ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com

العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > قسم علوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30/4/2016, 05:29 PM
 
2hossain
بـاشـمهندس

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  2hossain غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 382591
تاريخ التسجيل : Feb 2015
العمـر : 68
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 57 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 50
قوة التـرشيـح : 2hossain يستاهل التقييم
درس خـواطر حول سورة الكهف ـــ 6 / صاحب الجنتين

أعـوذ بالله من الشيطان الرجـيم بسم الله الرحمن الرحـيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعـوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .... وبعـد :
ما زلنا فى روضـة القرآن الكريم وهـو كلام الحـكيم العـليم نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فى كل وقت وحين، فى هـذه الروضة القرآنية العظيمة مازلنا مع
السورة التى تعـطى لقارئها نورا بين السماء والأرض، مع سورة الكهف... وفى الكهف الذى ما زلنا فيـه نتـنسم عبق رائحة فتية مؤمنين بالله وجـودا وموجـودا فكان لزاما على الله أن يشملهم براعيته
ورحمته إلى أن بعـثهم من نومهـم وكيف لا يرعاهـم وقد وثقوا بالله إلها واحـدا لا شريك فباعـوا دنياهم وكسبوا دينهم ليكونوا عبرة ولفتة إيمانية لمن بعـدهم ولكن بعـض الناس باعـوا دينهم بدنياهـم
فيستعـينوا بغير الله ويظنون أنهم على علـم بما أوتوا من النعـم متناسين رب النعـم الذى إذا شاء زال عـنهم كل النعـم، ( ولكن يؤخرهـم إلى أجل مسمى ) ـــ 45 سورة فاطر
فما أحوج المسلم فى هـذا الزمن الذى يموج بالفتن... وأكبرها وأشدها على الإنسان فتنة المال التى افتتن بها الناس قديما وحديثا حتى فى هـذا العصر الذى سيطر فيه أصحاب رؤوس الأموال على
سـوق المال فى العالم، فمن افـتتن بالمال وتجاوز حـدوده المشروعة إلى طرقه الممنوعة، فليأخذ العـبرة والعـظة من صاحب الجنتين ولينظر فيما بعـد ذلك من طرق النجاة...إن قصة هـذين الرجلين
ما زالت تحدث لأصحاب نـفوذ تكبروا وطغـوا ونسوا حق الله تبارك وتعالى فى عباده الفقراء فأين هـم الآن ؟ إما خلف القضبان بعـد أن أضاعـوا ثرواتهم فيما حرم الله، أو هـم مرضى طريحون الفراش
بل قد يكونوا محرومون من متع الطعام والشراب... فليحذر كل من افتتن بالمال من غـرور النفس البشرية وأهوائها وليحذر من إنسان يرى النعـمـة بعـينيه ولا يتحـدث بفضل الله عليه
ففى المشهد الأول من حوار الرجل الغنـى المشرك ( وكان لـه ثمر ...) ترى عـمق يقف عنده الإنسان المؤمن بالله والمتحدث بنعمة الله، هـذا الثمر هو مال، والمال هـو فى الأصل مال الله، والله لـه
حـق فى هـذا المال فيقول تبارك وتعالى فى آيات كثيرة متحدثا عن ذلك : (....وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب.... ) ــــ 177 سورة البقرة
وجـوه الخير هنا كثيرة لأن ذوى القربى من الإنسان الغـنى المؤمن بالله ممكن أن يكونوا ميسورى الحال لكن بالنسبة للفئات الأخرى التى حددها القرآن فيكون من المال الزائد عن حاجة الإنسان
