خواطر حول سورة الكهف ـــ 4

[2hossain]

أعـوذ بالله من الشيطان الرجـيم، بسم الله الرحمن الرحيم،الحمـد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعـوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصـحبه أجمعـين ...وبعـد :
ما زلنا فى كهف الفتية أصحاب الكهف ذلك الكهف الضيق بفكرنا البشرى المحدود مكانا، ظانين أنه سيضيق عليهم مكانا وزمانا فإذا هـو من رحمة الله بـهم أن تجلى عليهم باسمه الواسع
فكان سـعة فى الرحمة والمكان وآية من الآيات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهـو شهيد....
( ولا تقـولن لشيء إنى فاعـل ذلك غـدا ) ـــ 23( إلا أن يشاء الله واذكـر ربك إذا نسيت وقـل عسى أن يهـدين ربـى لأقرب من هـذا رشـدا ) ـــ 24
حين سأل الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتية والروح وذى القرنين... قال لهم غـدا سأخبركم ولم يستـثن فى ذلك ـــ أى لم يقل إن شاء الله وكان معروفا عن سيد الخلق
أنه الصادق الأمين حتى عـند أعداءه وقبل بعـثـته، فلما احتبس عنه الوحى خمسة عشر يوما خاض أهل مكة فى الأخبار وقالوا إن محمدا وعدنا غداً ومر خمسة عشر يوما ومن هـنا
كان حزن الرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت السورة مفرجة عن حزنه.... وتتجلى هذه الآية بأن الله سبحانه وتعالى رحمة بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم لم يعاجله بالعـتاب، بل
بل بدأها بحمد نفسه وذِكْـر نبـوة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وألا يعـظم أمر الفتية أصحاب الكهف بحسب ما أعـظمه عليه السائلون من الكفار... فأجاب الله طلب رسوله فى مسألة
الفتية أهل الكهف ... ثم لفت نـظره إلى أمر هـذه المخالفة فى نهاية قـصتهم وذكّرَه بهـذا العـتاب فى أسلوب رقيـق ( ولا تقـولن لشيء إنى فاعـل ذلك غـدا )
ويجب أن نلتفت هـنا أنه لو طلب منك شخصا أنت تعـرفه مساعدة أو عـونا... هـذا الشخص سبق وأن اساء إليك، فمن اللياقة ألا ترده خائبا، وتصدمه بالإساءة بل إقـضى حاجته أولا ثم ذكره ن أساء إليك أن أساء إليك أن
بما فعـل وعاتبـه.... هكـذا يعلمنا القرآن
إلا أن يشاء اللـه ..... المشيئة للـه وحـده
عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكفار مكة غدا سأخبركم ولم يقل إن شاء الله، أحتبس عـنه الوحى قرابة خمسة عشر يوما، وكان من الممكن أن يعجل الله الإجابة لـه ...
ومع من !؟ مع حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، تأخرت الإجابة ... ولحكمة الله..حكمة بالغـة، يلفـتـنا إلى أن المشيئة لله وحـده وما دامت المشيئة لله وحـده فيجب أن نتوقف قليلا
عـند قوله ( ولا تقـولن لشيء إنى فاعـل ذلك غـدا ) ـــ 23( إلا أن يشاء الله ... حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قال غـدا سأخبركم .....وعاتبه الله برقة ، فما بالك بنحن الضعـفاء
ولسنا بأنبـياء...فمن يعاتـبنا ونحن نقـول غـدا فى كل فعـل تكرارا ومرارا ولا نـدرى ماذا يحـدث فى غـدا ؟ فأنا أقـول غـدا سأفعـل كذا...وأنت تقـول غـدا سأفعـل كذا... وهـذا وذاك من البشر
على إختلاف عـقائدهم ولا ندرى ماذا يخبيء لنـا الغـد ؟ بل لا نعـلم أن الله وحـده هـو القادر على الفعـل، إن شاء فعـل وإن شاء لا يفعـل ونحن عاجزون تمام العجـز على أن نفعـل...
