فضل التأسي برسول الله ﷺ

[أحمد-الربيعي]

حضنا الله ورسوله على اتباع السنة في العبادات والعادات والمعاملات، لأنها السبيل الوحيد الذي أتمه الله وأكمله وارتضاه لعباده، والميزان الذي توزن عليه الأعمال. فما وافقها قُبل وما خالفها رُد. فاستمسكوا بصحيح السنة فإنها تطبيق عملي للقرآن وشرح مفصل لهدي رسول الله ﷺ قولا وفعلا وتقريرا وصفة، واعلموا أن السنة قسمان سنن الهدى وسنن زوائد وأن اتباع رسول الله ﷺ يقتضي طاعة أوامره واجتناب نواهيه والتعبد بشرعه.

1/ الحض على التأسي برسول الله ﷺ
قال الله تعالى: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اِللَّهِ إِسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ اَلاَخِرَ وَذَكَرَ اَللَّهَ كَثِيرًا. الأحزاب 21.
قال الله سبحانه: وَمَا ءَاتَيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ. وَمَا نَهَيكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ. وَاتَّقُوا اللَّهَ. إِنَّ اَللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. الحشر 7.
العرباض بن سارية: قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ. وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ. د.
عمر بن الخطاب: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي. ح.
2/ منزلة اتباع السنة وثمراته
الاتباع تحصيل لمنهج السلامة النبوي
قال الله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ اَلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. النحل 44.
المقدام بن معدي كرب: أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ. أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ. د.
علي بن أبي طالب: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَمْسَحُ عَلَى ظَاهِرِ خُفَّيْهِ. د.
الاتباع دليل الإيمان
قال الله تعالى: فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُومِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا. النساء 65.
عبد الله بن عمرو: لَنْ يَسْتَكْمِلَ مُؤْمِنٌ إيمَانَهُ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُكُمْ بِهِ. ب.
الاتباع دليل المحبة وسبب للمغفرة
قال الله سبحانه: قُل اِِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اَللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ. وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. آل عمران 31.
الاتباع عصمة من الفرقة والضلال
أبو هريرة: خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي. وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. ق.
عبد الله بن عمرو: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً. قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَرَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي. ت.
الاتباع سبيل الهداية
قال الله تعالى: فَئَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ اِلنَّبِيءِ اِلاُمِّىِّ اِلَّذِى يُوْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَـتِهِ. وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. الأعراف 158.
قال الله سبحانه: لَقَدْ مَنَّ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُومِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنَ اَنفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمُ ءَايَـتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَـلٍ مُّبِينٍ. آل عمران 164.
الاتباع باب أجر عظيم
أبو ثعلبة الخشني: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلاً يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ. ت.
بلال بن الحارث المزني: مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. ت.ض.
عبد الله بن مسعود: نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ت.
الاتباع من أبواب الرحمة
قال الله سبحانه: وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ. وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. النور 56.
قال الله تعالى: وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ. فَسَأَكْتُبُهَا لِلذِينَ يَتَّقُونَ وَيُوتُونَ اَلزَّكَوةَ وَالذِينَ هُم بِئَايَـتِنَا يُومِنُونَ. الأعراف 156-157.
الاتباع من مفاتيح الجنة
أبو هريرة: كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى. قَالُوا يَرَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى! قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى. خ.
قال الله تعالى: وَالسَّـبِقُونَ اَلاَوَّلُونَ مِنَ اَلْمُهَـجِرِينَ وَالاَنصَارِ وَالذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِىَ اَللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ. وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا اَلاَنْهَـرُ خَـلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا. ذَلِكَ اَلْفَوْزُ الْعَظِيمُ. التوبة 100.