وأضعـف الإيمان الوقوف بجانب الغارمين وهم فئة اقترضت مالا بغـير معصية الله ( الذين يوقعون على شيكات بدون رصيد أو إيصالات أمانة لزواج أبنائهم أو لضيق فى معيشتهم ) ثم سجنوا
نتيجة عـدم إستطاعتهم ألسداد، أو بناء دار أيتام أو مشروع خيرى... فأين الأغـنياء من هذا ؟ فكلما أنفق المسلم فى الخير فهـو ذكر وتحدثا بنعـمة الله وطالما اعترف بنعـمة الله زاده الله ورزقه
من حيث لا يحتسب، لكن عليه أن يحذر من الوقوع فى إغراءات الدنيا بكثرة الأموال فيرتدى أحسن وأفخر الثياب ويغـذى جسده بأشهى الأطعـمة والمشروبات كلما جاع ولا يعرف شيئا عن غـذاء
روحـه التى هى من روح الله، فإذا ذكر الإنسان نعــمة الله بقوله الحمد لله فكأنما ذكر الله، وطالما ذكر الله غـذى روحـه، فتسموا روحـه ويطمئن قلبه : ( ألا بذكر الله تطئن القلوب )، وطالما اطمئن
القلب أمن من متاعب الحياة وإقرأ ما شئت قوله تعالى : ( يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ... ) ـــ 26 سورة الأعراف
فهـذه نبذة بسيطة عن نعـمة المال لمن يتحدث بالنعـمة وقد لا يكون نعـمة بل نـقـمة على صاحبها لأنه اعـتقـد أنـه دائم وأنه منعـم فى الدنيا ونسى أن الله هو الدائم وأنه واهب النعـم
وهـذا ما فعله الغـنى المشرك صاحب الجنتين، بأنه نصب نفسه حكما على منزلته فى الأخرة حينـئذ يحاول صاحبه الفقير أن يرده إلى الصواب بمنطق الإيمان منطق، الحـق لأنه واثق بالله ربا
واثـق بأن الذى أعـطى هذا الغنـى الجاحـد قادر أن يأخـذ منه كل شيء وعـندها يقول الله تبارك وتعالى عقابا لهذا الرجل الجاحـد ( وما يغـنى عنه ماله إذا تردى ) ــــ 11 سورة الليل
( قال لـه صاحبه وهـو يحاوره أكفرت بالذى خلقـك من تراب ثم من نطـفة ثم سواك رجلا ) ـــ 37
قال لـه صاحبه وهـو يحاوره يلفتـنا الله تبارك وتعالى إلى أن نستمع إلى الحـوار مهما كان فيه من غلظـة ولا نقاطع صاحب الحوار لأن مقاطعـة الحوار يترتب عليه عـدم فهم المقصود من الكلام
وهـذا ما فعله الفقير المؤمن مع الغـنى المشرك لم يقاطعه فى الكلام بل استمع إليه فى أدب رغـم قسوة ما قاله
الحــوار : من المحاورة وهـو المراجعـة فى الكلام وقد ذكر لفظ ( وهـو يحاوره ) مرتين فى القرآن فى سورة الكهف ... أما الجدال من جدل الحبل إذا فتلته وهو مستعمل فى الأصل لمن خاصم
ثم استعمل فى مقابلة الأدلة لظهور أرجحها... والجدال فى مصطلح الناس مناقشة بين طرفين أو أطراف مقصود بها إظهار حجة ودفع شبهة وقد اجتمع اللفظان فى أول سورة المجادلة عـند قوله
تعالى : ( قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) وهـذا هـوأدب الحـوار فى القرآن، فعـند بدء الحوار على كل طرف الإستماع بشكل
جيد والتركيز فيما يقال فى محاولة لفهم الطرف الأخر وعـدم مقاطعة الكلام مهما كان المتكلم كبير السن أو صغير وأيا كانت عـقيدته ومن أجمل آداب الحوار التواضع وعـدم إتخاذ الكبرياء رفيقا
فى الحوار وهذا كهف من الكهوف المعـنوية يلفتنا القرآن إليه وما أحوج إلينا أن نعلمه لأولادنا ونلفت به بعـضنا دون حرج
