ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > المنتدى الادبى > المنتديات الادبيه العامه > قسم الشعر والأدب المنقول

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27/4/2008, 12:34 AM
 
mayzoo
Banned

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  mayzoo غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 82037
تاريخ التسجيل : Dec 2007
العمـر :
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 1,485 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 10
قوة التـرشيـح : mayzoo يستاهل التميز
افتراضي رد: كل ما كتب المبدع فاروق جويده من شعر154قصيده

دعيني.. أحبك


دعيني أقاوم شوقي إليك
وأهرب منك ولو في الخيال
لأني أحبك وهما طويلا
وحلم بعيني بعيد المنال
دعيني أراك هداية عمري
وإن كنت في العمر بعض الضلال
دعيني أقاوم شوقي إليك
فإني كرهت أصول الرمال
نحب كثيرا ونبني قصورا
وتغدو مع البعد بعض الظلال
دعيني أراك كما شئت يوما
وإن كنت طيفا سريع الزوال
فما زلت كالحلم يبدو قريبا
وتطويه منا دروب المحال


العدو خلف السراب

تزيد المسافات بيني وبينك
تخبو الملامح شيئا.. فشيئا
وتغدو مع البعد بعض الظلال
وبعض لأتذكر.. بعض الشجن
ويغدو اللقاء بقايا من الضوء
تبدو قليلا.. وتخبو قليلا..
وتصغر في العين
تسقط في الأفق
ترحل كالعطر
تغدو خطوطا بوجه الزمن..
فماذا سنحكي..
وكل الملامح صارت ظلالا
وكل الذي"كان" أضحى خيالا
وأصبحت أنت الزمان البعيد
أعود إليه.. فيبدو محالا
تزيد المسافات بيني وبينك يخبو البريق
ويحملني الشوق ألقي بنفسي على شاطئيك
فأرجع منك.. وبعضي حريق..
وأسأل نفسي على أي درب سألقاك يوما
وقد صار وجهك في كل درب يطوف بعيني
طريق أشد الرحال إليه.. فيهرب مني
طريق أعود غريبا عليه.. فيسأل عني..
طريق يداعبني من بعيد
فأجري إليه ويصرخ.. دعني..
على أي درب سألقاك يوما
وفي أي درب ستصرخ حزنا دماء البريء..
فأنت الزمان الذي قد يجيء
وأنت الزمان الذي لن يجيء
وأنت الصباح الذي ضاع في العين
بين الرحيل.. وبين المجيء
فحينا يسافر.. حينا يغامر
ويسقط عمري بين الرحيل.. وبين المجيء..
* * *
تزيد المسافات بيني وبينك أسكن عينيك
أبني جدارا من الحلم حولك
أحميك من يأس حلمي
وأبني قصورا على شاطئيك
لأنا نعيش زمانا كئيبا
أخبئ حلمي في مقلتيك
لأنا سقطنا على الدرب خوفا
وبعثرنا العمر خلف الفضاء
وصرنا رياحا.. و ظلا.. وعطرا
وصرنا سحابا.. يطوف السماء
وصرنا دموعا على مكل عين
وفي كل جرح غدونا دماء
فكنا الخطيئة كنا الهداية
كنا مع اليأس.. بعض الرجاء..
* * *
وتبقى المسافات بيني وبينك سدا يبعثر أحلامنا..
لأنا نسير على غير درب
ونمشي وندرك أن الخطا قد تهاوت
وأن الطريق يجافي القدم
فما عاد في الدرب غير الألم..
فهل من زمان.. يعيد الطريق لأقدامنا
وهل من زمان يلملم بالصبح أشلاؤنا
تعبنا من العدو خلف السراب
وذقنا زمانا بأحزانا
ونمضي مع العمر حلما طويلا
وتغدو المسافات هما ثقيلا
ومازلت أمضي و أمضي إليك
وإن كان عمري يبدو قليلا



