ماشاء الله تبارك الله ماشاء الله لاقوة الا بالله , اللهم اني اسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى
" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ". صدق الله العظيم
الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط
   
Press Here To Hidden Advertise.:: إعلانات منتديات المهندسين العرب لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم الشكاوي ::.

 IPTV Reseller

  لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى لطلب الاعلان عمل موضوع بقسم طلبات الاعلانات اسفل المنتدى

Powerd By : Mohandsen.com
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يمنحنا السعادة والسلام في هذا العيد وفي كل أيام حياتنا.
العودة   المهندسين العرب > اسلاميات ( حبا في رسول الله ) > المنتدي الاسلامي > قسم علوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13/7/2016, 04:04 PM
 
2hossain
بـاشـمهندس

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  2hossain غير متصل  
الملف الشخصي
رقم العضوية : 382591
تاريخ التسجيل : Feb 2015
العمـر : 68
الـجنـس :
الدولـة :
المشاركـات : 57 [+]
آخــر تواجـد : ()
عدد الـنقـاط : 50
قوة التـرشيـح : 2hossain يستاهل التقييم
درس خواطر حول سورة الكهف ـــ 9

موسى والعـبـد الصالح
أعـوذ بالله من الشيطان الرجـيم بسم الله الرحمن الرحـيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعـوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعـين وبعـد :
القرآن الكريم هو كلام الله رب العالمين نزل به الروح الأمين على رسول الله وسيد الأنبياء والمرسلين وأفضل الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيرا وللمؤمنين
هداية وتبشيرا يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه وهو الذكر الحكيم الذى لا يشبع منه العلماء ولا يمل منه الأتقياء فيه من الأسرار الإلهية عجائب
ومن العلوم غرائب ...وفى سوره وآياته إعجازات لا يتـنبه إليها العـقل إلا بعـد أن ينشط ويكشف المستور عن حقائق فى كهوف الحياة لا نرى منها إلا ما هو ظاهر أمامنا... ولكن هل تستطيع أن ترى
من ظاهر الكهف أو من خارجه ما هو مستور بداخله ؟ طبعا لا ..إذن لا بد أن نبحث ونكشف حتى نصل إلى ما بدخل الكهف، وتلك هى السورة التى ما زلنا بداخل كهوفها نكشف البعض اليسير من
خلال السطور المضيئة لتلك السورة النورانية ولا يمكن أن نتناول كل حقيقة من هذه الحقائق فى سطور بسيطة مختصرة... إن كل سطر من سطور سورة الكهف إن فهمنا معانيها لوجدت أنها تحوى
معانى كبيرة لا يسع العقل أن يستوعبها لماذا ؟ لأن كل جيل وله علمائه وطلابه بداية من نزول القرآن الكريم ولأن كل عالِم وله آرائه ونظرياته يدرسها لأبناء جيله ثم يرحل هذا العالِم ويرحل معه
علمه وتبقى آرائه ونظرياته محض التطوير والبحث من جيل إلى جيل فإذا شذ أحد العلماء واغتر بعلمه وظن أنه الأعلم وامتلأت نفسه غرورا وعـظمة تجد من هو أبسط منه مقاما وأبرع منه علما،
غير أن كل علوم الأرض مهما ارتقت ما هى إلا علوم ظاهرية أو علم أرضى تتوارث جيلا بعد جيل وكل جيل يطور فى علومه، إلا علم الله أو علم الحقيقة فهذا العلم لا يدرس ولا يورث وهو علم
ليس بمقروء ولا مكتوب ولكنه موهوب من الله علام الغيوب، علم يختص به الله من يشاء من عـباده لمن كان عـند ربه مرضيا، فالله سبحانه وتعالى أراد لإبراهيم عليه السلام أن يرى ملكوت السموات
والأرض وكما أوضحنا أن المُلك كل ما هو ظاهر أمامنا ولكن الملكوت ما وراء المُلك ،كما أراد لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يرى من آيات ربه الكبرى فى رحلة المعراج ما لم يره بشر
ولكن هل يقف علم الله على رسله وأنبيائه ؟ لا والله إن له فى بعـض عباده كرامات ولعلنا لا ننكر واقعة سارية الجبل والتى نلخصها بإيجاز بسيط " لما صعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه المنبر
وكان يخطب فى المسلمين يوم الجمعة على منبر رسول الله فى المدينة وكان هناك جيش من المسلمين بقيادة سارية بن زنيم يحارب فى بلاد فارس وإذ بعمر يقطع الخطبة فجأة وينادى بأعلى صوته
( يا سارية الجبل الجبل من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم )... فقد أراد الله لعمر رضى الله عنه أن يرى سارية وهو فى موقف حرج فإذا بسارية يسمع النداء ويصعد الجبل وكان نصر الله ...