( قال لـه صاحبه وهـو يحاوره أكفرت بالذى خلقـك من تراب ثم من نطـفة ثم سواك رجلا ) ـــ 37
بعـد أن استمع المؤمن الفقير بإنصات إلى صاحبه الغنـى المشرك رد عليه محاولا أن يفيقه من غـروره ومن كبرياؤه فيقول لـه مستنكرا حواره السابق من أنت ؟ ومن أين جاءتك القدرة الخارقة
التى تجعلك أن تعـبد نفسك وتنسى المعبـود؟ أتذكر حقيقة أمرك وبداية خلقك ؟ من التراب الذى تمشى عليه كل يوم هـو نفس الجسد الذى يتغـطرس أمام قوة الله، حتى إذا خارت قواه قال آمنت بالذى
آمنتم بـه... مستكبرا أن يقول آمنت بالله فعلام تتكبر ؟ خرجت من ذكر أبيك ماء مهينا، ومن رحم أمك طفلا جنينا وإن كنت فى شك فاسألهما ولن يستطيعا الإنكار، فلماذا تنكر نعـمة الله عليك بـعـد أن
بعـد أن اكتملت رجلا لتؤدى دورك فى الحياة معتمدا على رب هـذه الحياة ؟ على أننا لو تأملنا هـذه الآية جيدا لوجدنا أن الآية إستنكار وتعـظـيم لجرم وقع فيه هذا الغـنى المشرك من الجحـود لربـه الذى
الذى خلقه وخلق السموات وما فيهما من كواكب والأرض وما فيها من جنات وأنهارا إلا أن الحق سبحانه وتعالى حين يعـرض قضية غيبـية وهى قضية الخلق فإنه ينير للعـقل طريق نلمسه ونشاهده
أكفرت بالذى خلقـك من تراب خالق الإنسان هـو الله وهـذا أمر غـيبى بحت نأخذه عـن الله ولكن هل شهدنا خلق الإنسان أو شهد أحد من خلقه قبل خلق الإنسان عملية الخلق ؟ بالطبع لا والله سبحانه
وتعالى يقول ذلك : ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ) ــــ 51 سورة الكهف إنها قضية غيبية ولكن الله يقربها إلينا عن طريق العـقل عندما يتدبر
الأمر بأشياء نلمسها ونشاهدها فالله خلق الإنسان فى أطوار بصدق القرآن العظيم : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعـلناه نطفة فى قرار مكين* ثم خلقـنا النطفة علقـة فخلقـنا العلقـة
مضغة فخلقـنا المضغة عظاما فكسونا العـظام لحما ثم انشأناه خلقا آخرفتبارك الله أحسن الخالقين ) ـــ 12 ـــ14 سورة المؤمنون والقرآن كلام الله وما دام قائله هـو الله فصدق الله فيما قال، فإذا
جئنا للواقع الذى نعـيش فيه ونسأل أنفسنا من أين جاءت مقومات حياة الإنسان ؟ سنقول من طين الأرض وهى التى تعـطى كل مقومات الحياة التى نعيشها والدليل على هـذا " أن العلماء حللوا جسد
الإنسان فكانت نتيجة التحليل الكيميائى الذى أمكن قياسه وتقديره وإثباته أن أى جسد إنسانى بكافة أعضائه ومكوناته إنما يتكون من عناصر محددة لا تتغـير ولا تتبدل أصنافها ولا تختلف إلا بآثار
ضئيلة يسارع الجسم إلى تعـديلها لإصلاح نسبتها " وهذه العناصر دون ذكر أسمائها هى نفس مكونات عناصر التراب والتى إذا أضيف إليها الماء أصبحت طينا، إذن عناصر الطين الخصب هى نفس
عناصر الجسم البشرى وكانت تجربة معـملية لم يكن هدفها إثبات صحة القرآن أو عـدم صحته ولكنها كانت بحثا من أجل العلم، ولإننا لم نعلم عن خلق الإنسان شيئا إلا بما قاله الله تعالى فى القرآن
قرب الله إلينا قضية الخلق بنقيض الحياة ألا وهـو الموت الذى نشهده كل يوم، فأول شيء يحدث فى الإنسان عـند الموت هو خروج الروح تلك النفخة الإلهية ( ونفخت فيه من روحى ) إذن أخر شيء