وكلانا في الصمت حزين

لن أقبل صمتك بعد اليوم
لن أقبل صمتي
عمري قد ضاع على قدميك
أتأمل فيك.. وأسمع منك..
ولا تنطق..
أطلالي تصرخ بين يديك
حرك شفتيك
أنطق كي أنطق
أصرخ كي أصرخ
ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات
عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات
عار أن تبقى تمثالا
وصخورا تحكي ما قد فات
عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات
وغدوت مزارا للدنيا
خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات
* * *
ماذا في رأسك خبرني..
أزمان عبرت..
وملوك سجدت..
وعروش سقطت
وأنا مسجون في صمتك
أطلال العمر على وجهي
نفس الأطلال على وجهك
الكون تشكل من زمن
في الدنيا موتى.. أو أحياء
لكنك شيء أجهله
لا حي أنت.. ولا ميت
وكلانا في الصمت سواء
* * *
أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان
فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..
وأراك الحاضر والماضي
وأراك الكفر مع الإيمان
أهرب فأراك على وجهي
وأراك القيد يمزقني
وأراك القاضي.. والسجان..
* * *
أنطق كي أنطق
أصحيح أنك في يوم طفت الآفاق
وأخذت تدور على الدنيا
وأخذت تدور مع الأعماق
تبحث عن سر الأرض..
وسر الخلق..
و سر الحب
وسر الدمعة والأشواق..
وعرفت السر ولم تنطق
* * *
ماذا في قلبك خبرني..
ماذا أخفيت؟
هل كنت مليكا وطغيت..
هل كنت تقيا وعصيت
ظلموك جهارا
صلبوك لتبقى تذكارا
قل لي من أنت..؟
دعني كي أدخل في رأسك
ويلي من صمتي.. من صمتك
سأحطم رأسك كي تنطق..
سأهجم صمتك كي أنطق..
* * *
أحجارك صوت يتوارى
يتساقط مني في الأعماق
والدمعة في قلبي نار
تشتعل حريقا في الأحداق
رجل البوليس يقيدني
والناس تصيح:
هذا المجنون
حطم تمثال أبي الهول
لم أنطق شيئا بالمرة
ماذا.. سأقول
ماذا سأقول


من ليالي.. الغربة
الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب
أتأمل وجهي كالأغراب
يتلون وجهي لا أدري
هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب
مدفأتي تنكر ماضينا
والدفء سراب
تيار النور يحاورني
يهرب من عيني أحيانا
ويعود يدغدغ أعصابي
والخوف عذاب
أشعر ببرودة أيامي
مرآتي تعكس ألوانا
لون يتعثر في ألوان
والليل طويل والأحزان
وقفت تتثاءب في ملل
وتدور وتضحك في وجهي
وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران
* * *
الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب
فأرى الأيام بلا معنى
وأرى الأشياء.. بلا أسباب
خوف وضياع في الطرقات
ما أسوأ أن تبقى حيا..
والأرض بقايا أموات
الليل يحاصر أيامي..
ويعود ويعبث في الحجرات..
فالليلة ما زلت وحيدا
أتسكع في صمتي حينا
تحملني الذكرى للنسيان
أنتشل الحاضر في ملل
أتذكر وجه الأرض.. ولون الناس
هموم الوحدة.. والسجان
* * *
سأموت وحيدا
قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا
قد أشعل يوما مدفأتي
فتثور النار.. وتحرقني
قد أفتح شباكي خوفا
فيجيء ظلام يغرقني
قد أفتح بابي مهموما
كي يدخل لصا يخنقني
أو يدخل حارس قريتنا
يحمل أحكاما وقضايا
يخطئ في فهم الأحكام
يطلق في صدري النيران
فيعود يلملم أشلائي
ويظل يصيح على قبري
أخطأت وربي في العنوان
* * *
الليلة أجلس يا قلبي.. والضوء شحيح
وستائر بيتي أوراق مزقها الريح
الشاشة ضوء وظلال و الوجه قبيح
الخوف يكبل أجفاني فيضيع النوم
والبرد يزلزل أعماقي مثل البركان
أفتح شباكي في صمت..
يتسلل خوفي يغلقه
فأرى الأشباح في كل مكان
أتناثر وحدي في الأركان
* * *
الليلة عدنا أغرابا والعمر شتاء
فالشمس توارت في سأم
والبدر يجيء بغير ضياء..
أعرف عينيك وإن صرنا بعض الأشلاء
طالت أيامي أم قصرت فالأمر سواء
قد جئت وحيدا للدنيا
وسأرحل مثل الغرباء
قد أخطئ فهم الأشياء
لكني أعرف عينيك
في الحزن سأعرف عينيك
في الخوف سأعرف عينيك
في الموت سأعرف عينيك
عيناك تدور فأرصدها بين الأطياف
أحمل أيامك في صدري
بين الأنقاض.. وحين أخاف
أنثرها سطرا.. فسطورا
أرسمها زمنا.. أزمانا
قد يقسو الموج فيلقيني فوق المجداف
قد يغدو العمر بلا ضوء ويصير البحر بلا أصداف
لكني أحمل عينيك..
قالت عرافة قريتنا
أبحر ما شئت بعينيها لا تخشى الموت
تعويذة عمري عيناك
* * *
يتسلل عطرك خلف الباب
أشعر بيديك على صدري
ألمح عينيك على وجهي
أنفاسك تحضن أنفاسي والليل ظلام
الدفء يحاصر مدفأتي وتدور الناي
أغلق شباكي في صمت.. وأعود أنام