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين أمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الأخرة .... ) ــــ 63 سورة يونس
إن هذه الكرامات من عباد الله لهى خير دليل على أنه علم من الله يمن به على من يشاء من عباده ( نصيب برحمتنا من نشاء ... ) ولكن هل أى عبد من عباد الله ممكن أن يوهبه الله هذا العلم ؟ لا !!
إنهم عباد لا يُعرفون... فهم جند مجهولون يتوارون عن العباد لا يتظاهرون بالتقوى ولا يدّعون الولاية تراهم مشغولون بعيوبهم عن عيوب غيرهم بعيدون عن الخصومة والجدل لا يتحدثون عن
أنفسهم وما يظهرون من كرامات لا يهتمون إن مدحهم الناس أم زمّوهم كل غايتهم العبودية لله على أكمل وجه، أفضل وأرقى علومهم ( لا إله إلا الله ) مهما علوا من علوم أرضية... ترى فى وجوههم
أنوار العبادة وسمات التواضع والعبادة ... اللهم يا لا إله إلا الله ،علمنى لا إله إلا الله كما ينبغى لجلال لا إله إلا الله، حتى تكشف لنا حجب وأنوار لا إله إلا الله،ونكون من الذين قلت فيهم وقولك الحق
" نورهم يسعى بين أيديهم " فسبحانك يا رب لا إله إلا الله، فى علم لا إله إلا الله...
وهنا يجب أن ننتبه إلى أن الله سبحانه وتعالى يعطى العلم لمن يشاء، فموسى عليه السلام رسول من أولى العزم من الرسل وكليم الرحمن والعبد الصالح تقرب إلى الله فى العبادة وكان فى تقربه إلى
الله أن أعطاه العليم العلام، علما لم يعـطه لرسول حتى نعلم أن باب العلم مفتوح وأن عطاء الله لا ينفد إن أخلصنا له العبادة( هذا عطاءنا فامنن أو أمسك بغير حساب .. )
عندما عُوتب أحد الصالحين فى عمل ما ، قال : ( اللهم إنك علمتنى علما لو علموه ما فعلوا ما فعلوه، ولو سترته عنى ما فعلته ) وهذا يعنى أن بعض الصالحين لهم أسرار وروحانيات لا يراها
غيرهم ولا بد أن نعلم أن لله سبحانه وتعالى أسرار يضعها فى بعض خلقه ومهما كان الإنسان عالما فهناك من هو أعلم منه.....
إن الذى دار بين موسى عليه السلام والخضر لو تدبرنا وتتبعـنا الآيات تجد أن موسى لم يأت إلى العبد الصالح بمحض إرادته ولكن بإرادة الله وفعل الله وترتيب من الله كذلك بالنسبة للعبد الصالح
لم يفعل هذه الأحداث بإرادته وإنما بإرادة الله وفعل الله ولذلك قال فى نهاية الرحلة : ( وما فعلته عن أمرى ... )
إن المراد من هذه الأحداث التى دارت بين موسى والخضر ألا نحكم على الأشياء حكما ظاهريا فإغراق السفينة إذا نظرنا إلى ظاهره كان شرا ، ولكن الحقيقة خيرا، كذلك قتل الغلام شر وأى شر
لكن فى باطنه صلاح وبناء السور لأهل قرية من اللئام رفضوا أن يطعموا غريبين كانا جائعين ..وهو عمل لا يتفق مع منطق الخير وكان فى حقيقته حفظ لغلامين يتيمين .....
