|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤية الحقائق الغيبية وأثرها في تثبيت القلب وزيادة الإيمان
رؤية الحقائق الغيبية وأثرها في تثبيت القلب وزيادة الإيمان فنحن نعلم أن الإيمان بالغيب درجات ثلاثة، علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، فلو قلت لك هناك موت وبعث وجنة ونار، فهذا علم، فلو رأيت ذلك بعينيك فهذا عين اليقين، فلو جربته وأكلت من الجنة مثلاً فهذا حق اليقين، وكلما ارتقيت من درجة إلى أخرى يزداد يقينك وإيمانك بالله، فليس من رأي وجرّب كمن علم وسمع. فلو قلت لك: أن فاكهة العنب طرحت في السوق؛ فهذا علم؛ فلو ذهبت إلى السوق ورأيت العنب ازداد يقينك وتأكدت؛ وانتقلت إلى الدرجة الثانية وهي درجة عين اليقين؛ فلو اشتريت قطفا وأكلته؛ وصلت إلى الدرجة الأخيرة وهي : حق اليقين!! والدرجات الثلاثة وردت في القرآن الكريم قال تعالى:{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)} (التكاثر) ، فهاتان درجتان، والثالثة في قوله تعالى:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ}(الواقعة:95) والضمير عائد على الموت وخروج الروح، فهو حق أي أن الكل سيجربه حقاً ويموت. فالله أكرم نبيه في المعراج برؤية الغيبيات لهذه الحكمة، وقد ذكر ذلك في آيات الإسراء فقال:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء : 1)، وفي آيات المعراج قال:{لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}(النجم: 18)، وهذا الأمر ليس قاصراً على نبينا فقط، بل شمل أنبياء كثيرين قبله، فهذا موسى قال الله له:{وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى* لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى* اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (طه: 22- 24)؛ فأراه الآيات أولاً تثبيتاً له ثم عقبها بالذهاب إلى فرعون. وهذا إبراهيم عليه السلام قال الله فيه:{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (البقرة: 260)، جاء في تفسير ابن كثير: “عن ابن عباس قال: { فَصُرْهُنَّ إِلَيْك } أوثقهن، فلما أوثقهن ذبحهن، ثم جعل على كل جبل منهن جزءًا، فذكروا أنه عمد إلى أربعة من الطير فذبحهن، ثم قطعهن ونتف ريشهن، ومزقهن وخلط بعضهن في ببعض، ثم جزأهن أجزاءً، وجعل على كل جبل منهن جزءًا، قيل: أربعة جبال . وقيل: سبعة. قال ابن عباس: وأخذ رؤوسهن بيده، ثم أمره الله عز وجل، أن يدعوهن، فدعاهن كما أمره الله عز وجل، فجعل ينظر إلى الريش يطير إلى الريش، والدم إلى الدم، واللحم إلى اللحم، والأجزاء من كل طائر يتصل بعضها إلى بعض، حتى قام كل طائر على حدته، وأتينه يمشين سعيا ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها، وجعل كل طائر يجيء ليأخذ رأسه الذي في يد إبراهيم، عليه السلام، فإذا قدم له غير رأسه يأباه، فإذا قدم إليه رأسه تركب مع بقية جثته بحول الله وقوته؛ ولهذا قال:{ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } أي: عزيز لا يغلبه شيء، ولا يمتنع منه شيء، وما شاء كان بلا ممانع لأنه العظيم القاهر لكل شيء، حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره. قال ابن عباس في قوله تعالى: { وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } ما في القرآن آية أرجى عندي منها” أ.ه وكأن الله يقول لسيدنا إبراهيم نحن أكرم منك يا إبراهيم، فأنت طلبت الرؤيا-الدرجة الثانية عين اليقين- ونحن جعلناك جربت ذلك بنفسك فأعطيناك الدرجة الثالثة. لذلك كان الصحابة يزداد يقينهم وثباتهم وإيمانهم برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم فما بالك برؤية الله؟!! فعَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ:” لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ؟! قَالَ قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”( مسلم)، فينبغي عليك أن تتذكر الغيب أمامك؛ وتعمل كل عمل يذكرك بربك والآخرة؛ فذلك أدعى لزيادة الإيمان وتثبيت قلبك على طاعة الرحمن! هذا فضلا عن أن المشاهد التي رآها الرسول في رحلة المعراج رسائل وإشارات إلى تحذير الأمة من هذه الانحرافات؛ حيث كانت العقوبات الشديدة المنفرة، فيحذِّر النبي الأمة من هذه الآفات كالربا، والزنا، وأكل مال اليتيم؛ والغيبة والنميمة وغيرها؛ لأنها أمراض اجتماعية تدمِّر الفراد والمجتمع. نسأل الله أن يجعل ما قلناه وما سمعناه حجة لنا لا علينا يوم القيامة؛ وأن يجعلنا من العالمين العاملين المخلصين!
|
27/4/2016, 02:30 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
مـهـندس مـمـيـز
|
رد: رؤية الحقائق الغيبية وأثرها في تثبيت القلب وزيادة الإيمان
بارك الله فيك
|
|||
28/4/2016, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
|
رد: رؤية الحقائق الغيبية وأثرها في تثبيت القلب وزيادة الإيمان
جزاك الله خيرا
|
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~