سنوات العمر

[ابوطالب 101]

سنوات العمر سريعا وكأنه يمسح من ذاكرتي فلقد كنا نحيى حياة ليس لها مثيل في دنيا الواقع وقد كنا نكتب بقلوبنا عبارات تنافس أندى وأعذب ما سطر في الكتب والمؤلفات عبارات صادقة صادرة من قلبين تملكا من بعضهما البعض فأصبحا وكأ نهما كيان واحد ووصلنا لمرحلة جعلت كل واحد منا يحاول أن يسبق الآخر في الحديث

فلا ينطق أحدنا بكلمة إلا ويلاحقه الآخر بالرد عليها

وبذلك التقينا وتعلقنا ببعضنا البعض وأصبحنا كزهرتين نمتا في بستان واحد متجاورتين يسقيهما بستاني واحد من ماء واحد

ماء عذب نقي صافي يصيبنا سويا ولا يستطيع أن يسقي أحدنا ويترك الأخرى وعلى ذلك استمرت علاقتنا وكلانا لا يقوى أن يستيقظ من نومه إلا بسماع صوت الآخر ولا يستطيع أن يتناول إفطاره إلا بعد أن يتناوله الآخر ولا يحتمل أن يتحقق له أي حلم أو أمنية إلا بمشاركة الآخر فيها

أتذكرين ؟ أتذكرين كيف استطعنا أن نواجه الصعاب ونخترع المبررات لنتقابل أتذكرين ما كنا نقاسي في اليوم السابق ليوم اللقاء إن كنت نسيت فسكون الليل يذكرك وضوء القمر سيعينك على التذكر وبالطبع نسيت صبيحة يوم اللقاء وحالة كل واحد منا وهو يرتدي ثيابه ويتزين ويحاول أن يكون في أزهى صوره لأنه ذاهب ليقابل حبيبه وعند اللقاء أذكر ابتسامتك المرسومة على شفتيك وكأني رأيتها بالأمس وأذكر لهفة المحبين التي جعلتنا ننسى جميع أعين الناس وتقترب قلوبنا وتتعانق أرواحنا ثم نختار أجمل مكان في البحيرة التي داومنا على الذهاب اليها لنجلس به سويا حيث الطبيعة الساحرة وألاصوات التي تشدو من حولنا فيغطي صوتها على حديثنا ولا يترك لنا مجال إلا للصمت وإعطاء الحرية لأعيننا لتتحدث وتبوح بما يعجز اللسان عن الإفصاح به من عبارات الشوق والهيام ومرت علينا الايام ونحن على هذا الحال

اخيرا يا حبيبتي اود ان اقول اليك إنك أنت أول حب حقيقي في حياتي وآخر حب فأنا أحببتك و الآن أحبك وسأظل لآخر قطرة دم في عروقي أحبك فسامحيني على ما بدر مني واعلمي أن فراقنا كتب علينا كما كتب لقاءنا

[عبدالرحمن الشنوانى]

مشكور بارك الله فيك يا غالى