ليس إلا بمشيئة الله أو إلا ما يشاء الله، ولتوضيح هـذه النقطة : الذى يريد أن يفعـل أى شيء يجب أن يملك القدرة على فعـل الشيء... يجب أن يملك الوقت الذى سيتم فيه فعـل الشيء ....
يجب أن يملك المكان الذى سيتم فيه الفعـل ... إذن قولى غـدا سأفعـل كذا أو سأقابل فلان غـدا هـو قـول خاطيء لأننى لا أعرف ماذا يخبيء لى غـدا ؟ لأن الغـد جـزء من الزمن والزمن
مرهـون بمشيئة الله ..إن شاء أبقى، وإن شاء أخـذ ولا خلاف على ذلك،، ولو انتقـلنا إلى عالم القدرة، فـقد أكون موجودا على قيد الحياة فى الغـد ولكن لا أستطيع أذهب لمقابلة شخص أكون
قد وعـدته بسبب خارج عن الإرادة،مرض، زيارة فجائية، أو حادث، او يحدث أى شيء لا يكن فى الحسبان وكلها أسباب لا أملك القدرة عن دفعها، وهذا يحدث كثيرا فى حياتـنا وواقع ملموس
وقد حدث معى شخصيا هذا الموقف أن قلت لشقيقتى غـدا ربنا يسهل سأحضر وزوجتى لتـناول الغداء عندك، وجاء الغـد فإذا بى أودعها لمثواها الأخير رحمها الله وعـفا عنها....
المهـم فى هـذا كله إن الإنسان لا يملك عـنصر واحـد من عـناصر الإرادة ولكن يرجع مردودنا إلى الله الذى يملك الإرادة والقـدرة والمشيئة إنه الله سبحانه وتعالى هـو الذى يقول للشيء
كن فيكون، وهـو الذى يقول لنـا : " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " لأن الله حى لا يموت، دائم سـرمدى الوجـود......
( واذكـر ربك إذا نسيت وقـل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هـذا رشدا ) ... وهنا يلفتـنا الله أن نستيقـظ من غـفوتـنا ونفيق من غرورنا الذى يصورنا أننا قادرون على فعـل أى شيء
فى حين أننا لا نملك أى شيء، يذكرنا أننا خلقـنا من تراب وأن هـذا التراب الذى نمشى عليه فى كل وقت وكل يوم ... هـو نفس الجسد الذى كان يوما ما حيا يمشى فى الأرض مرحـا مخـتالا
فخـورا، طاغـيا سواء كان حاكما أو محكوما فمات وفنى وتحـول إلى تراب نمشى فوقـه، يريـد أن يقـول لـنا الله : ( أكفرت بالذى خلقـك من تراب ثم من نطفـة ثم سواك رجـلا ) ـــ 37 الكهف
يريد أن يجعـل الإنسان يفيق من غـروره وسطـوته وجبروته ويذكره بخلقه حتى لا ينسى أصله ( وضرب لنا مثلا ونسى خلقـه قال من يحي العـظام وهى رميـم ) ـــ 78 سورة يـس
( ولبـثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) ــــ 25
( قل الله أعلم بما لبثـوا له غـيب السموات والأرض أبصـر به واسمع ما لهم من دونه من ولى ولا يشرك فى حكمه أحدا ) ــــ 26
المتابع لقصة الفتية أصحاب الكهف كما أوردها القرآن يجد ترتيب عجيب ومعجز بداية من أول الآية 10 ( إذ أوى الفتية..... ) والآية 11 ( فضربنا على آذانهم ..... ) والآية 12
( ثـم بعـثـناهم لنعلـم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمـدا ) ... تجد أن حرف التوقيت ( إذ ) ومعـناه حين ، ثم جاء حرف التعـقيب ( الفاء ) فى الفعـل فضربنا وهى تدل على الترتيب
مع التعـقيب بلا مهلة، أى حين دخل الفتية الكهف ودعـوا الله أن يأتيـهم برحمة من عـنده ضرب الله على آذانهم وأرسل عليهم النوم سنين عددا، وجاء حرف العـطف ( ثـم ) فهو ترتيب
