انتظر الموت

[عبدالرحمن سيد]

الحب يموت كما تخرج أنفاس الحمامة البيضاء الملطخة بالدم
..
يموت لأنه كان خائن وكانت هي غير صادقة ..

يموت لأن أحدنا كان يكذب والآخر كان طيباً ويصدق

يموت الحب عندما تنطفي شموع الأمل وينتهي عصر

الوفاء ويتحول قلب المحب إلى دنيا من الجروح وعالم من الأسى والألم

هو الحزن الذي لا نريد أن نعرفه

وهي الجروح التي لا نريد أن نوقظها ولكنها الحقيقة التي يهرب الجميع منها !!

نعم .. متى أموت لأرتاح من هذا العذاب ؟

متى أموت حتى تتوقف عيني عن البكاء وتتوقف دقات قلبي عن الألم ؟

لم أستطع نسيانها .. لم يلتئم جرحي كما كنت متوقعاً .. لم تنسيني الأيام صورتها ولم تفارق نظراتها عيني

لحظة واحدة .. كم أتمنى لو أعود صغيراً فلا أعرفها ولا أجدها كالظل الذي يلاحقني في كل مكان ..

كيف أنساها وقد ارتبط ميلادي بوجودها .. كيف أمحيها من خيالي وصورتها مازالت محفورة بين أحضان

الفؤاد .. كيف كيف وكيف .. بالله عليكم أخبروني !!

هل تتعذبين مثلي الآن ؟ هل تحسين بالحرقة والألم وتتجرعين ألوان العذاب ؟ هل أنتي الآن سعيدة وترقصين

من الفرح ؟ هل ما أراه اليوم أمام عيني ترينه أمام عينيكي ؟

لا أظن ذلك .. هل تعرفين ماذا أرى ؟

أرى أن الموت يقول لي : أنا أنتظرك .. أنا قريب منك .. تعال .. أقبل إلي .. ستموت عما قريب ..

أرى من يعرفني يبكي وهو يودعني لكن .. لا أراكي بينهم .. أين أنتي الآن ؟

اللون الأسود يغطي أرجاء الكون ، لا يبقى في هذه الحياة إلا أصحاب النفوس الخبيثة .. المخادعون ، الكاذبون

، الأنانيون و المجرمون .. لماذا أرى نظرتي متشائمة لهذه الدرجة ؟ لماذا لا أنظر إلى الجانب الأبيض من

الحياة ؟
نعم الجانب الأبيض .. الأمهات مثلاً .. الأطفال ، العشاق .. هذا ما تعلمناه في هذه الحياة .. هؤلاء هم أصحاب

النفوس الطيبة وهؤلاء هم الصادقون الذين لا يكذبون ولا يجرحون ..

وحتى الأحباب

الذين يحبون بإخلاص يفترقون في النهاية لأن أحدهم كان يكذب والآخر كان طيباً ويصدق !

هل تعرفين ماذا أرى ؟

أرى ضحكتك الرائعة وأنتي بين باقات الزهور .. أرى كم أنتي جميلة وأنيقة في هذا اليوم .. أرى قلبك قوياً

شجاعاً لا يوجد به مكان للألم .. أراكي تنتظرين اليوم الموعود الذي ستكتبين عنه في كراستك بلون مختلف ..

شكراً سيدتي على كل شيء .. أموت اليوم والدمعة في عيني تودعني وأنتي في عالم آخر تضحكين وتفرحين ..

هذا هو الحب الذي كنت أعبده خذلني .. هذا هو الحلم الذي كنت أعيشه انتهى .. هذا هو الإخلاص بعينه

يفضحني .. شكرآ .. هذا ما توقعته بعد فوات الأوان