"قمة الجحيم" العالمي في حضن الزعيم

[كمال السيد]

يوم الأربعاء القادم سيكون يوما مختلفاً عن كل الأيام بالنسبة لجماهير وعشاق الشمس النصر (العالمي).. فمن هناك من العاصمة السعودية رياض الأمجاد والبطولات المدينة (العظمى) التي شهدت ولادة أحد ركائز الكرة السعودية وواحداً من أكبر أنديتها وأفضلها وأكثرها تفريخاً للنجوم وأكبرها دعماً لمنتخبات (الوطن).. من هناك من أرض (الحب) الخالد ومنبع (الوفاء) الدائم يعود الفارس (المجروح) بعد (كبوة) وإن طال أمدها إلا أنها كبوة جواد أصيل (يمرض) ولا (يموت).. من هناك من حيث بدأ النصر كفارس لنجد يعيد اللحن نفسه ليعزفه الملحن على أوتار ونغمات الفرح (الأصفر).. من الرياض الحبيبة يخوض النصر نهائي مسابقة الأمير فيصل بن فهد للموسم الرياضي 2007-2008 أمام شقيقه نادي الهلال.. من هناك يعيد النصر من حيث انتهى فهي نفس البطولة التي توقف ركض النصر في البحث عن الذهب بعدها قبل نحو 9 سنوات وبالتحديد في عام 1999م.. يوم الأربعاء يدخل النصر من بوابة أقفلت في وجهه سنوات طويلة ليصعد للمنصة وأمام الغريم والمنافس والعنيد الهلالي جاره اللدود ورفيق مشوار طويل من التحديات والحروب الباردة..

لحمة النصراويين
تخلى النصراويون سنوات طويلة عن المبدأ الذي تآلفوا عليه طوال تاريخ نادي النصر هذا المبدأ كان روح النصر وقوام الكيان واستمرار التفوق إنه مبدأ (اللحمة) الذي كان ديدن وأنموذج العلاقات النصراوية بعضها ببعض ومع الآخرين.. وأمر طبيعي أن تقتل الخلافات التي دبت بين رجال الأصفر طموح الفارس وتقضي على ابسط الآمال في عودة النصر.. وإلى ما قبل تأهل النصر لنهائي الأمير فيصل عاش الجمهور النصراوي ملحمة من الخلافات بين الإدارة وبعض أعضاء الشرف وكان التأهل لهذا النهائي الذي شرفه كبار العالميين يتقدمهم الأمير منصور بن سعود والأمير طلال بن سعود والأمير ممدوح بن عبدالرحمن وبقية أعضاء الشرف المحبين الفرحة التي عاشها النصراويون وقربتهم لبعض إلى حد كبير.. خلاصة هذه النقطة أن النصراويين كانوا في أمس الحاجة للوصول للنهائي بغض النظر عن تحقيق البطولة.. وحينما تعود (اللحمة) المعهودة ويستمر التقارب الذي يخدم النادي ويُنبذ الخلاف الذي يخدم الصالح الشخصي فإن النصر قادر على تحقيق بطولات وبطولات قادمة محلياً وخارجياً..

صعوبة المباراة
يعتبر الفريق الهلالي من أكثر الفرق السعودية حصداً للبطولات خلال السنوات الأخيرة التي عاش فيها النصر قحطاً بطولياً وهنا يختلف الطموح بين فريق متشبع بالبطولات وآخر يبحث عنها بكل ما أوتي من قوة.. وهنا تكمن صعوبة المواجهة.. وهذا لا يعني أن الهلاليين سيفرطون في البطولة بل على العكس سيسعون لها بكل قوة لأنها تحمل في طياتها الكثير وربما أنها ستعصف بالفريق في حالة الخسارة في بقية رحلة الموسم الكروي الذي ينتظر الهلال خلاله مشاركات قوية لنيل بطولة الدوري الذي تشتد المنافسة عليه مع عميد الأندية السعودية الاتحاد.. والنصراويون يعيشون مرحلة من البناء ومن التأسيس العناصري كما يتحدث منسوبو الإدارة وهذا التأهل على حد علمنا لا يهم الإدارة بقدر أهمية بناء الفريق على حد تعبير جميع منسوبي إدارة النادي في كل تصريح نسمعه.. والتأهل للمباراة النهائية غير كثيراً من المفاهيم والآمال والطموح الأمر الذي سيعكس جواً تنافسياً كبيراً بين الطرفين خصوصاً أن المباراة بين عملاقين وجارين لدودين.. ومن حيث الجانب الفني فإن الفريق النصراوي الذي يبحث عن النصر وعن الذات لتحقيق طموح جماهيره سيدخل اللقاء بالكثير من المشاكل الفنية التي إذا ما عالجها السيد دانيال أساد المدرب النصراوي فإنه سيدخل في معركة خاسرة أمام قوة منتصف الفريق الهلالي وذكاء مدرب الفريق السيد كوزمين.. حيث يعاني الفريق النصراوي ضعفاً في منطقة الوسط وتحديدا في منطقة محور الارتكاز التي لم يجد لها أساد حلاً نهائياً وجذرياً، حيث اعتمد على أكثر من لاعب في هذه المنطقة برغم أنه لم يسبق أن شارك فيها.. كما يحتاج لصانع لعب متمكن بعد فشل النفطي عبدالكريم المحترف التونسي في شغل هذا الدور..بالإضافة إلى ذلك فإن النصر يعاني في منطقة متوسط الدفاع التي تحتاج لترميم وإصلاح وإذا ما رغب أساد مقارنة ومقارعة الهلال فعليه تفعيل دورها وكذلك إيجاد حل للكرات العرضية إذ أنها مشكلة كبيرة وصعبة عانى الدفاع النصراوي في التعامل معها.. كما أن ازدواجية الأدوار بين لاعبي الوسط والدفاع ساهمت في ترك مساحة في ملعب الفريق مما سهل على لاعبي الخصم نقل الكرة بسهولة حتى منطقة صندوق النصر مشكّلة خطورة قد تنتهي بهدف وهذا ما حدث في مجريات رحلة العالمي طوال هذا الموسم.. وفي جانب التغطية يفتقد بعض اللاعبين لتنفيذ هذه المهمة فمع استلام أي لاعب من الفريق الخصم للكرة يُلاحظ اندفاع أكثر من ثلاثة لاعبين من الفريق النصراوي على حامل الكرة وهنا قد يتم تمرير الكرة للاعب آخر أو يخترق الجدار بسهولة وهذا ما حدث كثيراً في مباراة نصف النهائي أمام الشباب.. أخيراً فإن حراسة المرمى النصراوية تفتقد للتوجيه بعد الخروج من المرمى في وقت غير مناسب وكميل الوباري عادة ما يترك خط المرمى بمتر ونصف المتر تقريباً معرضاً مرمى فريقه للخطر.. خلاصة لهذه النقطة آساد بحاجة لترتيب أوراقه بترو وعدم السماح بالتدخل في قناعاته وإشراك أسماء قادرة على صناعة المجد مجدداً لنادي الأمجاد وكذلك إجراء التغييرات بشكل سليم وأيضا بقناعته وليس بقناعة الآخرين..

