عقبه بن نافع

[ميدو الشورة]

القائد المسلم الذي أَمر السِباع والحيّات
«فأطاعوه»

✨لم يكن "عقبة بن نافع" قائداً عسكرياً محضاً فقط، بل كان صاحب عقلية مبدعة وفكر استراتيجي فذ يصِح أن يُطلق عليه خبير بشئون المغرب والشمال الأفريقي، ومن خلال حملاته المستمرة على الشمال الأفريقي أسلم على يده كثير من البربر وأدرك بعقليته الثاقبة أهمية بناء مدينة إسلامية في هذه البقاع

✨ فجمع" عقبة" أصحابه وقال:
« إن أهل إفريقية قوم إذا غصبهم السيف أسلموا، وإذا رجع المسلمون عنهم عادوا إلى دينهم، ولست أرى نزول المسلمين بين أظهرهم رأياً، لكن رأيت أن أبني ههنا مدينة يسكنها المسلمون ».

✨فجاؤوا إلى موضع "القيروان"، وهي أجمة عظيمة وغيضة لا تشقها الحيات من تشابك شجرها،
فقال له جنوده: «إنك أمرتنا بالبناء في شعاب وغياض لا تُرام، ونحن نخاف من السباع والحيّات وغير ذلك من دواب الأرض»،

✨وكان في عسكره خمسة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقال :
« إني داعٍ فأمّنوا»،
‏وبالفعل دعا الله عز وجل طويلاً والصحابة والناس يأمّنون، ثم قال عقبة مخاطباً سكان الوادي:
👈«أيتها الحيّات والسباع، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه »

💥فحدثت بعدها يومئذٍ كرامة هائلة
حيث خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها والذئاب تحمل جراءها، والحيّات تحمل أولادها
خرجوا أسراباً أسرابا وكأنه يوم الحشر في مشهد لم يُرَ مثله في التاريخ،
‏
فقال له أحد الجنود :
‏« ألا نقتلهم ؟؟ »
‏قال له "عقبة" :
‏« كيف نقتلهم وقد أعطيناهم الأمان ؟؟!! »
‏
‏👈فحمل ذلك كثيراً من البربر على الدخول في الإسلام أفواجا
‏
‏✨ثم اختطّ دارا للإمارة واختطّ الناس حوله وأقاموا بعد ذلك أربعين عاما لا يرون فيها حيّة ولا عقربا.

💥وهذا ما يحدث حين يصل الإيمان والثقة بالله عز وجل لمستوى راقٍ من اليقين بِنُصْرَةِ الله عز وجل وتأييده ومدده،

وها هو ذا الفاتح البطل يصل به الإيمان والكرامة لأن يأمر الحيوانات البهائم التي لا تعقل ولا تفهم، فيطيعونه ويسمعون أوامره، وهكذا يصبح الكون كله ومن فيه مسخراً لخدمة الفاتحين وغايتهم السامية

المصادر :

✔️معجم البلدان : لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي

✔️البداية والنهاية : ابن كثير

✔️الكامل في التاريخ :لابن الأثير