للأحداث مع التراخى أى مهلة متراخية، ومن هـنا لما بُعـث الفتية من نومهم الطويل ووجدوا أنفسهم على حالهم كما ناموا تساءل أحدهم عن مدة نومهم فى الكهف فكانوا الحزب الأول
( قالوا لبثـنا يوما أو بعـض يوم ) وعندما أعـثر الله عليهم وأطلعهم على أهل المدينة الذين بـعـث الفتية على عـهدهم وكان عـندهم من الأخبارلأمر الفتية الذين فـقدوا فى الدهر الأول
اختلفوا فى مدة لبثهم، فكانوا هم الحزب الثانى، ولما بُـعـث محمـد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أراد كفارمكة أن يختبروا نبوته فسألوه عن الفتية الذين فقدوا فى الدهر الأول وعـن
ذى القرنين وعن الروح، جاء خبر السماء لإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وجوابا على أسئلة الكفار بشأن الفتية أصحاب الكهف وأجاب لرسوله عـن مدة نومهم فى الكهف فقال تعالى :
( ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) فجاءت الآية تفصيلية ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا، هى المدة التى قضاها الفتية نائمون فى الكهف بفعـل الله، ولما سمع أهل الكتاب هـذا الكلام اعـترضـوا
وقالوا نعـرف ثلاث مائة سنة ولكن لا نعـرف التسعة ذلك أن حسابهم قائم على الحساب الشمسى وهم يدركون أن محمد صلى الله عليه وسلم أميا والرسول عربيا والقرآن عربيا ذكر
القرآن وقال وازدادوا تسعا ولم يقـل وتسعا إقرأ ما شئت فى سورة الحاقة ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما..... ) إذن وازدادوا من داخل السنين الشمسية ثلاث مائة سنين
هـو العـدد الفعـلى بحساب الشمس ولم تكن هـذه الزيادة عشوائية ولكن لفتة من الله كى نعلم عدد السنين والحساب من الشمس والقمر، إقرأ ماشئت وتدبرفى كتاب الله قوله تعالى :
( هـو الذى جعـل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعـلموا عدد السنين والحساب ..... ) ـــ 5 سورة يونس مع ثبات عدد شهور السنة يوم خلق الله السموات والأرض فقال تعالى :
( إن عدة الشهور عـند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض...... ) ـــ 36 سورة التوبة ولنوضح ذلك فى فى نقاط بسيطة بعـيدا عن الأرقام الزمنية الدقيقة والعمليات
الحسابية لأن الأرقام الزمنية الدقيقة وحساباتها ليس هو المقـصود...حين خلق الله السموات والأرض، خلـق الشمس والقـمر واستعملهما القدماء لمعـرفة اليوم والشهر والسنة ولم يكن رضأرض
معروفا عند القدماء دوران الشمس والأرض والقمر ولكن الله لفت نظـرنا لهذا فى آيات كثيرة لم يتـنبه إليها الإنسان إلا بعـد التقدم العلمى فى كل عـصر... والإنسان قديما عرف اليوم
وأجزاءه البسيطة عن طريق الشمس من وقت شروقها إلى وقت غروبها ولكن هل تدلنا الشمس عن الشهر؟ بالطبع لا ... هـنا عرف الشهر بظهور هلال القمر أول كل شهر عربى
فحسبوا الفارق بين التقويم الهلالى والتقويم الميلادى تجـد أن كل سنة هجرية تـنقـص إحدى عشر يوما (11) عن التقويم الميلادى وبالحساب البسيط تجـد تجـد أن ثلاث مائة سنة ميلادية
