فن الجرافيك..اللانوع هو الحل!

[لمياء أحمد]

التصحيح اليوم متاح عبر الجرافيك، كونه يحقق المفهوم الشامل للفنون المرتبطة بالصورية في مختلف أشكالها، بدءا من الخط اليدوي ووصولاً إلى الرسم والإبداع الرقمي بأحدث برامج الكومبيوتر، وحتى التصوير الفوتوغرافي للأغراض الفنية الصرفة.
من هنا تأتي فكرة "سعودي جرافيك" وهو تجمع فني لمختلف التوجهات والممارسات الفنية في الرياض، ومنها إلى المنطقة الغربية، فالشرقية وهكذا. ولا حدود لهذا التجمع، حيث تتسامى الغاية فوق التصنيف والنوعية. فالكل لهم الحق في استعراض نتاجهم الفني، سواء كان بقلم رصاص من أرخص الأنواع، أو كان بأحبار وأوراق مستوردة تكلف مئات الريالات، أو بالحفر على الرقائق المعدنية، إلى غير ذلك مما يستوفي الاستجابة لتحقيق زمن (اللانوع) في الطرح الفني.
هذا، في تصوري على الأقل، كفيل بإلغاء الفوقية التي يفرضها التخصص، كما أنه سيطمس النرجسية التي تسبب الانتقائية المرتبطة بالنوع. فالمسألة قريبة جدا من مفهوم العرقية
كل هذا لا يعني رفض حق الأنواع الأخرى في البقاء والاستمرار، ولكنها فرصتنا اليوم لنحتوي الجميع ونقبل بالاختلاف. فما ضر الفنون في السعودية يوما أكثر من الفوقية التي مارسها الأكاديميون العائدون من بعثات أوروبا على جمهور البسطاء، ومن بينهم ذوي المواهب الحقيقية. كما أنها كانت فرصة لمواربة ضعف مواهب أغلب الأكاديميين واختبائهم خلف أسوار "المؤهلات" والفرضيات.
المردود التفاعلي لهذا الفن (الجرافيك) سيكون كبيرا، وربما يتفوق على كثير من الفنون الجماهيرية الموجودة اليوم. فالتنوع المكفول لن يعفي أحدا من المشاركة! حتى المغرمين بالرسم والطباعة على القمصان (تي-شيرت) سيتمكنون من المشاركة بفنونهم/فنونهن واستعراض الموهبة! هل هناك ما هو أعظم من هذا الانصهار النوعي لتحقيق الغاية والوصول؟
ألا يقول جميعنا: "روعة" عندما يرى رسماً جميلا، أو لوحة للخط العربي، أو لوحة بالأحبار.. وسم ما شئت!
من هنا تأتي إيضا أهمية التخلص من قيود العمل المألوف، فلا جمعية ولا بروتوكوليات قاسية ومثبطة! هناك جماعة فنية تحمل اسم "سعودي جرافيك"، مثلا، كل من فيها يعمل لصالح الجميع، ودعمها آت من عملها الذي أؤكد أن القطاع الخاص لن يتردد عن دعمه، كيف لا وهي الفنون القادرة على توفير محتوىً بصري يبعث على الدهشة، ويساوي سوقيا الكثير والكثير من المال.