تمهل قليلا.. فإنك يوم

تمهل قليلا فإنك يوم
ومهما أطلت وقام المزار
ستشطرنا خلف شمس الغروب
وترحل بين دموع النهار
وتترك فينا فراغا وصمتا
وتلقي بنا فوق هذا الجدار
وتشتاق كالناس ضيفا جديدا
وينهي الرواية.. صمت الستار
وتنسى قلوبا رأت فيك حلما
فهل كل حلمٍ ضياءٌ... ونار
ترفق قليلا ولا تنس أني
أتيت إليك وبعضي دمار
لأني انتظرتك عمرا طويلا
فتشت عنك خبايا البحار
وغيرت لوني وأوصاف وجهي
لبست قناع المنى المستعار
وجئت إليك بخوف قديم
لألقاك قبل رحيل القطار
* * *
تمهل قليلا..
ودعني أسافر في مقلتيها
وأمحو عن القلب بعض الذنوب
لقد عشت عمرا ثقيل الخطايا
وجئت بعشي وخوفي أتوب
ظلال من الوهم قد ضيعتنا
وألقت بنا فوق أرض غريبة
على وجنتيها عناء طويل
وبين ضلوعي جراح كئيبة
وعندي من الحب نهر كبير
تناثرت حزنا على راحتيه
ويوما صحوت رأيت الفراق
يكبل نهر الهوى من يديه
وقالوا أتى النهر حزنا عجوز
تلال من اليأس في مقلتيه
توارت على الشط كل الزهور
ومات الربيع على ضفتيه
تمهل قليلا..
سيأتي الحيارى جموعا إليك
وقد يسألونك عن عاشقين
أحبا كثيرا وماتا كثيرا
وذابا مع الشوق في دمعتين
كأنا غدونا على الأفق بحرا
يطوف الحياة بلا ضفتين
أتيناك نسعى ورغم الظلام
أضأنا الحياة على شمعتين
* * *
تمهل قليلا..
كلانا على موعد بالرحيل
وإن خدعتنا ضفاف المنى
لماذا نهاجر مثل الطيور
ونهرب من حلم في صمتنا
يطاردنا الخوف عند الممات
ويكبر كالحزن في مهدنا
لماذا نطارد من كل شيء
وننسى الأمان على أرضنا
ويحملنا اليأس خلف الحياة
فنكره كالموت أعمارنا
* * *
تمهل قليلا.. فإنك يوم
غدا في الزحام ترانا بقايا
ونسبح في الكون ذرات ضوء
وينثرنا الأفق بعض الشظايا
نحلق في الأرض روحا ونبضا
برغم الرحيل.. و قهر المنايا
أنام عبيرا على راحتيها
وتجري دماها شذى في دمايا
وأنساب دفئا على وجنتيها
وتمضي خطاها صدى في خطايا
وأشرق كالصبح فجرا عليها
واحمل في الليل بعض الحكايا
وأملأ عيني منها ضياءا
فتبحث عمري.. وتحيي صبايا
هي البدء عندي لخلق الحياة
ومهما رحلنا لها منتهايا
* * *
تمهل قليلا.. فإنك يوم
وخذ بعض عمري وأبقى لديك
ثقيل وداعك لكننا
ومهما ابتعدنا فإنا إليك
ستغدو سحابا يطوف السماء
ويسقط دمعا على وجنتيك
ويمضي القطار بنا والسفر
وننسى الحياة وننسى البشر
ويشطرنا البعد بين الدروب
وتعبث فينا رياح القدر
ونبقيك خلف حدود الزمان
ونبكيك يوما كل العمر


