|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمانة الكلمة
المنافقون ضيَّعوا أمانةَ الكلمة، وتلاعَبوا في القول حتى خدَعوا المؤمنين، فإن جلَسوا معهم أظهَروا الإيمان، وتكلَّموا به، ولبِسوا لباسه، فلا يشُكُّ الجالس معهم أنهم مؤمِنون متحمِّسون لدِينهم، يقرَؤون القرآن، ويذكُرون الله، لكنهم إذا خلَوْا إلى شياطينِهم أظهَروا الكفر، وانتقَصوا من الإسلامِ. فأخبَر اللهُ نبيه خبَرَهم فقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 8 - 10]. وكانوا أشدَّ خطَرًا على المُسلمين من الكافرين، لكن الله فضَحهم لنبيِّه، وكشَفهم له، وكان أبو عامرٍ الراهبُ زعيمَهم الذي يجتمِعون إليه؛ لذلك بنَوْا له مسجدَ الضِّرار؛ لكي يجتمعوا إليه سرًّا في هذا المسجد، ويخططوا لأذيةِ المسلمين. فأطلَع الله نبيَّه على ما خطَّطوا، فأمَر عليه الصلاة والسلام بهَدْم المسجدِ وتحريقِه. وقد كانوا ينشُرون الشائعاتِ المغرِضة، ويحرِّفون ما يسمعون من الكلام، يوحي لهم به أعداءُ الله اليهودُ؛ قال الله تعالى يكشِفُ هاتين الفئتين: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾ [المائدة: 41]. وقال أيضًا: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108]. وقد نزَلت في بيتِ نفاقٍ، فيهم بِشر بن أبيرق الذي كان يقولُ شعرًا يهجو به أصحابَ رسولِ الله صل الله عليه وسلم، وينسُبه إلى بعض العرب، فيقول: قال فلان، وقال فلان، فإذا سمِع أصحابُ رسول الله صل الله عليه وسلم هذا الشِّعرَ قالوا: والله ما يقولُه إلا هذا الخبيث؛ لأنهم كانوا لا يشكُّون في نفاقِه. وقد ورَد في الحديث المتفق عليه: (وتجدون شرَّ الناس ذا الوجهَيْنِ، الذي يأتي هؤلاءِ بوجه وهؤلاء بوجه)، وهذا المذمومُ هو الإِمَّعة الذي يقول: إنْ أحسَن الناس أحسنتُ، وإن أساء الناسُ أسأتُ، فإذا حضَر مجلسًا فيه دِين وعِلم، كان متدينًا عالِمًا، وإن حضَر مجلسًا فيه غِيبة وفِسق ومُجون كان منهم.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~