|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
8/1/2009, 10:00 PM | رقم المشاركة : ( 256 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
رحلة في العُيون الزرق
--------------- أَسُوحُ بتلكَ العيُونْ على سُفُنٍ من ظُنُونْ هذا النقاءِ الحَنُونْ أَشُقُّ صباحاً .. أَشُقُّ وتَعْلَمُ عيناكِ أنِّي أُجَدِّفُ عَبْرَ القُرُونْ جُزْرَاً .. فَهَلْ تُدركينْ ؟ أنا أوَّلُ المُبْحِرينَ على حِبَالي هناكَ .. فكيفَ تقولينَ هذي جُفُونْ؟ تجرحُ صدرَ السُكُونْ تساءلتِ ، والفُلْكُ سَكْرَى أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ.. قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَفي أَبَدٍ مِنْ نُجُومٍ ستُبْحِرُ ؟ هذا جُنُونْ.. *** قَذَفْتُ قُلُوعي إلى البحر لو فَكَّرَتْ أنْ تَهُونْ ويُسْعِدُني أَنْ ألُوبَ على مرفأٍ لَنْ يَكُونْ .. عزائي إذا لَمْ أعُدْ أَنْ يُقَالَ : انْتَهَى في عُيُونْ.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:01 PM | رقم المشاركة : ( 257 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
رباط العنق الأخضر
--------------- مِنْهَا .. رِبَاطُ العُنُقِ فيا ضُلُوعي أَوْرِقي .. سَيِّدتي ، فَضْلُكِ لا أسْعَى بهِ .. وبي غُرُورُ ويا نُجُومُ حَدِّقي ما دامَ مَشْدُوداً إلى لي من طليقٍ مُوثَقِ على غديرٍ تَسْتَقي .. أَخَافُ أن تمضي .. فيا شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي وجانحٌ غاصَ بأشواقي *** أَخَافُ أن تمضي .. فيا شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي بكى في المَشْرِقِ وجانحٌ غاصَ بأشواقي *** صَدْرٌ .. على صَدْري .. فلا أَخَافُ أن تمضي .. فيا شِفَاهَ قلبي .. أَطْبِقي فجانحٌ شَالَ كمَوّالٍ بكى في المَشْرِقِ وجانحٌ غاصَ بأشواقي فلم يُحَلِّقِ *** صَدْرٌ .. على صَدْري .. فلا خَوْفَ بألا نلتقي.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:02 PM | رقم المشاركة : ( 258 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
المُدَخِّنة الجميلة
------------ حَارِقَةَ التَبْغِ .. اهْدَأي ، فالدُجى من هَوْل ما أحْرَقْتِ إعْصَارُ شَوَّهتِ طُهْرَ العاج ، شوِّهتِهِ وغابَ في الضَبَاب إسْوَارُ .. تلكَ الأَصابيعُ التي ضَوَّأتْ دُنْيَايَ ، هل تمضي بها النارُ؟ والتُحَفُ الخُمْسُ التي صُغْتُها تَنْهَارُ من حولي .. فأَنْهَارُ .. ورَوْعَةُ الطِلاءِ في ظِفْرها تمضي ، فما للفجر آثارُ أناملٌ تلك التي صَفَّقَتْ أم أنَّها للرَّصْدِ أنهارُ .. المشْرَبُ الفِضِّيُّ ، ما بينها مُقَطَّعُ الأنفاس ، ثَرْثَارُ على الشفاهِ الحُمْرِ .. ميناؤُهُ وصُحْبَةُ الشفاهِ أقدارُ يسرقُ فوقَ الثغر غَيْبُوبَةً ما دام ، بَعْدَ الليل ، إبْحَارُ تَعَانَقَا .. حتى استجارَ الهوى والتفَّ مِنْقَارٌ .. ومِنْقَارُ لو كنتُ هذا المشْرَبَ المُنْتَقَى أَخْتَارُ هذا الثغرَ .. أَخْتَارُ *** مَذْعُورَةَ السالِفِ .. لا تيأسي فلم يَزَلْ في السَفْح أزْرَارُ النَهْدُ ، جَلَّ النَهْدُ ، في مجدهِ مِنْ حَوْلِهِ، تُلَمُّ أقمارُ.. حسناءُ .. ما يُشقيكِ من عَالَمٍ؟ ما زال في عَيْنَيْكِ يحتارُ وأنتِ يا أغنى أساطيرِهِ نَوَّارُه ، إنْ غابَ نَوَّارُ صغيرةٌ أنتِ .. عَلامَ الأسى والأرضُ مُوسِيقَا وأنوارُ النارُ في يُمْناكِ مَشْبُوبَةٌ والوعدُ في عَيْنَيْكِ أطوارُ لا تُؤمَنُ العُيونُ إن سَالَمتْ صَحْوُ العُيونِ الخُضْرِ .. أمطارُ تلك اللُّفَافَاتُ التي أُفْنِيَتْ خواطرٌ تُفْنَى .. وأفكارُ .. إنْ أطْفَأَتْها الريحُ.. لا تَقْلَقي أنا لها الكبريتُ والنارُ.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:02 PM | رقم المشاركة : ( 259 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
كانَ الشاعرُ
--------- كانَ الشاعرُ يأكلُ من أوراقِ الوَرْدِ ، وكانَ ينامُ بأحضانِ الصَفْصَافْ ثُمَّ أَتَى عَصْرٌ عربيٌّ صارَ الشاعرُ فيهِ ، ينامُ بأَحضانِ السَيَّافْ ... اللغةُ المستحيلة ------------ الكاتبُ في وطني يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ ، إلا العَرَبِيَّهْ .. فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّهْ !! اللغةُ المستحيلة الكاتبُ في وطني يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ ، إلا العَرَبِيَّهْ .. فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّهْ !! الكَلِمَهْ -------- ليسَ هنالكَ حَلٌّ آخَرُ ، إلا الكَلِمَهْ .. ليسَ هنالكَ ثَدْيٌ آخرُ قد أَرْضَعَني إِلا الكَلِمَهْ .. ليسَ هنالكَ وَطَنٌ آخرُ قد آواني إِلا الكَلِمَهْ .. ليسَ هنالكَ في تاريخي .. امرأَةٌ أُخرى إِلا الكَلِمَهْ ... |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:03 PM | رقم المشاركة : ( 260 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
مَشبُوهَة الشفتين
------------ مَشْبُوهَةَ الشَفَتَيْنِ ، لا تَتَنسَّكي لَنْ يَسْتريحَ الموعدُ المكْبُوتُ وغريزةُ الكِبْريتِ في طُغْيانها ماذا؟ أيكظُمُ ما بِهِ الكِبْرِيتُ؟ شَفَتَانِ معصيتانِ .. أَصْفَحُ عنهُما ما دامَ يَرْشَحُ منهُمَا الياقوتُ إنَّ الشفاهَ الصابراتِ أُحِبُّها ينهارُ فوق عقيقها الجَبَروتُ كَرَزُ الحديقةِ عندنا مُتَفتِّحٌ قَبَّلتُهُ في جُرْحِهِ ونَسِيتُ شَفَتانِ للتدمير ، يا لي منهُما بهما سَعِدْتُ ، وألفُ ألفُ شَقِيتُ شَفَتانِ مَقْبَرتَانِ ، شَقَّهُما الهوى في كُلِّ شطرٍ أحمرٍ تابوتُ شَفَةٌ كآبار النبيذ مليئَةٌ كم مرةٍ أَفْنَيْتُها وفَنِيتُ الفَلْقةُ العُلْيَا .. دُعَاءٌ سافرٌ والدِفءُ في السُفْلَى .. فأينَ أمُوتُ؟ |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:03 PM | رقم المشاركة : ( 261 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
