جنوب إفريقيا تفتح ذراعيها اليوم لقارات العالم

[أبوعدي المغازي]

احمد عيد عبد الملك فى احد الهجمات على مرمى الجزائر
تفتح جنوب افريقيا ذراعيها اليوم لقارات العالم خلال حفل افتتاح بطولة كأس القارات لكرة القدم التي تنظمها حتي‏28‏ يونيو الحالي بمشاركة أبطال القارات وحامل لقب كأس العالم‏,‏ إلي جانب الدولة المنظمة‏,‏ ويستغرق حفل الافتتاح‏20‏ دقيقة فقط‏,‏ ويشارك فيه أكثر من ألفي شخص منهم‏732‏ صبيا من أبناء جنوب افريقيا تم اختيارهم من طبقات ومجالات مختلفة ومن جميع فئات المجتمع‏,‏ كما يشارك في الحفل عدد من الموسيقيين من جنوب افريقيا ممن لهم شهرة عالمية‏.‏

وأعلن المنظمون للبطولة أن حفل الافتتاح سيكون عنوانا لنجاح البطولة‏,‏ حيث سيكون حفلا رائعا يبهر الضيوف والمشاركين ويحمل الروح الافريقية‏,‏ ويكون عنوانا لحدث عالمي رائع ويبرز روح القارة السمراء‏.‏

ويفتح استاد إليس بارك بجوهانسبرج أبوابه أمام المشجعين والضيوف في الثانية عشرة ظهر اليوم بالتوقيت المحلي ـ الواحدة ظهرا بتوقيت القاهرة ـ أي قبل ساعتين ونصف من موعد حفل الافتتاح وقبل‏4‏ ساعات كاملة من المباراة الافتتاحية ـ في الخامسة مساء بتوقيت القاهرة ـ بين جنوب افريقيا والعراق‏.‏

ويتوقع الجمهور الجنوب افريقي أن يخرج منتخب بافانا بافانا ـ جنوب افريقيا ـ فائزا من المباراة الافتتاحية أمام بطل آسيا تحت قيادة مدربهم البرازيلي جويل سانتانا ولكن لن تكون مهمتهم سهلة أمام العراق رغم كل الظروف التي مر بها خلال الفترة الماضية‏,‏ حيث يسعي المنتخب العراقي لاستعادة هيبته القارية التي فقدها بسبب نتائجه المتواضعة والمخيبة للآمال التي أخرجته من تصفيات مونديال‏2010‏ وفي خليجي‏19‏ في مسقط مطلع العام الحالي‏,‏ وخاصة أن العراق يبني آمالا طموحا تحت قيادة مدربه الصربي بورا ميلوتينوفيتش‏.‏

ويعتبر سانتانا مدرب جنوب افريقيا من المدربين الحذرين وهو كان محط انتقادات وسائل الاعلام بسبب اعتماده علي ثلاثة لاعبين في خط الوسط باعتبار أن هذا الخيار مهدم عوضا عن أن يكون بناء‏,‏ ولكن الآن يسانده الجميع لتحقيق نتيجة طيبة‏,‏ حيث تشكل كأس القارات فرصة عملية لجنوب افريقيا ليس لمقدرة البلاد علي الخروج بتنظيم جيد ومقبول للحدث العالمي الأكبر في العام المقبل فحسب‏,‏ بل كإختبار عملي لمقدرة منتخب بلادهم علي الصمود أمام الكبار في المونديال‏2010,‏ خاصة أن الفريق يقف علي خط فاصل للعودة إلي القمة أو حظيرة المجتمع الدولي كرويا بعد إنجاز‏1996‏ أو البقاء في الأدوار الثانوية‏.‏

وأمام الطموح الجنوب افريقي‏,‏ يأمل الفريق العراقي الشقيق أن يقدم صورة مشرفة وهو أمر وارد بقوة‏,‏ ولاسيما أن الفرصة سانحة أمامهم ليس لتقديم العروض الجيدة فقط‏,‏ بل للمنافسة علي الوصول إلي نصف النهائي أيضا‏,‏ حيث إن تحقيقه نتيجة ايجابية اليوم سيضعه علي أعتاب الدور الثاني في ظل وجود نيوزيلندا في المجموعة وهو المنتخب الذي وصفه المحللون بأنه قد يكون جسرا تعبر عليه المنتخبات الأخري‏.‏

وعقب المباراة الافتتاحية‏,‏ تقام اليوم أيضا ولكن في مدينة روستينبرج وتحديدا في التاسعة والنصف مساء ـ بتوقيت القاهرة ـ مباراة ثانية في المجموعة الأولي بين إسبانيا ونيوزيلندا‏,‏ وتنصب الترشيحات فيها بشكل كبير لمصلحة الماتادور الاسباني بطل أوروبا العام الماضي والذي يسعي تحت قيادة مدربه دل بوسكي إلي مزيد من الألقاب وسط ترشيحات بلوغه المباراة النهائية‏,‏ حيث لن يجد المنتخب الأسباني صعوبة في الصعود من هذه المجموعة في ظل تمتعه بخطوط قوية داخل الملعب بدءا من حراسة المرمي حيث يعتبر ايكر كاسياس أحد أفضل حراس المرمي في العالم‏,‏ علما بأن الإسبان لم يخسروا منذ أمم أوروبا‏2008‏ ويسيرون بنجاح تام في تصفيات كأس العالم جامعين الدرجات الكاملة في المباريات الست التي لعبها ليضمن بشكل كبير بلوغه مونديال‏2010‏ إلي جانب انه يقدم أداء هجوميا رائعا من المنتظر أن يمتع الجمهور الغفير الذي سيشاهد المباراة أمام منافس قادم من بلاد الرجبي والكريكيت ليجد نفسه في امتحان عسير برغم ثقة مدربه ريكي هربرت في قدرة فريقه هذه المرة علي تحقيق نتيجة إيجابية رغم وجوده في المركز الـ‏79‏ بتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وعدم تمكنه من حصد أي نقاط
في كأس القارات التي شارك فيها من قبل مرتين عامي‏1999‏ و‏2003‏ ولعب ست مباريات سجل خلالها هدفين فقط‏.‏

وبعيدا عن المباراتين وأحداثهما اليوم‏,‏ فإن الحالة في الشارع الجنوب أفريقي تحمل بروفة لا ستضافة المونديال العام المقبل والجماهير حريصة علي استقبال الضيوف بحفاوة وترحيب علي أمل أن تقدم صورة مبهرة للعالم تطمئنه قبل الحدث العالمي‏..‏ فجنوب افريقيا تفتح ذراعيها بالفعل اليوم لقارات العالم‏.‏

[محمود ابواحمد]

شكرا أخى الكريم واصل الابداع