حمى التصريحات
اليوم وغد وبعد غد وصبيحة يوم المباراة ستشهد حمى عالية الحرارة من التصريحات النارية بين منسوبي وأعضاء شرف الفريقين وخصوصاً من الجانب الهلالي الذي عادة ما يبرع نائب رئيس هيئة أعضاء شرف ناديهم الأمير بندر بن محمد ليصف ويعلق ويسبق اللقاءات (الديربية) بين الطرفين بأحاديث تنعكس سلباً على الفريق (الأصفر).. ومن هنا فإن الإدارة الجيدة والمدرب الجيد واللاعب الواثق يقع على عاتقهم ثقلاً كبيراً في طي صفحات الاستفزاز واختراق الاستعداد بالتصريحات الوهمية والإعلان من جبهة الصمود أن الحمى مجرد حرارة خارج الميدان..

التخدير الإعلامي
سيتعامل إعلام الطرفين مع أسلوب التخدير وسيرمي كل طرف بورقته الوهمية وخداع الذات لكي يكسب في نهاية المشوار.. فالهلاليون قد بدأوا التلويح أن البطولة تنشيطية ولا تهمهم أكثر من النصر وان فريقهم لديه مباراة مهمة يوم الجمعة أمام الشباب في تحديد مصيره في سباق اللحاق بالاتحاد للفوز ببطولة الدوري.. في جانب الفريق الأصفر لا شك أن الكثير يردد أن البطولة لا تهمه بقدر أهمية عودة اللحمة النصراوية وعودة النصر لملامسة المنصات بعد أن فقد حساسيته تجاهها سنوات.. وفي نهاية الأمر ما هي إلا مجرد تكهنات وتفنيدات قد تصيب وقد تخيب قد تكون صادقة وقد تكون لمجرد خداع الخصم..

هيئة الأعضاء
قبل خوض المباراة النهائية أجّل النصراويون موعد عقد اجتماع هيئة أعضاء الشرف بسبب تعارض الموعد مع المباراة النهائية في كاس الأمير فيصل (يرحمه الله).. المهم أن الذي يأمله ويتأمله المشجع النصراوي أن يُعقد اجتماع الأعضاء مهما آلت إليه نتيجة المباراة النهائية لأنه سيحدد مصير الكيان برمته خلال المرحلة القادمة..

حب النصراويين لنصرهم
كشفت مباراة نصف النهائي لكاس الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) بين النصر والشباب عن صورة طال ما انتظرها محبو العالمي حينما عجت منصة إستاد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) بالرياض بعدد كبير من أعضاء شرف نادي النصر تبادلوا التهاني واحتضن الكل بعضهم في صورة تعكس أن النصر هو حب أزلي يجمعهم على الدوام مهما اختلفوا.. ففرحة الفوز ودموع الفرح (الحارة) التي ذرفتها عيون أغلى النصراويين وأكبرهم الأمير منصور بن سعود أثبتت أن النصر محل اجتماع الكل مهما دب الخلاف الذي لا يتعدى في شكله ومضمونه عن كونه اختلاف في الآراء..

[عادل علاء]

تسلم ايديك حبيبى

جزاك الله كل خير

[عبدالله يحيى]

شكرا لك اخي الله يعطيك العافية