فتلك الآيات لا يمكن ان نتناولها فى سطور بسيطة لأن المغزى كبير فيه حقائق مستورة عنا قد لا يصل إليها العقل البشرى فى زماننا هذا ... فتعالى معى أخى المسلم مع هذا اللقاء العظيم، مع قطب
عظيم من أقطاب الشريعة وقطب عظيم من أقطاب الحقيقة موسى عليه السلام والخضر عليه السلام .....
مع ثلاثة أحداث فى القصة ... خرق السفينة ـــ قتل الغلام ــــ بناء الجدار
( فانطلقا حتى إذا ركبا فى السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا ) ـــ 71
فانطلقا حتى إذا ركبا فى السفينة خرقها : لا يفوتنا أن العبد الصالح طلب من موسى عليه السلام ألا يسأله عن سر ما يحدث حتى يحين الوقت الذى يبين له الحكمة من الحدث، وانطلقا الأثنان
يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر وحملوهم بغير نول أى بغير أجر ويجب ألا ننسى أن أصحاب السفينة كانوا يعرفون الخضر وعلى هذا لم تكن أى سفينة
فجاءت معرفة فى الآية ( السفينة ) وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة من ماء البحر فقال له الخضر ما علمى وعلمك يا موسى من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من ماء البحر
وإذ يفاجأ موسى عليه السلام إلا والعبد الصالح قد قلع لوحا من السفينة وذهل موسى من تصرف العبد الصالح كيف يفعل هذا وقد حملوهم بغير نول ؟ بدلا من أن يساعدوهم وهم مجموعة من المساكين
يعيب سفينتهم !!! وكانت هذه أولى خطوات التجربة العملية فالكلام النظرى شيء والتطبيق شيء آخرعندما تحدث الأفعال لا يملك الإنسان نفسه وينسى كل شيء خاصة إذا ما رأى أمامه إنسان يفعل
شرا فينفعل مع هذا الشيء بظاهريته بضيق داخل النفس البشرية وهذا ما حدث مع نبى الله موسى عليه السلام وهو كنبى يعلم أن الله أوصاه بعمل الخير ورعاية المساكين ولكنه تأثر وانفعل بظاهر
الأحداث ونسى موسى ما أخذه على نفسه من طاعة العبد الصالح وعدم عصيانه ونسى ما قال له العبد الصالح :
إنك لن تستطيع معى صبرا...فيحتج على ذلك باستفهام متفاعلا مع ما بداخله من ضيق : قال أخرقتها لتغرق أهلها وتعـدى من الإحتجاج إلى الإتهام بأنه أتى شيئا فظيعا لقد جئت شيئا إمرا
لقد رأى موسى عليه السلام الأمر ضخما والضرر أكبر وقد قيل إن موسى عليه السلام تنحى جانبا وقال فى نفسه : ما كنت أصنع بمصاحبة هذا الرجل ؟ كنت فى بنى إسرائيل أتلوا عليهم كتاب
الله فيطيعونى !! فقال له الخضر : أتريد أن أخبرك بم حدثتك به نفسك ؟ قال : نعم قال : قلت كذا وكذا قال موسى : صدقت ...