تساوى ثلاث مائة سنة وتسع سنين هجرية ( 300 ميلادية = 309 هجرية ) وكما قلنا بعيداً عن الأرقام والحسابات الزمنية لأن هذا ليس هـو الهـدف مع وضع السنة الميلادية الكبيسة فى
فى الإعـتبار والتى تساوى 366 يوم ... ولمن لا يعرف السنةالميلادية الكبيسة والسنة الميلادية البسيطة نوضح الآتى :
السنة الميلادية = 365.25 ( الشائع عندنا 365 يوم ) تأتى متتابعة ثلاث سنوات والرابعة تكون الكبيسة ( 365.75 + 25. = 366 )
فكأن هنا كفار مكة ومنهم اليهود أرادوا إحراج محمد صلى الله عليه وسلم لأميته ولكن الله سبحانه وتعالى أفهمه أنهم جاهلين، لأن لفظ ( وازدادوا ) من داخل الثلاث مائة سنين، لوكانوا
يعلمون،لأن الشهور الشمسية فصولها الأربعة ثابتة، ولأن فريضتا الصوم والحج ترتبطان بالزمان، تجلت حكمة الله رحمة بالأمة الإسلامية أن تكون فريضتا الصوم والحج فى الميقات العربى
تتـناوبان على الفصول الأربعة، فلا يشعر الصائم أو الحاج بالمشقة لأن هـذه العبادات تدور بمدار العام ولك ان تتخيل لو كانت فريضة الصـوم أو فريضة الحـج ومشقته فى ثبات دائم إما
فى إحدى شهور الصيف الحار أو فى إحدى شهور الشتاء القارس ...ويجب أن نتـنبه هنا إلى أن الآيات التى تتـناول الأشياء المتصلة بالكون مثل دوران الأرض والشمس والقمر وما يتبعهم
من قوانين زمنية لم يكن للعـقل البشرى وقت نزول الآيات الإستعداد العلمى ليفهمها، كل هـذه الآيات مر عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وترك للعـقل البشرى فى كل عـصر وكل جيل
كى يأخـذ حجمـه ولنضرب مثلا فى آية من آيات الله ولله المثل الأعلى يقول الله تعالى : ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ) ـــ 8 سورة النحل تأمل ألفاظ الآية
وتدبر الفعـل يخلق ما لا تعلمون تجد أن الفعـل مضارع مستمر فى كل جيل وسائل مواصلات متعـددة إلى أن وصل العـلم لمركبات الفضاء والنزول على سطح القمر والله أعلـم بالجـديد ...
فعـزة لنا بالإسلام دينا، وفخـرا لنا بالقـرآن إماما، وشـرفا كـبيرا لنا بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا
( قل الله أعلم بما لبثـوا ...الله سبحانه وتعالى أخبر نبيه عن مدة نومـهم ( ولبثـوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) وهـذه المدة فى كونـهم نياما وأما فى إختلاف أهل الكتاب ومنهم
اليهـود فى مـدة لبثهم بعـد الإعـثار عليهم فالله أعـلم بـهم، لأن ذلك مجهول للبشر ولهـذا أمر الله تعالى نبـيه أن يرد العـلم إليه ... فلفظ ( ولبثوا.... ) الأولى يريد فى كونـهم نياما فى الكهف
ولفظ ( لبثـوا ) الثانية من وقت الإعـثار عليهم إلى أن ماتوا فهـذا فى عـلم الله الغـيبى فلا أحـد أبصر من الله ولا أحـد أسمع من الله ومن المعلوم فى القرآن الكريم أن السمع يتقدم عن البصر
سواء كان إسما أو فعلا ولكن هنا البصر يتقـدم عن السمع والمتدبر لسورة الكهف فى تلاوتها وقراءتها يجـد أن أصحاب الكهف فـروا من طغـيان كافر إلى كهف فى جبل لئلا يراهم أحـد
فأرسل الله عليهم النوم فهو يراهم فى تقلبهم فى ظلمة الكهف وحين بعـثهم طلبوا من صاحبهم أن يتلطف ولا يشعر بهم أحـد لئلا ينكشف أمرهـم فاقتضى تقديم البصر على السمع، فما أشـد