دخل فى جسم الإنسان... هو أول شيء خرج منه ثم تبدأ مراحل عكس عملية الخلق... يتصلب الجسم، وهذا هو الصلصال... ثم يبدأ فى التعفـن حتى يصبح رمة وهذا هو الحمأ المسنون... ثم يتبخر الماء
من الجسم ويصبح ترابا ويعـود إلى الأرض إذن صدق فى مادة الخلق وصدق فى عملية الخلق
( لكنــّـا هـو الله ربـى ولا أشرك بربى أحـــدا ) ــــ 38
لكنـّــا : أى لكن أنا، حذفت الهمزة وأدغـمت النون فى النون وهـو حرف إستدراك يثبت لما بعـده حكما مخالفا لحكم ما قبله وعلى هـذا فالمؤمن الفقير يستدرك ما قاله صاحبه الغـنى المشرك فيقول له
أنت كفرت بالذى خلقك من التراب حتى سواك رجلا مليئا بالقوة والقدرة لكن الله هـو ربى أنا ...ثم تأمل قول الغـنى المشرك ( ولئن رددت إلى ربى ) وقول صاحبه المؤمن ( لكنـّـا هـو الله ربى )
نلاحظ أن الكافر لم يقـل الله ربى فهناك فرق بين القولين لأن الرب هو المتولى للتربية وهذا أمر لا يشك ولا يعـترض عليه أحـد إنما الشك فى الإله ...فالربوبية عـطاء ولكن الألوهية تقتضى العـبودية
والعـبودية تقتضى التكليف ولذلك اعترف الكافر بالربوبية وأنكر الألوهية أما المؤمن الفقير لما استنكر حوار الغـنى المشرك لما فيه من إنكار لعبودية الله أكد له أنه مؤمن بالله ربه وزاد فى تأكيده
لعبودية الله بأنه قال هـو الله ربى والضمير " هو " ضمير ظاهر معـناه حاضر لا يغيب ولا يعرفه سوى المقربين الناظرين إلى حقائق الأشياء فما غير الله فان ومعـدوم والله دائـم وموجـود ثم أضاف
الفقير بالنهـى وأجزم بعـدم الشرك بالله لأن إيمانه كان من منطقة غـيـبية... شيء غيبى عـنك لا تراه ولا تستطيع أن تصل حواسك إليه ولكن بحسن وجمال صنيعه فى الجنتين أيقن أن الصانع هـو الله
وان مافيه هذا الغنى الجاحد من رزق هـو من الله وهـو القادر أن يذهبها متى يشاء ولكن يؤخره إلى أجل مسمى بعـدما يترك الدنيا بكل ما يملك فيها
( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ) ـــ 39
لولا : بمعـنى هلا وهى للحث والتحضيض وصاحبه المؤمن هنا ينصحه ويعلمه كيف يستقبل نعـمة الله عليه بأن يرد هـذه النعـم إلى المنعـم عليه فهـو يبين لـه أن هـذه الحدائق والبساتين والزروع
فى كلتا الجنتين أتت أكلها من الأرض التى خلقها الله وعـندما حرثتها بيديك ورويتها من نهـر فجره الله بقدرته، فهو بفضل الله عليك وهو الذى منحك القوة على العـمل فى الأرض ووهب لك
المال الذى تخلفه من حصاد الأرض وكل هذه النعـم التى تتقلب فيها... نعـمة الصحة التى أعانك عليها الله لتحرث الأرض والمال الذى أتاك إياه ونعـمة الولد كل هـذا لا فضل لك فيه ولا ولا قوة ولا حول
لك فيها والعجيب أن هـذا المؤمن الفقير الذى لا يملك من متاع الدنيا شيئا يدل صاحبه الغـنى المشرك على مفتاح الخير الذى يزيده من خير الدنيا رغم أن هذا الغـنى يتقلب فى نعـيمها فمفتاح زيادة الخير
ودوام النعـمة فى قول ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )
فضل ما شاء الله لا قوة إلا بالله : يقـول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث : " ما قيل عـند نعـمة : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، إلا ولا ترى فيها آفة إلا الموت"
