقاد المدرب الصربي ميلوفان رايفاتش المدير الفني للمنتخب الغاني فريقه إلى إنجاز حقيقي في كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا حيث وصل للمباراة النهائية أمام المنتخب المصري وخسر صفر/1 في النهائي رغم مشاركته في البطولة بلاعبي الصف الثاني نظرا لإصابة العديد من نجوم الفريق البارزين.

ويتوقع أن يعتمد رايفاتش مجددا في اختياراته لقائمة الفريق في مونديال 2010 على عدد من لاعبي المنتخب الغاني الفائز بلقب كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في عام 2009 .

ولكن المنتخب الغاني (النجوم السوداء) سيخوض مونديال 2010 ضمن مجموعة صعبة أيضا هي المجموعة الرابعة التي يواجه فيها منتخبات ألمانيا وأستراليا وصربيا.

أما الصداع والمشكلة الأكبر للقارة الأفريقية في مونديال 2010 فتكمن في منتخب جنوب أفريقيا ممثل الدولة المضيفة والذي يحتل المركز 88 في التصنيف العالمي ويخوض فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الأولى التي يلتقي فيها منتخبات فرنسا وأوروجواي والمكسيك.

واصطحب المدرب البرازيلي الشهير كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني لمنتخب جنوب أفريقيا الفريق إلى معسكرين طويلين في البرازيل وألمانيا ولكنه اقتصر في اختياراته للمعسكرين على اللاعبين المحترفين داخل جنوب أفريقيا.

وينتظر أن يستدعي باريرا العديد من اللاعبين المحترفين بالخارج إلى قائمة الفريق التي سيشارك بها في النهائيات وهو ما قد يفسد استعداداته للبطولة.

ويعتقد المدرب سيلاس تيتيه المدير الفني للمنتخب الغاني الفائز بمونديال الشباب أن المنتخبات الأفريقية تحتاج ثلاثة أشياء لتؤدي بشكل جيد في مونديال الكبار.

وقال تيتيه "يجب أن تستعد هذه المنتخبات جيدا وأن يكون لديها الحافز والإصرار. أثق في أن جميع الدول الأفريقية سيكون لديها الحافز والإصرار الكافي. لا يمكنني أن أعرف كيف كانت استعدادات هذه الفرق ولكن هذه الفرق لن تصل لمستواها الحقيقي إلا إذا كانت الاستعدادات جيدة".

[عادل محمد ناصف]

شكرا لك اخي سمبات