بصـر الله وما أشد سمع الله فهـو المستوعـب لكل شيء ولم يكن للفتية أصحاب الكهف ولى يتولى حفـظـهم إلا الله وهـو الحـق وكلامـه الحـق لا مبدل لكلماته ولك ان تتـابع الجمال فى ترتيب
الأحداث بين الله وبين الفتية أصحاب الكهف : ( فضربنا على آذانهم .... ثـم بعـثـناهم.... وزدناهــم.... وربطـنا على قلوبهم ... ونقلبهـم .... وكذلك بعـثـناهم .... وكذلك أعـثرنا عليهم )
الله هـو الفعّـال، الفعّـال لما يريـد... وعـند هـذه الآية نتوقف ونستودع الفتية المؤمنون أصحاب الكهف ونستودع كهفا من كهوف القدرة ... ذلك الكهف الضـيق بتفكيرنا البشرى المادى....
الرحب الواسع برحمة الله المحيطة بهـم، بـعد أن نكون قـد ألقينا اليسر اليسير من ضـوء المعـرفة البشرية على هـذا الكهف وأصحابه، فلا أحـد يستطيع أن يبلغ تأويل القرآن مهما أوتى
من عـلم لأن منزل القـرآن يقول : ( وما يعـلم تأويله إلا الله ) ...ولكن الأمـر بالتدبر فى سـور وآيات القرآن يفتح عليك أنوار اليقـين ويكشف لك ما غاب عـن أفـهام الغافلـين، لكن يجب أن
ننتـبه ونحن نقرأ القـرآن إلى الحكمة من بـعـض الآيات التى نقرأها بل وبعـض الألـفاظ القـرآنية ولا نحاول تحميل الـقرآن أكثر من معانيه محاولة إثبات إعـجاز الـقرآن ونربط بـعـض الآيات
بنظريات ورياضيات ويأخـذنا الحماس إلى الحـد الذى نحاول فيه أن نجـد آية فى القرآن الكريم تتوافق مع نظرية ما..الخطـورة هـنا أن النظرية العلمية تحتمل الصواب والخطأ...فماذا يمكن
أن يحدث من المتششككين فى القرآن وأصحاب العـقائد الأخرى ؟ المتشككون فى القرآن العـظيم يتصيدون أقـل خـطأ يكشفونه ويهاجمون بـه الإسلام ونبى الإسلام، وعـندئذ نكون قد ظلمنا
أنفسنا، فلطالما معك كتاب الله إقـرأ وتـدبر فى الآية مرة ومرات فعسى الله أن يفتح عليك من أنوار اليقين فإن كان غير ذلك ( فاسألـوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
( ولبـثوا فى كهـفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) وبهـذه المناسبة لن أكلفكـم وأرهـقكم بحثا وإنما أكلفكـم بفتح كتاب الله وتدبر معى هـذه الآيات وراجع معى لعلى اكـون مـخطىء :

ذكرت هـذه القـصة كاملة فى سورةالكهف فى سبعة عشرة آية بدءً من الآية العاشرة وحتى الآية السادسة والعشرون، والآية العاشرة تبدأ بحرف التوقـيت ( إذ ) ويستعمل للماضى
ومعـناه : حين....... ( إذ أوى الفتـية إلى الكهف فـقالوا ربنا أتـنا من لدنك رحمة وهيىء لنا من أمرنا رشدا ) ــــ 10 **** 16 لفـظا
( فـضربنا على آذانهـم فى الكهف سنين عـددا ) ــــ 11 *** 7 ألفـاظ ــــــــ ( ثم بعـثـناهم لنعلم أى الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ) ـــ 12 *** 9 ألـفاظ

( نحن نقص عليك نبأهـم بالحـق إنهـم فتية آمنوا بربـهم وزدناهـم هـدى ) ـــ 13*** 11 لـفظا

( وربطـنا على قلوبهـم إذ قاموا فقالوا رُبنا ربُ السموات والأرض لن ندعُـوَا من دونـه إلهـاً لقد قلنا إذاً شططا ) ـــ 14*** 19 لفـظا