وتحترق الشموع..!
أترى ستجمعنا الليالى كى نعود .. ونفترق ؟
اترى تضى لنا الشموع ومن ضياها .. نحترق ؟
اخشى على الامل الصغير بان يموت ..ويختنق ؟
اليوم سرنا ننسج الاحلام
وغد سيتركنا الزمان حطام
واعود بعدك للطريق لعلنى اجد العزاء
واظل اجمع من خيوط الفجر
احلام المساء
وأعود اذكر كيف كنا نلتقى
والدرب يرقص كالصباح المشرق
والعمر يمضى فى هدوء الزئبق
شيء إليك يشدني
لم أدر ما هو.. منتهاه؟
يوماً أراه نهايتي
يوماً أرى فيه الحياه
آه من الجرح الذي
يوماً ستؤلمني.. يداه
آه من الأمل الذي
مازلت أحيا في صداه
وغداً .. سيبلغ منتهاه
**
الزهر يذبل في العيون
والعمر يا دنياي تأكله.. السنون
وغداً على نفس الطريق سنفترق
ودموعنا الحيرى تثور .. وتختنق
فشموعنا يوماً أضاءت دربنا
وغداً مع الأشواق فيها نحترق


لأن الشوق معصيتي

لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه.. إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما.. دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه.. كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
الشوق درب طويل عشت أسلكه.. ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا.. واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي.. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني.. كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني.. كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا.. عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..
مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني.. قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه..
أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني.. ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه..
ولتسألي الليل هل نامت جوانحه.. ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه..
يا فارس العشق هل في الحب مغفرة.. حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه..
الحب كالعمر يسري في جوانحنا.. حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه..
عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها.. وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه..
في كل يوم تُعيد الأمس في ملل.. قد يبرأ الجرح.. والتذكار يحييه..
إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه.. مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه..
أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي.. يا ذنب عمري.. ويا أنقى لياليه..
ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي.. لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..
إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة.. قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه


جاء السحاب بلا مطر

مازال يركض بين أعماقى
جواد جامح..
سجنوه يوما فى دروب المستحيل
ما بين أحلام الليالى
كان يجرى كل يوم ألف ميل
وتكسرت أقدامه الخضراء
وانشطرت خيوط الصبح فى عينيه واختنق الصهيل
من يومها ...
وقوافل الأحزان ترتع فى ربوعى
والدماء الخضر فى صمت تسيل
من يومها....
والضوء يرحل عن عيونى
والنخيل الشامخ المقهور
فى فزع يئن .. ولا يميل
ما زالت الأشباح
تسكر من دماء النيل
فلتخبرينى كيف يأتى الصبح
والزمن الجميل
فأنا وأنت سحابتان تحلقان
على ثرى وطن بخيل
من أين يأتى الحلم
والأشباح ترتع حولنا
وتغوص فى دمنا
سهام البطش .. والقهر الطويل
من أين يأتى الصبح
والليل الكئيب على نزيف عيوننا
يهوى التسكع .. والرحيل
من أين يأتى الفجر
والجلاد فى غرف الصغار
يعلم الأطفال
من سيكون منهم قاتل
ومن القتيل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا أحب الحزن
لكن كل أحزانى جراح
أرهقت قلبى العليل
ما بين حلم خاننى
ضاعت أغانى الحب
وانطفأت شموس العمر
وانتحر الأصيل
لكنه قدرى
بأن أحيا على الأطلال
أرسم فى سواد الليل
قنديلا وفجرا شاحبا
يتوكآن على بقايا العمر
والجسد الهزيل
إنى أحبك
كلما تاهت خيوط الضوء عن عينى
أرى فيك الدليل
إنى أحبك
لا تكونى ليلة عذراء
نامت فى ضلوعى
ثم شردها الرحيل
إنى أحبك
لا تكونى مثل كل الناس
عهدا زائفا
أو نجمة ضلت وتبحث عن سبيل
داويت أحزان القلوب
غرست فى وجه الصحارى
ألف بستان ظليل
والآن جئتك خائفا
نفس الوجوه
تعود مثل السوس
تنخر فى عظام النيل
نفس الوجوه
تطل من خلف النوافذ
تنعق الغربان .. يرتفع العويل
نفس الوجوه
على الموائد تأكل الجسد النحيل
نفس الوجوه
تطل فوق الشاشة السوداء
تنشر سمها
ودماؤنا فى نشوة الأفراح
من فمها تسيل
نفس الوجوه
الآن تقتحم العيون
كأنها الكابوس فى حلم ثقيل
نفس الوجوه
تعون كالجرزان تجرى خلفنا
وأمامنا الجلاد .. والليل الطويل
لا تسألينى الآن عن زمن جميل
أنا لا ألوم الصبح
إن ولى وودع أرضنا
فالصبح لا يرضى هوان العيش
فى وطن ذليل
أنا لا ألوم النار إن هدأت
وصارت نخوة عرجاء
فى جسد عليل
أنا لا ألوم النهر
إن جفت شواطئة
وأجدب زرعه
وتكسرت كالضوء في عينيه
أعناق النخيل
مادامت الأشباح تسكر
من دماء النيل
فلا تسألينى الآن
عن زمن جميل


