ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 5/9/2012, 11:25 AM
 
رحيق مختوم
Banned

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  رحيق مختوم غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 149151
تاريخ التسجيل : Feb 2009
العمـر : 53
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 46 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 226
قوة التـرشيـح : رحيق مختوم يستاهل التميزرحيق مختوم يستاهل التميزرحيق مختوم يستاهل التميز
افتراضي ومَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَاِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيم؟

َلْحَمْدُ للهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى جَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِهِمْ رَسُولَ اللهِ وَعَلَى أزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَ آلِهِ وَأصْحَابِهِ وَعَلَى اِخْوَانِنَا مِنَ الْمَلائِكَةِ وَالْجِنِّ وَالاِنْسِ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَبَعْد؟ وَقَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ فَقَدْ وَرَدَنِي سُؤَالٌ يَتَعَلَّقُ بِالْعَلْمَانِيِّينَ وَاعْتِرَاضِهِمْ عَلَى مَقُولَةِ اَنَّ الْقُرْآنَ صَالِحٌ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان؟ وَاَنَّ آيَاتِهِ مَعْرُوفَةٌ وَمَعْدُودَةٌ وَمَحْدُودَةٌ لاتَزِيدُ وَلاتَنْقُص؟ وَاَنَّ هُنَاكَ اُمُوراً تَحْدُثُ اَوْ تَسْتَجِدُّ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ وَفِي الْمُسْتَقْبَلِ لاحَدَّ لَهَا وَلاحَصْرَ بَلْ لاتَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ اَبَداً؟ فَكَيْفَ نُنْزِلُ الْقَلِيلَ عَلَى الْكَثِير؟ بِمَعْنَى كَيْفَ يَسْتَوْعِبُ الْقُرْآنُ بِآيَاتِهِ الْقَلِيلَةِ عَلَى زَعْمِهِمْ هَذِهِ الاَحْدَاثَ الْكَثِيرَةَ الطَّارِئَةَ وَيُدَبِّرُ لَهَا اَحْكَاماً شَرْعِيَّةً وَيَحْتَوِيهَا بِمَا يَجْعَلُهُ صَالِحاً لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَان؟ وَالْجَوَابُ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ اَنَّ الْقُرْآنَ فِعلاً صَالِحٌ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ حَتَّى وَلَوْ اَنْكَرَ ذَلِكَ الْعَلْمَانِيُّونَ وَاَمْثَالُهُمْ مِنَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَقُصُّوا اَجْنِحَةَ الدِّينِ لِيَجْعَلُوهُ طَائِراً مَقْصُوصَ الاَجْنِحَةِ يَقْبَعُ فِي مَسْجِدٍ اَوْ كَنِيسَةٍ اَوْ فِي أيِّ مَعْبَدٍ مِنَ الْمَعَابِدِ الَّتِي يَتَعَبَّدُ بِهَا النَّاسُ فِي طُقُوسٍ ضَيِّقَةٍ مَحْدُودَةٍ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ فَقَطْ؟ لاَنَّ الاِسْلامَ يَتَمَيَّزُ عَنْ بَقِيَّةِ الاَدْيَانِ بِاَنَّهُ دِينُ الْحَيَاةِ الشَّامِلَةِ دَاخِلَ وَخَارِجَ الْمَسْجِدِ؟ بَلْ يَتَكَيَّفُ مَعَ جَمِيعِ الطُّقُوسِ بِصَلاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ وَحَجِّهِ وَاَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّةِ؟ فَمَرَّةً يَاْتِينَا رَمَضَانُ فِي الصَّيْفِ؟ ثُمَّ شَيْئاً فَشَيْئاً يَاْتِينَا فِي الربيع ثم في الشِّتَاءِ ثم في الخريف وَهَلُمَّ جَرّاً؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنِ الاِسْلامُ دِينَ حَيَاةٍ فِي جَمِيعِ الْمَجَالاتِ حَتَّى السِّيَاسِيَّةِ مِنْهَا فَاِنَّنَا نَحْكُمُ عَلَيْهَِ بِالْمَوْتِ؟ وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَا اَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ اِلَّا لِيُحْيِيَ بِهِ الاِنْسَانَ حَيَاةً طَيِّبَة؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ مُرْسَلٌ اِلَى الْعَالَمِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَا اَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين{قُلْ يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنِّي رَسُولُ اللهِ اِلَيْكُمْ جَمِيعاً} وَاَمَّا مَا يَقُولُهُ الْعَلْمَانِيُّونَ اَنَّ الْحَوَادِثَ اَكْثَرُ مِنَ النُّصُوصِ الْقُرْآنِيَّةِ فَهُوَ كَلامٌ صَحِيح؟ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ النُّصُوصَ الْقُرْآنِيَّةَ كَفِيلَةٌ بِاَنْ تُعْطِيَ لِكُلِّ حَادِثَةٍ حُكْماً يُنَاسِبُهَا؟ لاَنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَاْتِ بِالْجُزْئِيَّاتِ فِي غَالِبِ اَحْكَامِهِ وَآيَاتِهِ؟ وَاِنَّمَا جَاءَ بِنُصُوصٍ عَامَّةٍ كَفِيلَةٍ اَنْ تَجْعَلَ {كُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا(بِسَبَبِ قُوَّةِ اِعْجَازِ الْقُرْآنِ الْبَلاغِيِّ؟ وَقَدْ يَلْفِتُ انْتِبَاهَكَ اَخِي وُجُودُ ثَلاثِ كَلِمَاتٍ فَقَط تَتَحَدَّثُ عَنِ الشُّورَى فِي سُورَةِ الشُّورَى؟ وَلاعَلاقَةَ لِبَقِيَّةِ الْكَلامِ الرَّبَّانِيِّ الْكَثِيرِ جِدّاً بِمَوْضُوعِ الشُّورَى اَبَداً فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْمُبَارَكَةِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا مِنَ الشُّورَى اِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى{وَاَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ(نَعَمْ اَخِي جَاءَ الاِسْلامُ بِمَبْدَاِ الشُّورَى؟ وَاَمَّا كَيْفَ تَكُونُ صُورَةُ هَذِهِ الشُّورَى؟ فَهَذَا يَكُونُ بِحَسَبِ اخْتِلافِ الاَمْكِنَةِ وَالاَزْمِنَةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَ الاِسْلامُ بِقَوَاعِدَ؟ وَهَذِهِ الْقَوَاعِدُ اسْتَقْرَاَهَا الْعُلَمَاءُ مِنَ النُّصُوصِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْعُلَمَاءَ تَتَبَّعُوا هَذِهِ النُّصُوصَ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهَا الْقَوَاعِدَ الْعَامَّةَ الصَّالِحَةَ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؟ وَمِنْ هَذِهِ القَوَاعِدِ الْعَامَّةِ مَثَلاً دَرْءُ الْمَفْسَدَةِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَنْفَعَةِ اَوِ الْمَصْلَحَةِ؟ بِمَعْنَى اَنَّنَا حِينَمَا نَدْرَاُ اَوْ نَحْمِي الْمُجْتَمَعَ مِنَ الْمَفْسَدَةِ؟ فَذَلِكَ اَوْلَى مِنَ الْمَصْلَحَةِ الَّتِي تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا الْمَفْسَدَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَاَنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ(وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ لَوْ اَنَّكَ اخي تُرِيدُ اَنْ تَقْطِفَ عَنْ شَجَرَةٍ مَا تُفَّاحَةً؟ وَفَجْاَةً رَاَيْتَ صَبِيّاً شَقِيّاً يُرِيدُ اَنْ يَضْرِبَكَ بِالْحِجَارَةِ؟ فَقَطْفُكَ لِلتُّفَّاحَةِ فِيهِ مَصَْلَحَةٌ لِبَطْنِكَ؟ فَقَدْ تَكُونُ جَائِعاً؟ وَاَنْ تَمْنَعَ هَذَا الْوَلَدَ الشَّقِيَّ مِنْ ضَرْبِكَ؟فَذَلِكَ فِيهِ دَرْءٌ وَحِمَايَةٌ لَكَ مِنَ الْمَفْسَدَةِ وَالاَذَى؟ فَاَيُّهُمَا تُقَدِّمُ عَلَى الآخَرِ؟ طَبْعاً وَاَوّلاً تَمْنَعُ هَذَا الْفَتَى مِنْ اَنْ يَضْرِبَكَ؟ ثُمَّ اِذَا اَمِنْتَ مِنْ اَذَاهُ؟ قَطَفْتَ الثَّمَرَةَ؟ فَهَذِهِ قَاعِدَةٌ عَامَّةٌ نَافِعَةٌ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؟ وَهِيَ دَرْءُ الْمَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ الْمَصَالِحِ؟ وَهُنَاكَ قَاعِدَةٌ شَرْعِيَّةٌ تُشْبِهُهَا اِلَى حَدٍّ مَا؟ وَهِيَ اَنَّ التَّخْلِيَةَ قَبْلَ التَّحْلِيَةِ؟ بِمَعْنَى اَنْ تَتَخَلَّى اَخِي عَنْ كُلِّ مَا حَرَّمَهُ اللهُ؟ قَبْلَ اَنْ تَتَحَلَّى بِمَكَارِمِ الاَخْلاقِ وَفَضَائِلِهَا؟ وَكَذَلِكَ حِينَمَا يُحَرِّمُ اللهُ تَعَالَى الاَشْيَاءَ الضَّارَّةَ؟ لَمْ يَذْكُرْهَا غَالِباً بِجُزْئِيَّاتِهَا؟ وَاِنَّمَا ذَكَرَهَا بِعُمُومِيَّاتِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الاَعْرَافِ؟حِينَمَا ذَكَرَ وَظِيفَةً مِنْ وَظَائِفِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام{يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ(وَهَذِهِ الآيَةُ هِيَ قَاعِدَةٌ عَامَّةٌ كَذَلِكَ لِكُلِّ خَبِيثٍ يَحْدُثُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفا مِنْ قَبْلُ؟ حَيْثُ اَنَّنَا نَسْتَطِيعُ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الْقَوَاعِدِ الْعَامَّةِ اَنْ نَحْكُمَ عَلَيْهِ بِاَنَّهُ حَرَامٌ كَالتَّدْخِينِ وَالْمُخَدِّرَاتِ مَثَلاً؟ لاَنَّهَا جَمِيعُهَا مِنَ الْخَبَائِثِ؟ لاَنَّهَا تُسَبِّبُ اَمْرَاضاً خَبِيثَةً يَسْتَحِيلُ عِلاجُهَا اَحْيَاناً كَثِيرَةً؟ وَكَذَلِكَ اسْتَقْرَأ الْعُلَمَاءُ بِمَعْنَى فَهِمُوا وَاسْتَنْتَجُوا؟ اَنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَمْ يَنُصَّ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ عَلَى تَحْرِيمِهِ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ مُبَاحاً بِشَرْط؟ اِذَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ ضَرَرٌ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الاَرْضِ جَمِيعاً(وَالْخُلاصَةُ اَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا حَلالٌ؟ اِلَّا مَا وَرَدَ النَّصُّ الْقُرْآنِيُّ اَوِ السُّنِّيُّ بِتَحْرِيمِهِ؟ اَوْ تَرَتَّبَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ؟ اَوْ كَانَ ضَرَرُهُ اَكْثَرَ مِنْ نَفْعِهِ؟ قِيَاساً عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ كالمخدرات والتدخين؟ اِلَّا تَعَدُّدُ الزَّوْجَاتِ؟ فَاِنَّهُ يَبْقَى عَلَى اَصْلِهِ مُبَاحاً لِلْقَادِرِ عَلَيْهِ؟ وَلَوْ تَرَتَّبَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ؟ لاَنَّهُ يَحْمِلُ مِنَ الْمَنَافِعِ؟ وَهُوَ كَثْرَةُ ذُرِّيَّةِ التَّوْحِيدِ؟ اَكْثَرَ مِنَ الاَضْرَارِ؟ اِلَّا اِذَا تَرَتَّبَ اَوْ نَتَجَ عَنْهُ الضَّرَرُ الاَشَدُّ؟ وَهُوَ عَدَمُ الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ؟ فَاِنَّهُ يَقْتَصِرُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَلَى {وَاحِدَةٍ اَوْ مَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ اَدْنَى اَلَّا تَعُولُوا(وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الاُخْوَةُ؟ فَقَدْ وَرَدَ النَّصُّ الْقُرْآنِيُّ بِتَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَ{الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَمَا اُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا اَكَلَ السَّبُعُ(اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ نَصّاً؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ مِنَ الاَشْيَاءِ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا الْقُرْآنُ؟ لاَنَّهَا قَدْ تَحْتَاجُ اِلَى مُجَلَّدَاتٍ ضَخْمَةٍ؟ مِنْ اَجْلِ ذِكْرِ الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ؟ وَلايَكْفِيهَا هَذَا الْمُصْحَفُ الَّذِي بَيْنَ اَيْدِينَا؟ وَلَكِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ يَجْعَلُنَا دَائِماً نُمْسِكُ بِطَرَفِ الْخَيْطِ؟ لِلْوُصُولِ السَّرِيعِ السَّهْلِ الآمِنِ؟ اِلَى الْحَلِّ النَّاجِحِ لاَيَّةِ مُشْكِلَةٍ طَارِئَةٍ جَدِيدَةٍ مُسْتَجِدَّةٍ؟ تَحْتَاجُ اِلَى حُكْمٍ شَرْعِيٍّ؟ لاَنَّهُ {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ خَبِير(سُبْحَانَهُ؟ فَهَذِهِ الاُمُورُ الَّتِي لَمْ يَذْكُرْهَا الْقُرْآنُ؟ اِذَا كَانَ ضََرَرُهَا اَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهَا؟ فَاِنَّهَا تَكُونُ حَرَاماً كَمَا اَشَرْنَا اِلَيْهَا؟ بِدَلِيِلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا اِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَاِثْمُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا(فَمَا دَامَ ضَرَرُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا؟ فَاِنَّ الْعَقْلَ وَالشَّرْعَ يَحْكُمُ بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ الاِمَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ الْخَمْرِ؟ لَوْلا اَنْ حَرَّمَهُ الشَّرْعُ لَحَرَّمَهُ الْعَقْلُ؟ وَهَلُمَّ جَرّاً مَعِي اَخِي اِلَى كُلِّ مَا تَرَاهُ فِي اَيَّامِنَا مِنْ اَحْدَاثٍ وَشَرِكَاتٍ خَاصَّةٍ اَوْ عَامَّةٍ وَمُعَامَلاتٍ؟ فَلابُدَّ اَنْ تَجِدَ لَهَا طَرَفَ خَيْطٍ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ تُمْسِكُهُ وَتَخِيطُ بِهِ عَلَى مُقْتَضَى النُّصُوصِ الْقُرْآنِيَّةِ الَّتِي تُعَلِّمُكَ اُصُولَ حِيَاكَةِ ثُمَّ حَبْكَةِ اَجْمَلِ الثِّيَابِ؟ عَفْواً اَقْصِدُ اَجْمَلَ الْفَتَاوَى وَالاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ وَالْمَصَالِحَ الْمُرْسَلَةَ الَّتِي تَرْتَاحُ اِلَيْهَا عَلَى ضَوْءٍ مِنْ قَوَاعِدِ الْقُرْآنِ الْعَامَّةِ الاِعْجَازِيَّةِ الْبَلاغِيَّةِ الْعِلْمِيَّةِ الْكَوْنِيَّةِ الْمُتَجَاوِبَةِ مَعَ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؟ لاَنَّهُ كَلامُ اللهِ الَّذِي لايَحُدُّهُ وَلايُعْجِزُهُ زَمَانٌ اَوْ مَكَانٌ؟ بَلْ اِنَّ الْمَاضِي وَالحَاضِرَ وَالْمُسْتَقْبَلَ عِنْدَهُ سَيَّانٌ؟ فَحِينَمَا يَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ اَنَّ التَّدْخِينَ اَوِ الْمُخَدِّرَاتِ بِاَنْوَاعِهَا وَنَحْنُ نَتَعَاطَاهَا وَنَشْرَبُهَا لاَنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يُحَرِّمْهَا وَلَمْ يَذْكُرْهَا اَصْلاً؟ وَنَقُولُ لَهُمْ اَنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَذْكُرْ تَحْرِيمَ شُرْبِ الْبَوْلِ عَلَيْكُمْ اَيْضاً اَوْ اَكْلَ الْخُرَاءِ وَالنَّجَاسَةِ؟ فَهَلْ تَشْرَبُونَ مِنَ الاَخْبَثَيْنِ هَذَيْنِ اَوْ تَاْكُلُونَ مِنْهُمَا هَنِيئاً مَرِيئاً بِحُجَّةِ اَنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَذْكُرْهُمَا بِتَحْرِيمٍ اَوْ تَحْلِيلٍ؟وَالْخُلاصَةُ اَخِي اَنَّهُ لايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَدَعَ اَنْفُسَنَا لِهَؤُلاءِ الْعَلْمَانِيِّينَ الْفَتَّانِينَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ يَفْتِنُونَا عَنْ دِينِنَا بِاَهْوَائِهِمْ وَاَرَاجِيفِهِمْ؟ وَنَقُولُ لَهُمْ؟ نَعَمْ وَرَغْماً عَنْكُمْ كَانَ الْقُرْآنُ وَمَا زَالَ وَسَيَبْقَى صَالِحاً لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ وَقَدْ وَصَلْنَا اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُّنَّ فَاِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ اِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيم (وَالاِكْرَاهُ اَخِي هُوَ اَنْ يُلْجَاَ الاِنْسَاُن اِلَى شَيْءٍ وَهُوَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْهُ؟ وَقَدْ يَكُونُ هَذَا الاِكْرَاهُ مُحْتَمَلاً؟ بِمَعْنَى يَتَحَمَّلُ صَاحِبُهُ مِنَ الاَذَى وَالتَّعْذِيبِ صَابِراً عَلَيْهِ؟ وَقَدْ يَكُونُ غَيْرَ مُحْتَمَلٍ؟ فَمَنْ اُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَكَانَ اِكْرَاهاً يُؤَدِّي اِلَى اِلْحَاقِ الاَذَى بِهِ؟ وَهُوَ اَذىً لايَتَحَمَّلُهُ عَادَةً؟ فَاِنَّهُ يُبَاحُ لَهُ اَنْ يُعْلِنَ بِالْكُفْرِ{وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِيمَانِ( كَمَا هِيَ الرُّخْصَةُ الْمَعْرُوفَة؟ وَلَكِنِ الاَفْضَلُ لَهُ هُنَا اَنْ يَاْخُذَ بِمَا يُسَمَّى بِالْعَزِيمَةِ؟ لاَنَّهُ حِينَمَا نُكِّلَ بِيَاسِرَ وَعَمَّارَ وَسُمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ؟ اَخَذَ يَاسِرُ بِالْعَزِيمَةِ؟ وَكَذَلِكَ سُمَيَّةُ؟ وَاَمَّا عَمَّارُ فَقَدْ اَخَذَ بِالرُّخْصَةِ؟ حِينَمَا اَنْزَلُوا بِهِ التَّنْكِيلَ وَالْعَذَابَ الشَّدِيدَ؟ حَتَّى صَارَ يَهْذِي؟ وَلايَسْتَطِيعُ اَنْ يَقُولَ شَيْئاً بِاِرَادَتِهِ؟ وَ صَارَ يَتَكَلَّمُ رَغْماً عَنْهُ؟ فَمَا كَانَ مِنْهُ اِلَّا اَنْ نَطَقَ بِكَلِمَةِ الْكُفْرِ؟ فَلَمَّا اُزِيلَ عَنْهُ الْعَذَابُ؟ وَعَادَ شَيْئاً قَلِيلاً اِلَى وَعْيِهِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ نَدِمَ عَلَى مَا فَعَلَ وَقَالَ؟ وَجَاءَ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ مَا يَسْتَحِقُّ مِنَ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ وَالتَّسْلِيمِ؟ فَشَكَا لَهُ هَذَا الاَمْرَ؟ فَقَالَ يَارَسُولَ اللهِ؟ لَقَدْ نَكَّلُوا بِي تَنْكِيلاً كَبِيراً؟ فَنِلْتُ مِنْكَ؟ بِمَعْنَى سَبَبْتُكَ؟ وَقُلْتُ شَيْئاً مُؤْلِماً؟ حَتَّى يَمْنَعُوا عَنِّي هَذَا الْعَذَابَ الاَلِيمَ؟ وَلَكِنِّي ازْدَدْتُّ اَلَماً عَلَى اَلَمٍ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ فَقَالَ اَجِدُهُ مُطْمَئِنّاً بِالاِيمَانِ وَذِكْرِ اللهِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَاِنْ عَادُوا فَعُدْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سَمَحَ لَهُ اِذَا تَكَرَّرَ اْلاِكْرَاهُ مِنْهُمْ؟ اَنْ يَعُودَ اِلَى مَا صَدَرَ مِنْهُ مِنَ الْكُفْرِ رَغْماً عَنْهُ؟ وَلَكِنْ عَلَى شَرْطِ؟ اَنْ يَكُونَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنّاً بِالاِيمَانِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ اِيمَانِهِ اِلَّا مَنْ اُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالاِيمَانِ؟ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم؟ ذَلِكَ بِاَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ؟ وَأنَّ اللهَ لايَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين( فَاَخَذَ عَمَّارُ بِالرُّخْصَةِ؟ بِسَبَبِ اِكْرَاهٍ غَيْرِ مُحْتَمَلٍ؟ بِمَعْنَى لَمْ يَعُدْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَحَمَّلَ تَعْذِيبَهُ وَاَلَمَهُ؟ وَمَعَ ذَلَِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ يَمْدَحُ عَمَّاراً بِقَوْلِهِ؟ عَمَّارٌ الاِيمَانُ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي تَجِدُ الاِيمَانَ مِنْ مَفْرَقِ رَاْسِهِ اِلَى اَخْمَصِ قَدَمَيْهِ؟ عَمَّارٌ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ؟ يَدْعُوهُمْ اِلَى الْجَنَّةِ؟ وَيَدْعُونَهُ اِلَى النَّار؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَدْح؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَخَذَ عَمَّارٌ بِالرُّخْصَةِ؟ مِنْ اَجْلِ الْكُفْرِ بِاللهِ مُكْرَهاً عَلَيْهِ؟ وَلَوْ صَبَرَ لَكَانَ خَيْراً لَهُ وَاَفْضَلَِ؟ كَمَا فَعَلَ اَبُوهُ يَاسِرُ وَاُمُّهُ سُمَيَّةُ لِمَاذَا؟ لاَنَّ هَذَا الصَّبْرَ فِيهِ اِغَاظَةٌ لِلْكُفَّارِ الْمُكْرِهِينَ؟ حِينَمَا يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ اِلَى بَعْضٍ بِقَوْلِهِمُ؟ انْظُرُوا اِلَى هَؤُلاءِ الْمُسْلِمِينَ؟ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ وَيُكْرَهُونَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَبْقَوْنَ مُتَشَبِّثِينَ بِاِيمَانِهِمْ؟ وَمُحَافِظِينَ بِعَزِيمَةٍ قَوِيَّةٍ صَامِدَةٍ لامَثِيلَ لَهَا؟ عَلَى كَرَامَةِ دِينِهِمْ وَرَبِّهِمْ؟ مِنْ أيِّ سَبٍّ اَوْ شَتْمٍ اَوْ طَعْنٍ؟ وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى مَوْتِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمَا دَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجاً؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ شَعَرُوا بِقِيمَةِ هَذَا الدِّينِ فِي قُلُوبِ اَتْبَاعِهِ؟ وَغَلاوَتِهِ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ رَخِيصاً فِي سَبِيلِ فِدَائِهِ؟ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ وَالتَّضْحِيَةِ بِكُلِّ غَالٍ وَرَخِيصٍ مِنْ اَجْلِهِ؟ اِكْرَاماً لِوَجْهِ مَنْ اَكْمَلَ دِينَنَا؟ وَاَتَمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَهُ؟ وَ رَضِيَ لَنَا الاِسْلامَ دِيناً سُبْحَانَهُ؟؟ وَاَمَّا اِذَا اُكْرِهَ عَلَى ارْتِكَابِ مَعْصِيَةٍ؟ مَثَلاً قَالَ لَهُ اِنْسَانٌ مَا؟ اِمَّا اَنْ تُفْطِرَ فِي رَمَضَانَ سِرّاً وَعَلانِيَةً؟ وَاِلَّا قَتَلْتُكَ؟ وَفِعْلاً يَسْتَطِيعُ اَنْ يُنَفِّذَ ذَلِكَ التَّهْدِيدَ بِقَتْلِهِ؟ اَوْ اُعَاقِبُكَ عُقُوبَةً شَدِيدَةً؟ وَهُوَ لايَتَحَمَّلُهَا؟ فَهُنَا مَا الْوَاجِبُ عَلَيْهِ؟ وَالْجَوَابُ هُنَا؟ اَنْ يَاْخُذَ بِالرُّخْصَةِ؟ لِمَاذَا؟ لاَنَّ الْعِبَادَةَ شُرِعَتْ لِمَصْلَحَةِ الاِنْسَانِ؟ فَاِذَا انْقَلَبَتْ اِلَى مَفْسَدَةٍ وَاِلَى ضَرَرٍ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ تُرْفَعُ عَنْهُ؟ وَيُصْبِحُ غَيْرَ مُكَلَّفٍ بِهَا مُؤَقَّتاً؟ اِلَى اَنْ يَسْتَطِيعَ قَضَاءَهَا مِنْ دُونِ ضَرَرٍ اَيْضاً؟اِلَّا الصَّلاةَ فَاِنَّهَا لاتَسْقُطُ بِحَالٍ مِنَ الاَحْوَالِ اَبَداً؟ اِلَّا الْحَيْضُ وَالنِّفَاسُ وَ الْمَوْتُ وَالْجُنُونُ؟ لاَنَّ الْمَيِّتَ وَالْمَجْنُونَ غَيْرُ مُكَلَّفَيْنِ؟ فَاِذَا كَانَ الْمُصَلِّي يَتَضَرَّرُ مِنَ الصَّلاةِ وَاقِفاً؟ فَلا يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتْرُكَ الصَّلاةَ؟ بَلْ يُصَلِّي قَاعِداً؟ فَاِذَا كَانَ يَتَضَرَّرُ قَاعِداً؟ فَلْيُصَلِّ مُضْطَّجِعاً؟ فَاِذَا كَانَ يَتَضَرَّرُ مِنْ تَحْرِيكِ كُلِّ اَعْضَائِهِ؟ فَلْيُحَرِّكْ بَصَرَهُ؟ فَاِذَا كَانَ اَعْمَى؟ فَلْيُحَرِّكْ بَصِيرَتَهُ وَقَلْبَهُ؟ وَاِذَا كَانَ مُسَافِراً يَتَضَرَّرُ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وَقْتِهَا؟ فَاِنَّهُ يُبَاحُ لَهُ الْقًصْرُ الْمَعْرُوفُ وَالْجَمْعُ اَيْضاً تَقْدِيماً اَوْ تَاْخِيراً؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ عِبَادَةِ الصَّلاةِ؟ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لا اَسْمَحُ لَكَ بِمُمَارَسَةِ الْعِبَادَةِ الْمُقَدَّسَةِ كَالصَّوْمِ مَثَلاً اِذَا كَانَتْ تَضُرُّكَ بِسَبَبِ سَفَرٍ اَوْ مَرَضٍ مَا؟ بَلْ لا اَسْمَحُ لَكَ بِهَا لِمُجَرَّدِ اَنَّها قَدْ تَزِيدُ مِنْ مَرَضِكَ؟ أوْتُؤَخِّرُ مِنْ شِفَائِكَ وَلَوْ اَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ؟ فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِنَفْسِكَ عَبْدِي اَنْ تَتَعَاطَى مِنَ الْخَبَائِثِ وَالْمُحَرَّمَاتِ كَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ وَغَيْرِهَا مِنَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ مِنَ الْخَبَائِثِ الْمُحَرَّمَةِ؟ مَا قَدْ يَزِيدُ مِنْ مَرَضِكَ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ؟ حَتَّى اَنَّهَا قَدْ تُصْبِحُ اَمْرَاضاً خَبِيثَةً خَطِيرَةً لاشِفَاءَ لَكَ مِنْهَا؟ فَهَلْ هِيَ عِبَادَةٌ مُقَدَّسَةٌ عِنْدَ شَيَاطِينِ الاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ لَمْ يَسْمَحُوا لَكَ اَنْ تَتْرُكَهَا؟ حَتَّى طَاوَعْتَهُمْ عَلَى الاَذَى وَاِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِنَفْسِكَ وَغَيْرِكَ؟ وَلَمْ تُطَاوِعْنِي حَتَّى وَلَوْ اَرَدْتُّ مَصْلَحَتَكَ وَسَلامَتَكَ مِنَ الاَمْرَاضِ الْخَبِيثَةِ الْفَتَّاكَةِ الْخَطِيرَةِ؟ اَمَا عَلِمْتَ عَبْدِي وَاَخْبَرَكَ رَسُولِي اَنَّ [الاِنْسَانُ بُنْيَانُ اللهِ؟ لَعَنَ اللهُ مَنْ هَدَمَ بُنْيَانَهُ(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ خَلَقَ الاِنْسَانَ وَبَنَى جِسْمَهُ وَعَقْلَهُ وَرُوحَهُ فِي اَحْسَنِ صُورَةٍ؟ فَاِذَا بِهََذَا الاِنْسَانِ يَهْدِمُ مَا بَنَاهُ اللهُ لَهُ مِنَ الصِّحَّةِ فِي الْعَقْلِ السَّلِيمِ؟ وَفِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ؟ حَتَّى اَصْبَحَ مِسْخاً شَيْطَانِيّاً حِينَمَا طَاوَعَ الشَّيْطَانَ فِي تَغْيِيرِ خَلْقِ اللهِ لَهُ؟ مِنَ الصِّحَّةِ وَالسَّلامَةِ؟ اِلَى الاَمْرَاضِ وَالنَّدَامَةِ؟ اَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ اَخِي؟ يَا مَنْ تُدَخِّنُ وَتَشْرَبُ الْخَمْرَ وَالْمُخَدِّرَاتِ؟ مَاذَا سَيَكُونُ جَوَابُكَ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اَمَامَ رَبِّكَ؟ وَرَسُولُ اللهِ نَبَّهَكَ فِي الدُّنْيَا اِلَى خُطُورَةِ هَذِهِ السُّمُومِ اللَّعِينَةِ بِقَوْلِهِ [وَمَنْ تَحَسَّى سُمّاً؟ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداَ مُخَلَّداً فِيهَا] ؟؟ نَعَمْ اَخِي كَانَ لِلْعَرَبِ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ جَوَانِبٌ اَخْلاقِيَّةٌ حَسَنَةٌ؟ وَاُخْرَى سَيِّئَةٌ جِدّاً مَعَ الاَسَفِ؟ وَمِنَ الْجَوَانِبِ السَّيِّئَةِ؟ اَنَّ بَعْضَهُمْ؟ وَلَيْسُوا جَمِيعاً؟ كَانُوا يُكْرِهُونَ؟ بِمَعْنَى يُجْبِرُونَ فَتَيَاتِهِمْ عَلَى الْبِغَاءِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ(وَكَلِمَةُ فَتَيَات هِيَ جَمْعٌ؟ مُفْرَدُهُ فَتَاة؟ وَالْمَقْصُودُ بِهَا هُنَا الْفَتَاةُ الاَمَةُ الْمَمْلُوكَةُ؟وَكَلِمَةُ اَمَة مُفْرَدٌ؟ جَمْعُهُ اِمَاءٌ؟ وَالْبِغَاءُ هُوَ الزِّنَى؟ وَالزِّنَى ثَلاثَةُ اَنْوَاع؟ وَالْبِغَاءُ الْمَذْكُورُ فِي الآيَةِ هُوَ النَّوعُ الاَوَّلُ بالاكراه؟ وَاَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي فَهُوَ السِّفَاحُ؟ وَغَالِباً مَا يَكُونُ بِالتَّرَاضِي؟ وَنَادِراً مَا يَكُونُ بِالاِكْرَاهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَخَاصَّةً بِالنِّسْبَةِ لِلْفَتَيَاتِ الاِمَاءِ؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَمَا اَكْثَرَ الآرْتِيسْتَاتِ اللَّوَاتِي يَفْعَلْنَ ذَلِكَ بِالتَّرَاضِي؟ وَقَدْ تَكُونُ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ مُكْرَهَةً عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْعَرْصَا الَّذِي تَعْمَلُ عِنْدَهُ؟ حِينَمَا يُهَدِّدُهَا بِسَنَدَاتٍ مَالِيَّةٍ تَدِينُ لَهُ بِهَا؟ قَدْ تَذْهَبْ بِهَا اِلَى السِّجْنِ؟ اِنْ لَمْ تَقُمْ بِسَدَادِهَا؟ اَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ اَسَالِيبِ التَّهْدِيدِ الْمُلْتَوِيَةِ؟ وَالَّتِي جَعَلَتْهُ مَاسِكاً لَهَا زَلَّةً مَا؟ اَوْ عَيْباً مَا؟ بَلْ قَدْ يُمْسِكُهَا مِنَ الْيَدِ الَّتِي تُوجِعُهَا حَتَّى يَقُومَ بِاسْتِغْلالِ الْمِسْكِينَةِ اَبْشَعَ اسْتِغْلال؟ وَيَبْقَى النَّوعُ الثَّالِثُ وَهُوَ اتِّخَاذُ الاَخْدَانِ بِالتَّرَاضِي؟ وَنَادِراً مَا يَكُونُ بِالاِكْرَاهِ اَيْضاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ وَلَكِنَّهُ كَثُرَ فِي اَيَّامِنَا تَحْتَ ضَغْطِ الْفَقْرِ وَغَلاءِ الْمَعِيشَةِ؟ حَتَّى اَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يُكْرِهُ زَوْجَتَهُ عَلَى اتَّخَاذِ الْخَدَنِ أَيِ الْعَشِيقِِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ لاَوْلادِهِ؟ وَاَقُولُ لِهَذِهِ الزَّوْجَةِ الْخَائِنَةِ وَلَوْ بِالتَّرَاضِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا وَعَشِيقِهَا؟ فَاِنَّهَا خَائِنَةٌ شَرْعاً؟ لاَنَّهَا انْتَهَكَتْ قُدْسِيَّةَ الزَّوَاجِ بِشَكْلٍ مُقْرِفٍ هِيَ وَزَوْجُهَا الْخَائِنُ وَعَشِيقُهَا الْقَذِرُ وَالْوَسِخُ الْحُثَالَةُ؟ اَقُولُ لَهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَ اَوْلادُهَا اَيْتَاماً لامُعِيلَ لَهُمْ سِوَاهَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ؟وَمُطْعِمَةَ الاَيْتَامِ مِنْ كَدِّ فَرْجِهَا لَكِ الْوَيْلُ لاتَزْنِي وَلاتَتَصَدَّقِي؟ وَ اَقُولُ لَكِ اَيَّتُهَا السَّاقِطَةُ وَلِزَوْجِكِ الدَّيُّوثِ؟ اَنَّهُ حَتَّى بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ؟ حِينَمَا اَجَازَ؟ بِمَعْنَى سَمَحَ اللهُ بِالزَّوَاجِ مِنَ الْكِتَابِيَّاتِ؟ وَهُنَّ الْيَهُودِيَّاتُ وَالْمَسِيحِيَّاتُ؟ لَمْ يَسْمَحْ بِهِ اِلَّا بِشُرُوطٍ مِنْهَا{مُحْصَنَاتٍ؟ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ؟ وَلا مُتَّخِذَاتِ اَخْدَانٍ( وَكَلِمَةُ مَسَافِحَاتٍ؟ مِنَ السِّفَاحِ؟ وَهُوَ الزِّنَى الْعَلَنِيُّ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ؟ وَاَمَّا مُتَّخِذَاتُ اَخْدَانٍ؟ فَهُوَ الزِّنَى السِّرِّيُّ دُونَ اَنْ يَرَاهُمَا اَحَدٌ مِنَ النَّاسِ؟ وَكَلِمَة اَخْدَانٍ جَمْعٌ؟ مُفْرَدُهُ خَدَنٌ وَهُوَ صَاحِبُهَا السِّرِّيُّ وَعَشِيقُهَا وَزَبُونُهَا الَّذِي لاتُمَارِسُ الْفَاحِشَةَ اِلَّا مَعَهُ؟ وَيُقَالُ اَيْضاً فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؟ فُلانٌ اِتَّخَذَ خَلِيلَةً؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا لاتُمَارِسُ هَذِهِ الْفَاحِشَةَ اِلَّا مَعَهُ؟ وَيُقَالُ اَيْضاً اِمْرَاَةٌ بَغِيٌّ؟ وَهِيَ غَيْرُ صَاحِبَاتِ الاَخْدَانِ؟ بَلْ تَطْلُبُ أيَّ رَجُلٍ؟ وَلا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ لَهَا يَلْمَسُهَا مِنْ اَجْلِ اِغْوَائِهَا؟ وَتُمَكِّنُهُ مِنْ فِعْلِ مَا يَشَاءُ بِهَا مِنَ الْفَاحِشَةِ؟ فَهَؤُلاءِ وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ اُبَيِّ بْنُ سَلُولٍ رَاْسُ الْمُنَافِقِينَ وَرَئِيسُهُمْ؟ وَكَانَتْ لَهُ ثَلاثُ جَوَارِي؟ اَلاُولَى اِسْمُهَا مُعَاذَة؟ وَهِيَ وَالِدَةُ الْمُجَادِلَةِ الَّتِي جَادَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ حِينَمَا ظَاهَرَ مِنْهَا زَوْجُهَا بِقَوْلِهِ اَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ اُمِّي؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} وَالثَّانِيَةُ اسْمُهَا مُسَيْكَة؟ والثالثة اسمها اُمَيْمَة؟ فَكَانَ يُكْرِهُهُنَّ عَلَى الْبِغَاءِ؟ بِمَعْنَى يَضْغَطُ عَلَيْهِنَّ وَيُجْبِرُهُنَّ رَغْماً عَنْهُنَّ وَيَنْهَالُ عَلَيْهِنَّ ضَرْباً شَدِيداً مُبْرِحاً وَاِهَانَةً مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْتِينَ لَهُ بِالْمَالِ؟ ثُمَّ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَكُونَ اَرْحَامُهُنَّ مُسْتَوْدَعاً لَهُ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْتِيَ هَؤُلاءِ الْجَوَارِي لَهُ بِاَوْلادِ الزِّنَى؟حَتَّى يَسْتَرِقَّهُمْ سَيِّدُهُمْ وَيَبِيعَهُمْ؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا نَوْعٌ مِنَ التِّجَارَةِ الرَّابِحَةِ عِنْدَ عَدُوِّ اللهِ؟ سَوَاءٌ كَانَتْ تِجَارَةً بِالاَعْرَاضِ؟ اَوْ تِجَارَةً بِالشَّرَفِ؟ اَوْ تِجَارَةً بِكَرَامَةِ الاِنسَانِ؟ فَهَؤُلاءِ كُنَّ يُدْفَعْنَ دَفْعاً مُنْكَراً اِلَى ارْتِكَابِ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ لِهَذِهِ الْغَايَاتِ؟ فَكَانَ اِذَا نَزَلَ عَلَى عَدُوِّ اللهِ بْنِ سَلُولٍ وَاَمْثَالِهِ مِنْ اَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ضَيْفٌ مِنَ الضُّيُوفِ؟ كَانَ يُقَدِّمُ لَهُ جَارِيَةً مِنَ الْجَوَارِي؟ فَاِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ؟ لَفَّ بَاطِلَهُ بِنَوْعٍ مِنَ الْكَذِبِ وَالْغِشِّ وَقَالَ؟ اَنَا اَفْعَلُ ذَلِكَ اِكْرَاماً لِلضَّيْفِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ قَالَ كَلِمَةَ حَقٍّ اُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ؟ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ الْوَثَنِيُّونَ الْقَدِيمُونَ؟ حِينَمَا كَانَ اَحَدُهُمْ يُقَدِّمُ زَوْجَتَهُ لِلضَّيْفِ اِكْرَاماً لَهُ عَلَى زَعْمِهِمْ؟ وَهُمْ كَاذِبُونَ فِي ذَلِكَ؟ لاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اِكْرَاماً شَيْطَانِيّاً اَكْبَرَ مِنْ اِكْرَامِهِمُ الْمَزْعُومِ لِلضَّيْفِ؟ وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ الرِّبْحِ الْحَرَامِ الْمَادِّيِّ الْكَبِيرِ الَّذِي يَنْتَظِرُونَهُ مِنَ الضَّيْفِ؟ فَاِذَا حَمَلَتِ الْجَارِيَةُ مِنْ هَذَا الَّذِي فَعَلَ مَعَهَا الْفَاحِشَةَ؟ فَاِنَّ وَلَدَ الزِّنَى الَّذِي لاذَنْبَ لَهُ وَلاذَنْبِ لاُمِّهِ الْمَجْبُورَةِ الْمُكْرَهَةِ اَيْضاً يَكُونُ مُلْكاً لِسَيِّدِهِ الْحَقِيرِ صَاحِبِ الذَّنْبِ الْكَبِير؟ وَاِذَا اَرَادَ الرَّجُلُ الَّذِي فَعَلَ الْفَاحِشَةَ مَعَ الْفَتَاةِ الاَمَةِ اَنْ يَاْخُذَ هَذَا الْوَلَدَ الْبَرِيءَ؟ اَعْطَاهُ اِيَّاهُ عَلَى شَرْطِ؟ اَنْ يَدْفَعَ مِائَةً مِنَ الاِبِلِ؟ وَمِنْ عَجَائِبِ الْمُصَادَفَاتِ اَنَّهَا هِي اَيْضاً دِيَةُ قَتِيلِ الْخَطَاِ غَيْرِ الْمَقْصُودِ مِائَةٌ مِنَ الاِبِلِ؟ وَكَاَنَّ اللهَ تَعَالَى بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ سَلَّطَهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَاْخُذَ مِنْهُ مِقْدَارَ دِيَةِ الْقَتْلِ الْخَطَاِ؟ لاَنَّهُ قَتَلَ مَنِيَّ شَهْوَتِهِ الْجِنْسِيَّةِ فِي الْحَرَامِ قَبْلَ اَنْ يَقْتُلَ وَلَدَهُ النَّاتِجَ عَنْهَا مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ قَتْلاً مَعْنَوِيّاً؟ حَتَّى ذَهَبَ وَلَدُهُ الْبَرِيءُ بِذَنْبِ اَبِيهِ الْفَاجِرِ اِلَى حَيَاةٍ قَدْ تَكُونُ بَائِسَةً بِسَبَبِ اُنَاسٍ مُجْرِمِينَ يَقْتُلُونَهُ قَتْلاً مَعْنَوِيّاً اَيْضاً كُلَّ يَوْمٍ؟ لاَنَّهُمْ يُعَيِّرُونَهُ بِاسْتِمْرَارٍ بِذَنْبٍ لَمْ يَفْعَلْهُ الْمِسْكِينُ؟ وَاِنَّمَا فَعَلَهُ اَبُوهُ وَاُمُّهُ مِنَ الزِّنَى فِي حَالَةٍ مِنَ التَّرَاضِي بَيْنَهُمَا اَوِ الاِجْبَارِ لاَحَدِهِمَا على الآخَرِ؟وَلَوْ اَعْطَاهُ اللهُ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ قَبْلَ اَنْ يَبْلُغَ سِنَّ التَّكْلِيفِ وَمُنْذُ كَانَ نُطْفَةً فِي صُلْبِ اَبِيهِ لَمْ يَكُنِ الْمِسْكِينُ لِيَرْضَى اِلَّا اَنْ يَكُونَ ابْناً شَرْعِيّاً لَهُمَا؟ وَاَقُولُ لَكَ يَا اَخِي اَبْشِرْ فَاِنَّ الاِسْلامَ وملائكة رحمته يَحْتَضِنُونَكَ بِقُوَّةٍ وَيُقَبِّلوُنَكَ وَيَمْسَحُونَ عَلَى رَاْسِكَ وَيَحْنُونَ عَلَيْكَ وَخَاصَّةً اِذَا كُنْتَ امْرَاَةً اَوْ رَجُلاً صَالِحاً؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّ مُصِيبَةَ هَذَا الاِنْسَانِ عِنْدَ اللهِ اَكْبَرُ مِنْ مُصِيبَةِ الْيَتِيمِ؟ بَلْ اِنَّ حَقَّهُ عِنْدَ اللهِ اَعْظَمُ مِنْ حَقِّ الْيَتِيمِ اِذَا كَانَ امْرَأةً أوْ رَجُلاً صَالِحاً؟ لاَنَّهُ نَادِراً مَا يَجِدُ مِنَ النَّاسِ قُسَاةِ الْقُلُوبِ مَنْ يَحْنُو عَلَيْهِ وَيَحْتَضِنُهُ وَيُقَبِّلُهُ وَيَمْسَحُ عَلَى شَعْرِهِ كَمَا يَجِدُ الْيَتِيمُ مِنْ ذَلِكَ بِكَثْرَةٍ؟ وَلاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اسْتَمَعَ بِاهْتِمَامٍ عَظِيمٍ اِلَى شَكْوَى الْمُجَادِلَةِ الْمُؤْمِنَةِ الَّتِي كَانَتْ اُمُّهَا تُمَارِسُ الْبِغَاءَ مُكْرَهَة؟ وَلَمْ يُعَيِّرْهَا سُبْحَانَهُ بِاُمِّهَا الْمُؤْمِنَةِ اَيْضاً مِثْلِهَا؟ فِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّرَ فِيهِ امْرَاَةَ نُوحٍ وَامْرَاَةَ لُوطٍ وَضَرَبَ بِهِمَا الْمَثَلَ فِي الْخِيَانَةِ لِزَوْجَيْهِمَا فِي الْعَقِيدَةِ فَقَطْ؟ وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّرَ فِيهِ ابْنَ نُوحٍ اَنَّهُ لَيْسَ مِنْ اَهْلِهِ اَهْلِ الاِيمَانِ بَلْ هُوَ مِنْ اَهْلِ الْكُفْر وَلَوْ كَانَ مِنْ صُلْبِهِ وَلَوْ كَانَ وَلَداً شَرْعِيّاً لَهُ؟ وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّرَ فِيهِ آزَرَ اَنَّهُ عَدُوٌّ للهِ حَتَّى تَبَرَّاَ ابْنُهُ اِبْرَاهِيمُ مِنْهُ؟ وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي عَيَّرَ فِيهِ اَيْضاً الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةَ بِسَبَبِ كُفْرِهِ وَطُغْيَانِهِ اَنَّهُ زَنِيمٌ؟ وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي ضَرَبَ سُبْحَانَهُ فِيهِ الْمَثَلَ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِامْرَاَةِ فِرْعَوْنَ وَلَمْ يُعَيِّرْهَا بِمَا فَعَلَ زَوْجُهَا الطَّاغِيَةُ الاَكْبَرُ؟ وَلَمْ يُعَيِّرْ نُوحاً بِمَا فَعَلَتْ زَوْجَتُهُ وَبِمَا فَعَلَ ابْنُهُ؟ وَلَمْ يُعَيِّرْ لُوطاً بِمَا فَعَلَتْ زَوْجَتُهُ؟ وَلَمْ يُعَيِّرْهُ بِمَا فَعَلَ قَوْمُهُ مِنْ اَقْذَرِ الْفَوَاحِشِ عَلَى وَجْهِ الاَرْضِ؟ وَلَمْ يُعَيِّرْ اِبْرَاهِيمَ بِمَا فَعَلَ اَبُوهُ؟ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى جَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ؟ وَلَمْ يُعَيِّرْ خَالِداً اَيْضاً بِمَا فَعَل اَبُوهُ؟ وَهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ هَذِهِ الاَمْثِلَةِ لايَتَّسِعُ الْمَجَالُ لِذِكْرِهَا؟ فَسُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضَ؟ وَلَمْ يَاْنَفْ مِنَ الاسْتِمَاعِ اِلَى شَكْوَى وَتَوْبَةِ وَاسْتِغْفَارِ الْبَشَرِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَحَطِّ النَّاسِ وَاَوْضَعِهِمْ وَاَقْذَرِهِمْ؟ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً اِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالاَرْضُ بِدَلِيلِ آيَةِ الْفَاحِشَةِ وَالتَّوْبَةِ مِنْهَا وَعَدَمِ الاِصْرَارِ عَلَيْهَا فِي سُورَةِ آلَ عِمْرَان رقم 135؟؟ فَكَانَ اِذَا دَفَعَ لَهُ مِائَةً مِنَ الاِبِلِ؟ اَعْطَاهُ وَلَدَهُ؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَحْدُثُ بِالاِكْرَاهِ؟ بِمَعْنَى الاِجْبَارِ عَلَى هَؤُلاءِ الْفَتَيَاتِ الاِمَاءِ؟ فَجَاءَتْ اِحْدَاهُنَّ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ اِلَى اَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَشَكَتْ لَهُ مَا يَفْعَلُ سَيِّدُهَا مَعَهَا؟ وَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ تُرِيدُ اَنْ تَجْعَلَ اَبَا بَكْرٍ وَاسِطَةً بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ فَذَهَبَ اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اِلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ؟ يَحْمِلُ لَهُ شَكْوَى هَاتِيكَ الْجَوَارِي؟ اَللائِي كُنَّ يُكْرَهْنَ عَلَى الزِّنَى؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اِقْبِضْهُنَّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَحْجُزَهُنَّ عِنْدَكَ؟ وَلاتَسْمَحْ لَهُنَّ بِالْهَرَبِ؟ وَلاتَسْمَحْ لِسَيِّدِهِنَّ بَعْدَ الْيَوْمِ اَنْ يَاْخُذَهُنَّ؟ فَلَمَّا سَمِعَ عَدُوُّ اللهِ بْنُ سَلُولٍ ذَلِكَ؟ اِسْتَشَاطَ غَيْظاً؟ وَصَاحَ قَائِلاً؟ مَنْ يَعْذُرُنِي فِي مُحَمَّدٍ؟ فَاِنَّهُ قَدْ اَفْسَدَ عَلَيْنَا كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْعَبِيدَ وَالاِمَاءَ؟ نَعَمْ اَخِي كَثِيراً مَا نَسْمَعُ هَذِهِ النَّغْمَةَ الْخَبِيثَةَ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ الَّذِينَ يَتَّهِمُونَ الاِسْلامَ وَرَسُولَهُ بِالاِرْهَابِ وَالْفَسَادِ؟ وَاَتَحَدَّى اَنْ يَكُونَ اَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْماً مِنَ الاَيَّامِ اتَّهَمَ عِيسَى اَوْ مَوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ بِمَا يَتَّهِمُونَ بِهِ الاِسْلامَ وَرَسُولَهُ مِنَ الاِرْهَابِ؟ عَلَى الرَّغْمِ مِمَّا حَصَلَ وَمَا زَالَ يَحْصُلُ اِلَى الآنَ مِنَ الاِرْهَابِ الصَّلِيبِيِّ الْمُتَصَهْيِنِ وَمِنْ رُؤَسَائِهِمْ حَاخَامَاتِ اَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَعُمَلائِهِمُ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الشَّعْبَ السُّورِيَّ وَالاَرَاكَانِيَّ بِدَمٍ بَارِدٍ؟ وَلَمْ يَنْظُرْ اَعْدَاءُ اللهِ اَبَداً يَوْماً مِنَ الاَيَّامِ؟ وَلَنْ يَنْظُرُوا؟ وَاِذَا نَظَرُوا فَلَنْ يَفْهَمُوا اَبَداً قَوْلَهُ تَعَالَى{وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ؟ قَالُوا اِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ؟ اَلَا اِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ؟ وَلَكِنْ لايَشْعُرُونَ(لاَنَّ اللهَ اَعْمَى قُلُوبَهُمْ؟ وَكَمْ مِنِ ابْنِ سَلُولٍ يَسُلُّ سَيْفَهُ وَحِقْدَهُ وَكَرَاهِيَتَهُ وَضَغِينَتَهُ عَلَى الاِسْلامِ وَاَهْلِهِ؟ وَكُلُّ ذَلِكَ لِمُجَرَّدِ الْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ وَالْحَسَدِ وَالطَّمَعِ الَّذِي لايَشْبَعُ مِنْ خَيْرَاتِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَاَخْمَاسِهِمْ لَوْ تَشَيَّعُوا؟ وَلَوْ حَصَلُوا مِنْهُمْ عَلَى وَلائِهِمْ لاَهْلِ الْبَيْتِ كَمَِا يُرِيدُونَ؟ فَاِنَّهُمْ لَنْ يَشْبَعُوا مِنْ دِمَائِهِمْ وَاَعْرَاضِهِمْ وَاَمْوَالِهِمْ؟ حَتَّى يُعْلِنُوا الْبَرَاءَ قَبْلَ الْوَلاءِ مِمَّنْ كَانَ حَرِيصاً عَلَى تَحْصِيلِ حُقُوقِ الْفُقُرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَخَاصَّةً مِنْ الَّذِينَ يَنْهَبُونَهُمْ وَيَسْرِقُونَهُمْ مِنْ اَهْلِ الْخُمْسِ وَ اَبْنَاءِ الْمُتْعَةِ وَالزَِّنَى؟ الَّذِينَ يُفَضِّلُونَ اِعْطَاءَ الْخُمْسِ اِلَى مَنْ لَيْسُوا بِحَاجَتِهَا؟ عَلَى اِعْطَاءِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ لِمَنْ هُمْ بِحَاجَتِهَا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّ اَعْدَاءَ اللهِ هَؤُلاءِ مِنَ الْمُعَمَّمِينَ؟ هُمْ اَحْفَادُ الَّذِينَ كَانَ اَبُو بَكْرٍ يُحَارِبُ اَجْدَادَهُمْ مِنَ الْمُرْتَدِّينَ وَمَانِعِي الزَّكَاةِ؟ وَمِنْ عَجَائِبِ سُخْرِيَةِ الْقَدَرِ بِدُوَلِ الْعَالَمِ وَمِنْهَا دُوَلُ عَدَمِ الانْحِيَازِ؟ اَنْ يَسْتَمِعُوا بِاهْتِمَامٍ اِلَى اِيرَانَ وَهِيَ تَسْتَجْدِيهَا؟ مِنْ اَجْلِ التَّخْفِيفِ مِنْ آثَارِ الْعُقُوبَاتِ المعروفة؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ عُقُوبَاتِ الْعَالَمِ كُلِّهِ؟ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى اِيرَانَ؟ فَلَنْ تُؤَثِّرَ عَلَيْهَا؟ وَلَنْ تَهُزَّ جِبَالَهَا رِيَاحُ الْعَالَمِ كُلِّهِ؟ اِلَّا اِذَا اَرَادَ اللهُ شَيْئاً آخَرَ؟ آهٍ ثُمَّ آهٍ ثُمَّ آهٍ عَلَى الْمَسَاكِينِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ؟ كَمْ يَتَقَطَّعُ قَلْبِي عَلَيْكُمْ حُزْناً وَاَلَماً؟ دُونَ اَنْ اَسْتَطِيعَ اَنْ اَفْعَلَ لَكُمْ شَيْئاً؟ وَوَاللهِ الَّذِي لا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَاَنْتُمْ مِنْ اَحَقِّ النَّاسِ بِمُسَاعَدَةِ جَمِيعِ دُوَلِ الْعَالَمِ مَادِّيّاً وَمَعْنَوِيّاً؟ لاَنَّ اَمْوَالَ الْعَالَمِ كُلَّهَا تَذْهَبُ اِلَى اِيرَان؟ نَعَمْ وَاَرْجُو اَنْ تُحْضِرُوا قَلَماً وَوَرَقَةً؟ ثُمَّ تَحْسُبُوا لِي عَدَدَ الشِّيعَةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ ثُمَّ تَضْرِبُوا النَّاتِجَ بِخُمْسِ اَمْوَالِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِشَكْلٍ تَقْرِيبِيٍّ اَوْ تَقْدِيرِيٍّ؟ حَتَّى تَصِلُوا بِالنَّتِيجَةِ اِلَى الاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ الَّتِي لاتَاْكُلُهَا النِّيرَانُ؟ وَاللهُ وَحْدَهُ يَعْلَمُ اَيْنَ يُوَظِّفُونَهَا؟ فَهَلْ اَدْرَكْتُمُ الآنَ سَبَبَ تَحَالُفِ الْعَالَمِ كُلِّهِ مَعَهُمْ ضِدَّ ثَوْرَتِكُمْ؟ وَخَاصَّةً عُبَّادَ الصَّلِيبِ الصَّهايِنَةَ الْمُجْرِمِين؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ نَفْطَ الْخَلِيجِ وَالسُّعُودِيَّةِ وَالْعِرَاقِ وَالْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ؟ لايُسَاوِي شَيْئاً مُقَابِلَ الاَمْوَالِ الْهَائِلَةِ الطَّائِلَةِ الَّتِي تَصِلُ اِلَى اِيرَانَ بِلا حِسَابٍ وَلارَقِيبٍِ؟ وَاَنَّ التَّبَرُّعَاتِ الَّتِي تَجْمَعُونَهَا لاِغَاثَةِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ؟ لاتُسَاوِي شَيْئاً بِالْمُقَارَنَةِ مَعَ التَّبَرُّعَاتِ الَّتِي يَجْمَعُونَهَا مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ حُسَيْنِيَّةٍ فِي مِصْرَ اَوْ تُونُسَ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْبِلادِ الْعَرَبِيَّةِ؟ بَلْ هُمْ حَرِيصُونَ جِدّاً عَلَى تَشَيُّعِ الْعَالَمِ كُلِّهِ بِمَا فِيهِ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ؟ لاحُبّاً بِآلِ الْبَيْتِ؟ وَلا مِنْ اَجْلِ جَلْبِ اَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ الْمُوَالِينَ لَهُمْ؟ وَلَكِنْ طَمَعاً بِالْخُمْسِ مِنْ كُلِّ سُنِّيٍّ اَوْ عَلَوِيٍّ يَتَشَيَّع؟ نَعَمْ اِنَّهُ جُوعُ الطَّمَعِ الَّذِي لايَشْبَعُ مِنْ حُبِّ الْمَالِ اَبَداً؟ وَلِكِنَّ سُخْرِيَةَ الْقَدَرِ كَمَا ذَكَرْتُ لَكُمْ سَتَلْحَقُهُمْ دَائِماً رَغْماً عَنْهُمْ رَضُوا اَوْ لَمْ يَرْضَوْا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ؟؟ نَعَمْ مَنْ يَعْذُرُنِي فِي مُحَمَّدٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَدُوَّ اللهِ يَقْصِدُ قَائِلاً؟ مَنْ يُعْطِينِي عُذْراً وَلايَلُومُنِي اِذَا فَعَلْتُ بِمُحَمَّدٍ مَكْرُوهاً؟ فَاِنَّهُ غَلَبَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ حَتَّى جَعَلَ الاِمَاءَ تَتَغَلَّبُ عَلَيْنَا؟ حَتَّى اَفْسَدَ عَلَيْنَا عَيْشَنَا؟ فَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُواعَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(وَالْعَرَضُ هُوَ الْمَتَاعُ؟ وَسُمِّيَ عَرَضاً لِمَاذَا؟ لاَنَّهُ يَاْتِي وَيَذْهَبُ؟ كَمَا تَسْتَعْرِضُ شَيْئاً اَمَامَكَ اَخِي؟ كَالْعَرْضِ الْعَسْكَرِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْعُرُوضِ؟ فَهَذَا الْعَرْضُ يَمُرُّ وَيَذْهَبُ؟ ثُمَّ يَاْتِي غَيْرُهُ مِنَ الْمُسْتَعْرِضِينَ؟ وَهَكَذَا الدُّنْيَا اَيْضاً؟ اِمَّا اَنْ تَاْتِيَ اِلَيْكَ اَخِي بِاسْتِعْرَاضِهَا لِزَخَارِفِهَا وَزِينَتِهَا وَاَمْوَالِهَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟ اَوْ تَذْهَبَ عَنْكَ وَتَتْرُكَكَ مُفْلِساً فَقِيراً؟ اَوْ اَنْتَ تَذْهَبُ عَنْهَا زَاهِداً عَنْ حَرَامِهَا؟ اَوْاِلَى رَحْمَةِ رَبِّكَ؟ وَهَذِهِ هِيَ حَالُ الدُّنْيَا؟ تَمُرُّ وَتَذْهَبُ اَيْضاً بِمَنْ فِيهَا؟ ثُمَّ تَاْتِي بِغَيْرِهِمْ؟ اَرْحَامٌ يَدْفَعُهَا خَالِقُهَا وَاَرْضٌ خَلَقَهَا لِتَبْلَعَ بِاِذْنِهِ؟ وَسَيَاْتِي يَوْمٌ لاتُبْقِي فِيهِ عَلَى اَحَدٍ؟ حِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار( نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ نَهَى سُبْحَانَهُ عَنْ اِكْرَاهِ الْفَتَيَاتِ؟ لَكِنْ هُنَا مُلاحَظَةٌ مُهِمَّةٌ فِي الآيَةِ الْكَرِيمَةِ نَرَاهَا وَاضِحَةً؟ وَتُفِيدُ بِاَنَّ هَذَا التَّحْرِيمَ لِلاِكْرَاهِ عَلَى الْبِغَاءِ فِي ظَاهِرِهِ يَكُونُ بِشَرْطَيْنِ؟ اَلشَّرْطُ الاَوَّلُ{اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّناً(أيْ تَعَفُّفاً وَبُعْداً وَامْتِنَاعاً عَنِ الزِّنَى(وَالشَّرْطُ الثَّانِي؟ اَنْ يَبْتَغِيَ سَيِّدُهُنَّ بِذَلِكَ الْمَالَ؟ وَهُوَ عَرَضُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الْمَقْصُودِ فِي الآيَةِ غَالِباً(فَاِذَا اَخَذْنَا بِظَاهِرِ مَعْنَى الآيَةِ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ؟ اِذَا كَانَ ذَلِكَ الْبِغَاءُ بِرِضَاهُنَّ؟ وَبِدُونِ مَالٍ مِنْ عَرَضِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَلا يَكُونُ ذَلِكَ الْبِغَاءُ حَرَاماً؟ وَهَذَا هُوَ ظَاهِرُ مَعْنَى الآيَةِ؟ وَلَكِنْ هَلْ ظَاهِرُهَا هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ حَقِيقَةً هُنَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لا؟ وَاِنَّمَا قَيَّدَ سُبْحَانَهُ بِهَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ؟ لاَنَّهُمَا شَرْطَا الْحاَلَةِ الْغَالِبَةِ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا؟ فَلا مَفْهُومَ لِهَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ بِمَعْنَى اَنَّهُ لايَكُونُ مَفْهُوماً صَحِيحاً اَبَداً مِنْ قََرِيبٍ اَوْ بَعِيدٍ فِي اِبَاحَةِ الْبِغَاءِ بِنَاءً عَلَى عَدَمِ وُجُودِهِمَا؟ بَلْ هُوَ مَفْهُومٌ خَاطِىءٌ لَهُمَا مِنْ قَارِىءِ الْقُرْآنِ اَوْ مُسْتَمِعِهِ؟ وَاِنَّمَا نَفْهَمُ مِنْهُمَا تَحْرِيمَ الْبِغَاءِ عَلَى اِطْلاقِهِ بِهِمَا اَوْ مِنْ دُونِهِمَا؟ بَلْ تَحْرِيمَ الْقُرْبِ مِنْ مَوَاضِعِهِ الْمَشْبُوهَةِ؟ بِدَلِيِلِ قََوْلِهِ تَعَالَى{وَلاتَقْرَبُوا الزِّنَى؟ اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}وَكَذَلِكَ هُوَ الْحَالُ عِنْدَ اَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{لاتَاْكُلُوا الرِّبَا ((اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً)) كَمَا سَيَاْتِي؟ فَلا نَفْهَمُ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ اَبَداً؟ اَنَّهُ يَجُوزُ اَكْلُ الرِّبَا بِنِسْبَةٍ قَلِيلَةٍ وَلَوْ بِمِقْدَارِ دِرْهَمٍ؟ وَاِنَّمَا نَفْهَمُ مِنْهَا تَوْبِيخَهُ الشَّدِيدَ سُبْحَانَهُ؟ وَانْتِقَادَهُ اللاذِعَ؟ لِهَذِهِ الْحَالَةِ الْمُقْرِفَةِ؟ مِنَ الْجَشَعِ وَالطَّمَعِ الَّذِي لايَشْبَعُ؟ مِنْ اَكْلِ الرِّبَا؟ وَالْبِغَاءِ وَالاِكْرَاهِ عَلَيْهِ؟ وَقَبْضِ الاَرْبَاحِ الْفَاحِشَةِ الْحَرَامِ مِنْهُمَا(بِمَعْنَى اَنَّ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ؟ يَحْكِيَانِ الْحَالَةَ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا هَؤُلاءِ الْفََتَيَاتُ الاِمَاءُ؟ وَهُنَّ مُكْرَهَاتٍ مَجْبُورَاتٍ عَلَى الْبِغَاءِ مِنْ اَسْيَادِهِنَّ؟ بِقَصْدِ التَّوْبِيخِ لَهُمْ دُونَهُنَّ؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهَا اِذَا كَانَتْ رَاضِيَةً؟ اَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا؟ اَوْ لِسَيِّدِهَا؟ اَنْ تَتَجَاوَبَ مَعَهُ؟ اَوْ بِاِرَادَتِهَا مُنْفَرِدَةً؟ مِنْ اَجْلِ مُمَارَسَةِ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ التَّهْدِيدَ وَالتَّوْبِيخَ وَالْوَعِيدَ وَاللَّعْنَةَ تَشْمَلُهَا اَيْضاً مَعَ سَيِّدِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى مَادِحاً عِبَادَ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ لايَزْنُونَ؟ فَاِذَا زَنَوْا قَالَ تَعَالَى{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اَثَامَا؟ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً؟ اِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً؟ فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ؟ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً( وَبَِشَرْطٍ آخَرَ اَيْضاً وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى اَيْضاً{وَالَّذِينَ اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً؟ اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ؟ ذَكَرُوا اللهَ؟ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ؟ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ؟ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ(وَاَهَمُّ شَيْءٍ فِي الْمَوْضُوعِ؟ هُوَ اعْتَِقَادُ الْعَبْدِ اَنَّ لَهُ رَبّاً وَاحِداً حَصْرِيّاً لاشَرِيكَ لَهُ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ؟ وَعَدَمُ الاِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ وَلَوْ كَانَ صَغِيراً؟ بَلِ الاِصْرَارُ عَلَى رَدِّ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ وَعَدَمُ الاِصْرَارِ عَلَى طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ مِنْهُمْ وَالسَّمَاحِ اِذَا لَمْ يَعْفُوا وَيَصْفَحُوا؟ بَلِ الاِصْرَارُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ جِدّاً جِدّاً عَلَى طَلَبِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ النَّادِمَةِ الْبَاكِيَةِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ؟ وَالاِسْتِغْفَارِ مِنَ الذَّنْبِ؟ وَالاعْتِرَافِ بِهِ اَمَامَ الرَّبِّ الْوَحِيدِ الْقَادِرِ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ مَهَْمَا كَانَتْ عَظِيمَةً؟ فَهُوَ اَعَْظَمُ رَحْمَةً وَفَضْلاً وَكَرَماً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مِنْ كُلِّ عِبَادِهِ الاَشِحَّةِ عَلَى الْخَيْرِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ الْحَالُ اَيْضاً بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا(فَلا نَفْهَمُ مِنْهُ اَبَداً اَنَّ سَيِّدَهَا اِذَا وَهَبَهَا لِضَيْفِهِ؟ لِيَتَمَتَّعَ بِهَا هَكَذَا مِنْ دُونِ اُجْرَةٍ مِنْ عَرَضِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ اَنَّه يَجُوزُ لَهَا اَنْ تُمَارِسَ مَعَ ضَيْفِهِ الْبِغَاءَ؟ مَعَاذَ اللهِ اَنْ نَفْهَمَ ذَلِكَ مِنَ هَذِهِ الآيَةِ؟ وَاِنَّمَا نَفْهَمُ مِنْهَا التَّوبِيخَ عَلَى الْوَاقِعِ الْمَرِيرِ الَّذِي يَحْكِيهِ سُبْحَانَهُ فِي مَعِيشَتِهِمُ الْحَقِيرَةِ؟ وَاَكْلِهِمْ لاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ مَهْمَا كَانَ الثَّمَنُ؟ وَلَوْ اَدَّى ذَلِكِ اِلَى تَرْخِيصِ الْعِرْضِ وَالشَّرَفِ وَالْكَرَامَةِ فِي سَبِيلِ تَحْصِيلِ الْمَالِ الْحَرَام؟ لاَنَّ الزِّنَى مُحَرَّمٌ شَرْعاً ؟سَوَاءٌ كَانَ بِاُجْرَةٍ؟ اَوْ بِغَيْرِ اُجْرَةٍ؟ وَسَوَاءٌ كَانَتِ هَذِهِ الْفَتَاةُ اَوِ الْمَرْاَةُ تُرٍِيدُ التَّحَصُّنَ وَالْبُعْدَ وَالامْتِنَاعَ عَنِ الزِّنَى ؟ اَوْ لاتُرِيدُهُ وَلاتَبْتَغِيهِ؟ وَسَواءٌ كَانَتْ هِيَ وَسَيِّدُهَا تَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا؟ اَوْ لاتَبْتَغِيهِ؟ وَاِلَّا كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ اَنَّ الْفَتَاةَ الاَمَةَ اِذَا فَعَلَتِ الْفَاحِشَةَ مِنْ دُونِ اِكْرَاهٍ مِنْ سَيِّدِهَا؟ فَاِنَّهَا رَغْماً عَنْهَا وَبِاِكْرَاهٍ مِنْ خَالِقِهَا تَخْضَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِذَا أحْصِنَّ فَاِنْ اَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ(وَقَدْ شَرَحْتُ ذَلِكَ بِالتَّفْصِيلِ فِي مُشَارَكَةٍ طَوِيلَةٍ بِعُنْوَان{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً( وَاَرْجُو اَنْ يَرْجِعَ اِلَيْهَا مَنْ لَمْ يَقْرَأْهَا وَيَبْحَثَ عَنْهَا فِي الْمُنْتَدَيَاتِ الْفَضَائِيَّةِ فَاِنِّي دَائِماً اُرَكِّزُ عَلَيْهَا فِي اِرْسَالِ جَمِيعِ مُشَارَكَاتِي بِسَبَبِ سُرْعَةِ التَّصَفُّحِ فِيهَا؟ وَلَكِنْ مَعَ الاَسَف قَامَتْ بَعْضُ الْمُنْتَدَيَاتِ مِنْهَا بِحَظْرِي مِنْ دُونِ سَبَبٍ يُقْنِعُنِي اَنَا شَخْصِيّاً عَلَى الاَقَلّ؟ مَعَ الْعِلمِ اَنَّ أيَّ مُنْتَدَى يَتَبَاطَأ فِي التَّصَفُّحِ مَعِي وَلا يَسْمَحُ لِي فِي التَّحَكُّمِ فِي حَجْمِ الْخَطِّ وَتَنْسِيقِ الْمُشَارَكَةِ؟ فَاِنِّي غَالِباً مَا اَقُومُ بِتَجَاهُلِهِ تَمَاماً مِنْ غَيْرِ تَفْكِيرٍ جَدِيدٍ بِالرَّجْعَةِ اِلَى زِيَارَتِهِ اَوِ الاشْتِرَاكِ فِيه؟ ويشهد الله اني واختي خيرات حسان واخي رحيق مختوم واختي اَفْنَان رحمهما الله لم نستفد في حياتنا ليرة واحدة على مشاركة واحدة من منتدى او من موقع مشهور؟ وما كان يهمنا في حياتنا كلها الا وجهه الكريم ومرضاته سبحانه؟ وَهُنَاكَ اَخِي اَمْثِلَةٌ عَلَى ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟ تُفِيدُ اَنَّ الْقَيْدَ بِالشَّرْطِ لايُعْمَلُ بِهِ؟ وَاِنَّمَا هُوَ حِكَايَةٌ عَنِ الْحَالِ الْمُخْزِي فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ؟ وَقَدْ ذَكَرْتُ لَكَ اَخِي آيَةَ الرِّبَا وَسَاَعُودُ اِلَيْهَا لاحِقَاً؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً آيَةُ الْمُحَرَّمَاتِ؟ وَالَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالنِّسَاءِ اللَّوَاتِي لايَجُوزُ الزَّوَاجُ مِنْهُنَّ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ؟ وَمِنْ جُمْلَةِ هَؤُلاءِ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَرَبَائِبُكُمُ ((اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ)) مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ؟ فَاِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ( وَكَلِمَةُ رَبَائِبُكُمْ هِيَ جَمْعٌ؟ مُفْرَدُهُ رَبِيبَةٌ؟ وَالرَّبِيبَةُ هِيَ ابْنَةُ الزَّوْجَةِ الاَرْمَلَةِ اَوِ الْمُطَلَّقَةِ مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا الْحَالِي الْجَدِيدِ؟ بَلْ مِنْ زَوْجِهَا الْمُتَوَفَّى اَوِ الَّذِي طَلَّقَهَا وَانْتَهَتْ عِدَّتُهَا مِنْهُ؟ وَهَذِهِ الْبِنْتُ تُسَمَّى رَبِيبَةً؟ لاَنَّهَا كَانَتْ حَسَبَ عَادَاتِهِمْ تُرَبَّى فِي بَيْتِ زَوْجِ اُمِّهَا؟ وَلِذَلِكَ تُسَمَّى رَبِيبَةً؟ وَمَنْ رُبِّيَ فِي غَيْرِ بَيْتِ اَبَوَيْهِ يُسَمَّى اَيْضاً بِالنِّسْبَةِ لاَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ رَبِيباً لِزَوْجِ اُمِّهِ اَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْقَوَّامِينَ عَلَى النِّسَاءِ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُونَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَبِيبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ لاَنَّهُ تَرَبَّى فِي بَيْتِهِ؟ وَلَمْ يَكُنْ زَوْجَ اُمِّهِ فِي النَّسَبِ؟ وَاِنَّمَا كَانَ ابْنَ عَمِّهِ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ وَلَمْ تَكُنْ خَدِيجَةُ عَلَيْهَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ اُمَّهُ فِي النَّسَبِ اَوِ الرَّضَاعِ؟ وَاِنَّمَا فِي الاِيمَانِ؟ وَرَابِطة ُاُمُومَةِ الاِيمَانِ اَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ رَابِطَةِ اُمُومَةِ النَّسَبِ اَوِ الرَّضَاعِ اَوِ الْمُصَاهَرَةِ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ لِعَائِشَةَ اُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ مِنَ الْحُقُوقِ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا يَفُوقُ حُقُوقَهُ عَلَيْهَا بِكَثِيرٍ جِدّاً وَلَوْ كَانَ اِمَامَ زَمَانِهَا؟ نَعَمْ اَخِي {وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخلْتُمْ بِهِنَّ(وَالْمَعْنَى كَمَا هُوَ مَعْرُوف؟ وَحُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ رَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ( وَنَفْهَمُ هُنَا مِنْ ظَاهِرِ الآيَةِ؟ وَالْحَمْدُ للهِ لَسْنَا مِنْ اَهْلِ الظَّاهِرِ؟ اَنَّ الرَّبِيبَةَ لاتَكُونُ حَرَاماً؟ اِلَّا اِذَا تَوَفَّرَ فِيهَا الشَّرْطُ الاَوَّلُ؟ وَهُوَ اَنْ تَتَرَبَّى فِي بَيْتِ زَوْجِ اُمِّهَا تَحْدِيداً؟ بِمَعْنَى اَنَّ ابْنَةَ زَوْجَتِهِ الرَّبِيبةَ خَارِجَ بَيْتِهِ عِنْدَ اَبِيهَا اَوْ اَقْرِبَاءِ اَبِيِهَا وَ اُمِّهَا تَكُونُ حَلالاً لِزَوْجِ اُمِّهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَتَزَوَّجَهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ مَعَاذَ الله؟ هِيَ حَرَامٌ عَلَيْهِ؟ سَوَاءٌ تَرَبَّتْ فِي بَيْتِهِ؟ اَوْ خَارِجَ بَيْتِهِ؟ لاَنَّ الْعُلَمَاءَ اتَّفَقُوا جَمِيعاً عَلَى اَنَّ هَذَا الشَّرْطَ الْمَذْكُورَ فِي الآيَةِ مُلْغَى؟ بِمَعْنَى اَنَّ ابْنَةَ الزَّوْجَةِ سَوَاءٌ تَرَبَّتْ فِي بَيْتِ زَوْجِ اُمِّهَا؟ اَوْ لَمْ تَتَرَبَّ؟ فَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِ بِالشَّرْطِ الآتِي؟ اِذَا عَقَدَ عَلَى اُمِّهَا وَدَخَلَ بِهَا؟ بِمَعْنَى عَاشَرَهَا الْمُعَاشَرَةَ الْجِنْسِيَّةَ الْحَلالَ الْمَعْرُوفَة؟ وَاَمَّا اِذَا عَقَدَ عَلَى اُمِّهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِاُمِّهَا؟ ثُمَّ طَلَّقَ اُمَّهَا؟ فَاِنَّ هَذِهِ الرَّبِيبَةَ لاتَحْرُمُ عَلَيْهِ؟ وَيَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ(وَاَمَّا اِذَا عَقَدَ عَلَى ابْنَتِهَا؟ فَاِنَّ اُمَّهَا تَحْرُمُ عَلَيْهِ بِمُجَرَّدِ الْعَقْدِ عَلَى ابْنَتِهَا حُرْمَةً مُؤَبَّدَةً وَلَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِابْنَتِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ( لاَنَّ الزَّوْجَ اِذَا طَلَّقَ ابْنَتَهَا مِنْ دُونِ دُخُولٍ اَوْ بَعْدَ الدُّخُولِ ثُمَّ تَزَوَّجَ بِاُمِّهَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ؟ فَاِنَّ ابْنَتَهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصْبِرَ عَنْ عَدَاوَةِ اُمِّهَا وَكُرْهِهَا وَبُغْضِهَا الشَّدِيدِ لَهَا بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ الْقَاتِلَةِ؟ بِعَكْسِ الاُمِّ الَّتِي تَسْتَطِيعُ اَنْ تَصْبِرَ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ اِذَا تَزَوَّجَ ابْنَتَهَا مِنْ دُونِ اَنْ يَدْخُلَ عَلَى اُمِّهَا وَلَوْ لََمْ تَكْتَحِلْ عَيْنُ الاُمِّ مِنَ الشُّعُورِ بِعُسَيْلَتِهِ الْجِنْسِيَّةِ اللَّذِيذَةِ الحلال؟لاَنَّ الاُمَّ تُفَضِّلُ اَنْ تَنْزِعَ لُقْمَةَ الطَّعَامِ مِنْ فَمِهَا وَلاتَرَى ابْنَتَهَا جَائِعَةً حَتَّى وَلَوْ كَانَ جُوعاً جِنْسِيّاً؟ لاَنَّ الاُمَّ هِيَ رَمْزٌُ لِلتَّضْحِيَةِ وَالْفِدَاءِ لاَوْلادِهَا اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهَا تُفَضِّلُ اَنْ تُضَحِّيَ بِسَعَادَتِهَا وَلَوْ مَعَ حَبِيبِ قًلْبِهَا الَّذِي لَمْ يُلامِسْهَا فِي سَبِيلِ سَعَادَةِ ابْنَتِهَا؟ وَلايَتَفَوَّقُ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْحَنَانِ اِلَّا خَالِقُهُمُ الْحَنَّانُ المَنَّانُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ؟ فَكَانَ حَنَانُ الْوَالِدَيْنِ وَتَضْحِيَتُهُمْ تِجَاهَ اَوْلادِهِمْ دَائِماً بِعَكْسِ اَنَانِيَّةِ الاَوْلادِ وَمِنْهُمُ ابْنَتُهَا الَّتِي قَدْ تُفَضِّلُ اَنْ تَبْنِيَ سَعَادَتَهَا عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ اُمِّهَا؟وَلاتُرِيدُ لاُمِّهَا اَنْ تُشَارِكَهَا فِي رَجُلٍ وَلَوْ لَمْ تَكْتَمِلْ فَرْحَتُهَا مَعَهُ بِمُلامَسَتِهَا وَجِمَاعِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَتَدَخَّلُ بِوَسَاوِسِهِ اللَّعِينَةِ وَيُوهِمُهَا اَنَّ اُمَّهَا قَدْ سَلَبَتْ سَعَادَتَهَا مِنْهَا بِزَوَاجِهَا مِمَّنْ طَلَّقَ ابْنَتَهَا؟ وَاِلَّا اَيْضاً تَسَبَّبَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَلْعُونُ بِاَفْظَعِ الْمَفَاسِدِ عِنْدَ اللهِ مِنْ عُقُوقٍ وَ قَطِيعَةِ لِلاَرْحَامِ بَيْنَ الاُمِّ وَابْنَتِهَا؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ التَّحْرِيمُ مِنْ اَجْلِ دَرْءِ هَذِهِ الْمَفَاسِدِ الْمَلْعُونَةِ؟ وَمِنْ هُنَا جَاءَتِ الْقَاعِدَةُ الشَّرْعِيَّة؟ اَلْعَقْدُ عَلَى الْبَنَاتِ يُحَرِّمُ الاُمَّهًاتِ؟ وَالدُّخُولُ بِالاُمَّهَاتِ يُحَرِّمُ الْبَنَاتِ؟ بِمَعْنَى حُرْمَةً مُؤَبَّدَةً فِي الْحَالَتَيْنِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَكِنْ مِنْ بَابِ الاَمَانَةِ الْعِلْمِيَّةِ اَقُولُ لَكَ؟ اَنَّ اَهْلَ الظَّاهِرِ اَخَذُوا بِهَذَا الشَّرْطِ فِي الآيَةِ؟ وَلَمْ يَقُومُوا بِاِلْغَائِهِ؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ(فَقَالُوا اَنَّهَا لاتَحْرُمُ عَلَيْهِ اِذَا لَمْ تَتَرَبَّى فِي حِجْرِهِ؟ لَكِنَّ بَِقِيَّةَ الْفُقَهَاءِ وَالْعُلَمَاءِ قَالُوا جَمِيعاً بِاَنَّهَا تَحْرُمُ عَلَيْهِ سَوَاءً رُبِّيَتْ فِي حِجْرِهِ اَوْ لَمْ تَتَرَبَّ فِي حِجْرِهِ؟ نَعَمْ اَخِي وَاُعِيدُ الْكَلامَ لاَهَمِّيَّتِهِ{وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ؟ فَاِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ(وَاُعِيدُ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ لِلاَهَمِّيَّةِ؟ اَلْعَقْدُ عَلَى الْبَنَاتِ يُحَرِّمُ الاُمَّهَاتِ؟ وَالدُّخُولُ بِالاُمَّهَاتِ يُحَرِّمُ الْبَنَاتِ؟ لَكِنْ مَا الْمَقْصُودُ بِالاُمِّ اَخِي هُنَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَصْلُكَ اَخِي مِنْ جِهَةِ الاِنَاثِ بَنَاتِ حَوَّاءَ عَلَيْهَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ؟ وَيَشْمَلُ هَذَا الاَصْلُ اُمَّكَ؟ وَاُمَّ اُمِّكَ؟ وَاُمَّ اُمِّ اُمِّكَ؟ وَهُنَّ جَدَّاتُكَ؟ وَهُنَّ اَصْلُ الاِنْسَانِ مِنْ جِهَةِ الاِنَاثِ لا الرِّجًالِ؟ وَهَكَذَا دَوَالَيْكَ؟ فَبِمُجَرَّدِ اَنْ يَعْقِدَ الاِنْسَانُ عَلَى فَتَاةٍ مَا؟ نَعَمْ بِمُجَرَّدِ الْعَقْدِ تَحْرُمُ عَلَيْهِ اُمُّهَا؟ بِمَعْنَى حَمَاتُهُ؟ وَتَحْرُمُ عَلَيْهِ اَيْضاً اُمُّ اُمِّهَا جَدَّتُهَا؟ وَاُمُّ اُمِّ اُمِّهَا اِنْ وُجِدَتْ؟ فَبُِمُجَرَّدِ الْعَقْدِ عَلَى حَفِيدَتِهِنَّ تَحْرُمُ عَلَيْهِ اُمُّهَا وَجَدَّاتُهَا جَمِيعاً وَاِنْ عَلَوْنَ اِلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام؟ لاَنَّ الْعَقْدَ عَلَى الْبَنَاتِ يُحَرِّمُ الامهات؟ فَلَوْ اَنَّ اِنْسَاناً عَقَدَ عَلَى فَتَاةٍ مَا فَطَلَّقَهَا؟ اَوْ مَاتَتْ؟ هَلْ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اُمِّهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لا؟ لاَنَّهَا حُرْمَةٌ مُؤَبَّدةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اُمِّهَا سَبَبُهَا الْمُصَاهَرَةُ مِنَ ابْنَتِهَا؟ وَاَصْلُ التَّحْرِيمِ وَسَبَبُهُ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الاُخْوَةُ جَاءَ مِنْ ثَلاثَةِ اَنْوَاعٍ وَاَسْبَابٍ؟ وَهِيَ بِسَبَبِ النَّسَبِ؟ وَبِسَبَبِ الرَّضَاعِ؟ وَبِسَبَبِ الْمُصَاهَرَةِ؟ وَهُنَا فِي حَالَتِنَا هَذِهِ جَاءَتِ الْحُرْمَةُ الْمُؤَبَّدَةُ بِسَبَبِ الْمُصَاهَرَةِ بِمُجَرَّدِ الْعَقْدِ فَقَطْ عَلَى الْبَنَاتِ مِمَّا اَدَّى اِلَى تَحْرِيمِ الاُمَّهَاتِ؟ وَاَمَّا بِالْعَكْسِ؟ فَلَوْ عَقَدَ عَلَى الاُمِّ؟ ثُمَّ هَذِهِ الاُمُّ قَبْلَ اَنْ يَدْخُلَ بِهَا طَلَّقَهَا اَوْ مَاتَتْ؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَزَوَّجَ بِابْنَتِهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ يَجُوزُ وَلاحَرَجَ عَلَيْهِ؟ وَلكِنْ بَعْدَ مُرُورِ ثَلاثَةِ اَيَّامٍ مِنَ الْحِدَادِ عَلَيْهَا مِنْ زَوْجِهَا وَابْنَتِهَا اِذَا مَاتَتِ الاُمُّ زَوْجَتُهُ قَبْلَ اَنْ يَدْخُلَ بِهَا وَذَلِكَ اَفْضَلُ لَهُ وَلابْنَتِهَا احْتِرَاماً لِمَشَاعِرِهَا وَحُزْنِهَا عَلَى اُمِّهَا لَكِنَّهُ لَيْسَ مُلْزَماً بِهِ؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ اُمّاً مُطَلَّقًةً قَبْلَ دُخُولِهِ بِهَا فَلا عِدَّةَ عَلَيْهَا بِنَصِّ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَبِدَلِيلِ الآيَةِ رقم 49 مِنْ سُورَةِ الاَحْزَابِ؟ وَذَلِكَ حَسَبَ الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ؟ وَاُعِيدُهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْفَظُوهَا جَيِّداً؟ مُجَرَّدُ الْعَقْدِ فَقَطْ عَلَى الْبَنَاتِ يُحَرِّمُ الاُمَّهَاتِ؟ وَلايُحَرِّمُ الْبَنَاتِ اِلَّا الدُّخُولُ بِالاُمَّهَاتِ؟ وَاَرْجُو اَنْ يَكُونَ كَلامِي وَاضِحاً وَمَفْهُوماً؟ لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَا الْمَقْصُودُ بِالدُّخُولِ عَلَى الاُمِّ هُنَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَقُول؟ اَلْمَقْصُودُ بِالدُّخُولِ؟ اِنَّمَا هُوَ الْمُعَاشَرَةُ الزَّوْجِيَّةُ وَالْجِمَاعُ الْمَعْرُوف؟ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ؟ لايُشْتَرَط ُذَلِكَ؟ فَاِذَا عَقَدَ عَلَيْهَا؟ ثُمَّ خَلا بِهَا؟ ثُمَّ لَمَسَهَا اَوْ قَبَّلَهَا؟ حَتَّى وَلَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَةِ؟ فَاِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ دُخُولاً بِهَا؟ بِسَبَبِ خَلْوَى شَرْعِيَّةٍ صَحِيحَةٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّ مَفْهُومَ الدُّخُولِ عِنْدَهُمْ هُوَ بِمُجَرَّدِ الْخَلْوَى وَاللَّمْس ِوَالتَّقْبِيلِ وَلَوْ لَمْ يَكْتَمِلْ بِالْجِمَاعِ كَالْمِيلِ فِي الْمِكْحَلَةِ؟ وَالْمِيلُ فِي الْمِكْحَلَةِ هُوَ كِنَايَةٌ عَنْ اِيلاجِ اَوْ اِدْخَالِ الْقَضِيبِ الذَّكَرِيِّ وَهُوَ عُضْوُ الرَّجُل ِالتَّنَاسُلِيُّ فِي رَحِمِ الْمَرْاَةِ؟ وَلاحَيَاءَ فِي الدِّينِ؟ لاَنَّ هَذِهِ الاُمُورَ يَجِبُ اِيضَاحُهَا شَرْعاً؟ وَبَعْضُ النَّاسِ لايَفْهَمُونَهَا اِذَا لَمْ نُطْعِمْهُمْ اِيَّاهَا بِالْمِلْعَقَةِ بِاَيْدِينَا) وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيق؟ اَنَّنَا لا نُفْتِي بِالرَّاْيِ الَّذِي يَقُولُ بِِِمُجَرَّدِ اللَّمْسِ وَالتَّقْبِيلِ وَالْخَلْوَى مِنْ دُونِ اِيلاجٍ اِذَا كَانَ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقاً بِابْنَتِهَا اِلَى دَرَجَةِ الْحُبِّ وَالْعِشْقِ وَالْهُيَامِ الْقَاتِلِ؟ كَمَا اَنَّنَا نُفْتِي بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ مُشْبِعَاتٍ لِنَفْسِ السَّبَبِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ [اِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ؟ اِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الاَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيض( وَاَمَّا اِذَا كَانَ الاَمْرُ خِلافَ ذَلِكَ؟ فَاِنَّنَا نُفْتِي بِتَحْرِيمِ الْبِنْتِ بِمُجَرَّدِ الْقُبْلَةِ وَاللَّمْسَةِ لاُمِّهَا؟ وَبِمُجَرَّدِ الْمَصَّةِ وَالْمَصَّتَيْنِ مِنْ ثَدْيِ الْمَرْاَةِ الْمُرْضِعَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُحَرَّمَاتِ بِسَبَبِ الرَّضَاع؟ وَذَلِكَ مِنْ اَجْلِ الْخُرُوجِ الاَمِينِ الْمُشَرِّفِ مِنْ خِلافِ الْعُلَمَاءِ؟ وَاَدْعُو اللهَ دَائِماً اَنْ نَكُونَ مِنَ الْمُوَفِّقِينَ بَيْنَ آرَائِهِمْ مَااسْتَطَعْنَا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ وَالْخُلاصَةُ اَخِي؟ اَنَّ الشَّرْطَ الاَوَّلَ فِي الآيَةِ لايُعْمَلُ بِهِ؟ اِلَّا عِنْدَ اَهْلِ الظَّاهِرِ؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ}وَاَمَّا الشَّرْطُ الثَّانِي؟ فَاِنَّهُ يُعْمَلُ بِهِ باِتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ جَمِيعاً؟ عَلَى خِلافٍ بَيْنَ الْبَعْضِ مِنْهُمْ فِي مَفْهُومِ الدُّخُولِ كَمَا شَرَحْنَا قَبْلَ قَلِيل؟؟ وَمِنْ بَابِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْم ِنَضْرِبُ اَمْثِلَة اُخْرَى؟ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي سُورَةِ آلَ عِمْرَان{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاتَاْكُلُوا الرِّبَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَة( وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ {يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقَِيَ مِنَ الرِّبَا(فَمَا هُوَ مَوْقِفُ الْعُلَمَاءِ وَالْمُفَسِّرِين؟ وَمَا هُوَ رَاْيُهُمْ بِالنِّسْبَةِ لِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْن؟بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَقُول؟ اَلشَّرطُ الْمَوْجُودُ فِي آيَةِ آلَ عِمْرَانَ لايُعْمَلُ بِهِ؟ وَاِنَّمَا كَانَ يَحْكِي الْحَالَةَ وَالْوَاقِعَ الرِّبَوِيَّ الْفَاحِشَ الْمُضَاعَفَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْه؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ وَللهِ الْمَثَلُ الاَعْلَى؟ فُلانٌ مِنَ النَّاسِ لَهُ عََلَيْكَ دَيْنٌ اَخِي؟ وَجَاءَ وَقْتُ وَفَائِكَ لِهَذَا الدَّيْنِ؟ فَتَقُولُ لَهُ اَخِي اَجِّلْنِي؟ فَيَقُولُ لَكَ اَجَّلْتُكَ عَلَى شَرْطِ؟ اَنْ تُرْبِيَنِي؟ بِمَعْنَى تَزِيدَنِي ضِعْفاً اَوْ ضِِعْفَيْنِ؟ فَهَذِهِ الآيَةُ كَمَا قُلْنَا؟ تَحْكِي الْحَالَةَ الشَّنِيعَةَ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا الْمُرَابُونَ؟ وَلاتَتَعَارَضُ مَعَ آيَةِ الْبَقَرَةِ؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى {وَذَرُوا مَا بَقِي مِنَ الرِّبَا} وَهَذَا هُوَ الرَّاْيُ الاَوَّلُ لِبَعْضِ الْعُلَمَاءِ؟ بِدَلِيلِ اَنَّهَا جَاءَتْ فِي مَعْرِضِ الْحَدِيثِ عَنْ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ اُحُدٍ؟ بَعْدَ اَنْ قَطَعَ اللهُ الْحَدِيثَ عَنْهَا فَجْأةً؟ وَجَاءَ الرِّبَا كَمُفَاجَاَةٍ صَاعِقَةٍ مُدَوِّيَةِ؟ لَمْ تَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ؟ وَلَمْ تَكُنْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِ اَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ وَاَنَّهَا مِنْ اَكْبَرِ اَسْبَابِ هَزِيمَتِهِمْ؟ اِذْ كَيْفَ يَنْتَصِرُِ مَنْ اَعْلَنَ اللهُ وَرَسُولُهُ الْحَرْبَ عَلَيْهِ؟ بِسَبَبِ مَا بَقِي مِنَ الرِّبَا؟ وَلَوْ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ مِنَ الْفَوَائِدِ الصَّغِيرَةِ الْمَحْدُودَةِ؟ وَاَمَّا الرَّاْيُ الثَّانِي فَيَقُولُ؟ اَنَّ كَثِيراً مِنَ الاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ ثَبَتَتْ بِالتَّدَرُّجِ؟ فَحِينَمَا يَقُولُ سُبْحَانَهُ{لاتَاْكُلُوا الرِّبَا اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً( قَالُوا كَانَتْ بِدَايَةُ تَحْرِيمِ الرِّبَا خَاصَّةً بِالْمُضَاعَفِ فَقَط؟ بِمَعْنَى اَنَّ الشَّرْعَ تَدَرَّجَ تَصَاعُدِيّاً؟ ثُمَّ صَعَدَ اِلَى سَقْفِ الْمُضَاعَفِ مِنْ اَجْلِ تَحْرِيمِهِ؟ ثُمَّ بَدَاَ الشَّرْعُ الاِسْلامِيُّ عَدّاً تَنَازُلِيّاً؟ حَتَّى وَصَلَ اِلَى تَحْرِيمِ مَا بَقِي مِنَ الرِّبَا؟ وَلَوْ بِمِقْدَارِ النَّقِيرِ؟ سَوَاءٌ كَانَتْ نِسْبَةُ الرِّبَا ضَئِيلَةً اَوْ كَبِيرَةً؟ حَتَّى صَارَتِ الْفَائِدَةُ الاِسْلامِيَّةُ الرِّبَوِيَّةُ صِفْراً بِالْمِائَةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ نَزَلَتْ آيَةُ آلَ عِمْرَانَ فِي تَحْرِيمِ الرِّبَا قَبْلَ آيَةِ الْبَقَرَةِ؟ وَلَكِنَّنَا حِينَمَا نَنْظُرُ اِلَى الْمُصْحَفِ الشَّرِيفِ؟ نَرَى الْعَكْسَ تَمَاماً فِي تَرْتِيبِ الْمُصْحَفِ عَلَى الْفَاتِحَةِ؟ ثُمَّ الْبَقَرَةِ قَبْلَ سُورَةِ آلَ عِمْرَانَ؟ فَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ فِي جَوَابِي لَكَ؟ عَلَيْكَ اَنْ تَفْهَمَ شَيْئاً لابُدَّ لَكَ اَنْ تَفْهَمَهُ؟ اَنَّ تَرْتِيبَ نُزُولِ السُّوَرِ وَالآيَاتِ؟ لَيْسَ كَتَرْتِيبِ الْمُصْحَفِ الَّذِي بَيْنَ اَيْدِينَا الْيَوْمَ؟ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّ سُورَةً الْعَلَقِ{اِقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ؟ خَلَقَ الاِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ؟ اِقْرَاْ وَرَبُّكَ الاَكْرَمُ؟ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ؟ عَلَّمَ الاِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ( وَهَذِهِ السُّورَةُ الْكَرِيمَةُ هِيَ اَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيِمِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الْمُبَارَكَةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْجُزْءِ الثَّلاثِينَ مِنَ الْمُصْحَفِ الْكَرِيمِ وَهُوَ الْجُزْءُ الاَخِيرُ؟ وَاَمَّا آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟ فَهُوَ قََوْلُهُ تَعَالَى{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ اِلَى اللهِ؟ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لايُظْلَمُون(وَمَعَ ذَلِكَ هِيَ مَوْجُودَةٌ وَسُبْحَانَ اللهِ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ وَاَمَّا آخِرُ مَا نَزَلَ مِنَ الاَحْكَامِ؟ فَهِيَ آيَةُ مُحَرَّمَاتِ الْبَهَائِمِ وَالْحَيَوَانَاتِ الاُنْسِيَّةِ وَالْوَحْشِيَّةِ وَالاَزْلامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ{اَلْيَوْمَ اَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ؟ وَاَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي؟ وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِسْلامَ دِيناً( وَمَعَ ذَلِكَ تَجِدُهَا اَخِي فِي الْجُزْءِ السَّادِسِ مِنَ الذِّكْرِ الْحَكِيم؟ فَسُبْحَانَ مَنْ {خَلَقَ كُلَّ شًيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرَا(وَسُبْحَانَ مَنْ يَضَعُ الرَّجُلَ الْمُنَاسِبَ فِي الْمَكَانِ الْمُنَاسِبِ؟ وَالآيَةََ الْمُنَاسِبَةَ فِي السُّورَةِ الْمُنَاسِبَةِ؟ وَسُبْحَانَ مَنْ {يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ(وَبِالتَّرتِيبِ الَّذِي يُرِيد{ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتَابِ( وَالْخُلاصَةُ اَنَّ تَرْتِيبَ النُّزُولِ لَيْسَ كَتَرْتِيبِ التِّلاوَةِ فِي الْمُصْحَفِ؟ وَلَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ كَانَ هَذَا التَّرْتِيبُ اجْتِهَادِيّاً اَمْ تَوْقِيفِيّاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ كَانَ تَوقِيفِيّاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ لَمْ يَفْعَلْهُ بِاجْتِهَادِهِ؟ وَحَتَّى وَلَوْ فَرَضْنَا جَدَلاً اَنَّ الرَّسُولَ الْكَرِيمَ فَعَلَهُ بِاجْتِهَادِهِ وَكَانَ مُخْطِئاً فِي تَرْتِيبِهِ؟ فَلا يُقِرُّهُ اللهُ عَلَيْهِ اََبَداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الاَقَاوِيلِ؟ لاَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ؟ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ؟ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الْقَاضِي اِذَا اجْتَهَدَ وَاَخْطََاَ فَلَهُ اَجْرٌ وَاحِدٌ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعْتَمِدْ عَلَى اَحَدٍ اَبَداً فِي حِفْظِ كِتَابِهِ وَلَوْ تَرْتِيباً اِلَّاهُ سُبْحَانَهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى الْمَعْرُوفِ لَدَى الْجَمِيعِ{اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ؟ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( وَالْخُلاصَةُ اَنَّ تَرْتِيبَ الْقُرْآنِ فِي النُّزُولِ وَالتِّلاوَةِ تَوْقِيِفِي؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ وَقْفٌ حَصْرِيٌّ عَلَى اِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْمُدِيرُ الْعَامُّ وَالْخَاصُّ اَيْضاً لاَوْقَافِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟ وَالَّتِي اَوَْقَفَهَا جَلَّ جَلالُهُ دُونَ اَنْ تَتَجَاوزَ رَغْبَتَهُ وَاِرَادَتَهُ تَرْتِيباً؟ وَنُزُولاً؟ وَتِلاوَةً عَلَى سَبْعِ لَهَجَاتٍ مَعْرُوفَةٍ؟ تَقُودُهَا جَمِيعاً لَهْجَةُ قُرَيْش؟بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى اَوْحَى بِالْقُرْآنِ اِلَى جِبْرِيلَ؟ وَجِبْرِيلُ اَوْحَى بِهِ اِلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ؟ وَالنَّبِيُّ الْكَرِيمُ بَلَّغَ مَا اُنْزِلَ اِلَيِْهِ مِنْ رَبِّهِ؟ ثُمَّ كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَاْتِي وَيَقُولُ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ اَنْ تَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ فِي مَكَانِ كَذَا؟ وَهَذِهِ الآيَةَ اَيْضاً فِي مَكَانٍ آخَرَ؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ{وَمَنْ يُكْرِهْهُّنَّ فَاِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ اِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيم( يَا تَرَى غَفُورٌ رَحِيمٌ لِمَنْ؟ قِيلَ لِلْفَتَيَاتِ الاِمَاءِ؟ وقَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَابَالُ السَّادَةِ اِذَا تَابُوا؟ وَاَقُولُ لَكَ؟ اِذَا آمَنُوا وَتَابُوا تَوْبَةً نَصُوحاً؟ فَاِنَّ الذَّنْبَ مَهْمَا يَكُنْ عَظِيماً؟ فَاِنَّ التَّوْبَةَ النَّصُوحَ الَّتِي تَنْصَحُ اللهَ تَمْحُوهُ؟ اِذَا اقْتَرَنَتْ بِالرَّجَاءِ وَحُسْنِ الظَّنِّ بِاللهِ؟ دُونَ وَقَاحَةٍ اَوْ سُوءِ اَدَبٍ مَعَ اللهِ؟ فَاِنَّهَا تُؤَدِّي اِلَى التَّرْغِيبِ لَهُ فِي مِيزَانِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ اَجْلِ قَبُولِهَا وَ مَغْفِرَة ِالْخَطَايَا؟ لاَنَّ النَّصِيحَةَ للهِ وَرَسُولِهِ وَاَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ؟ بَلْ اِنَّ الدِّينَ النَّصِيحَةَ؟ وَاَجْمَلُهُ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ الْمُبَالَغُ فِيهَا عَلَى وَزْنِ فَعُول بدليل قوله تعالى {اِنَّ اللهَ يُحِبُّ التًَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ( وَالَّتِي تَجْعَلُ التَّائِبَ يَنْصَحُ نَفْسَهُ بِالاِخْلاصِ فِي اَدَائِهَا بِدُمُوعِ التَّوْبَةِ وَالنَّدَمِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالذُّلِّ وَالانْكِسَارِ؟ قَبْلَ اَنْ يَنْصَحَ خَالِقَهُ بِمَعْنَى قَبْلَ اَنْ يَتَفَاوَضَ مَعَ خَالِقِهِ عَزَّ وَجَلَّ مُعَاهِداً لَهُ عَلَى اِلالْتِزَامِ بِمُتَطَلَّبَاتِهَا وَرَاجِياً قَبُولَهَا بِالاِقْلاعِ عَنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ وَرَدِّ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا وَاِعْلانِ الشَّهَادَتَيْنِ اِذَا كَانَ كَافِراً بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ وَكَمْ يَعْشَقُ اللهُ الذُّلَّ وَاِلانْكِسَارَ مِنْ عَبْدِهِ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ؟ وَكُلَّمَا زَادَ الْعَبْدُ ذُلًّاً وَانْكِسَاراً وَضَعْفاً اَمَامَ خَالِقِهِ؟ زَادَتْ حِمَايَةُ اللهِ لَهُ رَحْمَةً بِضَعْفِهِ؟ حَتَّى يُصْبِحَ سُبْحَانَهُ حَنَّاناً عَلَيْه اَكْثَرَ مِنْ اُمِّهِ الْحَنُونِ؟ بَلْ اَضْعَافاً مُضَاعَفَةً؟ حَتَّى اَنَّهُ يَقُولُ لَهُ لَبَّيْكَ عَبْدِي سَلْ تُعْطَهْ؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلاءِ الْفَتَيَاتِ اللاتِي اُكْرِهْنَ عَلَى الزِّنَا؟ فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ لَهُنَّ؟ اَوْ بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلاءِ السَّادَةَ الَّذِينَ مَارَسُوا هَذِهِ الْفَعْلَةَ الشَّنِيعَةَ؟ فَاِذَا تَابُوا وَاَخْلَصُوا؟ فَاِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّهُ لَمْ يَكُنْ كُلُّ اَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى هَذَا الْمُسْتَوَى الْوَضِيعِ؟ بَلْ كَانَ مِنْهُمْ؟ مَنْ لايَرْضَى اَبَداً اَنْ يَتَّخِذَ مِنَ الرَّقِيقِ وَالاِمَاءِ؟ سَبِيلاً لِلرِّبْحِ؟ بِوَاسِطَةِ ارْتِكَابِ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ؟ وَاِنَّمَا كَانَ يَرْضَى بِذَلِكَ اَصْحَابُ النُّفُوسَِ الدَّنِيئَةِ؟ وَاَمَّا اَصْحَابُ النُّفُوسِ الشَّرِيفَةِ؟ فَكَانُوا يَتَاَبَّوْنَ عَلَى ذَلِكَ الْبِغَاءِ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّيْخُ احمد حسن الباقوري رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى؟ وَهُوَ وَزِيرُ اَوْقَافٍ سَابِقٍ فِي مِصْرَ؟ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ مَاْدُبَةُ الْقُرْآنِ {وَلاتُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ اِنْ اَرَدْنَ تَحَصُّناً(يَقُولُ مَعْنَى الآيَةِ؟ اَنَّكُمْ اِذَا لَمْ تُسَهِّلُوا الزَّوَاجَ لِكُلِّ الشَّبَابِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ الَّذِينَ يَبْغُونَ الْعَفَافَ؟ فَاِنَّ الْغَرِيزَةَ الْجِنْسِيَّةَ سَتَدْفَعُهُمْ اِلَى اَنْ يَرْتَكِبُوا جَرِيمَةَ الزِّنَى؟ بِمَعْنَى اَنَّ التَّعْقِيدَ فِي شُرُوطِ الزَّوَاجِ؟ وَوَضْعَ الْعَرَاقِيلِ وَالْعَقَبَاتِ؟ يُؤَدِّي غَالِباً اِلَى الْبِغَاءِ وَارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؟ وَهُوَ رَاْيٌ لابَاْسَ بِهِ؟ وَلَكِنَّ الرَّاْيَ الاَوَّلَ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ عَامَّةُ الْعُلَمَاءِ سَلَفاً وَخَلَفاً؟ وَاَزِيدُ عَلَى مَا قَالَهُ الشَّيْخُ الْجَلِيلُ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ؟ اَنَّ وَضْعَ الْعَرَاقِيلِ وَالْعَقَبَاتِ فِي طَرِيقِ النِّكَاحِ الْمَشْرُوعِ؟ يُؤَدِّي اِلَى غَضَبٍ شَدِيدٍ مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ؟ وَالَّذِي بِدَوْرِهِ اَيْضاً يَِضَعُ الْعَقَبَةَ الْكَؤُودَ الشَّاقَّةَ فِي طَرِيقِ الدُّخُولِ اِلَى الْجَنَّةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَِة؟ فَكُّ رَقَبَةٍ؟ اَوْ اِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؟ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ؟ اَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ(بَعْضُ النَّاسِ يَعْتَقِدُ اَنَّ اِطْعَامَ الْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ يَقْتَصِرُ عَلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ الَّذِي يَشْبَعُ مِنْهُ الْبَطْنُ؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلاءِ؟ اَيْنَ الطَّعَامُ الْجِنْسِيُّ الَّذِي اَرَادَهُ رَسُولُ اللهِ لِفَتَى الاِسْلامِ وَفَتَاتِهِ؟ سَوَاءٌ كَانَا حُرَّيْنِ اَوْ مَمْلُوكَيْنِ؟ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ[حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا؟ وَتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُ(وَلَيْسَ الاَمْرُ مُقْتَصِراً فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى نِكَاحِ الْمُحَلِّلِ ثُمَّ طَلاقِهَا مِنْهُ وَانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا الْبَائِنَةِ الصُّغْرَى اَوِ الكُبْرَى بِاخْتِيَارِهِ وَمِنْ دُونِ اِكْرَاهٍ لَهُ ومِنْ دُونِ تَخْطِيطٍ سَابِقٍ مِنْ اَجْلِ عَوْدَتِهَا اِلَى الْمُحَلَّلِ لَهُ؟ وَلَكِنَّهُ عَامٌّ لِلْجَمِيعِ؟ مِنْ اَجْلِ اِشْبَاعِ ذَكَرِهِمْ وَاُنْثَاهُمْ؟ بِهَاتَيْنِ الْعُسَيْلَتَيْنِ الْجِنْسِيَّتَيْنِ الضَّرُورِيَّتَيْنِ؟ مِنْ اَجْلِ الشِّفَاءِ مِنَ السُّعَارِ الْجِنْسِيِّ الْمَحْمُومِ؟ وَالَّذِي لايَسْتَطِيعُ شِفَاءَهُ عَسَلُ النَّحْلِ؟ بَلْ يَزِيدُهُ قُوَّةً؟ وَلَوْ خَرَجَ مِنْ بُطُونِهَا شَرَاباً مُخْتَلِفاً اَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ؟ وَمَاذَا يَسْتَفِيدُونَ اِذَا بَقِيَ عَسَلُ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ الْبَشَرِيَّةِ؟ وَالَّذِي خَلَقََهُ اللهُ اَرْقَى مِنْ عَسَلِ النَّحْلِ؟ مَحْبُوساً مَكْبُوتاً مَحْقُوناً فِي اَجْسَامِهِمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ خَلَقْنَا الاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيم( مِنْ هَذِهِ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ وَالَّتِي هِيَ وَاللهِ اَكْبَرُ دَوَاءٍ لاَخْطَرِ الاَمْرَاضِ الْجَسَدِيَّةِ النَّفْسِيَّةِ وَالصَّدمَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ؟ مَاذَا يَسْتَفِيدُونَ سِوَى الآلامِ؟ وَالاَوْجَاعِ؟ وَالْعُقَدِ النَّفْسِيَّةِ؟ وَالاِرْهَاقِ؟ وَالصَّدَمَاتِ الْعَاطِفِيَّةِ الْمُمِلَّةِ الْقَاتِلَةِ؟ لمَاذَا نَهْدِرُ هَذِهِ الشَّهْوَةَ الْمُقَدَّسَةَ الطَّاهِرَةَ فِي الْحَرَامِ دُونَ الزَّوًاجِ الْمَشْرُوعِ اَيُّهَا الاُخْوَةُ لِمَاذَا وَقَدْ اَقْسَمَ اللهُ بِهَذِهِ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ فِي قَوْلِهِ{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاُنْثََى اِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى( لِمَاذَا نَهْدِرُهَا فِي الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ لِضَرُورَةٍ وَغَيْرِ ضَرُورَة؟ فَهَلْ يَكْفِيكُمْ اَيُّهَا الاُخْوَةُ مِنْ هَذَا الاِطْعَامِ مَا تُقَدِّمُونَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مِنْ اَجْلِ اِشْبَاعِ الْبُطُونِ الْجَائِعَةِ؟ اَلَيْسَ الزَّوَاجُ الْمَشْرُوعُ وَمَا يَتْبَعُهُ مِنَ السَّكَنِ النَّفْسِيِّ وَالْهُدُوءِ وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآنِ؟ اَلَيْسَ ذَلِكَ كُلُّهُ اَكْبَرَ عِلاجٍ لِلسَّعَارِ الْجِنْسِيِّ الْمَحْمُومِ الَّذِي لايَتَوَقَّفُ وَلايَشْبَعُ اَبَداً اِلَّا بِمَا خَلَقَهُ اللهُ مِنْ هَؤُلاءِ الزَّوْجَاتِ الْمُسَكِّنَاتِ وَالْمُخَدِّرَاتِ لِسُعَارِ اَزْوَاجِهِنَّ رَغْماً عَنْهُمْ رَضُوا اَوْ لَمْ يَرْضُوا؟ اَلا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الاُخْوَةُ اَنَّ الزَّوْجَ وَالزَّوْجَةَ مُجْتَمِعَيْنِ هُمَا اَعْظُمُ مَعْمَلِ اَدْوِيَةٍ رَبَّانِيَّةٍ وِقَائِيَّةٍ وَعِلاجِيَّةٍ فِي آنٍ وَاحِدٍ لاَكْبَرِ الاَمْرَاضِ الْمُسْتَعْصِيَةِ بِاِذْنِ اللهِ وَخَاصَّةً الاَمْرَاضَ النَّفْسِيَّةَ بِشَرْطِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ يُرِيدَا اِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ(وَالْمَقْصُودُ مِنْ اِرَادَةِ الاِصْلاحِ هُنَا هُوَ الزَّوْجُ وَالزَّوْجَةُ قَبْلَ الْحَكَمَيْنِ( وَمَاذَا يَسْتَفِيدُ الْفُقَرَاءُ مِنْكُمْ اِذَا ظَلُّوا عَرَايَا مِنْ دُونِ لِبَاس؟ وَاَيْنَ لِبَاسُ التَّقْوَى؟ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِتَقْدِيمِهِ لِهَؤُلاءِ الْمَسَاكِينِ؟ وَقَبْلَ كُلِّ الاَلْبِسَةِ وَالْمُوضَةِ وَالاَزيَاَءِ؟ وَهُوَ الاَزْوَاجُ وَالزَّوْجَاتُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ؟ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ(فَهَل نَجْعَلُ النَّاسَ عَرَايَا مِنْ نِصْفِ دِينِهِمْ وَاَزْوَاجِهِمْ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة؟ اَرْجُو اَلَّا تَسْتَغْرِبُوا مِنْ هَذَا الْكَلامِ؟ لاَنَّ الْعُرْيَ نَوْعَانِ؟ عُرْيٌ مَادِّيٌّ فِي الرِّيشِ وَ اللِّبَاسِ الَّذِي يُوَارِي السَّوْآتِ؟ وَعُرْيٌ مَعْنَوِيٌّ فِي حِرْمَانِ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ اَنْ يَلْبَسَ كُلٌّ مِنْهُمَا نِصْفَهُ الآخَرَ مِنَ الرَّفَثِ أيِ الْجِمَاعِ وَالسَّكَنِ وَالْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالاِيمَانِ الصَّافِي مِنَ الْهَوَاجِسِ الشَّيْطَانِيَّةِ؟ بَلْ اِنَّ الْعُرْيُ الْمَعْنَوِيَّ اَعْظَمُ جُرْماً عِنْدَ اللهِ مِنَ غَيْرِهِ مِنَ التَّعَرِّي؟ وَالْوَيْلُ وَالثُّبُورُ وَعَظَائِمُ الاُمُورِ عِنْدَ اللهِ لِمَنْ يَكُونُ سَبَباً فِي تَفَاقُمِ مَشَاكِلِ الزَّوَاجِ وَمَا يَنْتُجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ عَدَمِ اِقْبَالِ الشَّبَابِ الْمُؤْمِنِ عَلَيْهِ مِنْ اَجْلِ التَّشْجِيعِ عَلَى الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ؟ لاَنَّ مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ وَخَاصَّةً بِالتَّصْوِيرِ الْفَاضِحِ وَنَشْرِ الْغَسِيلِ الْوَسِخِ بِلِسَانٍ اَوْسَخَ تَنْتَظِرُهُ الْمَكَاوِي وَالْمَقَارِيضُ فِي جَهَنَّمَ ؟ تَتَبَّعَهُ اللهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ؟ وَاَخِيراً وَلَيْسَ آخِراً ؟ هُنَاكَ الْبَعْضُ مِنَ الْفَلاسِفَةِ الْغَرْبِيِّينَ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ؟ وَتَعَالَ مَعِي اَخِي حَتَّى نَسْتَمِعَ اِلَى تَفَاهَاتِهِمْ قَلِيلاً؟ وَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الاِنْسَانِ اللَّئِيمِ حِينَمَا لايَهْتَدِي بِهَدْيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَاِنَّهُ مَهْمَا كَانَ عَاقِلاً؟ فَلابُدَّ اَنْ يَتَخَبَّطَ؟ فَمَاذَا قَالُوا؟ قَالُوا لامَانِعَ مِنْ اَنْ تُتَّخَذََ الْمَوَاخِيرُ فِي الْبِلادِ؟ فَقُلْنَا لَهُمْ لِمَاذَا؟ قَالُوا بِسَبَبِ الضَّغْطِ الاقْتِصَادِيِّ لايَسْتَطِيعُ الشَّبَابُ اَنْ يَتَزَوَّجُوا؟ فَاِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ مَوَاخِيرُ؟ فَاِنَّهُمْ سَيَعْتَدُونَ عَلَى الشَّرِيفَاتِ وَعَلَى الْحَرَائِرِ؟ وَبِالنَّتِيجَةِِ فَاِنَّ الْبُيُوتَ الشَّرِيفَةَ تَكُونُ مُعَرَّضَةً لِهَذِهِ الْفَاحِشَةِ؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ؟ يَا سَلام؟ عَلَى هَذَا الكَلامِ؟ الَّذِي يُعْمِي وَيُصِمُّ الْعُيُونَ وَالآذَانَ؟ فِي عِلاجِ مُشْكِلَةِ الشَّبَابِ بَدَلَ اَنْ يُكَحِّلَهَا؟ حَتَّى اَنَّنَا كَمُسْلِمِينَ لانَقْبَلُ بِهَذَا الْكَلامِ وَلَوْ كَانَ مِنْ اَنْصَافِ الْحُلُولِ؟ وَعِوَضاً مِنْ اَنْ تَجِدُوا حُلُولاً لِهَذِهِ الْمُشْكِلَةِ عَلَى طَبْخَةِ نَارٍ هَادِئَةٍ حَتَّى تُحَمِّصُونَهَا وَ تَسْتَوِيَ لِتُصْبِحَ مَهْضُومَةً؟ اِذَا بِكُمْ تُحْرِقُونَ الْوِعَاءَ بِمَا فِيهِ مِنْ طََبِيخ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة؟ وَالْمَوَاخِيرُ هِيَ اَمَاكِنُ الدَّعَارَةِ وَالزِّنَى وَالْبِغَاءِ؟ وَكَانَتْ مَوْجُودَةً عِنْدَنَا اَيَّامَ الاحْتِلالِ الْفَرَنْسِيّ؟ فَمَا هِيَ هَذِهِ الْفَلْسَفَةُ الشَّيْطَانِيَّةُ الْمُقْرِفَةُ عِنْدَ هَؤُلاءِ؟قَالُوا اِذَا لَمْ نَجْعَلْ بُيُوتاً لِلْبِغَاءِ؟ فَهَؤُلاءِ الَّذِينَ لايَسْتَطِيعُونَ الزَّوَاجَ؟ سَيَصْرفُِونَ شَهْوَتَهُمُ الْجِنْسِيَّةَ فِي اِلاعْتِدَاءِ عَلَى بُيُوتِ الْحَرَائِرِ؟ بِِسَبَبِ ظُرُوفِهِمُ اِلاقْتِصَادِيَّةِ الصَّعْبَةِ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْحَلِّ الشَّيْطَانِيِّ؟ وَالَّذِي لايَرْضَى بِهِ مَنْ عِنْدَهُ ذَرَّةٌ مِنَ الْغِيرَةِ عَلَى الشَّرَفِ وَالْعِرْضِ؟ وَمَنْ يَسْمَعُهُمْ يَظُنُّ اَنَّ بُيُوتَ الدَّعَارَةِ وَالْعُهْرِ وَالْبِغَاءِ بِالْمَجَّانِ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَاَنَّهَا حَلٌّ نَاجِحٌ لاَكْبَرِ الاَزَمَاتِ اِلاقْتِصَادِيَّةِ؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي هَذِهِ الدَّنَاءَةَ الْحَقِيرَةَ الَّتِي تُشَجِّعُ الْمُجْتَمَعَ عَلَى وُجُودِ اَمْثَالِ هَذِهِ الْبُيُوتِ فِيهِ بِلا رَقِيبٍ اَوْ حَسِيبٍ؟ حِينَمَا يَدْخُلُهَا هَؤُلاءِ الزُّنَاةُ وَيَخْرُجُونَ عَلَِى مَرْاَى وَمَسْمَعٍ مِنَ النَّاسِ وَكَاَنَّهُمْ لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اِذَا لَمْ تَكُنْ بُيُوتُ الْعُهْرِ وَالدَّنَاءَةِ وَالْقَذَارَةِ هِيَ الْحَلُّ لِمُشْكِلَةِ السَّعَارِ الْجِنْسِيِّ؟ فَمَا هُوَ الْحَلُّ اِذَاً؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ؟ اَلْحَلُّ الصَّحِيحُ اَنْ نُعَالِجَ اَوّلاً الْحَالَةَ اِلاقْتِصَادِيَّةَ؟ وَمَا الْمُظَاهَرَاتُ الَّتِي تَحْصَلُ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ اِلَّا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي اَشْعَلَهَا وَهُوَ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ عَلَى اِطْفَائِهَا؟ وَكُلُّ ذَلِكَ يَحْصَلُ؟ بِسَبَبِ الْفَقْرِ وَالضَّائِقَة ِاِلاقْتِصَادِيَّةِ؟ وَالَّتِي نَتَجَتْ عَنِ التَّعَامُلِ الشَّيْطَانِيِّ بِالرِّبَا؟ الَّذِي يُحَارِبُ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ وَالَّذِي عَمَّ وَطََمَّ الْعَالَمَِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ الْحَرْبُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ اَيْضاً مُتَرَافِقاً مَعَ هَذِهِ الْمُظَاهَرَاتِ الَّتِي لَنْ تَهْدَاَ حَتَّى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ وَسَيَنْصُرُهَا اللهُ تَعَالَى اِنْ كَانَتْ مُحِقَّة؟ وَاَعُودُ اِلَى الْقَوْلِ اَنَّ الْحَلَّ يَكْمُنُ فِي اِلْغَاءِ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا؟ مِنْ اَجْلِ اِصْلاحِ الاَوْضَاعِ اِلاقْتِصَادِيَّةِ؟ ثُمَّ مِنْ اَجْلِ تَسْهِيلِ الزَّوَاجِ؟ وَبِذَلِكَ نَقْضِي عَلَى الْفَاحِشَةِ؟ وَاَمَّا اَنْ نَنْتَقِلَ مِنْ فَاحِشَةٍ اِلَى فَاحِشَةٍ اَشَدَّ؟ فَهَذَا لايَقُولُ بِهِ اِنْسَانٌ عَاقِلٌ؟ اِذَا كَانَ يَحْتَرمُ نَفْسَهُ اَوَّلاً؟ ثُمَّ اَعْرَاضَ النَّاسِ ثَانِياً؟ وَاَمَّا اِذَا صَارَ الْعِرْضُ غَيْرَ مُحْتَرَمٍ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ لايُبَالِي النَّاسُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْبُيُوتِ الدَّاعِرَةِ الْوَسِخَةِ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لايُوجَدُ عِنْدَنَا فِي بِلادِنَا تَعَامُلٌ فَوْضَوِيٌّ بِالرِّبَا؟ فَهُنَاكَ فَائِدَةٌ قَانُونِيَّةٌ مُرَخَّصَةٌ يَسْمَحُ بِهَا الْقَانُونُ؟ وَهُنَاكَ فَائِدَةٌ غَيْرُ قَانُونِيَّةٍ وَبِنِسْبَةٍ اَعْلَى عِنْدَ غَيْرِنَا مِنَ الْبُلْدَانِ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ حُكْمَ الْقَاضِي الْمَلْعُونِ لايُحِلُّ الْحَرَامَ؟ وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ اَمْثَالَ هَذِهِ الْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّةِ حَوْلَ الْفَائِدَةِ؟ اَوْ اَقَرَّهَا وَوَافَقَ عَلَيْهَا وَحَكَمَ بِهَا؟ وَسَوَاءٌ كَانَتِ هَذِهِ الْفَائِدَةُ مُرَخَّصَةً اَوْ غَيْرَ مُرَخَّصَةٍ؟ فَاِنَّ الاِسْلامَ لَمْ يُرَخِّصِ التَّعَامُلَ مَعَهَا اَوْ بِهَا وَلَوْ بِقِيدِ اَنْمُلَةٍ مِنَ الْفَائِدَةِ؟اِلَّا مَا رَخَّصَهُ لِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ مِنَ التَّعَامُلِ بِالرِّبَا فِي مَوْضُوعِ الصَّدَقَاتِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لايُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ اَثِيمٍ} حِينَمَا يُرْبِيهَا سُبْحَانَهُ وَيَزِيدُهَا لاَصْحَابِهَا؟ حَتَّى اَنَّهَا تُصْبِحُ اَمْثَالَ جَبَلِ اُحُدٍ؟ اِذَا لَمْ يَشُبْهَا بِمَعْنَى يُخَالِطْهَا الرِّيَاءُ وَحُبُّ الظُّهُورِِ وَالشُّهْرَةِ؟ لِيُقَالَ اَنَّهُ كَرِيمٌ؟ وَقَدْ قِيل؟ وَلاشَيءَ لَهُ مِنَ الرِّبَا عِنْدَ اللهِ اَبَداً؟ بَلْ قَدْ يُحْبِطُ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ؟ اِذَا لَمْ يَجْعَلْ صَدَقَتَهُ وَزَكَاتَهُ وَعَمَلَهُ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ سُبْحَانَهُ؟ دُونَ اَنْ تَشُوبَهُ اَدْنَى شَائِبَةٍ مِنَ الرِّيَاءِ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ يَشُوبُنِي الرِّيَاءُ وَالْعُجْبُ بِمَعْنَى الاِعْجَابُ بِعَمَلِي رَغْماً عَنِّي؟ فَمَاذَا اَصْنَعُ بِمَدِيحِ النَّاسِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اِذَا كَانَ مَدِيحُ النَّاسِ لَكَ يُشَجِّعُكَ عَلَى فِعْلِ الْمَزِيدِ مِنَ الْخَيْرِ؟ فَهَذِهِ بِشَارَةُ خَيْرٍ كَبِيرَةٌ لَكَ عِنْدَ اللهِ؟ وَلَيْسَتْ رِيَاءً؟ وَاِنَّمَا هِيَ وَهْمٌ مِنَ الشَّيطَانِ؟ يَاْتِيكَ فِي الزَّكَاةِ؟ كَمَا يَاْتِيكَ فِي الصَّلاةِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَجْعَلَكَ تُسِيءُ الظَّنَّ بِاللهِ؟ اَنَّهُ لَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكَ مَهْمَا عَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ؟ وَلا اُزَكِّي عَلَى اللهِ اَحَداً؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّ صَلاتَكَ وَزَكَاتَكَ مَقْبُولَتَانِ عِنْدَ اللهِ بِاِذْنِهِ تَعَالَى؟ وَاَنَّ الشَّيْطَانَ يَعْرِفُ ذَلِكَ جَيِّداً؟ وَلِذَلِكَ يَقُومُ بِالتَّحَرُّشِ بِكَ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ قَدْ لاتَتَحَمَّلُهَا اِذَا لَمْ يَكُنْ اِيمَانُكَ قَوِيّاً؟ وَلَوْ كَانَتَا غَيْرَ مَقْبُولَتَيْنِ لَمَا جَاءَ الشَّيْطَانُ اِلَيْكَ؟ ثُمَّ جَعَلَ ثِقَتَكَ بِنَفْسِكَ وَبِرَبِّكَ تَهْتَزُّ حَتَّى اَصْبَحَتْ ضَعِيفَةً؟ اِلَى دَرَجَةِ الاِعْجَابِ بِعَمَلِكَ؟ ثُمَّ سُوءِ الظَّنِّ بِنَفْسِكَ بِهَذَا الرِّيَاءِ؟ وَبِرَبِّكَ اَنَّهُ لَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْكَ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّيْطَانَ حَرِيصٌ دَوْماً عَلَى تَثْبِيطِ عَزِيمَتِكَ عَنْ فِعْلِ الْخَيْرِ بِطَرِيقَةٍ حَقِيرَةٍ تَنْفِيرِيَّةٍ تَجْلِبُ لَكَ الشُّؤْمَ وَالْيَاْسَ وَالاِحْبَاطَ؟ وَقَدْ تَكُونُ تَعْجِيزِيَّةً اِذَا اسْتَسْلَمْتَ لِوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ؟ وَلا يُمْكِنُكَ بِحَالٍ مِنَ الاَحْوَالِ اَنْ تَجْعَلَ الشَّيْطَانَ يَخْنَسُ عَنْكَ وَيَتَرَاجَعُ؟ اِلَّا بِالاسْتِعَانَةِ بِمَنْ هُوَ اَقْوَى مِنْهُ واللُّجُوءِ اِلَيْهِ دَائِماً؟ مِنْ اَجْلِ طَلَبِ الْحِمَايَةِ مِنْهُ سُبْحَانَهُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؟اَلْمُهِمُّ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّ هَدَفَ الشَّيْطَانِ الاَسَاسِيَّ الاَكْبَرَ هُوَ اَنْ يَحْرِمَكَ اِلَى الاَبَدِ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ؟ بَلْ مِنْ رَائِحَتِهَا الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَدْحُوراً؟ بِسَبَبِ عَدَاوَتِهِ لَكَ وَلاَبَوَيْكَ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِمَا رِجَالاً وَنِسَاءً مُنْذُ الاَزَلِ اِلَى اَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حِينَمَا رَفَضَ السُّجُودَ لَهُمَا؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ الْعَكْسُ اَخِي؟ بِمَعْنَى اَنَّ مَدِيحَ النَّاسِ يَجْعَلُكَ تَقِفُ عِنْدَ حَدٍّ مُعَيَّنٍ مَحْدُودٍ مِنْ فِعْلِ الْخَيْرِ؟ فَلا تَنْتَظِرِ الْمَدِيحَ مِنْهُمْ؟ وَاحْثُ فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التَّرَابَ؟ وَهَذَا اَكْبَرُعِلاجٍ لِمُشْكِلَةِ الرِّيَاءِ اِنْ شَاءَ اللهُ؟ وَاَمَّا عِلاجُ مُشْكِلَةِ الاِعْجَابِ بِعَمَلِكَ؟ فَاعْلَمْ اَخِي اَنَّكَ مَهْمَا عَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرَاتِ؟ فَاِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ شُكْرَهُ عَلَى نِعَمِةِ وَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْكَ فَقَطْ؟ فَمَا بَالُكَ بِبَقِيَّةِ نِعَمِهِ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلاتُحْصَى؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ شُكْرَهُ عَلَيْهَا كُلَّهَا سُبْحَانَهُ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً؟ فَلا دَاعِيَ لاِعْجَابِكَ بِعَمَلِكَ مَهْمَا عَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ؟ وَاعْلَمْ اَنَّكَ مُقَصِّرٌ جِدّاً فِي حَقِّ اللهِ مَهْمَا عَمِلْتَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَقْبَلُ مِنْكَ الْقَلِيلَ؟ وَلَكِنَّنِي اَدْعُوكَ اِلَى الاِعْجَابِ الشَّدِيدِ بِنِعَمِ اللهِ وَآيَاتِهِ الُْقُرْآنِيَّةِ الْكَوْنِيَّةِ؟