فمن رأى شيئا من متاع الدنيا سواء المال، الولد، الحرث والبناء أى نعمة ظاهرة للعـين فمن الواجب عليك ألا تلهيك هـذه النعـم عن المسبب لهـذه النعـم فتقول جهرا أو سرا ذاكر الله
" ما شاء الله لا قـوة إلا بالله " أى أن هـذه النعـم ليست بقـوتى ولا حيلتى بل من الله، وبذلك ترد النعمة إلى خالقها وما دمت رددت الشيء إلى أصله فقد استأمنته عليها وضمنت بقاءها
ويجب أن ننتبه فى هـذه الآية كهف معـنوى والذى أشرنا إليه فى سورة الكهف المليئة بالكهوف المعـنوية فعـطاء الله هـنا مستور داخل كهف الحقيقة وهى أن العـطاء من الله ولكن هـذه
الحقيقة باطنها مستور بقدرة الله وظاهرها أسباب بفعـل البشر
ما شاء الله لا قوة إلا بالله : كنز من كنوز الجنة بصدق الحديث، روى عـن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبى هريرة رضى الله عنه : ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة أو قال كنز من
كنوز الجنة قلت بلى يا رسول الله قال : لا حول ولا قـوة إلا بالله إذا قالها العـبد قال الله عـز وجل أسلم عـبدى واستسلم ( رواه مسلم )
قال سيدنا جعفر الصادق- رضي الله عنه وكان عالماً بكنوز القرآن : وعجبت لمن طلب الدنيا وزينتها- صاحب الطموحات في الدنيا المتطلع إلى زخرفها- كيف لا يفزع إلى قول الله تعالى :
" ما شاء الله لا قوة إلا بالله " فإني سمعت الله بعـقبها يقول : " فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك ..." ) فإن قلتها على نعمتك حُفظَت ونَمَت ، وإن قلتها على نعمة الغير أعطاك الله فوقها
والأحاديث فى فضلها كثيرة ...إذن حينما ننظر إلى كل نعم الدنيا تجد أن ( إلى ربك منتهاها ) إلى العـطاء الأعلى ربك الذى وهب
( إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا ) ثم يستطرد الفقير المؤمن ويبين لصاحبه الغـنى المشرك من إنه فقير وهو غنى وإنه استعلى بماله وولده وانكر المنعـم عليه ثم ذكره بأن الله تعالى قادر أن يبدل حاله
من الفقر إلى الغـنى ويعـطيه خيرا من جنته فيقول للغـنى المشرك :
( فعسى ربى أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعـيدا زلقا ) ــــ 40
عسى فى اللغة العربية الإشفاق والطمع فى قرب الشيء فهى من أفعال المقاربة لكن المفسرون اتفـقوا على أن كلمة عسى من الله واجب لأنه لفـظ يفيد الإطـماع ومن طـمّـع إنسانا فى شيء ثم حرمه كان
كان نقصانا والله تعالى أكـرم من أن يطـمع إنسان فى شيء ثم لا يعـطيه ومن ثم فهذا الرجاء واقع لا شك فيه وهو ينقل مسألة الغنى والفقر إلى ربه فإنه لا قدرة لمخلوق على حفظ النعمة سوى الله تعالى
ولا قدرة لمخلوق على منح النعمة من البداية سوى الله تعالى وهنا قال الفقير المؤمن يمكن أن يعطينى ربى نعمة خير من نعمتك فى حين إرادة ربى قادرة أن تزيل نعمتك وجنتك التى أنت فيها :
ويرسل عليها حسبانا من السماء : تكرر الألفاظ : ( حسبان ـــ حسبانا ) ثلاث مرات فى القرآن الكريم .... ( الشمس والقمر بحسبان ) ـــ 5 سورة الرحمن
( .... وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ) ـــ 96 الأنعام ...... ( ويرسل عليها حسبانا من السماء ) ـــ 40 سورة الكهف