شاخ الزمان


قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا لا خنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا
والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً هل هانَ حُلْمُكَ.. أم أنتَ الذى هانَا؟
قامرتَ بالعمرِ.. والأيامُ غانيةٌ مَنْ سَرَّهُ زمنًا سَاءَتْه أزمانَا
قد عشتَ ترْسُمُ أحلامًا لعاشقةٍ ذاقتْ كؤوسَ الهوى طُهرًا.. وعِصْيَانَا
زَيَّنْتَ للناسِ أحلامًا مُجَنَّحَةً بالحُلمِ حينًا.. وبالأوهامِ أحيانَا
في كلِّ قلبٍ غرستَ الحُبَّ أغنيةً غنَّى بها الشِّعرُ في الآفاقِ.. وَازْدَانَا
أحلامُكَ البحرُ يَطْوى الأرضَ في غضبٍ فَلا يَرى في المَدى أُفْقًا وشُطْآنَا
أحلامُكَ الصُّبْحُ.. يَسْرى كلما انْتفضتْ مواكبُ النُّورِ وسْطَ الليلِ نِيرانَا
أحلامُكَ الأمنُ.. يَبنى في غدٍ أمَلاً طفلا صغيرًا بِحُضنِ النيلِ نَشْوَانَا
أحلامُك الأرضُ تَخشى اللهَ في ورعٍ وتَرفعُ العدلَ بين الناسِ بُرهانَا
لا تَغضبوا من حديثى.. إنَّه ألمٌ.. كمْ ضاقَ قلبى به جَهرًا.. وكِتْمَانَا
عَصرٌ لَقيطٌ بِسيفِ القَهرِ شَرَّدَنَا وبَاعَنَا خِلْسَةً نَاسًا.. وأوْطَانَا
يا أُمَّةً قَايَضتْ بِالعجزِ نَخْوَتَهَا وشَوَّهَتْ دِينَها هَدْيًا.. وقُرْآنَا
يا أُمَّةً لَوَّثَتْ بِالعُهْرِ سَاحَتَها ومَارستْ فُجْرَهَا بَغْيًا.. وبُهْتَانَا
هَذِى خُيُولُكَ تحتَ السَّفْحِ قدْ وَهَنَتْ وأَغْمَضَتْ عَيْنَهَا بُؤْسًا.. وحِرْمَانَا
هَذِى رُبُوعُكِ بينَ العَجزِ قدْ سَكَنَتْ وَوَدَّعَتْ بِالأَسَى خَيْلاً.. وَفُرْسَانَا
هَذِى شُعُُوبٌ رَأتْ فى الصَّمْتِ رَاحَتَها وَاسْتَبْدَلَتْ عِيرَهَا بِالخَيْلِ أَزْمَانَا
هَذِى شُعُوبٌ رَأتْ فى الموتِ غَايَتَهَا وَاسْتَسْلَمَتْ للرَّدَى ذُلاً.. وَطُغْيَانَا
تَبْكى على العُمرِ فى أرضٍ يُلوِّثُهَا رِجسُ الفسادِ فَتُعْلِى القَهرَ سُلْطَانَا
بَاعُوا لنا الوَهمَ أَشْبَاحًا مُتَوَّجَةً مَنْ أَدْمَنُوا القَتلَ كُهَّانًا.. وأَعْوَانَا
بَينَ الجَمَاجِمِ تِيجَانٌ مُلوَّثَةٌ وفى المَضاجعِ يَلهُو الفسقُ أَلْوَانَا
لَمْ يَبْرَإِ الجُرْحُ.. لَمْ تَهْدَأْ عَوَارِضُهُ وإِنْ غَدَا فى خَرِيفِ العُمْرِ أَحْزَانَا
قَدَّمْتَ عُمْرَكَ لِلأحلامِ قُرْبَانَا هَلْ خَانَكَ الحُلْمُ.. أَمْ أَنتَ الذى خَانَا؟!
كَمْ عِشْتَ تَجْرِى وَراءَ الحُلْمِ فى دَأَبٍ وتَغْرِِسُ الحُبَّ بَينَ النَّاسِ إِيمَانَا
كَمْ عِشْتَ تَهْفُو لأَوْطَانٍ بِلاَ فَزَعٍ وَتَكْرَهُ القَيْدَ مَسْجُونًا.. وَسَجَّانَا
كَمْ عِشْتَ تَصْرُخُ كالمَجنونِ فى وَطنٍ مَا عَادَ يَعْرِفُ غَيْرَ المَوتِ عُنْوَانَا
