المدينة المنورة أول عاصمة إسلامية

[محمود الاسكندرانى]

يقول الله تعالـى فـي كتابه الكريم فـي سـورة التوبة: (ما كان لأهل المدينـة ومن حولهـم مـن الأعراب أن يتخلفـوا عن رسـول الله ولا يرغبوا بأنفسـهم عن نفسـه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصـب ولا مخمصـة في سـبيل الله ولا يطئـون موطئاً يغيظ الكفــار ولا ينالــون من عـدو نيلاً إلا كتب لهم به عمـل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين)، «الآية 120». يقول الدكتور عبد الله الحسيني عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: المدينة المذكورة في تلك الآيات هي المدينة النبوية أو المدينة المنورة والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم أربع مرات حيث ورد اسمها في سورة التوبة في قوله تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم)، «الآية101»، وأيضاً في سورة التوبة في قوله تعالى (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله)، «الآية 120»، كذلك ورد ذكرها في سورة الأحزاب في قوله تعالى (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلى قليلا)، «الآية 60»، وفي سورة المنافقون في قوله تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقــين لا يعلمون)، «الآية 8». وجاء ذكر المدينة المنورة باسم «يثرب» مرة واحدة حيث كان يطلق اسم يثرب على المدينة المنورة قبل أن تسمى المدينة وذلك في سورة الأحزاب في قوله تعالى (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلاّ فرارا)، «الآية 13».

ويضيف د. الحسيني: المدينة المنورة تأسست قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام وتضم أقدم ثلاثة مساجد في العالم، وهي من أهمها عند المسلمين، وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء ومسجد القبلتين، وتستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها وإقامته فيها طيلة حياته وكانت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها تسمى «يثرب»، وأطلق عليها اسم «مدينة الرسول» بعد أن هاجر إليها الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم وفي «العصر الجاهلي» عرفت هذه المدينة باسم يثرب على اسم زعيم قبيلة «يثرب بن قانية بن مهلال». وفي المدينة قبر الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وفيها أيضاً قبور أول ثلاثة من الخلفاء الراشدين. وزيارة المدينة ليست فريضة ولكن على الأغلب بعد زيارة مكة يقوم الحجاج بزيارة المدينة والصلاة هناك عند قبر الرسول والخلفاء الراشدين. طابة وطيبة وورد في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى عن استخدام اسمها القديم، فقال من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله عز وجل هي طابة وهي طيبة.? ويضيف د. الحسيني: سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء أخرى في عدد من الأحاديث النبوية أهمها طابة وطيبة ولقد نالت المدينة المنورة حباً كبيراً من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت لها المكانة العالية الجلية في قلبه مما جعل المسلمين يكنون لها كل الحب محبة لله ولرسوله واتباعاً للسنة المطهرة لأن الله تعالى قد فرض علينا محبة ما يحبه رسوله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وروى الإمام أحمد في مسنده: «من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله عز وجل، هي طابة، هي طابة»، كما ذكر البخاري في تاريخه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال يثرب مرة فليقل المدينة عشر مرات»، وفي هذا القول الكريم مدلول على أن تسمية يثرب إنما جاءت على عهد اليهود الذين سموها بها وهي تعني الفساد.

ومن أهم معالم المدينة المنورة معلمان مهمان هما: المساجد السبعة، وهي من أهم المعالم التي يزورها القادمون إليها، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم، نظراً لإضافة البعض لمسجد القبلتين ضمن هذه المساجد، لأن الذي يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة وتقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها في السنة الخامسة للهجرة ويُروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سُمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بُني في موقع قبة ضُربت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

[ايمن مغازى]

تسلم إيدك ياغالى بارك الله فيك

[محمود الاسكندرانى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمن مغازى

تسلم إيدك ياغالى بارك الله فيك

[أبو يوسف الأهلاوي]

شكراً لك اخي الكريم