فالله تعالى جعـل الشمس والقمر لمعرفة الوقت ( .... ولتعلموا عدد السنين والحساب ... ) ـــ 12 سورة الإسراء ... والله تعالى خلق الشمس والقمر بحساب دقيق لا يختل ... ولا يؤخر ولا يقدم فشروق
الشمس وغروبها فى كل بلدان العالم فى أوقات محددة جعل الإنسان يخترع اللآلات الزمنية والساعات ويعين الوقت بدقة ولن يتعين الوقت بدقة إلا إذا كانت الصناعة بدورها مضبوطة بدقة فإذا كانت
صناعة الإنسان وندعى انها دقيقة فكيف بصناعة الخالق الذى وهب الإنسان العلم ؟ ... ( ويرسل عليها حسبانا من السماء ) فالحسبان : الشيء المحسوب والمقدر بدقة عالية
وعلى هـذا فالعـقل والمنطق يقول أن الله سبحانه وتعالى أرسل على هذه الجنة التى اغتر صاحبها بها وظن أن الله لن يقدر عليه صاعقة من السماء محسوبة وبدقة مقدرة على هذه الجنة وما عليها
دون غيره... لماذا ؟ حتى لا يقول صاحبها الغنى المشرك إنها آية كونية أصابته كما أصابت غيره ( ويرسل الصواعـق فيصيب بها من يشاء .... ) ـــ 13 سورة الرعد والله تعالى أعلم
فتصبح صعـيدا زلقا : الصعـيد وجه الأرض وهـو يشمل التراب والرمال والصخور وغير ذلك كما جاء فى قوله تعالى : ( فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ) ـــ 6 سورة المائدة
الزلق : أرضا لا تثبت عليها الأقدام لملاستها أى أصبحت أرضا مبللة بالماء لا تصلح لشيء ولا حتى المشى عليها
صعيدا جرزا : أرض جرداء لا نبات فيها وانقطع عنها الماء فهى يابسة
( أو يصبح ماؤها غـورا فلن تستطيع له طلبا ) ـــ 41 : أى ماء ذاهبا فى الأرض ولفظ ( غورا ) تكرر فى القرآن مرتين .. ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غـورا فمن يأتيكم بماء معين ) ــ 30 سورة الملك
والماء الغائر فى الأرض إن أمكن أخراجه من الأرض بالألات فلن يستطيع بأى حيلة أن تصل إليه لأن الفاعل وهـو الله قال (فلن تستطيع له طلبا ) وبذلك قطع أمله نهائيا فى إصلاح جنتيه
ولاحظ أن حوار المؤمن الفقير للغنى المشرك مجرد رجاء لم يحدث بعـد
( وأحيـط بثمره فأصبح يقلب كفيـه على ما أنفـق فيها وهى خاوية على عروشها ويقول ياليتـنى لم أشرك بربى أحـدا ) ـــ 42
انقلب الحال من مشهد النماء والإزدهار إلى مشهد الدمار والبوار ومن الغرور والإستكبار إلى الندم والإستغفار، وكأن الله سبحانه وتعالى استجاب لرجاء المؤمن الفقير ولم يخيب رجاؤه ووصل
القـدر المحتوم للغـنى المشرك وأحيـط بثمره فأصبح يقلب كفيـه على ما أنفـق فيها وهكذا أذهب الله سبحانه وتعالى النعـمة فكما فجر الله الماء، غار هـذا الماء، وهلك الثمر وكأن الله تعالى جعـل
حول الثمر سورا فلا يكون له منفذ للنجاة من الهلاك من كل جانب فلم يسلم منـه شيئا ...ولفظ ( أصبح ) يدل على أن الهلاككان ليلاتدبر قوله تعالى عن أصحاب الجنة فى سورة القلم :
إنا بلوناهـم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستـثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصـريم ) ـــ 17 / 20 سورة القلم
ولاحظ أن الجنة كان بها نخيل وأعـناب ونهرا مخصوصا إلى جانب الأموال المثمرة ولم يذكرهما الله ولكن جاء بالمحصلة النهائية لإنتاج الجنتين ألا وهى الثمر بكافة أنواعه إلى جانب الأموال الطائلة