كَمْ عِشْتَ تَنْبِشُ فى الأطْلالِ عَنْ زَمَنٍ صَلْبِ العَزَائِمِ يُحْيِى كُلَّ مَا كَانَا
كَمْ عِشْتَ تَرْسُمُ لِلأطْفالِ أُغْنِيَةً عَنْ أُمَّةٍ شَيَّدَتْ لِلعَدْلِ مِيزَانَا
فى سَاحَةِ المَجْدِ ضَوْءٌ مِنْ مَآثِرِهَا مَنْ زَلْزَلَ الكَونَ أَرْكَانَا.. فَأَرْكَانَا
صَانَتْ عُهُودًا.. وثَارَتْ عِنْدَمَا غَضِبَتْ وَخيْرُ مَنْ أَنْجَبَتْ فى الأَرْضِ إِنْسَانَا
سَادَتْ شُعُوبًا.. وكَانتْ كُلَّمَا انْتَفَضَتْ هَبَّتْ عليها رِياحُ الغَدْرِ عُدْوَانَا
هَانَتْ على أَهلِهَا مِنْ يَوْمِ أَنْ رَكَعَتْ لِلغَاصِبِينَ.. وَوَيْلُ المَرْءِ إِنْ هَانَا
يَجْرِى بِنَا الحُلْمُ فَوْقَ الرِّيحِ.. يَحْمِلُنَا ويَرْسُمُ الكَوْنَ فى العَيْنَيْنِ بُسْتَانَا
حَتَّى إِذَا مَا خَبَا.. يَرْتَاحُ فى سَأَمٍ وَفَوقَ أَشْلائِهِ تَبْكِى خَطَايَانَا
لا تَسْأَلِ النَّهْرَ.. مَنْ بِالعَجْزِ كَبَّلَهُ؟ وكَيْفَ أَضْحَى هَوَانَ العَجْزِ تِيجَانَا؟
لا تَسْأَلِ النَّاىَ.. مَنْ بالصَّمْتِ أَسْكَتَهُ؟ وكَيْفَ صَارَتْ "غَنَاوِى" النَّاىِ أَحْزَانَا؟
نَاىٌ حَزِينٌ أَنَا.. قَدْ جِئْتُ فى زَمَنٍ أَضْحَى الغِنَاءُ بِهِ كُفْرًا.. وَعِصْيَانَا
صَوْتٌ غَرِيبٌ أَنَا.. والأُفْقُ مَقبرةٌ فى كُلِّ شِبْرٍ تَرَى قَتْلى.. وَأَكْفَانَا
هَذَا هو الفَجْرُ.. كَالقِدِّيسِ مُرْتَحِلاً مُنَكَّسَ الرَّأَسِ بَينَ النَّاسِ خَزْيَانَا
غَنَّيْتُ عُمْرِى.. وَكَمْ أَطْرَبْتُكُمْ زَمَنًا وَكَمْ مَلأَتُ ضِفَافَ النِّيلِ أَلْحَانَا
غَنَّيْتُ لِلحُبِّ.. حَتَّى صَارَ أُغْنِيَةً فَوْقَ الشِّفَاهِ.. وَطَارَ النِّيلُ نَشْوَانَا
كَيْفَ البَلابِلُ غَابَتْ عَنْ شَوَاطِئِهِ وكَيْفَ يَحْضُنُ مَاءَ النِّيلِ غِرْبَانَا؟
عَارٌ عَلى النِّيلِ.. هَلْ يَنْسَابُ فى وَهَنٍ وتُصْبِحُ الأُسْدُ فى شَطَّيْهِ جُرْذَانَا؟
عَارٌ عَلى النِّيلِ يُلْقِى الكَأسَ مُنْتَشِيًا وكُلُّ طِفْلٍ بِهِ.. قَدْ نَامَ ظَمْآنَا!
فى الأفْقِ غَيْمٌ.. وَرَاءَ الغَيْمِ هَمْهَمَةٌ وَطَيْفُ صُبْحٍ بَدَا فى الليلِ بُرْكَانَا
صَوْتُ النَّوَارِسِِ خَلْفَ الأُفْقِ يُخْبِرُنى: البَحرُ يُخْفِى وَرَاءَ المَوْجِ طُوفَانَا
لا تَسْألِ الحُلمَ عَمَّنْ بَاعَ.. أو خَانَا واسْألْ سُجُونًا تُسَمَّى الآنَ أوْطَانا!
أَشْكُو لِمَنْ غُرْبَةَ الأيَّامِ فى وطنٍ يَمتدُ فى القلبِ شِرْيَانًا.. فَشِرْيَانَا؟
مَا كُنتُ أعْلمُ أنَِّ العِشقَ يَا وَطَنى يَومًا سَيَغْدُو مَعَ الأيَّامِ إدمانَا
عَلَّمْتَنا العِشْقَ.. حَتَّى صَارَ فى دَمِنَا يَسْرِى مَعَ العُمْرِ أَزْمَانًا.. فَأزْمَانَا
عَلَّمْتَنا.. كَيْفَ نَلْقَى المَوْتَ فى جَلدٍ وكَيْفَ نُخْفِى أَمَامَ النَّاسِ شَكْوَانَا
