![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() أقسام أمانة الكلمة أحبتي في الله: تعالوا بنا لنقف سويا لنعرف في هذا العنصر أقسام أمانة الكلمة؛ حتى نستطيع تطبيق ذلك عمليا على أرض الواقع؛ وأمانة الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أشياء: • أولا: قول الحق.. فينبغي على المسلم أن يقول الحق مهما كان الأمر؛ لأن قول الحق من أعظم الصدقات والقربات إلى الله تعالى؛ فعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من صدقة أحب إلى الله عز وجل من قول الحق »(البيهقي وضعفه الألباني)؛ فكم من شهادة حق حافظت على الأرواح والأرحام؟! وكم من شهادة زور تسببت في هدم بيوت؟! وكيف لا وقد عدها رسول الله من الكبائر؛ ففي الصحيحين عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ؛ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ؛ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ: أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ.” ولنرى أهمية قول الحق حتى في البيع والشراء: التجارة من المعاملات اليومية بين الناس التي انتشر عن طريقها الإسلام في البلاد لأمانة التجار وصدق كلمتهم؛ فَعَن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا ؛ فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا.” (البخاري ومسلم). وهكذا أيضا على الرعية نصح الراعي وقول الحق إذا كان ذلك فيه صلاح البلاد والعباد؛ فقد حدث مرة أن رجلاً قال لعمر بن الخطاب أمير المؤمنين – رضي الله عنه -: اتق الله يا أمير المؤمنين. فردّ عليه آخر: تقول لأمير المؤمنين اتق الله؟! فقال عمر: دعْه فليَقلها، فإنه لا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها منكم.!! وروى أن عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – قال لعمرو من مهاجر: ” إذا رأيتني قد مِلت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم هزني، ثم قل: يا عمر، ما تصنع؟!”. إن قول الحق في جميع صور ومجالات وتعاملات الحياة من أمانة الكلمة وحفظها في الحياة عامة، وفي الأزمات خاصة. فأمانة الكلمة: قالها يوسف عليه السلام وهو في السجن: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}[يوسف: 39]. فإذا الله معه، يفرج كربه بكلمة حق قالها!! فكم مرة قلت الحق فنصرك الله به؟! وقالها مؤمن آل فرعون يكتم إيمانه، ولكنه ينبعث في فجوة من فجوات الغيظ والمعاناة فيقول: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} [غافر: 28]. وقالها الهدهد لسليمان عليه السلام حينما استنكر عبادة الشمس من دون الله: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}[النمل: 24]. أحس الهدهد أن له دورا حتما لابد أن يؤديه وأن عليه أمانة فرضت على الإنسان ولم تفرض على الحيوان!! لأنه مسخر لخدمه الإنسان وليس عليه حساب، فما بالك بالمحاسب يوم القيامة؟!! هل أديت الأمانة؟!! هدهد نقم عليهم عملهم الخاطئ الوثني وأتى يخبرهم بعقيدة التوحيد لا إله إلا الله، فقال: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}[النمل: 25]. وانظر إليه كيف التفت إلى الخبء؟! لأنه هدهد ورزقه دائماً يخبئه، وأعظم معجزة عند الهدهد تخبئة الرزق، فمن يكشف رزقه إلا الله؟! فأشار أي: بلسان الوحدانية!! إذاً أيها المسلمون: القسم الأول من أقسام أمانة الكلمة هو قول الحق!! • ثانيا: التثبت في نقل الخبر. كثير من الناس وللأسف لا يتثبتون في نقل الأخبار ؛ ويصدرون الخبر؛ قال بعضهم: أو زعموا أو أكدت مصادر مطلعة أو أو إلخ ؛ وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الصيغ المجهولة والتي تؤدي إلى فساد المجتمع فقال -: “بئس مَطِيَّة الرجل: “زعموا” [أبو داود وصححه الألباني] ؛ هذه الكلمة التي يبدأ بها مروج الإشاعات، فهو حتما لم يتثبت من الأمر؛ هدفه من نشر الأخبار إما المصلحة المادية أو الحصول على منصب؛ أو الظهور الإعلامي؛ أو مجارات الناس وكسب ودهم بقذف الناس والخوض في أعراضهم. أحبتي في الله: إن نقل الأخبار الكاذبة والشائعات دون التثبت منها مرض اجتماعي خطير له أثر خبيث في إفساد القلوب، وإثارة الشحناء، ونشر العداوات،، ذلكم المرض هو مرض الإشاعات، أو مرض الشائعات، الإشاعات المختلقة فيسمعون كلمة واحدة، فيزيدون عليها مائة كلمة، ثم ينقلها الناس في الآفاق، وينقلها بعضهم إلى غيرهم حتى تصبح إشاعةً يسير بها بين القاصي والداني، ويؤدي إلى توهين العزائم؛ بالإضافة إلى الأذى الذي يحدثه في أعماق النفوس!! وما أكثر هذا في عصرنا!! لأن ما يُنشر في الصحافة أو في الإذاعة أو في التلفاز وفي جميع وسائل الإعلام الحديثة؛ يصل العالم كله كالبرق الخاطف!!.. يطير طيراً !! فمن أمانة الكلمة ومن حفظ الكلمة ألا تنقل من الأخبار إلا ما ثبت عندك، وأن تكون صادقاً في نقل ما ثبت، فليس كل خبر يصلك صحيحاً مطابقاً للواقع، وليس كل امرئ مأموناً على نقل الأخبار، فبعض