التى أنفقها فى الجنتين فالمشهد هـنا كامل ...مشهد الدمار والبوار، جنته خربة جدباء لا زرع فيها ولا ماء أتى عذاب الله عليها من السماء صاعقة مقـدرة محسوبة جعلت عاليها سافلها، جعلت الرجل
يقـف مبهوتا من هول الصدمة وتخيل أنسان يضرب كفا بكف من هول صدمة ما كيف يكون ؟ إنه لا يتكلم من شدة الصدمة يضرب كفا بكف ندما ( على ما أنفـق فيها وهى خاوية على عروشها)
ومن المعروف أن العروش تكون فوق الشجر والثمر، تدبر حرف" على " والذى يفيد الأستعلاء على الشيء والذى يبين كيف فعلت الصاعقة أو عذاب الله بهذه العروش وقعت العروش ثم تهدمت
فوقها الجدران ومن هنا ألجمته الصدمة ولكنه أفاق وانتبه إلى ما فيه وتذكر أنه كان يشرك بربه فيقول ياليتـنى لم أشرك بربى أحـدا ولأنه كان يعـتز بقيمة أرضية من الجنتين وما فيهما والمال والأولاد
والعشيرة وتخلى عن القيمة الإيمانية المتمثلة بوحدانية الله لذلك قال بعـدها ياليتـنى ... ولكن بعـد فوات الأوان والتفت حوله فلم يجد أحـدا يناصره وإنما وجـد الآية الكريمة :
( ولم تكـن لـه فـئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا ) ـــ 43
الغـنى المشرك قال فى بادىء الأمر : ( أنا أكثر منك مالا وأعـز نفرا ) فأين هم الآن ؟ أين قـوة أولاده وعشيرته ليمنعـوا ما حل به ؟ ليس لديه الآن أعـوان وشركاء من أى فئة يدفعـون عنه ما حل به
من خـراب جنتـه، أو ينصره أمام قرة الله... حتى لو حاول ذلك بما لديه من مال وأعـوان ونفـر فلن يكتب لـه النصر لمــاذا ؟ لأنه أيقن أن الله وحـده هـو الواهب لهـذه النعـم وهـو الذى أخذها ...
( هنالك الولاية لله الحـق هـو خير ثوابــا وخير عـقـبا ) ـــ 44
أى فى قمة الصدمة وقمة الحزن أفاق من مما فيه وتذكر أن له ربا وتمنى أن لا يشرك بالله وأن الله سيجازى على العمل الصالح بثواب خير من ثواب الدنيا وما فيها وخير العاقبة فى جنة الخلد
وهنا ينفرد الله بالولاية والقدرة فلا قوة إلا قوة الله ولا نصر إلا نصر الله وثوابه هـو خير الثواب ( قل متاع الدنيا قليل واللآخرة خير وأبقى ) وخير العاقبة عاقبة الآخرة
أسباب النعـمة ...وزوال النعـمـة :
والله ضرب لنا هـذا المثل حتى يبين لنا الطريق السليم ليعلم كل من كان على شاكلة صاحب الجنتين فى كل زمان ومكان أن كل ما يتمتعـون به من نعـم وترف وما يملكون من قوة فى الأولاد والعشير
ليس من عندهـم ولا بقوتهم وإنما من عـند الله وبإرادة الله فكل النعـم تحمل مشيئة المنعـم إن شاء أعـطى، وإن شاء أخـذ،، ذلك أن الغرور البشرى يصور للإنسان أنه يستطيع وأنه قادر أن ينمى
ما عنده من نعـم بقدرته وبعلمه هـو... دون الإستعانة بالقادر والعليم بذات الصدور ناسيا أن كل ما فى الكون خاضع لمشيئة الله، إن شاء منح وإن شاء منع والله أعطى لنا مثلين فى هذا مثل للإيمان
ومثل للكفر...المؤمن يقول ربى الله فى كل أحواله،عند نومه وعند استيقاظه وعند طعامه وشرابه فى كل الأحوال ذاكرا فضل الله عليه ...أما الكافر الجاحـد بنعـمة الله فهـو لا يقول ربى الله بل يصبح