معلومة: ذكر القرآن الكريم الألفاظ : ( فـُلك بضم الفاء وسكون اللام ــــ فـَلك بفتح الفاء واللام ـــ السفينة )
الفـُلك : بضم الفاء وسكون اللام هى السفينة وتكرر اللفظ 23 مرة معرفة جميعها وأول من صنعها نوح عليه السلام بوحى من الله كما أخبر القرآن بذلك :
( فأوحينا إليه أن اصنع الفـُلك بأعيننا ووحينا ) ــــ 27 سورة المؤمنون ... وقال جبريل لنوح عليه السلام اصنعها على جـُؤجـُؤالطائر ( عظام صدر الطائر ) فصنعها نوح وارثة للعالمين
بما أراه جبريل ...فالسفينة طائر مقلوب والماء من أسفلها نظير أن الهـواء فى أعلاها وهناك فى المناطق الساحلية الذين يعملون فى صيد الأسماك يسمون المركب ( فلوكة )
أما لفظ ( فـَلك ) بفتح الفاء واللام فهو المدار الذى تسبح فيه الأجرام السماوية وتكرر ذكره فى القرآن الكريم مرتان نكرة فى الآية 33 بسورة الأنبياء والآية 40 بسورة يـس
لفظ ( السفينة ) تكرر ذكره 4 مرات منها ثلاث مرات بسورة الكهف ومرة واحدة فى الآية 15 بسورة العنكبوت ( فأنجيناه وأصحاب السفينة وجعلناها آية للعالمين )
وهنا نظر إليه العبد الصالح وقال له :
( قال ألم أقل إنك لن تستطيع معى صبرا ) ـــ 72
درس آخر من العبد الصالح لموسى عليه السلام مذكرا إياه بما قال له من قبل لن تستطيع معى صبرا، وهنا قال له إنك لن تستطيع ....ولم يقل لا تستطيع فكل حرف فى القرآن وله معنى، فحرف
النفى " لن " لنفى الأستقبال أى أن كل أفعالى التى ستراها لن تطيق عليها صبرا ولن تطيق على ما ترى من تصرفاتى وها أنت تحتج وتعترض على ما رأيته وقد تعاهدنا ألا تسألنى عن شيء
حتى يحين الوقت المناسب لأخبرك به
( قال لا تؤاخذنى بما نسيت ولا ترهقنى من أمرى عسرا ) ــــ 73
تنبه موسى عليه السلام عما بدر منه واعتذر لمعلمه العبد الصالح وطلب منه ألا يحمله من أمر إتباعه مشقة، ولو أن موسى أوتى علم الخضر لفعل مثل ما فعل الخضر فى السفينة ولكن حجب عنه العلم
فضاق صدره بظاهر الأحداث... فعاودا السير حتى لقيا غلاما فقتله وهنا صعد الأمر للقتل
( فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ) ـــ 74
ثم خرجا من السفينة وبينما هما يمشيان على ساحل البحر وجد مجموعة من الغلمان وأخذ غلاما فقتله ولا إختلاف فى الكيفية التى قتل بها الغلام سواء بالذبح أو بالخنق فليست هذه القضية ولكن
الأساس أن الغلام قتل، والقتل معناه إزهاق روح كائن حى وإنهاء حياتها بإرادة آخر وهنا ثار موسى وضاق ذرعا بما شاهده لماذا ؟ لأن العبد الصالح لما اقتلع لوحا من السفينة ليحدث بها خرقا
من الممكن أن يعاد اللوح أو يؤتى بلوح أخر فيما بعـد ولكن إزهاق روح غلام وقتله بغير نفس لا يمكن أن يعاد ومن هنا نفد صبر موسى عليه السلام مرة أخرى وقال للعبد الصالح :
أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا : والنفس الزكية هى النفس الطاهرة الصافية التى لم تلوثها الذنوب ولم تخالف التكاليف الإلهية وهذا يدل على أنه كان غلاما صغيرا وشريعة موسى
عليه السلام بل الشرائع السماوية كلها تحرم القتل والفساد فى الأرض إقرأ قول الله تعالى ( من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا....)
