|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوفان البلاء التمثيل والغناء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فإن الدنيا ما هي إلا ممر وطريق يعبرها الإنسان إلى داره ومقره الأبدي فينتقل من الدنيا إلى الدار الآخرة وبين الدارين مرحلة تفصل بينهما ألا وهي مرحلة الموت والقبر ، ولئن كان هذا الأمر مسلما به لدى كل مسلم ومسلمة ، فإنه أيضا من المسلم به لدى كل عاقل يعيش على ظهر هذه الأرض أنه لابد له ما دام على قيد الحياة من الأخذ بأسباب السلامة والأمان ، ولذا تراه حريصا على أن لا يصل اللصوص والسراق إلى شيء من متاعه وممتلكاته ، باذلا جهده واستطاعته ، مستفرغاً طاقته وإمكاناته ، وهذا أمر وجد مع وجود الإنسان على هذه الأرض .
وفي هذا الزمن ومن قبله ، يضع الناس لبيوتهم أبوابا ونوافذ وأقفالا ، احتياطا وحذرا ومنعا لتسلل اللصوص واقتحام السراق ، وهذا عمل محمود ومن الأخذ بالأسباب . ولو أن أحداً فوجئ بلصّ يقتحم عليه بيته ، مع تحصنه وحذره ، فلا شكّ أنه سيدافعه بكل ما أوتي من قوة وقدرة ، فإن لم يستطع دفعه فسيستعين بمن يساعده عليه ، فإن لم يفلح في طرده وإبعاده ، فإنه لن يضمر له مودّة وحباً ، بل سيبغضه ويتمنى اليوم الذي ينال منه ويكشفه ويفضحه . ولو أن أحداً أتى يوما إلى داره وإذا بمن يقف عند بابه ، فيسأله ماذا يريد ؟ فيجيبه بأنه يريد سرقة الدار !! فهل سيمكنه من دخول داره !. ولو أن أحداً جاءه رجل وامرأة يعلم علم اليقين فسادهما وإفسادهما ، فهل سيستضيفهما عنده ، ويدخلهما بيته ، ويتركهما يختلطان بأهله ، ويبقيان معهم !. لا أشك أن الحريص على رضى ربه ، ونجاة نفسه ، ووقاية أهله ، ستكون إجابته إجابة العقلاء الذين أنار الله بصائرهم بنور الإسلام والإيمان . ومما يذكر فـيُحمد ، رد المفسدين وردع المعتدين ، والتحرز من اللصوص والسراق الآثمين ، وقد حرص الناس على هذا الأمر أيما حرص ، ولكن كثيرا منهم حينما لا يسمح باقتحام اللصوص ، ودخول أرباب الفسق والفساد والفجور ، تراه مع الأسف يتساهل ويفرط ويضيع ، ويسمح – بل ربما يضحك ولا يجد حرجا ولا ضيقا ولا إثما ولا ذنبا ولا تتحرك غيرته ولا ديانته ولا ينكر قلبه – بدخول قوافل الفسقة والفاسقات والمفسدين والمفسدات ، معلمي الرذيلة ، ودعاة الفحشاء والمنكر ، وربما رحب بل أدخل بنفسه وعلى أهله وذريته ، لصوص الفضيلة ، وسراق الشرف والعفاف ، وقاتلي الحياء ، ومعدمي المروءة ، ومدمري الأخلاق ، ومخربي الأفكار ، ومثيري الغرائز ، ومهيجي الشهوات . فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم والعجب الذي لا ينقضي ، أنك عندما تنصح لهذا وذاك ، تصدم بحجج واهيات ، وأعذار ساقطات ، ومجادلات متهاويات ، وإذا ذكرتهم بدينهم ، وتلوت على مسامعهم آيات ربهم ، وأحاديث نبيهم – صلى الله عليه وسلم – ، وجدت مجادلين ووجدت معارضين ووجدت متضايقين ووجدت صامتين ، ولكنك لم تجد مستغفرين تائبين مقلعين ، إلا من رحم الله وقليل ما هم . وأدعوك أيها القارئ إلى الصفحات التالية ، مع الأخذ بعين الاعتبار الحرص على الاستفادة والإفادة ، والعمل بما يرضي رب العالمين ، والله أسأل أن يقينا الزلل ، وأن يوفقنا لما فيه وقايتنا وأهلونا نارا وقودها الناس والحجارة .. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Google Adsense Privacy Policy | سياسة الخصوصية لـ جوجل ادسنس
^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~