هَذَا هُوَ المَوْتُ يَسْرِى فى مَضَاجِعِنَا وأَنْتَ تَطْرَبُ مِنْ أنَّاتِ مَوْتَانَا
هَذَا هُوَ الصَّمْتُ يَشْكُو مِنْ مَقَابِرِنا فَكُلَّمَا ضَمَّنا.. صَاحَتْ بَقَايَانَا
بَاعُوكَ بَخْسًا.. فَهَلْ أَدْرَكتَ يَا وَطَنِى فِى مَأتمِ الحُلمِ قَلبِى فِيكَ كَمْ عَانَى؟!
سَفِينَةٌ أَبْحَرَتْ فى الليلِ تَائِهةً والمَوْجُ يَرْسُمُ فى الأَعْمَاقِ شُطآنَا
شِرَاعُهَا اليَأسُ.. تَجْرِى كُلَّمَا غَرِقَتْ حَتَّى تَلاشَتْ.. ولاحَ المَوْتُ رُبَّانَا
يَا ضَيْعَةَ العُمْرِ.. سَادَ العُمْرَ فى سَفَهٍ بَطْشُ الطُّغَاةِ.. وَصَارَ الحَقُّ شَيْطَانَا
كَمْ كُنْتُ أهْرَبُ.. والجَلادُ يَصْرخُ بِى: يَكْفِيكَ مَا قَدْ مَضَى سُخْطًا.. وَعِصْيَانَا
ارْجِعْ لِرُشْدِكَ.. فَالأحْلامُ دَانِيَةٌ واسْألْ حُمَاةَ الحِمَا صَفْحًا.. وَغُفْرَانَا
هَلْ أطْلُبُ الصَّفْحَ مِنْ لِصٍّ يُطَارِدُنِى؟ أَمْ أَطْلُبُ الحُلمَ مِمِّنْ بَاعَ أَوْطَانَا؟!
بَيْنَ الهُمُومِ أَنامُ الآنَ فى ضَجَرٍ.. قَدْ هَدَّنِى اليَأسُ.. فاسْتَسْلمتُ حَيْرَانَا
حَتَّى الأَحِبَّةُ سَارُوا فى غِوَايَتِهِمْ وَضَيَّعُوا عُمْرَنَا شَوْقًا.. وَحِرْمَانَا
خَانُوا عُهُودًا لَنَا.. قَدْ عِشْتُ أَحْفَظُهَا فَكَيْفَ نَحْفَظُ يَوْمًا عَهْدَ مَنْ خَانَا؟
إِنِّى لأَعْجَبُ.. عَيْنِى كَيْفَ تَجْهَلُنِى ويَقْطَعُ القَلْبُ فى جَنْبَىَّ شِرْيَانَا؟!
كَمْ عَرْبَدَ الشَّوْقُ عُمْرًا فى جَوَانِحِنَا وَقَدْ شَقِينَا بِهِ فَرْحًا وأشْجَانًا
مَا سَافرَ الحُبُّ.. مَا غَابَتْ هَوَاجِسُهُ ولا الزَّمَانُ بِطولِ البُعدِ أَنْسَانَا
إِنْ حلَّقَتْ فى سَمَاءِ الحُبِّ أُغْنِيَةٌ عَادَتْ لَيَالِيه تُشْجِى القَلْبَ أَلْحَانَا
لَمْ يَبْقَ شَىْءٌ سِوَى صَمْتٍ يُسَامِرُنَا وَطَيْفِ ذِكْرَى يَزُورُ القَلْبَ أَحْيَانَا
قََدَّمْتُ عُمْرِى لِلأَحْلامِ قُرْبَانَا.. لا خُنْتُ عَهْدًا.. وَلا خَادَعْتُ إِنْسَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ.. وَأَحْلامِى تُضَلِّلُنِى وَسَارِقُ الحُلْمِ كَمْ بِالوَهَمِ أَغْوَانَا
شَاخَ الزَّمَانُ وسَجَّانِى يُحَاصِرُنى وَكُلَّمَا ازْدَادَ بَطْشًا.. زِدْتُ إِيمَانَا
أَسْرَفْتُ فى الحُبِّ.. فى الأَحْلامِ.. فى غَضَبِى كَمْ عِشْتُ أَسْألُ نَفْسِى: أيُّنََا هَانَا؟
هَلْ هَانَ حُلْمِى.. أَمْ هَانَتْ عَزَائِمُنَا؟ أَمْ إِنَّهُ القَهْرُ.. كَمْ بِالعَجْزِ أَشْقَانَا؟
شَاخَ الزَّمَانُ.. وَحُلْمِى جَامِحٌ أَبَدًا وَكُلْمَا امْتَدَّ عُمْرِى.. زَادَ عِصْيَانَا
وَالآنَ أَجْرِى وَرَاءَ العُمْرِ مُنْتَظِرًا مَا لا يَجِىءُ.. كَأنَّ العُمْرَ مَا كَانَا