ومن هنا صعد موسى عليه السلام الأمر وقال لقد جئت شيئا نكرا والشيء النكرا أبلغ وأعظم من الشيء الإمرا لأن قتل النفس البريئة بغير نفس شيئا عظيما ... وقد يسأل سائل ألم يره أحد من الغلمان
فيمنعانه من ذلك ؟ نقول أن العبد الصالح مكلف من الله وطالما أن التكليف من الله والفعل بيد العبد الصالح فالمكـُلِف قادر أن يواريه بالكيفية التى يراها والله تعالى أعلم
وهنا نظر إليه العبد الصالح وقال لموسى عليه السلام :
( قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا ) ــــ 75
قلت لك من قبل إنك لن تستطيع أن تحيط على ما تراه من أعمالى صبرا وأنت ياموسى لا تعرف إلا الظاهر وكان هذا تغليظ من العبد الصالح لموسى عليه السلام
( قال إن سألتك عن شيء بعـدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عـذرا ) ــــ 76
شرط لازم من الأنبياء وهو أحق الشروط أن يؤتى به ما التزم فقال موسى إنى أعذرك إذا رفضت مصاحبتى لأنى لا أطيق الصبر على ما أرى من أفعالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكن أخذته من صاحبه ذمامة ولو صبر لرأى العجب " رواه مسلم..... والذمامة الحياء والإشفاق من الذم واللوم وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه
( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا ) ــــ 77
سبق أن أوضحنا أن رحلة موسى عليه السلام إلى العبد الصالح سماها العلماء رحلة التأديب، لأن موسى حين سُئِل أى الناس أعلم قال أنا ولم يرد العلم إلى الله، فعتب الله عليه وقال بلى يا موسى
إن لى عبدا هـو أعلم منك ..... ومن هنا كانت رحلة موسى عليه السلام إلى العبد الصالح بصحبة فتاه يوشع ابن نون رحلة مشقة تحتاج إلى تكلُف والتزود من الطعام والشراب وهذا دليل على أنه من
جاع فى السفر ولم يكن معه ما يسد حاجته سواء من مال أو طعام وجب عليه أن يطلب ما يسد جوعه حفظا للنفس، ولقد كان فى أول رحلة موسى عليه السلام أن قال لفتاه عندما أصابه الجوع
ومراعاة لفتاه : " ءاتنا غداءنالقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " ... فكيف صبرت يانبى الله أربعين يوما فى رحلة المناجاة مع الله لم تحتج إلى طعام ولما مشيت مع بشر لحقك الجوع فى بعض يوم ؟
وكيف لا تستطيع الصبر مع قطب الحقيقة ؟ لأن موسى عليه السلام لا يعرف الحقيقة، إن الحقيقة المستورة مع العبد الصالح لكل الأحداث سيرويها له العبد الصالح بعـدما ينطلق الإثنان
إلى قرية من القرى وهما غـريبان وقد لحقهما الجوع من المشقة فطلبا طعاما وهو أصدق السؤآل فلا يسأل الطعام إلا جائع محتاج ومن الطبيعى أن السائل للطعام لا يطلب طعاما معينا بل أى طعام
يسد به جوعه، ومنع الطعام عن ابن السبيل دليل على البُخل المتأصل ولو سأل مالا ليسد به حاجة ملحة ورُفِـض سؤآله فهذا جائز أعطيه أو لا أعطيه ولكن منع الطعام عن السائل فهذا دليل على شدة
البخل وسوء الطبع وهذا ما حدث من أهل هذه القرية التى مرا بها موسى عليه السلام والعبد الصالح عندما طلبا الطعام فمنعـوهما ونلاحظ أن القرآن الكريم لم يقل : فأبوا أن يطعـموهما بل قال
" فأبوا أن يضيفوهما " وفرق بين الإطعام والضيافة وهذا معـناه منع كل ما يمكن أن يقدم للضيف من طعام وشراب واستقبال وإن وصل وإن وصل الأمر إلى النوم لأخذ قسط من الراحة ....
