أمل مصر يتضاعف للفوز بالمونديال

[أبوعدي المغازي]

أكد خبراء كرة القدم فى مصر أن الفوز الكبير للمنتخب الوطنى على نظيره الإيطالى بأربعة أهداف مقابل هدفين فى الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى فى بطولة كأس العالم للشباب التى تستضيفها مصر حاليا قد جدد حلم الفوز بالمونديال بعد أن تبدد هذا الحلم فى أعقاب هزيمته أمام باراجواى.

وأجمع الخبراء على أن هذا الانتصار كان مفاجأة، فمصر كانت تبحث عن المركز الثانى أو الثالث فى المجموعة، ولكن انقلبت الموازين خاصة مع تعادل بارجواى أمام ترينداد وتوباجو بدون أهداف لتتصدر مصر المجموعة الأولى.

وأكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم أن الهزيمة أمام بارجواى ( ٢-١) فى الجولة الثانية وضعت المنتخب فى موقف حرج وجعلته يشعر بالقلق حيال استمراره فى البطولة ثم جاء هذا الانتصار ليعيد الثقة للاعبين وتعلو طموحاتنا معهم.

وأشاد سمير زاهر بالتعديل الإيجابى الذى قام به المدير الفنى ميروسلاف سكوب، ومساعده الأول هانى رمزى فى أداء الفريق الذى بدأ يلعب بشكل جماعى، وهو المطلوب فى المباريات المقبلة. ويرى زاهر أن المرحلة القادمة أكثر صعوبة، وعلى المنتخب المصرى أن يبذل قصارى جهده ليصل إلى الأدوار النهائية.

وقال سمير عدلى المدير الإدارى لمنتخب مصر الأول، إن فوز الفراعنة على إيطاليا أعطى المصريين أملاً أكبر فى البطولة، وأكد أن قدرات منتخب الشباب الحالية لا تمنعه من المنافسة مع الفرق الكبيرة بما فيهما البرازيل وإسبانيا لأنه لديهما أيضا نقاط ضعف يمكن استغلالها.

قال مجدى عبد الغنى، لاعب المنتخب السابق عضو اتحاد كرة القدم، إن المنتخب المصرى حقق ما طلب منه وهو التأهل إلى الدور الـ١٦، مشيرا الى أن المباراة تخللتها أخطاء كبيرة فى بعض الفترات من الناحية الدفاعية وفى وسط الملعب وفى إدارة المباراة من قبل الجهاز الفنى.

وأضاف: «ولكن فى المجمل، نحن سعداء وراضون بالنتيجة ولا نريد أن نقلل من إنجاز أولادنا».

ويقول عبد العزيز عبدالشافى إن أداء المنتخب أمام إيطاليا تحسن بشكل ملحوظ مقارنة بالمباريات السابقة، ولكن مازال تنقصه ثقافة اللعب الجماعى، مشيراً إلى أن منتخبى البرازيل وإسبانيا متميزان لأنهما يضعان قدرتهما الفردية لصالح المجموعة.

ويقول الناقد الرياضى محمود معروف إن مصر فازت بعد أن اقتنع سكوب أخيرا بضرورة نزول أحمد فتحى «بوجى» ومحمود توبة وإخراج محمد طلعت وعفروتو اللذين يلعبان «بأنانية» فى الملعب، ولاشك أن هذه التغييرات كانت نقطة تحول وحسمت النتيجة لصالح مصر.

ويتوقع محمود معروف أن تصل إسبانيا وإيطاليا إلى نهائى البطولة مضيفا: «وما غير ذلك يبقى مفاجأة».

ويؤكد معروف أن إسبانيا تألقت فى هذه البطولة ولم يدخل مرماها أى هدف وحققت أرقاما قياسية فى لقاءاتها الثلاثة ويكفى أنها فازت بثمانية أهداف نظيفة أمام فنزويلا وهى تلعب بثمانية بدلاء، أما البرازيل فهى فريق كبير بلا شك يجمع لاعبوه مهارات الأداء الفردى والجماعى فى نفس الوقت.

«كل هذا لا يمنعنا أن نحلم بالفوز عليهم وذلك إذا استغل فريقنا كل ما أتيح له من فرص كما فعل أمام منتخب الأزورى».

ويؤكد عصام عبدالمنعم، رئيس تحريرالأهرام الرياضى، أن المنتخب المصرى كان أكثر انتظاما وأفضل حالا وتفادى الكثير من الأخطاء، وعندما كان يتأخر دائما فى إحراز هدف كنا جميعا على ثقة بأنه سيتقدم فى النتيجة، وذلك لأنه خاض هذه المباراة وهو على وعى كامل بأهمية المكسب وكان على مستوى المسؤولية.

ونصح عصام عبدالمنعم لاعبى مصر بالتخلى فى الوقت الراهن عن رغبتهم فى جذب انتباه السماسرة للاحتراف، وعن حلم الانضمام للمنتخب الأول أو الفريق الأول بأنديتهم وذلك حتى يستطيعوا أن يلعبوا بشكل جماعى يصب فى النهاية فى مصلحة واحدة وهى إحراز البطولة.

وأضاف أن على اللاعبين أيضا السيطرة على انفعالاتهم لأن وجود جمهور «رهيب مثل جمهورنا» يزيد من حماس اللاعبين مما يدفع كل واحد منهم إلى التفكير فى نفسه وليس فى الفريق ككل. «لا شك أن المونديال توجد به فرق ثقيلة مثل إسبانيا والبرازيل ولكن هذا لا يعنى أننا لا نستطيع التغلب عليهما لأن كل منتخب تتغير حالته فى يوم المباراة نفسها».

ويقول الناقد الرياضى إبراهيم حجازى: «بعد أن تم تصحيح الأخطاء القديمة نستطيع القول إننا قادرون على الوصول إلى الأدوار النهائية واللعب أمام إسبانيا والبرازيل، لأن منتخب مصر للشباب لا يقل مهارة عن أى فريق مشارك فى المونديال، نحن لا ينقصنا سوى الخبرة وهى ليست كل شىء، ولكن علينا أولاً أن نفكر فى المباراة القادمة فقط ولا ننظر بعيدا حتى لا نهدم حلمنا». من ناحية أخرى، أشاد جميع الخبراء بالجمهور المصرى الذى لعب دورا مهما فى الملعب وكان ورقة ضعط كبيرة على إيطاليا.

ويقول سمير زاهر إن هذا الحشد الجماهيرى الذى قارب السبعين ألف متفرج كان له تأثير سحرى على المباراة، مؤكدا أن هذا الجمهور يستطيع أن يدفع منتخب بلاده، ويشد أزره ويرفع أسهمه فى البطولة.

وأضاف: « كل فريق يلعب أمام مصر على أرضها يحمل هم جمهورها ويرهبه».

وأشار إلى أن هذا الجمهور الوفى ذهب ليشجع لاعبين تحت ٢٠ سنة لا يعرف شيئا عنهم بسبب تأخر الترويج عن البطولة. واختتم قوله: «مصر بجمهورها الكروى الكبير الذى يساهم فى إنجاح مونديال ٢٠٠٩ كانت تستحق تنظيم مونديال ٢٠١٠»