يعد أمواله وينافس أقرانه فى المزيد وينسى الله فى كل الأحوال ومع لهوه وتجارته ينسى أن له ربا يراقبه فى كل حال،ومع ذلك لا نتعجب إذ نرى أن الله يرزق المؤمن والكافر سواء... ولكن هناك فرق
واضح بين المؤمن بالله قولا وفعلا والمشرك بالله قولا وفعلا... ذلك أن المؤمن يثق بأن الله هـو الرازق فيطمئن قلبه بالأمان ويثق بأن الخير الذى يعـمله فى الدنيا يثاب عليه فى الآخرة هـو خير ثوابــا
أما الكافر فهـو يثـق بأن كل النعـم التى تأتيه سواء مالا كثيرا أو رزقا وفيرا إنما يأتيه بقوله( إنما أوتيته على علـم عـندى ) فيرث القلق والخـوف من غـد لا يعلم ما فيه... يخاف أن تزول عـنه تلك النعـمة
أو يزول هـو عـن النعمة فيصبح لا يملك شيئا فى الدنيا ولأنه ينكر الآخرة فلا يأتيه ثواب الآخرة بل يجد أمامه : ( ... اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومك هـذا ) ـــ 34 سورة الجاثية لذلك نحن نحمـد الله
على كل شيء وفى كل نعـمة فلا يصيبنا قلق ولا يدخلنا غـرور فالحمد لله على نعـمة الإسلام وكفى بها نعـمة، وهكـذا بعـض النعـم يمكن أن تدوم حتى بعـد موت صاحبها كالصدقة الجارية وبعـض النعـم
التى يمكن أن تزول حتى فى حياة صاحبها كزوال نعمـة الصحة فى وجود نعـمة المال فلا يتمتع به فيرى الطعـام والشراب فلا يستطيع أن يتناول شيئا إلى أن يقضى الله أمـرا كان مفعـولا .......
وهكذا يسدل الستار عن صاحب الجنتين تلك القصة التى لا نعرف مكانها ولا زمانها ولا أسماء أصحابها مهما قيل فى كتب التأويل فالله سبحانه وتعالى يقول لنا أن المكان ليس مهما لأنها تحدث فى كل
مكان وفى أى زمان ومع أى أشخاص وأصحاب نفوذ قوية هم الآن خلف القضبان فى السجون أو يعالجون فى المستشفيات بعـد أن ضاعت ثرواتهم عافانا الله من ذلك وعفا عنهم لعلهم يتوبون
ولينظر العـبد بعـدها إلى اليوم الأخرة وما فيه من ثواب وعـقاب نسأل الله حسن ثواب الأخرة وعافانا من سـوء الخاتمة.... آمين يارب العالمين
وإلى لقاء آخـر مع كهف من كهـوف السورة الكريمة، ألا وهى قصـة موسى والعبد الصالح
اللـهم إن كنت قد أصبت فهـذا فضل منك بما أنعـمت علىّ فلنحمده ونشكره وإن كان غير ذلك فهو من اجتهادى أدعـوا الله أن يكتب لى عليه ما يشاء من الثواب والله هـو خير ثوابا وأبقـى
وصلى اللهم وسلم على حبيبك محمد أخر ظهـور المرسلين والظاهـر شهودا فى النبيين وعلى آله وأصحابه أهل الحق واليقيـن.....
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم .... فى قرآنه العظيم
رد مع اقتباس
قديم 6/6/2016, 12:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
ابن الشوربجى
Banned


الملف الشخصي
رقم العضوية : 290657
تاريخ التسجيل : Jan 2012
العمـر : 38
الجنـس :  starsat
الدولـة : mohandsen
المشاركات : 2,546 [+]
آخر تواجـد : ()
عدد النقاط : 914
قوة الترشيـح : ابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييمابن الشوربجى يستحق التقييم

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابن الشوربجى غير متصل

افتراضي رد: خـواطر حول سورة الكهف ـــ 6 / صاحب الجنتين

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~