الناس لهم عادة الزيادة في الكلام، وبعضهم له عادة الإنقاص منه، وبعضهم يضفي عليه عاطفته، وبعضهم يزيد فيه رأيه…، وقليل من الناس من يضبط ما نقل!! وعليك أن تكون حكيما في تعاملك مع من نقل إليك خبراً ؛ ولنا في سلفنا الصالح القدوة الحسنة؛ فقد جاء رجل لعمر بن عبد العزيز في يوم يقول له: يا أمير المؤمنين إن فلانا يقول عليك كذا !! قال له عمر: حسنا سننظر في أمرك، فإن كنت كاذبا صدق فيك قول المولى عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}[الحجرات: 6]. وإن كنت صادقا فأنت ممن قال فيهم: { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} (القلم: 11)؛ وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين العفو.. هكذا يجب التعامل مع ما نقل إليك من أخبار وشائعات!!.. ولا يخفي علينا أكبر شائعة عرفها التاريخ وهي شائعة الإفك التي رميت بها زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – عائشة العفيفة ابنة الصديق الطاهرة، لنأخذ منها العبرة والعظة والقصة معروفة ومشهورة!! ولنا في رسول الله أسوة حسنة في تثبته من الأخبار ؛ حيث أنه في غزوة الخندق أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- السعدين للتأكد من نقض اليهود للعهد. بل ذهب بنفسه ليستيقن الخبر، ولما سمع الصديق خبر وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتكلم بكلمة، حتى دخل عليه -صلى الله عليه وسلم- وهو مسجى فتأكد بنفسه ثم خرج على الناس فتكلم!! من كل هذه المواقف نتعلم منهم عندما تشاع شائعة عن أحد أمامنا يجب أن نحسن الظن بالآخر وألا نصدق ناقل الإشاعة وأن نبغضه في الله؛ لأنه بغيض إلى الله ورسوله؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:” إِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ.”(أحمد والطبراني وصححه الألباني). عباد الله: إن الأمر يعدو الضرر الفردى إلى ضرر اجتماعي عام، وقد رأينا كيف تحولت بعض الكلمات الصغيرة إلى شائعات، ثم إلى أحداث، ثم إلى دماء وأشلاء، ثم إلى تأخير فى نهضة هذا الوطن وانبعاث حضارته. أحبتي في الله: أختم هذه الجزئية من حديثنا عن الشائعات وضرورة التثبت من الأخبار بقول المولى -عز وجل-: { يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (النور: 17) ؛ فإن كنتم مؤمنين حقا عليكم برأب الصدع في أمتنا الإسلامية من أجل وحدتنا، فمن جمعتهم الثورات لا تفرقهم الإشاعات!!! إن للكلمة أمانة، فالتزم أمانة الكلمة لتكون من المؤمنين حقًّا، أنت مسلم آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا رسولاً، فلتكن كلماتك كلمات نافعة، وكلمات مؤثِّرة، وكلمات تخدم دينك، وكلمات تسعى في لَمِّ شَعَثِ أمَّتك، وكلمات تسعى في جمع الصفّ، وكلمات تُعالج بها قضايا الأمة على ضوء من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ثالثاً: العدل في النقد. أيها المسلمون: هذا هو القسم الثالث من أقسام أمانة الكلمة؛ فينبغي للإنسان أن يرعى الكلمة ويقول كلمة العدل في نقد الآخرين أو الحكم بينهم بكلمة الحق ولو على نفسه، كما قال – تعالى -: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ }( النساء: 135)؛ يعني لا يمنعك محبة من تحب أن تقول الحق أو تشهد به؛ ولا يحملنك على أن تقول غير العدل، والله – تعالى – يقول: { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } (الأنعام: 152) ولو أن رجال الإعلام ورجال العلم، ورجال الثقافة كل واحد راعى الحق في أداء كلمته بحيث لا يخبر إلا بالصدق ولا يقول إلا الرأي الذي يعتقد أنه حق؛ لصلح حال البلاد والعباد، فأمانة الكلمة هي من أهم الأمانات التي يحرص عليها الإسلام ويجعل الإنسان يرعى الله في شأنها. إن الكلام في الآخرين بدون علم ولا عدل، بل بظلم وهوى ذلك سبب لكثير من التفرق بالقلوب، وحدوث الشحناء والحسد والتباغض؛ بل سبب لفشل وذهاب وحدة الصف وقوته. أيها المسلمون: اتقوا الله واعدلوا في القول!! اتقوا واعدلوا في الكلمة بين المتخاصمين أو المتشاحنين أو المتحاكمين حتى ولو كان الأمر يسيرا أو كانوا صغارا؛ فلقد كتب اثنان من الأطفال كتابة وعرضاها على الحسن بن علي -رضي الله عنه- وقالا له: أيّنا أحسنُ خطاً، وكان أبوه (علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-) حاضراً، فقال له: احكم بينهما بالعدل، فإنّه قضاء! فإذا كان العدل مع الصغار مطلوباً، فكيف بالكبار؟! أحبتي في الله: فلنتثبَّت في ألفاظنا وعدلنا في القول والحكم، ولنحاسب أنفسنا قبل أن تزلَّ القدم، ولنَعْلَم أن الكلمات السيئة كم هدمت من بناء أعمال صالحة! وكم أوردت صاحبها موارد العَطَب والهلاك!!!
|
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
نجم المنتدي الاسلامي
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]()
![]() |
![]()
بارك الله فيك اخى
|
||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~