(لاَنَّ الْكَوْنَ قُرْآنٌ مَفْتُوحٌ لِلْجَمِيعِ اَيْضاً) كَمَا وَاَدْعُوكَ اِلَى تَقْدِيرِهَا حَقَّ قَدْرِهَا اِنِ اسْتَطَعْتَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ وَلا اُرِيدُكَ الآنَ اَخِي اَنْ تَقْرَاَ قِرَاءَةً سِيَاسِيَّةً تَحْلِيلِيَّةً غَيْرَ وَاعِيَةٍ لِمُجْرَيَاتِ الاُمُورِ؟ بَلْ اَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ وَاَسْاَلُكَ وَكُلِّي ثِقَةٌ مُطْلَقَةٌ بِرَبِّي سبحانه؟ مَاذَا تَقْرَاُ اَخِي فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَالْجِبَالِ وَالاَنْهَارِ وَالدَّوَابِّ؟ وَغَيْرُهَا كَثِيرٌ مُنْذُ الاَزَلِ بِلا بِدَايَة؟ وَحَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ اِلَى مَا لانِهَايَة؟ مَاذَا تَقْرَاُ اَخِي فِي هَذِهِ الصَّفَحَاتِ الْكَوْنِيَّةِ سِوَى عَظَمَةِ الْخَالِقِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَهُ؟وَاَنَّهُ هُوَ الْوَاحِدُ الاَحَدُ الْفَرْدُ الصَّمَدُ الْوَحِيدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ بِجَدَارَةٍ لامَثِيلَ لَهَا وَقُوَّةٍ وَقُدْرَةٍ خَارِقَةٍ لِكُلِّ شَيْءٍ عَلَى اَنْ يَسُوسَ وَيَقُودَ هَذَا الْكَوْنَ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْهَبَاءَةِ الصَّغِيرَةِ الاَرْضِيَّةِ وَبِمَنْ فِيهَا مِنْ مَخْلُوقَاتٍ(مَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ(اَلَيْسَ مَنْهَجُهُ الاِسْلامِيُّ الْقُرْآنِيُّ سُبْحَانَهُ اَحَقَّ مِنَ الْمَنَاهِجِ الْوَضْعِيَّةِ الدُّونِيَّةِ الْوَضِيعَةِ الْقَذِرَةِ بِشُذُوذِهَا الْعَقَائِدِيِّ وَالْجِنْسِيِّ وَالاَخْلاقِيِّ غَيْرِ السَّمَاوِيَّةِ الْعُلْوِيَّةِ الْعَالِيَةِ الرَِّاقِيَةِ الْمُقَدَّسَةِ الْمُحْتَرَمَةِ وَالسَّامِيَةِ فِي وَضْعِ السِّيَاسَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْحَكِيمَةِ الصَّحِيحَةِ لِهَذِهِ الاَرْضِ النَّكِدَةِ وَمَنْ عَلَيْهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِذََا اَرَدتًّ اَنْ تَعْرِفَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكَ فَاَغْمِضْ عَيْنَيْكَ؟ كَمَا يَقُولُ حَبِيبُ قُلُوبِنَا وَقُلُوبِكُمْ وَ اِمَامُنَا وَاِمَامُكُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى ابْنِ عَمِّهِ قُرَّةِ اَعْيُنِنَا وَاَعْيُنِكُمْ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِه ِوَآلِهِ وَاصْحَابِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ؟ وَعَلَى اِخْوَانِنَا مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَالْمَلائِكَةِ وَرُؤَسَائِهِمْ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ وَاِسْرَافِيلَ وَعِزْرَائِيلَ َومَالِكاً خَازِنَ النَّارِ؟ وَعَلَى اِخْوَانِنَا مِنَ الْجِنِّ وَالاِنْسِ الْمُؤْمِنِينَ؟ اَللَّهُمَّ اكْتُبْ لَنَا النَّجَاحَ وَالْفَلاحَ؟ وَاكْتُبْ لَنَا التَّاْييِدَ وَالنَّصْرَ يَا رَبَّ الْعَالَمِين؟ اَللَّهُمَّ اكْشِفْ عَنَّا الْبَلاءَ؟ وَاَبْعِدْ عَنَّا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ؟ اَللَّهُمَّ اشْفِنَا وَاشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ؟ وَعَافِنَا وَعَافِهِمْ يَا شَافِي وَيَا مُعَافِي؟ وَاَخِيراً وَآخِراً اَقُولُ لِلاُخْوَةِ وَالاَخَوَاتِ الَّذِينَ تَعَرَّضُوا لِلاغْتِصَابِ وَهَتْكِ الاَعْرَاضِ وَالْعُنْفِ الْجِنْسِيِّ رِجَالاً وَنِسَاءً رَغْماً عَنْهُمْ؟ اَنَّ الآيَةَ الْكَرِيمَةَ مَوْضُوعَ الْمُشَارَكَةِ؟ فِيهَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى مَغْفِرَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ لَكُمْ؟ فَهَنِيئاً لَكُمْ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ{وَلاتَهِنُوا وَلاتَحْزَنُوا وَاَنْتُمُ الاَعْلَوْنَ اِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( وَمَا عَلَيْكِ اُخْتِي اِلَّا اَنْ تَسْتَبْرِئِي رَحِمَكِ بِحَيْضَةٍ؟ قَبْلَ اَنْ يَتَزَوَّجَكِ رَجُلٌ شَهْمٌ كَرِيمٌ زَوَاجاً مَشْرُوعاً؟ وَيَا هَنَاءَتَهُ وَيَا سَعَادَتَهُ عِنْدَ اللهِ اِذَا قَامَ بِجَبْرِ الْخَوَاطِرِ الْمُنْكَسِرَةِ؟ لاَنَّهُ لَنْ يَسْمَعَ بَعْدَ ذَلِكَ اِنْ شَاءَ الله كَلِمَةً تَكْسِرُ خَاطِرَهُ مِنْ مَلائِكَةِ الْعَذَابِ؟ وَاللهُ كَفِيلٌ بِذَلِكَ؟ بَلْ تَتَنَزَّلُ عَلَى اَمْثَالِهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِِ بِقَوْلِهَا لَهُمْ {اَلَّا تَخَافُوا وَلاتَحْزَنُوا وَاَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(بِشَرْطِ اَنْ يَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا كَمَا اَرْشَدَتِ الآيَة؟قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ؟ وَلِمَاذَا عَلَيْهَا اَنْ تَتَاَكَّدَ مِنْ بَرَاءَةِ رَحِمِهَا مِنْ وَلَدِ الزِّنَى بِحَيْضَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَط؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ؟ اَنَّنَا لَوْ اَلْزَمْنَاهَا بِثَلاثَةِ قُرُوءٍ بِمَعْنَى حَيْضَاتٍ اَوْ اَطْهَارٍ؟ فَكَانَّنَا بِذَلِكَ نَعْتَرِفُ بِالزِّنَى اَنَّهُ زَوَاجٌ مَشْرُوع؟ وَالْمَذْهَبُ الْحَنَفِيُّ كَمَا تَعْلَمُونَ اَيَّهَا الاُخْوَةُ يَتَّفِقُ مَعَ الْمَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ فِي الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ الَّتِي تَقُولُ مَابُنِيَ عَلَى الْبَاطِلِ فَهُوَ بَاطِل؟ وَلِكِنَّ الشَّافِعِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ شَطَحَ بِعَقْلِهِ كَثِيراً فِي هَذَا الْبَاطِلِ؟ حِينَمَا اَخَذَ هَذِهِ الْقَاعِدَةَ الشَّرْعِيَّةَ عَلَى اِطْلاقِهَا بِشَكْلٍ مُتَنَطِّعٍ صَارِمٍ جِدّاً؟ وَلَمْ يَضْبِطْ شَطَحَاتِ عَقْلِهِ وَشُرُودَهُ وَمَتَاهَاتِهِ بِالشَّرْعِ الْحَنِيفِ؟ حَتَّى وَصَلَ بِهِ عَقْلُهُ اِلَى اِبَاحَةِ ابْنَةِ الزَّانِي لاَبِيهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَجَازَ لاَبِيهَا اَنْ يَتَزَوَّجَهَا؟ بِحُجَّةِ اَنَّهُ لايَعْتَرِفُ بِالزِّنَى وَلا مَا نَتَجَ عَنْهُ مِنْ اَوْلادٍ غَيْرِ شَرْعِيِِّينَ؟ فَعَلَى رَاْيِ الشَّافِعِيِّ اَنَّ مَنْ قَالَ اَنَّهَا ابْنَتُهُ وَاَنَّهُ اَبُوهَا؟ فَكَاَنَّهُ يَعْتَرِفُ بِِبُنُوَّتِهَا لاَبِيهَا عَنْ طَرِيقِ زَوَاجٍ مَشْرُوعٍ؟ وَهَذَا بَاطِلٌ عَلَى رَاْيِ الشَّافِعِيِّ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهَا لاتَرِثُ مَعَ اِخْوَتِهَا الشَّرْعِيِّينَ بِالاِجْمَاع؟ بِمَعْنَى اَنَّ الشَّافِعِيَّ يُنْكِرُ عَلَيْهَا اَشَدَّ الاِنْكَارِ اَنْ تَكُونَ ابْنَتُهُ؟ كَمَا وَيُنْكِرُ عَلَى الزَّانِي اَيْضاً اَشَدَّ الاِنْكَارِ اَنْ يَكُونَ اَبَاهَا؟ لاَنَّها جَاءَتْ مِنْ زَوَاجٍ بَاطِلٍ غَيْرِ مَشْرُوعٍ وَهُوَ الزِّنَى؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ الاَحْنَافَ قَدْ يَتَّفِقُونَ مَعَكَ اَيُّهَا الشَّافِعِيُّ فِي كُلِّ هَذَا الْكَلامِ؟ وَلَكِنَّنَا مَعَ الاَحْنَافِ نَحْتَجُّ عَلَيْكَ بِنَفْسِ الْقَاعِدَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي احْتَجَجْتَ بِهَا عَلَيْنَا؟ وَهِيَ قُوْلُكَ مَا بُنِيَ عَلَى الْبَاطِلِ فَهُوَ بَاطِلٌ؟ بِمَعْنَى اَنَّ زَوَاجَ اَبِيهَا مِنْهَا بَاطِلٌ اَيْضاً وَلَوْ لَمْ تَكُنِ ابْنَتَهُ عَلَى رَاْيِكَ؟ وَهَذَا يَنْطَبِقُ تَمَاماً عَلَى قَاعِدَتِكَ وَ حُجَّتِكَ الَّتِي احْتَجَجْتَ بِهَا عَلَيْنَا وَعَلَى بَقِيَّةِ الْمَذَاهِبِ؟ وَمَعَ احْتِرَامِنَا الشَّدِيدِ لَكَ فَنَحْنُ نَاْخُذُ مِنْكَ وَنَرُدُّ عَلَيْكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّنِي اُشَكِّكُ فِي صِحَّةِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ؟ وَقَدْ تَكُونُ مَنْسُوبَةً اِلَيْك َوَلَمْ تَقُلْهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِ ابْنِ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيِّ وَهُوَ شَافِعِيُّ الْمَذْهَبِ؟ حِينَمَا قَالَ حُكِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ شَيْءٌ فِي اِبَاحَتِهَا؟ وَلَمْ يَقُلْ حَكَى الشَّافِعِيُّ اِبَاحَتَهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ تَلامِيذَ الشَّافِعِيِّ الَّذِينَ جَاؤُوا بَعْدَ مَقْتَلِهِ شَهِيداً رَحِمَهُ اللهُ هُمْ مَنْ نَسَبُوا هَذِهِ الْمَقُولَةَ اِلَى اِمَامِهِمْ؟ وَهَذَا احْتِمَالٌ كَبِيرٌ جِدّاً؟ وَلَيْسَ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَاْتِيَ اِمَامٌ عَظِيمٌ بِجَلالَةِ قَدْرِ الشَّافِعِيِّ حَتَّى يَسْمَحَ لِلزَّانِي اَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الزِّنَى؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقِ؟ سَوَاءٌ كَانَ الشَّافِعِيُّ هُوَ الَّذِي تَمَادَى بِقَانُونِ الْبَاطِلِ هَذَا؟ اَوْ غَيْرُهُ؟ فَاِنَّنَا نَعْتَبِرُ ذَلِكَ اجْتِهَاداً خَاطِئاً يُؤْجَرُ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ اَجْراً وَاحِداً؟ وَلانَقُولُ كَمَا كَانَ يَقُولُ الْقَاضِي اَبُو بَكْرٍ بْنُ الْعَرَبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ وَغَفَرَ لَهُ؟ وَكَانَ مُتَعَصِّباً جِدّاً لِمَذْهَبِهِ الْمَالِكِيِّ؟ اِلَى دَرَجَةِ اَنَّهُ كَانَ يَصِفُ اَتْبَاعَ الشَّافِعِيَّةِ بِالْغَبَاءِ الْفِقْهِيِّ الكَبِيرِ؟ وَلانَنْهَالُ ضَرْبَاً مُبَرِّحاً عَلَى اَتبْاَع ِالشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَذَاهِبِ؟ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ الْحَنَابِلَةُ؟ الَّذِينَ اَسَاؤُوا كَثِيراً اِلَى سُمْعَةِ اِمَامِهِمْ اَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وَهُوَ مِنْ تَشَدُّدِهِمْ بَرِيءٌ؟ لِمُجَرَّدِ اَنَّهُمْ كَانُوا لايَرَوْنَ القَنُوتَ عِنْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ؟ وَاَقُولُ لِلْحَنَابِلَةِ؟ رَحِمَ اللهُ الاِمَامَ مالك رَحْمَةً وَاسِعَة وَاَسْكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ؟ وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ اَنْ يَفْرِضَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ آرَاءاً كَثِيرَةً جِدّاً فِي كِتَابِهِ الْمُوَطَّأِ؟ وَلَيْسَ رَاْياً وَاحِداً فَقَطْ؟ وَلِكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ وَهُنَا اُرِيدُ اَنْ اَفْهَمَ مَاهُوَ الْفَرْقُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ كَانُوا اَيْضاً يَضْرِبُونَ اَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلَ ضَرْباً مُبَرِّحاً؟ لِمُجَرَّدِ اَنَّه كَانَ لايَرَى الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ؟ بَلْ بِالْعَكْسِ فَاِنَّنَا نَعْتَبِرُ جَمِيعَ الاَخْطَاءِ الْفِقْهِيَّةِ الاِسْلامِيَّةِ ثَرْوَةً فِقْهِيَّةً لايُسْتَهَانُ بِهَا؟ وَخَاصَّةً عِنْدَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؟ اِذْ لَوْلا الْخَطَأُ مَا تَعَلَّمْنَا الصَّحِيحَ اَبَداً؟ وَلَمَا وَصَلْنَا اِلَى هَذِهِ الْفَوَائِدِ الْفِقْهِيَّةِ الْعَظِيمَةِ؟ وَحَتَّى فِي مَجَالِ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ؟ فَاِنَّنَا لَمْ نَصِلْ اِلَى الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ؟ اِلَّا بَعْدَ مُرَاجَعَةِ اَخْطَاءِ جَمِيعِ الْفِرَق ِالضَّالَّةِ؟ وَمِنْهَا قَوْمِي الْعَلَوِيِّينَ مَعَ الاَسَفِ؟ وَاسْمَحُوا لِي اَيُّهَا الاُخْوَةُ بِالاِجَابَةِ عَلَى سُؤَالٍ وَصَلَ اِلَيَّ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ؟ وَيَقُولُ فِيهِ اَنَّهُ وَصَلَ اِلَى مَشْفَى مِنْ مَشَافِي النِّظَامِ رَجُلٌ مِنْ اَهْلِ السُّنَّةِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ مَعَ الْجَيْشِ الْحُرِّ وَحَالَتُهُ خَطِيرَةٌ؟ وَهُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى التَّبَرُّعِ بِالدَّمِ؟ وَفِئَةُ دَمِهِ نَادِرَةٌ؟ وَصَادَفَ اَنَّهَا لاتُوجَدُ اِلَّا فِي عُرُوقِي؟ يَقُولُ الْعَلَوِيُّ؟ وَلَكِنَّ قَوْمِي يَمْنَعُونَنِي مِنْ ذَلِكَ التَّبَرُّعِ؟ وَلَكِنِّي اَسْتَطِيعُ بِالْحِيلَةِ اَنْ اَتَبَرَّعَ لَهُ وَاَنْقُلَ اِلَيْهِ مِنْ دَمِي مِنْ دُونِ اَنْ يَعْلَمَ اَحَدٌ بِالاَمْرِ اِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ اَثِقُ بِهِمْ فَمَاذَا اَفْعَلُ؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّنَا كَعَلَوِيِّينَ نَحْمِلُ الْعَلَوِيَّةَ السَّمْحَاءَ فِي صُدُورِنَا وَقُلُوبِنَا الْبَيْضَاءِ الصَّافِيَةِ مِنَ الْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالضَّغِينَةِ وَ الْبَغْضَاءِ؟ وَ لَيْسَ مِنْ اَخْلاقِنَا اَبَداً اَنْ نُجْهِزَ عَلَى الْجَرِيحِ اَوْ نَقْتُلَهُ اَوْ نَتْرُكَهُ يَمُوتُ مِنْ دُونِ تَاْمِينِ الْعِلاجِ اللازِمِ لَهُ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَدُوّاً مُحَارِباً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ؟ بِدَلِيلِ الآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي مَدْحِ قُدْوَتِنَا الْحَسَنَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ اِمَامُنَا الاَعْظَمُ عَلِيٌّ بْنُ اَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ مَعَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَصَحَابَتِهِ الْكِرَامِ؟ بَلْ نَزَلَتْ اَيْضاً فِي مَدْحِ آلِهِ الْكِرَامِ خَاصَّةً وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيراً اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً( وَاَنْتَ تَعْلَمُ اَخِي الْعَلَوِيُّ الْغَالِي عَلَى قَلْبِي؟ وَاَتَمَنَّى اَنْ تَكُونَ زِينَةَ قَوْمِي وَوِسَامَ شَرَفٍ عَلَيْهِمْ؟ اَنَّ الاَسِيرَ الْمَذْكُورَ فِي الآيَةِ فِي الاَصْلِ كَانَ عَدُوّاً مُحَارِباً؟ وَلَكِنَّهُ الآنَ اَصْبَحَ مُسَالِماً جَرِيحاً ضَعِيفاً بَيْنَ يَدَيْكَ؟ لايَقْدِرُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى اَذِيَّتِكَ وَلا اَذِيَّةِ قَوْمِنَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ بِبِرِّهِ وَالاِحْسَانِ اِلَيْهِ وَالْعَدْلِ مَعَهُ بَعْدَ اَنْ اَصْبَحَ مُسَالِماً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لايَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ اَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْ اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ(اَلا تَشْتَاقُ اَخِي الْعَلَوِيُّ اِلَى مَحَبَّةِ اللهِ لَكَ وَرَحْمَتِهِ؟فَاِذَا كَانَ جَوَابُكَ بَلَى؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَرِقَّ لِحَالِهِ وَتُقَدِّمَ لِهَذاََ الْجَرِيِحِ اَحْسَنَ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَالْحُبِّ وَالرَّحْمَةِ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ؟ وَهَلِ الاِحْسَانُ مَعَ هَذَا الاَسِيرِ وَلَوْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِمٍ يَهُودِيٍّ اَوْ مَسِيحِيٍّ اَوْ سُنِّيٍّ اَوْ عَلَوِيٍّ اَوْ غَيْرِهِ؟ هَلْ يَكُونُ ذَلِكَ الاِحْسَانُ اِلَى دَرَجَةِ التَّبَرُّعِ بِالدِّمَاءِ وَالْغَالِي وَالرَّخِيصِ وَالنَّفِيس؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ هَذِهِ هِيَ رَحْمَةُ الاِسْلامِ بِغَيْرِ حُدُودٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}وَسَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ سُنْدُس؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~