ماذا أصابك يا وطن
أنـا من سنين لـم أره
لـكن شيئا ظـل في قـلـبي زمانا يذكـره‏..‏
***
عمي فرج‏..‏
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شـيئاً
غير صمت المتـعبـين
كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك
بين يديه نـلتمس اليقين‏..‏
كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه
شـيء في جوانحنـا يضل‏..‏ ويستكين
كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب
من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين‏..‏
كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم
وينظـر في حقول القـمح
والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين
***
عمي فـرج‏..‏
يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن
أخـرج صفحة صفراء إعلانا بـطـول الأرض
يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين
همس الحزين وقـال في ألم‏:‏
أسافر‏..‏ كـيف يا الله
أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏
لم لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري
خير البرية أجمعين‏..‏
لم لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏
ولأنـنـا في الهم شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏
لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين
ما عاد يذكرني‏..‏ نـساني‏..‏
كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة
سوف يـنسي بعد حين‏..‏
أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض
كم نـسيت ألوف العاشقين‏..
***‏
عمي فرج‏..‏
قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن
الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة
كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن
أهواك يا وطني‏..‏
فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن
عمي فرج‏..‏
وضع القميص علي يديه
وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا
إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره
هيا احملـوا عيني علي كفي
أكاد الآن ألمح كل مئذنة
تطـوف علي رحاب القاهره‏..

هيا احملوني
كـي أري وجه الوطـن‏..‏
دوت وراء الأفق فرقـعة
أطاحت بالقـلوب المستـكينه
والماء يفتـح ألف باب
والظـلام يدق أرجاء السفينه
غاصت جموع العائدين تناثـرت
في الليل صيحات حزينه
***
عمي فرج‏..‏
قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه
رجل عجوز
في خريف العمر من منكم يعينه
رجل عجوز ....آه يا وطني
أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام
وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام
وتسابق الموت الجبان‏..‏
واسودت الدنيا وقـام الموت
يروي قصة البسطاء
في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏
وسحابة الموت الكـئيب
تـلف أرجاء المكـان
***
عمي فرج‏..‏
بين الضحايا كان يغمض عينـه
والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏
وعلي يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب
الآن يا وطـني أعود إليك
تـوصد في عيوني كل باب
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن‏..


أين أيامك؟


سيمحو الموجُ أقدامي
كما يغتالُ أقدامِك
ويدفن بينها حُلمي
رفاتاً بين أحلامِك
وتبقى بعدَنا ذكرى
تساءلُ : أين أيامك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~