إلى ساذَجَة
------- لا شَكَّ .. أنتِ طَيِّبَهْ بسيطةٌ وطَيِّبَهْ .. بساطةَ الأطفال حين يلعبونْ وأَنَّ عَيْنَيْكِ هُمَا بُحَيْرَتا سُكُونْ لكنَّني .. أَبْحَثُ يا كبيرةَ العُيُونْ أَبْحَثُ يا فارغةَ العُيُونْ عن الصلاتِ المُتْعِبَهْ عن الشِفاهِ المُخْطِئَهْ وأنتِ يا صديقتي نَقِيَّةٌ كالُؤلؤَهْ باردةٌ كالُؤلؤَهْ وأنتش يا سَيِدتي مِنْ بَعْدِ هذا كلِّه ، لستِ امْرأَهْ هل تسمعينَ يا سَيِّدتي لستِ امْرَأَهْ.. وذاكَ ما يُحزِنُني لأنَّني أَبْحَثُ يا عاديَّةَ الشِفَاهْ أَبْحَثُ يا مَيِّتَةَ الشِفَاهْ عن شَفَةٍ تأكُلُني من قبل أن تَلْمسَني عن أَعْيُنٍ.. أمطارُها السوداءُ .. لا تترُكني أرتاحُ ، لا تترُكُني وأنتِ يا ذاتَ العُيُونِ المُطْفَأَهْ.. طيِّبةٌ كاللُؤلؤَهْ .. طيِّبةٌ كالأرنب الوَديعْ كالشَمْع .. كالألعاب .. كالربيعْ هامدَةٌ كالموتِ .. كالصقيعْ.. وذاكَ ما يُؤسِفُني.. لأنّني .. يا أرْنَبي الوَديعْ .. أضيقُ بالربيعْ وأكْرَهُ السَيْرَ على الصقيعْ.. لأنهُ يُتْعِبُني.. لأنه يُرهِقُني *** وَدِدْتُ يا سَيِّدتي لو كنتُ أستطيعْ حُبَّكِ يا سَيِّدتي. لو كنتُ أسْتَطيعْ |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:04 PM | رقم المشاركة : ( 262 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
إلى ميّتة
------- إنْتَهتْ قهوتُنا وانتَهَتْ قِصَّتُنا وانتَهَى الحُبُّ الذي كنتُ أُسمِّيهِ عنيفا عندما كنتُ سخيفا .. وضعيفا .. عندما كانتْ حياتي مَسْرَحاً للتُرَّهاتِ عندما ضَيَّعتُ في حُبّكِ أزْهَى سَنَواتي. بَرَدَتْ قهوتُنا بَرَدَتْ حُجْرَتُنا فلنَقُلْ ما عِندَنَا بوضوحٍ ، فلنَقُلْ ما عِندَنَا أنا ما عُدْتُ بتاريخكِ شيئا أنتِ ما عُدْتِ بتاريخيَ شيئا ما الذي غَيَّرني؟ لم أعُدْ أُبْصِرُ في عينيكِ ضَوْءَا ما الذي حَرَّرني ؟ مِنْ حكاياكِ القديمَهْ مِنْ قَضَاياكِ السقيمَهْ .. بعد أنْ كنتِ أميرهْ.. بعد أن صَوَّرك الوَهْمُ لعينيَّ.. أميرَهْ بعد أَنْ كانتْ ملايينُ النُجُومِ فوق أحداقكِ تغلي كالعصافير الصغيرهْ.. *** ما الذي حَرَّكني؟ كيفَ مَزَّقْتُ خُيُوطَ الكَفَنِ ؟ وتمرَّدْتُ على الشوق الأجيرِ .. وعلى الليلِ .. على الطيبِ .. على جَرِّ الحريرِ بعدَ أن كانَ مصيري مرةً ، يُرْسَمُ بالشعر القصيرِ .. مرةً ، يُرْسَمُ بالثغر الصغيرِ .. ما الذي أيقظني ؟ ما الذي أرْجَعَ إيماني إليَّا ومسافاتي ، وأبْعَادي ، إِليَّا .. كيف حَطَّمتُ إِلهي بيديَّا ؟. بعد أن كادَ الصَدَا يأكُلُني ما الذي صَيَّرني ؟؟ لا أرى في حسنكِ العاديِّ شَيَّا لا أرى فيكِ وفي عَيْنَيْكِ شَيَّا بعد أنْ كُنتِ لدَيَّا قِمَّةً فوق ادِّعاءِ الزَمَنِ.. عندما كُنْتُ غَبِيَّا.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:05 PM | رقم المشاركة : ( 263 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
عَوْدة التنّورة المزركَشة
----------------- ضِيقي .. مع التَيَّار ، واتَّسِعِي وتَفَرَّقي ، ما شئتِ ، واجْتَمِعي .. طيري ، حقيبةَ أنْجُمٍ ورؤىً .. يا .. يا مُغَامَرَةً مُصَوَّرةً .. لَتَلُمُّكِ الأحداقُ .. إنْ تَقَعِي .. وتَثَاءَبي ، يا بَوْحَ مَزْرَعَةٍ أنا والرياحُ عليكِ ، فارْتَفِعِي وتَمَسَّكي بمَحَطِّ خاصرةٍ زُنَّارُها يبكي بلا وَجَعِ لمَّا رأونا في الطريق معاً قالوا : صَنَوبَرةٌ تسيرُ معي ! إن تَحْتَمي من عَصْفِ عَاصِفَةٍ بِيَدَيْكِ .. ما يَحْمِيكِ من طَمَعي؟ *** جَبَليةٌ .. نَهبَتْ مواسِمَنَا فبلادُ آبائي هُناكَ تَعِي .. شالَ الهواءُ بِبَيْدَرٍ مَرِحٍ مِنْ موطن الموَّالِ مُنْتَزَعِ.. زَهَراتُ ليمونٍ ، تُطرِّزُها كُلْ يا فُضُولي الخَيْطَ .. إن تَجُعِ .. وامْضَغْ ثُلُوجَ الرُكْبَتَيْنِ .. فإنْ رَحَلتْ فُصُولُ الثلج .. فَاخْتَرِعِ.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:05 PM | رقم المشاركة : ( 264 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
نِفَاق
----- كَفَانَا نِفَاقْ!.. فما نَفْعُهُ كلُّ هذا العِناقْ؟ ونحنُ انتهَيْنَا وكُلُّ الحكايا التي قد حكينَا نِفَاقٌ .. نِفَاقْ .. إنَّ قُبْلاتِكَ الباردَهْ على عُنُقي لا تُطَاق وتاريخُنا جُثَّةٌ هامِدَهْ أمام الوُجَاق *** كَفَى .. إنَّها الساعةُ الواحِدَهْ .. فأينَ الحقيبَهْ؟.. أَتَسْمَعُ؟ أينَ سَرَقْتَ الحقيبَهْ؟ أجَلْ. إنَّها تُعْلِنُ الواحِدَهْ.. ونحنُ نلُوكُ الحكايا الرتيبَهْ بلا فائِدَهْ.. لِنَعْتَرِفِ الآنَ أنَّا فَشِلْنَا ولم يبقَ مِنَّا سوى مُقَلٍ زائغَهْ تَقَلَّصَ فيها الضياءْ وتجويفِ أعْيُنِنَا الفارغَهْ تَحَجَّر فيها الوفَاءْ *** كَفَانا.. نُحَمْلقُ في بعضنا في غَبَاءْ ونحكي عن الصِدْق والأصدقاءْ ونَزْعُم أنَّ السماءْ.. تَجنَّتْ علينا.. ونحنُ بكِلْتَا يدَيْنَا دَفَنَّا الوفاءْ وبِعْنَا ضمائرنَا للشتاءْ.. وها نحنُ نجلسُ مثلَ الرفاقْ ولسنا حبيبينِ .. لسنا رِفَاقْ نُعيدُ رسَائلَنا السالِفَهْ.. ونضحكُ للأسطُرْ الزائفَهْ.. لهذا النِفَاقْ أنحنُ كتبناهُ هذا النِفَاقْ؟ بدون تَرَوٍ .. ولا عاطِفَهْ.. *** كَفَانَا هُرَاءْ.. فأينَ الحقيبةُ؟.. أينَ الردَاءْ؟.. لقد دَنَتِ اللحظةُ الفاصِلَهْ وعمَّا قليلٍ سيطوي المساءْ فُصولَ علاقَتِنَا الفاشِلَهْ.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:05 PM | رقم المشاركة : ( 265 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