فهذا منتهى ما يمكن تصوره من بخل ولؤم فاستحقوا أن يُذموا وينسبوا للبخل واللؤم كما وصفهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكأن الضيفان حين دخلا القرية قابلوا كل أهلها فى السؤآل عن الطعام
" استطعـما أهلها " وكأن أهل القرية مجتمعـون على منع الضيافة عنهم بما فيها الإطعام لأن كرم الضيافة عادة إنسانية عند العرب على وجه الخصوص للغريب قبل القريب فأهل هذه القرية لا يستحقون
أى معروف أو إحسان فبينما هما بين أهل هذه القرية يقول الحق سبحانه وتعالى : " فوجدا جدارا يريد أن ينقض فأقامه " والمتأمل لألفاظ القرآن الكريم يجد الفعل "يريد أن ينقض "" ونحن نعرف أن
الإرادة لا تكون إلا للعاقل.. وهنا جاءت لغير العاقل !! ولقد أحصيت ألفاظ الإرادة فى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وقد وردت أفعال ما بين الماضى والمضارع والمفرد والمثنى والجمع
فكان العدد 138 كلها منسوبة للعاقل إلا فى هذا الموضع فجاءت لغير العاقل !! فلا نتعجب... إن المعنى هنا جدارا قارب على الإنهيار من أثر التصدع وهذا الفهم يتناسب مع أهل التفكير السطحى
ولوا أنهم أعطوا للعقل دورا أوسع فى التفكير لأدركوا أن هذا الجماد يدخل فى قوله تعالى : " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " ـــ 44 سورة الإسراء
وفى قوله تعالى " كلتا الجنتين ءاتت أكلها ولم تظلم منه شيئا " والفعل " تظلم " منسوب للأرض وكل ألفاظ الظلم من فعل وإسم ومشتقاتهما يقع من الإنسان إلا فى هذا الموضع" لم تظلم " وكأن
الأرض وهى جماد لا تظلم من خيرها شيئا ثم تأمل قوله تعالى : " فما بكت عليهم السماء والأرض " فإذا كانت السماء تبكى فمعنى ذلك أن لها أحاسيس ومشاعر تحزن لفقد عباد الله الصالحين وقد
سـُئِل الإمام على كرم الله وجهه عن هذه الآية فقال : " نعم، إذا مات المؤمن بكى عليه موضعان: موضع في السماء وموضوع في الأرض، أما موضعه في الأرض فموضع مُصَلاه وأما موضعه فى
السماء فهو مصعد عمله " وعلى هذا فلا مانع أن يكون للجدار إرادة على أساس أن لكل شيء فى الكون حياة تناسبه، الله تعالى أعلم بها تخاطبه ويخاطبها ... وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه
وسلم قال : " إنى لأعرف حجرا بمكةى كان يسلم علىّ قبل أن أبعث "
ثم يقول القرآن عن فعل العبد الصالح مع الجدار "... فأقامه... " أى أصلحه ورممه ومنعه من الإنهيار فما كان من موسى عليه السلام أن ثار على العبد الصالح وقال له كيف تبنى جدارا متهدما
لأهل قرية رفضوا أن يعطونا طعاما نسد به جوعنا وكان من الأولى أن تأخذ أجرا على هذا العمل الذى أديته بلا مقابل، إنهم لا يستحقون أى معروف أو خير، فهل جزاء اللؤم والبخل أن تبنى لهم
جدارا متهدما ؟ وهنا يحدث الفراق بين موسى عليه السلام والعبد الصالح فقد عاهده أول مرة ونسى وعاهده فى الثانية ونسى ... وفى الثالثة اتفق على الفراق فلا مصاحبة بينهما
ويمضى كل منهما فى طريقه قال له العبد الصالح :
( قال هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ) ـــ 78
( قال هذا فراق بينى وبينك: سبق أن أخذ موسى عليه السلام شرطا إن اعترض على معلمه ألا يصاحبه فلم يأت العبد الصالح بشيء من عنده بل نفذ ما قاله موسى عليه السلام ولكن قبل أن يفترقا
قال الخضر لموسى عليه السلام أعلم أن فى نفسك تساؤلات بشأن ما رأيت منى من أحداث أنكرتها علىّ ولكنى سوف أخبرك بحقيقة هذه الأفعال التى اعترضت عليها لتعلم أن الله قد صدق وعده معك
وأرسلك إلى من يعلمك ما لم تكن تعلم وحتى تتضح لك بعض أسرار القضاء والقدر ولتعلم أن الله قد وضع بعض أسراره فى بعض من عباده فإذا صادفك سر من هذه الأسرار فلتسكت ولا تحاول
أن تحكم على الأشياء بغير الحقيقة ومهما بلغت من علمك فهناك من هو أعلم منك ....