( هؤلاء قومنا اتخذوا من دونـه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلـم ممن افترى على الله كذبا ) ــــ15*** 19 لفـظا
( وإذ اعـتزلتموهـم وما يعـبدون إلا الله فأوُو إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمتـه ويهيء لكم من أمركم مرفقا ) ــــ 16*** 19 لفـظا
( وترى الشمس إذا طلعـت تزاور عن كـهفهم ذات اليمين وإذا غـربت تـقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه ذلك من ءَايات الله من يهـد الله فـهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )
ــــ 17 *** 34 لفـظا ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعـبا ) ــــ 18 *** 22 لفـظا
( وكذلك بعـثـناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثـتم قالوا لبثـنا يوما أو بعـض يـوم قالوا ربكم أعـلم بما لبثـتم فابعـثوا أحدكم بورقكم هـذه إلى المدينة فالينظر أيها أزكى طعاما
فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعـرن بكم أحدا ) ــــ 19 *** 38 لفـظا
( إنـهم إن يظـهروا عليكـم يرجمـوكم أو يعيدوكـم فى ملتهم ولن تفلحـوا إذاً أبدا ) ـــ 20*** 13 لفـظا
( وكـذلك أعـثـرنا عليـهم ليعلمــوا أن وعـد الله حـق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنـازعــون بينـهم أمـرهـم فقالــوا ابنــوا عليـهم بنيــانا ربهــم أعــلم بهــم قال الذين غلبــوا على أمرهـم
لنتــخذن عليــهم مسجدا ) ــــ 21 *** 32 لفـظا
( سيقولون ثلاثة رابعـهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبـهم رجمـا بالغيـب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربـى أعلـم بعـدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيـهم إلا مراءً ظاهرا ولا تستفت فيـهم
منـهم أحـدا ) ــــ 22 *** 33 لفـظا
( ولا تقـولن لشيء إنى فاعـل ذلك غـدا ) ـــ 23 *** 7 ألفـاظ ( إلا أن يشاء الله واذكـر ربك إذا نسيت وقـل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هـذا رشدا ) ــــ 24 *** 17 لفـظا
( ولبـثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) ــــ 25 *** 8 ألفـاظ وحتى قـوله تعالى : ( قل الله أعلم بما لبثـوا.... ) ـــ 26 *** 5 ألفـاظ
16 + 7 + 9 + 11 + 19 + 19 + 19 + 34 + 22 + 38 + 13 + 32 + 33 + 7 + 17 + 8 + 5 = 309
كنت أود ألا أكتب الناتج بل أتركـه لقارىء القـرآن ولكنى آثرت ألا كلفكم جـهدا ... صـدق الله فى قـوله الحـق : ( ولبـثوا فى كهـفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا )
ولـى ولـكم فى كتاب الله سطورا مضيئة مـوعدا نلـقاه فى كهف من الكهوف المعـنوية مع السـورة التى ما زلـنا فى نورها ناظـرين سائلين الله أن يلهمنا الصواب وحسن اليقـين
مع صاحب الجنتـين ...صاحب الغـرور البشرى بالنعـمة، وكيف أذهب الله عـنـه تلك النعمة ؟
اللــهم إنى أعـوذ بك من زوال نـعمتك، وتحـول عافيتك، وفجـأة نقمتك، وجمـيع سخـطك....وصـلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم .... فى قرآنه العظيم

[احمدررر]

[ابن الشوربجى]