الجَوْربُ المقطوع
------------- طائشةَ المِشْيَةِ .. لا تَغْضَبي تُشْمِتُني الطَعْنةُ في الجوْرَبِ .. عَفْواً .. وكَرَّ الخَيْطُ في شَهْقَةٍ نادمةٍ .. في أسَفٍ مُطْرِبِ فالقَمَرُ المرسومُ في سُرْعةٍ يُرضِعُني من جُرحِهِ المُذْهَبِ.. جزيرةٌ .. في صُدْفةٍ كُوِنَتْ فاغْرُزْ هنا المرساةَ يا مَرْكَبي ويا فمَ الجَوْرَبِ .. لا تَنْطَبِقْ موسمُنا أكثرُ من طَيِّبِ .. *** لا تَأسَفي عليهِ .. إنِّي هُنا مَرْمَى شبابيكي على المَغْرِبِ .. أُكَوِّمُ النَجْمَاتِ في سَلَّتي لم يَتْعَبِ الجُرْحُ ... ولم أَتْعَبِ .. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:06 PM | رقم المشاركة : ( 266 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
رسَائِل لم تُكْتَبْ لهَا
------------ 1 مَزِّقيها .. كُتُبي الفارغَةَ الجَوْفَاءَ إنْ تَسْتَلِميها .. والْعَنِيني .. والْعَنِيْها كاذباً كنتُ. وحُبِّي لكِ دعوى أَدَّعِيْها.. إنَّني أكتُبُ لللهوِ.. فلا تعتقدي ما جاءَ فيها.. فأنا ــ كاتبهَا المهْوُوُسَ ــ لا أذكرُهُ ما جاءَ فيها .. 2 إقْذِفيها .. إقْذِفي تلكَ الرسالاتِ .. بِسَلِّ المُهْمَلاتِ واحْذَري .. أنْ تَقَعي في الشَرَكِ المُخْبُوءِ بين الكَلِمَاتِ فأنا نفسيَ لا أُدركُ معنى كَلِمَاتي.. فِكَري تَغْلي .. ولا بُدَّ لطُوفان ظُنُوني مِنْ قَنَاةِ.. أَرْسُمُ الحرفَ كما يمشي مريضٌ في سُباتِ فإذا سَوَّدتُ في الليلِ تِلالَ الصَفَحَاتِ.. فلأنَّ الحرفَ ، هذا الحرفَ .. جزءٌ من حياتي ولأنِّي رِحْلَةٌ سَوْدَاءُ .. في موج الدَوَاةِ 3 أَتْلِفيها .. وادْفُني كُلَّ رسالاتي بأحشاءِ الوَقْودِ واحذري أنْ تُخْطِئي .. أنْ تقرأي يوماً بريدي .. فأنا نفسيَ لا أذكُرُ ما يحوي بريدي ! .. وكتاباتي ، وأفكاري ، وزَعْمي ، وَوُعودي ، لم تكُنْ شيئاً ، فحُبِّي لكِ جُزْءٌ من شُرُودي فأنا أكتُبُ كالسَكْرانِ .. لا أدري اتّجاهي وحُدُودي .. أَتَلهَّى بكِ ، بالكِلْمَة ، تَمْتَصُّ وريدي .. فحياتي كُلُّها .. شَوْقٌ إلى حرفٍ جديدِ ووُجُودُ الحرف من أبسطِ حاجاتِ وُجُودي هل عرفتِ الآنَ .. ما معنى بَريدي؟ |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:06 PM | رقم المشاركة : ( 267 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
وُجُوديَّة