وقبل أن يمضيا قال العبد الصالح لموسى عليه السلام : ياكليم الله عجبت لك، لمتنى على إننى خرقت السفينة خوفا أن يغرق أهلها... أنسيت الذى حفظك من الغرق يوم القتك أمك فى الماء ؟
يا كليم الله لمتنى على أنى قتلت غلاما بغير نفس... أنسيت يوم قتلت رجلا من آل فرعون وقلت ربى إنى ظلمت نفسى فاغفر لى ذنبى فغفر لك ؟
يا كليم الله لمتنى على أنى أقمت الجدار دون أجر ... أنسيت يوم سقيت الغنم لأبنتى شعيب بدون أجر ؟ فهذه ثلاثة بثلاثة
وحتى لا يسأل سائل عن أماكن الأحداث وزمن تلك الأحداث المتتالية الآيات يجب أن ننتبه حين نتابع الأحداث أنه لا يجب أن يشغلنا زمن الأحداث !! لماذا ؟ لأن الزمن بالنسبة لنا شيء نسبى موجود
فى العلم الأرضى أما فى علم الحقيقة فالله سبحانه وتعالى هو المختص بزمن تلك الأحداث لأنه هو الفاعل، وهو المدبر والمرتب لتلك الأحداث، فلا يحده زمان ولا مكان وارجع إلى قصة الإسراء
والمعراج لنبى العالمين محمد صلى الله عليه وسلم حتى تتيقن أنه لا زمن عند الله سبحانه وتعالى ما دام هو الفاعل وما دام هو المدبر.....وسبحان الله فيما يفعل
يجب أن نعلم أن العبد الصالح فى أول لقاء مع موسى عليه السلام قال يا موسى " إنى على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم الله علمّـكه لا أعلمه أنا " ـــ البخـارى
وهذا معـناه أن هـذين المذهبين لا يلتقيان، فيظل كل منهما على طريقته وعلمه وهذا يبين لنا أنه لا يجب أن يفترق أهل العلم والمعرفة على الخلاف بل من أدب الصحبة أن يفترقوا على المودة والوفاق
ولا ينبغي أن يعترض أحدهما على الآخر، بل يلزم أدبه في حدود ما علَّمه الله .....
اللهم ياعليم يا علام علمنا علما نكشف به ذرة من الحجب والأسرار وما يغشاها من الأنوار، بسر الآيات وأحرف النور المخزونة بين الكاف والنون، يا من أنت أقرب منا، دعوتك على قدر علمى
ومنتهى فهمى برؤية حبيبك محمد عليه كامل صلواتك وأشرف التسليم يقظة ومناما وبرؤية أحبائك عبادك الصالحين، فما غير وجهك قصدنا ولا إلى غيرك التجأنا، يا صاحب الوعـد الوفى، بك
أستعـين، وبفضلك ننتقل إلى سطر من سطور النور، نلتمس فيه علما ممن أتاه الله علما لم يؤئه لأحد من البشر ....
وهذا ما سيكون فى الدرس القادم إن شاء الله، نهاية رحلة موسى عليه السلام والعبد الصالح وتأويل ما لم يستطع عليه موسى صبرا
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد باب العلم واليقين المقرب إلى رب العالمين ......

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم .... فى قرآنه العظيم
13/ 7 / 2016
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس

الساده الاعضاء و زوار منتديات المهندسين العرب الكرام , , مشاهده القنوات الفضائيه بدون كارت مخالف للقوانين والمنتدى للغرض التعليمى فقط

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~