|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلة الأرحام لسعة الرزق ، وراحة القلب ، وزيادة العمر
أيها المؤمنون : إنَّ الإسلام دينُ الوفاء والصفاء ، والمحبة والإخاء ، والبرِّ والصلة والإحسان ، ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة:195] . أيها المؤمنون عباد الله : وإنَّ من الإحسان الذي حثَّ عليه دين الله وجاء الترغيب فيه في شرعه صلة الأرحام ؛ فإنَّ الله عز وجل عظَّم من شأن الرحم وأعلى من قدرها ، وقد قرن جل وعلا الوصية بها بتقواه جل في علاه ، قال الله عز وجل : ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1] أي : واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، ولكن برُّوها وصِلُوها وأحسِنوا إليها . معاشر المؤمنين : وإن من تعظيم الإسلام للرحم ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ : «هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ» ، قَالَ: «نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟» قَالَتْ: «بَلَى يَا رَبِّ»، قَالَ: «فَهُوَ لَكِ» )) ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22-23] )) . أيها المؤمنون : ومن تعظيم شأن الرحم ما جاء في الصحيح من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ : مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ)) . ومن عظيم شأن الرحم -معاشر المؤمنين- ما ثبت في سنن أبي داود عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قَالَ اللَّهُ : أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)) . أيها المؤمنون عباد الله : ولقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالحث على صلة الرحم وبيان عظيم شأنها من أول رسالته وبداية بعثته ، ففي صحيح مسلم في قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال : «أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: ((أَنَا نَبِيٌّ)) ، فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: ((أَرْسَلَنِي اللهُ)) ، فَقُلْتُ: وَبِأَيِّ شَيْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: ((أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ، وَأَنْ يُوَحَّدَ اللهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْءٌ)) » . أيها المؤمنون عباد الله : وفي صلة الرحم من الآثار الحميدة والعوائد المباركة والخيرات العميمة في الدنيا والآخرة ما لا يُعَدُّ ولا يُحصى ؛ فصِلَتُها معاشر المؤمنين سببٌ لسعة الرزق وكثرته ، وراحة القلب وطمأنينته ، وزيادة العمر وبركته ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) . أيها المؤمنون عباد الله : والقطيعة -وهي ضد الصلة- شؤمٌ كلها ، ومضرةٌ كلها ، وعواقبها على القاطع وخيمة في الدنيا والآخرة ؛ فهي موجبةٌ للخسران ، ومعقِبةٌ للحرمان في الدنيا والآخرة ، ولو لم يأتِ في ذلك إلا ما ثبت في الصحيح من حديث جُبير بن مطعِم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ)) أي : قاطع رحم. أعاذنا الله أجمعين من العقوق والقطيعة ، وأصلح لنا شأننا كله ، ورزقنا بمنِّه وكرمه البر والصلة والإحسان ، إنه تبارك وتعالى سميع الدعاء . الحمد لله رب العالمين ,,,,,,
|
2/7/2016, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: صلة الأرحام لسعة الرزق ، وراحة القلب ، وزيادة العمر
بارك الله فيك
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~