-------- كانَ اسْمُها جَانِينْ.. لقيتُها – أَذْكُرُ – في باريسَ من سِنِينْ أَذْكُرُ في مغارة (التابُو). وَهْيَ فَرَنْسِيَّهْ.. في عَيْنَيْهَا تَبْكي سماءُ باريسَ الرَمَادِيَّهْ وَهْيَ وُجُوديَّهْ تعرفُها مِنْ خُفِّها الجميلْ مِنْ هَسْهَساتِ الحَلَقِ الطويلْ كأنَّهُ غَرْغَرَةُ الضوء بفُسْقِيَّهْ.. تعرفُها من قَصَّة الشَّعرْ الغُلاميَّهْ.. من خُصْلةٍ في الليل مَزْرُوعَةٍ وخُصْلةٍ .. لله مَرْمِيَّهْ *** كانَ اسْمُهَا جَانينْ بِنْطالُها سَحْبَةُ كُبرياءْ خَيْمَةُ حُسْنٍ تحتَها .. يختبيءُ المَسَاءْ وتُولَدُ النُجُومْ وخُفُّها المُقَطَّعُ الصغيرْ سفينةٌ مَجْهُولةُ المصيرْ تقولُ للجاز: ابْتدِيءْ.. أريدُ أَنْ أَطيرْ.. مع العصافير الشتائيَّهْ.. إلى مَسَافاتٍ خُرَافيَّهْ أُريدُ أَنْ أَصيرْ أغْنِيَةً أو جُرْحَ أُغْنِيَّهْ تمضي بلا اتِّجاهْ تحتَ المصابيح المسائيَّهْ في حَارَةٍ ضَيِّقةٍ ، في ليل باريسَ الرَمَادِيَّهْ *** كانَ اسْمُها جَانِينْ.. وَهْيَ وُجُوديَّهْ تعيشُ في التابُو .. وللتَابُو وليلُها جَازٌ وسِرْدَابُ.. صَنْدَلُها المنسوجُ منْ رُعُودْ يزيدُ من إغرائِها وكيسُها الراقصُ من ورائِها.. صديقُها في رِحْلَة الوُجُودْ تقولُ لللحْنِ : انْهَمِرْ أريدُ أن أَرُودْ جَزَائراً في الأرضِ مَنْسِيَّهْ جَزَائراً مَرْسُومةً بأدْمُع الوُرُودْ ليسَ لها سُورٌ .. ولا بابٌ .. ولا حُدودْ *** كانتْ وُجُوديَّهْ لأنَّها إنسَانةٌ حيَّهْ.. تُريدُ أنْ تختارَ ما تَرَاهْ تُريدُ أنْ تُمزِّقَ الحَيَاهْ.. مِنْ حُبِّها الحَيَاهْ.. *** كَانَتْ فَرَنْسِيَّهْ في عَيْنِها تبكي سَمَاءُ باريسَ الرَمَادِيَّة كانَ اسْمُهَا جَانِينْ.. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:07 PM | رقم المشاركة : ( 268 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
عِنْدَ واحِدَة
-------- قُلْنَا .. ونَافَقْنَا .. ودَخَّنَا لم يُجْدِنَا كُلُّ الذي قُلْنَا .. الساعةُ الكُبْرَى .. تُطاردُنا دَقَّاتُها .. كَمْ نحنُ ثَرْثَرْنَا ! حَسْنَاءُ ، إنَّ شِفَاهَنَا حَطَبٌ فلْنَعْتَرِفْ أنَّا تَغَيَّرْنَا .. ما قيمةُ التاريخِ ، ننبُشُهُ ولقد دفَنَّا الأمْسَ وارْتَحْنَا .. هذي الرُطُوبةُ في أصابعنا هيَ من عويل الريح .. أَمْ مِنَّا؟ أَتْلُو رسائلَنا .. فَتُضْحِكَني أبمثْلِ هذا السُخْفِ قد كُنَّا ؟ هذي ثيابُكِ في مَشَاجِبها بَهَتَتْ .. فلستُ أُعيرُها شأنا .. فالأخضَرُ المُضْنَى أضيقُ به ومتى يُمَلُّ الأخضَرُ المُضْنَى ؟ اللونُ ماتَ .. أم أنَّ أعْيُنَنَا هيَ وَحْدَها لا تُبصِرُ اللونَا .. يَبِسَ الحُنُّو .. على محاجرنا فعُيونُنَا حُفَرٌ بلا معنى .. ما بالُ أيدينا مُشَنَّجَةٌ فالثلجُ غَمْرٌ إنْ تَصَافَحْنَا مَمْشَى البَنَفْسَجِ في حديقتنا قَفْرٌ .. فما أَحَدٌ به يُعْنَى .. مَرَّ الربيعُ على نوافذنَا ومَضَى ليُخبرَ أنَّنَا مُتْنَا .. ما للمقاعد لا تُحِسُّ بنا أهِيَ التي اعتادَتْ أم اعتَدْنَا .. أينَ الحرائقُ ؟ أينَ أنفُسُنا ؟ لمَّا أضَعْنَا نارنَا ضِعْنَا .. كُنَّا ، وأصْبَحَ حُبُّنا خَبَراً فلْيَرْحَمِ الرحْمَنُ ما كُنَّا .. يتنفَّسَ الوادي ، وزنبقُهُ وشَقيقُهُ ، إمَّا تَنَفَّسْنَا .. نَبْني المَسَاءَ بجرِّ إصْبَعَةٍ فَنُجُومُهُ من بعض ما عِفْنا .. كُتُبي .. ومِعْزَفُكِ القديمُ هُنا كَمْ رَفَّهَتْ أضلاعُهُ عَنَّا وصَحَائفٌ للعَزْفِ شاحبةٌ غَبْرَاءُ .. لا نُلْقي لها أُذْنا هذا سِجِلُّ رُسُومِنَا .. تَرِبٌ العَنْكَبُوتُ بَنَى له سِجْنَا .. هذا الغلامُ أنا .. وأنتِ معي ممدودةٌ في جانبي .. لحنا لا .. ليسَ يُعْقَلُ أن صُورَتَنا هذي .. ولَسْنَا من حَوَتْ لَسْنَا *** قُلْنَا .. ونَافَقْنَا .. ودَخَّنَا لم يُجْدِنَا كُلُّ الذي قُلْنَا .. حَسْنَاءُ .. إنَّ شِفاهَنَا حَطَبٌ فَلْنَعْتَرِفْ أنَّا تَغَيَّرْنَا .. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:08 PM | رقم المشاركة : ( 269 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
شمْع
----- جِسْمُكِ في تَفْتيحِهِ الأرْوعِ فانْغَرِسي في الشَمْع يا إصْبَعِي في غابةٍ ، أريجُها مُوجَعٌ ولوزُها .. أكثرُ مِنْ مُوجَعِ .. كُلي شُمُوساً .. وامْضَغِي أنْجُمَا .. لا تقنعي ، مَنْ أنتِ إنْ تقنَعي .. وَلَقِّطي الغُرُوبَ عن حَلْمةٍ كَسْلَى ، بغير الورد لم تُزْرَعِ جادتْ وجادتْ ، حين شجَّعتُها وحينَ حَطَّتْ .. لم أجِدْ أضْلُعي مُنْزَلَقُ الإبط .. هُنا .. فاحْصُدي حشائشاً طازجةَ المطلعِ .. الزَغَبُ الطفلُ على أُمِّهِ بيادراً .. فيا يدي قَطِّعِي .. والنَهْدُ ، مِشْكَاكُ النجومِ ، الذي شالَ إلى الله ولم يَرْجِعِ .. عَرَفْتُهُ أصغَرَ من قَبْضَتي أصغرَ ممَّا يدَّعي المُدَّعي حُقاً من اللؤلؤ .. كَمْ جئتُهُ أعجنُهُ بالجُرْح والأدْمُعِ .. ** تَنَقَّلي ، قِطْعَةَ صَيْفٍ ، على وسائدٍ مَمْدُودَةِ الأذْرُعِ .. أَثَرْتِ لَوْحَاتي على نَفْسِهَا وفَرَّ من تاريخهِ .. مَخْدَعي والتَفَتَ الليلُ بأعصابِهِ إلى إزارٍ .. بَعْدُ لم يُنْزَعِ.. أينَ يدي .. لا خَبَرٌ عن يدي قَبْلَ سُقُوط الثلج كانَتْ معي .. |
||||
|
|||||
8/1/2009, 10:08 PM | رقم المشاركة : ( 270 ) | ||||
مـهـند س مـاسـي
|
رد: كل قصائد نزار قبانى
مِنّي
----- إنْ رفَّ يوماً .. كتابي حديقةً في يدَيْكِ وقالَ صحبُكِ : شِعْرٌ يقالُ في عينيكِ .. لا تُخبري الوردَ عنِّي إنِّي أخافُ عليكِ ولا تَبُوحي بسرِّي ومَنْ أكونُ لديكِ ولْتقرأيهِ بعمقٍ ولْتُسْبِلي جفنيكِ ولْتجعليهِ بركنٍ مُجاورٍ نهديْكِ هذي وُرَيْقَاتُ حُبٍّ نَمَتْ على شفتيكِ عَاشَتْ بصدري سنيناً لكي تعودَ إليكِ |
||||
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~