أمريكا تهدد العراق بعواقب وخيمة إذا لم يوقع الاتفاقية الأمنية

[رضا زيدان]

أعلن الجيش الأمريكي في العراق أمس مقتل أحد جنود مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في حادث غير قتالي بقاعدة الأسد في مدينة حديثة التي تبعد 250 كيلو مترا من غرب العاصمة بغداد.
وبمقتل هذا الجندي تكون حصيلة شهر أكتوبر قد ارتفعت إلي 10 قتلي. وترتفع بمقتله أيضا حصيلة خسائر القوات الأمريكية في العراق منذ بدء العمليات العسكرية في مارس عام 2003 وحتي الآن إلي 4186 قتيلا.
في محافظة بابل ذكر مصدر في الشرطة العراقية بمدينة الحلة ان 15 شخصا علي الاقل قتلوا واصيب أكثر من 40 آخرين بجروح في نزاع بين عشائر شمال المدينة.
وأوضح المصدر أن نزاعا نشب بين عشائر من سكان محافظة الأنبار وعشائر تقطن في منطقة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل والمحاذية للحدود الإدارية للأنبار مما أدي إلي اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
وأشار المصدر إلي أن هذه الحصيلة مازالت قابلة للزيادة. موضحا ان قوات الأمن العراقية وقوات الصحوة العشائرية عززت من تواجدها في المنطقة إلا أنها لم تتدخل بعد بأي شكل من الأشكال.
في غضون ذلك. عثرت مفارز الشرطة وقوات حماية المنشآت الحيوية في محافظة المثني علي كمية 500 كيلو جرام من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار في غربي مدينة السماوة التي تبعد 280 كيلو مترا جنوب العاصمة بغداد.
أوضحت السلطات الأمنية أن المتفجرات كانت مدفونة تحت سطح الأرض في منطقة صحراوية مفتوحة تقع خلف معمل اسمنت المثني.
من ناحية أخري. انضمت نحو 600 عائلة مسيحية إلي العائلات الأخري التي اضطرت إلي النزوح من مدينة الموصل خلال الأسبوع الماضي إثر تهديدات متشددين لهم بالقتل.
ومع تأكيدات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية الاسبوع الماضي بأن عدد الأسر النازحة عن الموصل بلغ 1424 أسرة. يرتفع عدد هذه الأسر الآن إلي أكثر من 2000 أسرة. وفقا لنائب محافظ نينوي. خسرو غوران.
يأتي هذا النزوح المتزايد مع ارتفاع عدد القتلي من أبناء الطائفة المسيحية في العراق إلي 14 قتيلا علي الأقل. سقطوا خلال أعمال عنف ضدهم في مدينة الموصل.
علي صعيد آخر. بدأ مجلس الوزراء العراقي أمس دراسة آخر مسودة للاتفاقية الأمنية المثيرة للجدل بين بغداد وواشنطن والتي تنظم الوجود الأمريكي في هناك ما بعد عام .2008
وكان المجلس السياسي للأمن الوطني قد قرر إحالة المسودة إلي مجلس الوزراء اثر اجتماعات عقدها في اليومين الماضيين برزت خلالها مواقف متباينة للكتل السياسية بين مؤيد ومعارض ومطالب بإعادة صياغة بعض البنود.
من جهته حذر رئيس هيئة الاركان الأمريكية العراقيين أمس من عواقب جسيمة علي الصعيد الأمني ما لم يقروا الاتفاقية الأمنية التي ترسي قواعد قانونية للوجود الأمريكي في العراق.
أوضح الأدميرال مايكل مولن ان الوقت ينفذ بشكل سريع في إشارة إلي الموافقة علي الاتفاقية حول وضع القوات الأمريكية في العراق.
واضاف أنه عندما ينتهي تفويض الأمم المتاحدة في 31 ديسمبر فإن القوات الأمنية العراقية لن تكون جاهزة لتتولي الأمن وفي هذا الصدد هناك احتمال كبير لحدوث خسائر ذات عواقب جسيمة.
وتظهر المسودة النهائية للاتفاقية الأمنية ان العراق سيتمكن من مقاضاة الجنود والمدنيين الأميريكيين في حال ارتكابهم جنايات خارج معسكراتهم بشكل متعمد وعندما يكونون خارج الواجب.
وفي وقت سابق استبعد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن يقر برلمان بلاده الاتفاقية لكنه أعرب عن أمله في ابرامها قبل نهاية العام الجاري. قبل انتهاء تفويض مجلس الأمن للوجود الأمريكي بالعراق. كما أقر هوشيار زيباري بوجود صعوبات في التوصل لاتفاق بين الزعماء العراقيين.
من ناحية أخري. وصف عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عباس البياتي أمس تعهد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية باراك أوباما بسحب قوات بلاده من العراق بأنه دعاية وأهدافه انتخابية..
ولفت البياتي إلي أن توقيع الاتفاقية الأمنية مع واشنطن يلزم الرئيس الأمريكي المقبل بتطبيق كافة بنودها ومنها تواجد القوات بالعراق. وقال: إن تصريحات أوباما تدخل ضمن سلسلة التنافس الانتخابي الأمريكي وهي سرعان ما تتبخر عندما يتعامل أوباما مع واقع رأي العسكريين والخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
علي صعيد آخر. رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش الاستجابة لطلب من الكونجرس بمنع واشنطن من انفاق أموال للسيطرة علي موارد البترول العراقية واقامة قواعد عسكرية بالعراق.
أوضح بوش في بيان لدي توقيعه قانون ميزانية الدفاع لعام 2009 إنه غير ملزم باحدي فقرات القانون التي تحظر إنفاق وزارة الدفاع "البنتاجون" أموالا لممارسة الولايات المتحدة سيطرتها علي موارد البترول في العراق..كما أعلن بوش في نفس اليان الذي صدر يوم 14 أكتوبر أثناء انشغال وسائل الاعلام بالأزمة المالية العالمية رفضه الامتثال لفقرة أخري في القانون تحظر استخدام الأموال المخصصة لميزانية الدفاع لغرض اقامة قواعد عسكرية اميريكية بالعراق.
في غضون ذلك. حذر فصيل عراقي مسلح الدول العربية التي شرعت بفتح سفارات لها ببغداد بأنها ستندم وتوعدها ب "الويل والثبور". معتببرا أن ذلك يعطي شرعية "للاحتلال وحكومته